محورية الإحساس

إناث خنازير مستخدمة في التربية "بذار التربية" تقضي معظم حياتها في "صناديق الحمل" وهي صغيرة جدًا لدرجة أنها لا تستطيع حتى الالتفاف.

مركزية الإحساس Sentiocentrism أو الإحساسية sentientism هي وجهة نظر أخلاقية تضع الأفراد ذو الحساسية (الكائنات القادرة على الإحساس والشعور، بشكل أساسي الكائنات الواعية) sentient individuals كمحور الاهتمام الأخلاقي. كلًا من البشر والكائنات الحساسة الأخرى يملكون حقوق/مصالح يجب مراعاتها.

يعتبر الإحساسيون (المؤيدين لهذه الوجهة من النظر)أن التمييز بين الكائنات الحساسة من مختلف الأنواع النوعانية Speciesism ( على شاكلة التمييز الجنسي Sexism والعرق Racism ) تمييز تعسفي. يحترم الإحساسيون المتسقين جميع الكائنات الحساسة. يصف العديد من الإنسانويون أنفسهم على أنه إحساسيون "sentientists" نظراً لكون مصطلح "إنسانوية" يتعارض مع الـ ألوهية Theism  ولكنه لا يصف التركيز الحصري لاهتمامات البشر. تقف مركزية الإحساس في معارضة فلسفة مركزية الإنسان the philosophy of anthropocentrism.

التاريخ[عدل]

يعد فيلسوف القرن الثامن عاشر النفعي جيرمي بنثام بين أول من حجج لصالح مركزية الشعور. لقد تمسك بأن أي فرد قادر على خوض تجارب ذاتية subjective experience  ( خبرات داخلية ) يجب اعتباره موضعًا أخلاقيًا. وبالتالي يجيب تضميم الأفراد من الأنواع القادرة على اختبار اللذة والألم. يُعقد جريمي بنثام مقارنة في كتابة "مقدمة في مبادئ الأخلاق والتشريع" بين العبودية والسادية تجاه البشر والحيوانات غير البشرية:

ربما يأتي ذلك اليوم عندما تكتسب بقية المخلوقات الحيوانية تلك الحقوق التي لم تكن لتحرم منها إلا بأيدي الاستبداد. لقد اكتشف الفرنسيون للتو أن سواد البشرة ليس سببًا للتخلي عن الإنسان دون إنصافه من عذابه. ربما يأتي اليوم الذي نقر فيه أن عدد الأرجل، أو زغب الجلد، أو نهاية عظم العجز (الذيل)، هي أسباب غير كافية بالدرجة نفسها لأن نتخلى عن كائنًا حساسًا للمصير نفسه. وما الذي يجب أن يرسم الخط الفاصل؟ أهو ملكة التفكير، أو ربما ملكة الخطابة؟ إن كلبًا أو حصانًا مكتمل النمو بعيد عن المقارنة عقليًا .... بطفل رضيع عمره يوم أو أسبوع أو حتى شهر. ولكن لنفترض أنهم على خلاف ذلك، فماذا سيفيد؟ إن السؤال ليس، هل يفكرون، ولا، هل يتكلمون؟ وإنما، هل يُعانون؟

- جريمي بنثام ، مقدمة في مبادئ الأخلاق والتشريع ( 1823 ) الطبعة الثانية ، هامش الفصل السابع عشر

يصف فيلسوف أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين جون هوارد مور في كتابه في فلسفة عالم أفضل" in Better World Philosophy (1899) أن كل كائن حساس في نضال مستمر. لقد جادل بأن أيًا ما كان سوف يساعدهم في نضالهم يمكن أن يسمى خير وأن ما يعارضهم في نضالهم يمكن أن يسمى شر. اعتقد مور أن الكائنات الحساسة هي الوحيدة التي يمكن أن تسبب هذا النوع من الأحكام لأنها الجزء الوحيد من الكون الذي يستطيع اختبار اللذة والمعاناة. وكنتيجة لهذا، جادل بأن الإحساس sentience والأخلاق Ethics لا يمكن أن ينفصلا وبالتالي، فإن كل جزء حساس من الكون لديه علاقة أخلاقية جوهرية مع كل جزء حساس أخر من الكون، وليس الأجزاء الغير حساسة. استخدم مور مصطلح “Zoocentrism” ليصف الاعتقاد القائل بأن الرعاية والاعتبار العالمي يجب أن يمنح لكل الكائنات الحساسة؛ كما اعتقد أن هذا كان من الصعب جدًا على البشر فهمه في مرحلة تطورهم الحالية.

يشمل الفلاسفة البارزون الآخرون الذين يناقشون أو يدافعون عن مركزية الإحساس بيتر سينغر، تور ريجان، ماري آن ارين

مركزية الإحساس Sentiocentrism مَشمُول في موسوعة حقوق الحيوان ورفاهية الحيوان (Encyclopedia of Animal Rights and Animal Welfare)، والذي تم تحريره على يد مارك بيكوف وكارون ميني

المفهوم[عدل]

حسب مركزية الشعور يُعد الإحساس sentience هو الشرط الضروري والكافي من أجل الانتماء للمجتمع الأخلاقي. وبالتالي، فإن الكائنات الحية الأخرى بجانب البشر مهمين من الناحية الأخلاقية في حد ذاتهم. وفقًا للمفهوم، هناك كائنات حية لديها بعض الخبرة الذاتية، والتي تشمل الوعي الذاتي والعقلانية وكذلك القدرة على تجربة الألم والمعاناة

هناك مصادر تعتبر مركزية الإحساس بمثابة تعديل للأخلاقيات التقليدية، والتي ترى – أي المصادر – أن الاهتمام الأخلاقي يجب ان يمتد للحيوانات غير البشرية.