تأثير مرتد

التأثير الارتدادي، أو ظاهرة الارتداد أو الانتكاس،(بالإنجليزية:Rebound effect) هو ظهور أو عودة ظهور الأعراض التي كانت إما غائبة أو مُسيطر عليها أثناء تناول دواء ما، ولكن تظهر عندما يتم وقف هذا الدواء نفسه، أو خفض الجرعة. في حالة عودة الظهور، تكون شدة الأعراض غالبا أسوأ من مستويات ما قبل المعالجة.

أمثلة[عدل]

المنومات المهدئة[عدل]

عودة القلق[عدل]

العديد من مضادات القلق والمنومات يكون لها تأثير انتكاسي. على سبيل المثال، يمكن أن يسبب انسحاب البنزوديازيبين القلق الشديد والأرق أسوأ من الأرق الأصلي أو اضطراب القلق.[1] حوالي 70٪ من المرضى الذين توقفوا عن البنزوديازيبين مروا بتجربة عودة القلق.[2] يمكن أن تكون أعراض الارتداد عاملا في الاستخدام المزمن للأدوية والإدمان على المخدرات على المدى الطويل، مع استمرار بعض المرضى في تناول بعض الأدوية فقط لدرء أعراض غير سارة وأحيانا لمنع ظاهرتين متميزتين هما: الانسحاب الجسدي وتأثير الانتكاس.[3]

عودة الأرق[عدل]

الأرق المرتد هو الأرق الذي يحدث بعد التوقف عن المواد المهدئة التي أخذت لتخفيف الأرق الأولي. الاستخدام المنتظم لهذه المواد يمكن أن يتسبب في أن يصبح الشخص معتمدا على تأثيرها من أجل القدرة على النوم. لذلك، عندما يكون الشخص قد توقف عن تناول الدواء ومن آثاره "عودة الأرق"، فإنه أو إنها قد تعاني من الأرق باعتباره أحد أعراض الانسحاب. أحيانا، قد يكون هذا الأرق أسوأ من الأرق الذي كان من المفترض للدواء أن يعالجه.[4]

الأدوية الشائعة المعروفة بأنها تسبب هذه المشكلة هي إزوبيكلون، وزولبيديم، ومضادات القلق مثل البنزوديازيبينات والتي توصف للأشخاص الذين يعانون من صعوبات في النوم أو البقاء نائما.

عودة الاكتئاب[عدل]

قد تظهر أعراض الاكتئاب بشكل متجدد في المرضى الذين كانوا حتى الآن غير مصابين بهذا المرض.[5]

الانتكاس النهاري[عدل]

لا تحدث بالضرورة ظواهر الانتكاس فقط عند وقف الجرعة المقررة. على سبيل المثال، آثار الانتكاس النهاري من القلق، والطعم المعدني، والاضطرابات الإدراكية التي هي أعراض انسحاب البنزوديازيبين النموذجية والتي يمكن أن تحدث في اليوم التالي بعد أن يزول تأثير البنزوديازيبين المنوم قصير المدى. مثال آخر هو عودة الأرق في الصباح الباكر الذي قد يحدث عندما يزول تأثير المنوم سريع المفعول مما يؤدي إلى عودة اليقظة التي تجبر الشخص على أن يصبح مستيقظا تماما قبل أن يحصل على ليلة نوم كاملة. واحد من الأدوية التي يبدو أنها ترتبط عادة بهذه المشاكل هو تريازولام بسبب قوته العالية وفترة عمر نصف قصيرة جدا ولكن هذه الآثار يمكن أن تحدث مع الأدوية المنومة قصيرة المدى الأخرى.[6][7][8] كوازيبام بسبب انتقائيته لمستقبلات البنزوديازيبين من النوع1 وفترلة نصف العمر الطويلة لا يسبب عودة القلق النهاري أثناء العلاج، وهو ما تبين أن نصف العمر مهم جدا لتحديد ما إذا كان المنوم الليلي سوف يسبب آثار ارتداد انسحابية في اليوم التالي أم لا.[9] التأثير المرتد النهاري ليس بسيطا بالضرورة ولكن يمكن أن ينتج في بعض الأحيان اضطرابات نفسية وجسمانية ملحوظة جدا.[10]

المنشطات[عدل]

تشمل آثار الانتكاس من المنشطات مثل ميثيل فينيدات أو ديكستروامفيتامين الذهان والاكتئاب وعودة أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ولكن في شكل مبالغ فيه مؤقتا.[11][12][13] يواجه ما يصل إلى ثلث الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه تأثير انتكاسي عندما يتم سحب الميثيل فينيدات.[14]

مضادات الاكتئاب[عدل]

العديد من مضادات الاكتئاب، بما في ذلك مثبطات استرداد السيروتونين الاختيارية، يمكن أن تسبب عودة الاكتئاب، ونوبات الهلع، والقلق، والأرق عند التوقف.[15]

مضادات الذهان[عدل]

قد يحدث ظهور مفاجئ وشديد [16] أو عودة ظهور [17] للذهان عندما يتم إيقاف مضادات الذهان بسرعة كبيرة.

عوامل الأدرينالين ألفا -2[عدل]

لوحظ ارتفاع ضغط الدم الانتكاسي، فوق مستوى ما قبل العلاج، بعد توقف تناول الكلونيدين،[18] وغوانفاسين.[19]

الآخرين[عدل]

آثار انتكاسية أخرى[عدل]

مثال على ذلك استخدام الستيرويدات القشرية قوية جدا، مثل كلوبيتاسول للصدفية. الانسحاب المفاجئ يمكن أن يسبب تطور حالة أكثر شدة من الصدفية. ولذلك، يجب أن يكون الانسحاب تدريجيا، وتخفيف الدواء ربما مع غسول، حتى يتم تناول القليل جدا من الدواء الفعلي.

مثال آخر على تأثير الانتكاس بالمستحضرات الصيدلانية هو عودة صداع مع مسكنات الألم عندما يتم خفض الجرعة، أو تبدد تأثير الدواء أو توقف الدواء فجأة.[20]

الاستخدام المستمر لمضادات الاحتقان الموضعية (بخاخات الأنف) يمكن أن يؤدي إلى احتقان الأنف المستمر، والمعروف باسم التهاب الأنف الدوائي.

المصادر[عدل]

  1. ^ Kales A، Scharf MB، Kales JD (سبتمبر 1978). "Rebound insomnia: a new clinical syndrome". Science. ج. 201 ع. 4360: 1039–41. DOI:10.1126/science.684426. PMID:684426.
  2. ^ Tsutsui S؛ Zolipidem Study، Group (2001). "A double-blind comparative study of zolpidem versus zopiclone in the treatment of chronic primary insomnia". J. Int. Med. Res. ج. 29 ع. 3: 163–77. DOI:10.1177/147323000102900303. PMID:11471853. مؤرشف من الأصل في 2020-05-11.
  3. ^ Hohagen F، Rink K، Käppler C، وآخرون (1993). "Prevalence and treatment of insomnia in general practice. A longitudinal study". Eur Arch Psychiatry Clin Neurosci. ج. 242 ع. 6: 329–36. DOI:10.1007/BF02190245. PMID:8323982.
  4. ^ Reber، Arthur S.؛ Reber, Emily S. (2001). Dictionary of Psychology. Penguin Reference. ISBN:0-14-051451-1. مؤرشف من الأصل في 2020-02-20.
  5. ^ Lader، Malcolm (يناير 1994). "Anxiety or depression during withdrawal of hypnotic treatments". Journal of Psychosomatic Research. ج. 38 ع. Supplement 1: 113–123. DOI:10.1016/0022-3999(94)90142-2. PMID:7799243. مؤرشف من الأصل في 2018-12-13. اطلع عليه بتاريخ 2012-12-05.
  6. ^ Kales A، Soldatos CR، Bixler EO، Kales JD (أبريل 1983). "Early morning insomnia with rapidly eliminated benzodiazepines". Science. ج. 220 ع. 4592: 95–7. DOI:10.1126/science.6131538. PMID:6131538.
  7. ^ Lee A، Lader M (يناير 1988). "Tolerance and rebound during and after short-term administration of quazepam, triazolam and placebo to healthy human volunteers". Int Clin Psychopharmacol. ج. 3 ع. 1: 31–47. DOI:10.1097/00004850-198801000-00002. PMID:2895786.
  8. ^ Kales A (1990). "Quazepam: hypnotic efficacy and side effects". Pharmacotherapy. ج. 10 ع. 1: 1–10, discussion 10–2. DOI:10.1002/j.1875-9114.1990.tb02545.x. PMID:1969151.
  9. ^ Hilbert JM، Battista D (سبتمبر 1991). "Quazepam and flurazepam: differential pharmacokinetic and pharmacodynamic characteristics". J Clin Psychiatry. 52 Suppl: 21–6. PMID:1680120.
  10. ^ Adam K؛ Oswald I (مايو 1989). "Can a rapidly-eliminated hypnotic cause daytime anxiety?". Pharmacopsychiatry. ج. 22 ع. 3: 115–9. DOI:10.1055/s-2007-1014592. PMID:2748714.
  11. ^ Garland EJ (1998). "Pharmacotherapy of adolescent attention deficit hyperactivity disorder: challenges, choices and caveats". J. Psychopharmacol. (Oxford). ج. 12 ع. 4: 385–95. DOI:10.1177/026988119801200410. PMID:10065914.
  12. ^ Rosenfeld AA (فبراير 1979). "Depression and psychotic regression following prolonged methylphenidate use and withdrawal: case report". Am J Psychiatry. ج. 136 ع. 2: 226–8. PMID:760559. مؤرشف من الأصل في 2019-12-14.
  13. ^ Smucker WD، Hedayat M (سبتمبر 2001). "Evaluation and treatment of ADHD". Am Fam Physician. ج. 64 ع. 5: 817–29. PMID:11563573. مؤرشف من الأصل في 2008-05-13.
  14. ^ Riccio CA، Waldrop JJ، Reynolds CR، Lowe P (2001). "Effects of stimulants on the continuous performance test (CPT): implications for CPT use and interpretation". J Neuropsychiatry Clin Neurosci. ج. 13 ع. 3: 326–35. DOI:10.1176/appi.neuropsych.13.3.326. PMID:11514638. مؤرشف من الأصل في 2011-09-27.
  15. ^ Bhanji NH، Chouinard G، Kolivakis T، Margolese HC (2006). "Persistent tardive rebound panic disorder, rebound anxiety and insomnia following paroxetine withdrawal: a review of rebound-withdrawal phenomena" (PDF). Can J Clin Pharmacol. ج. 13 ع. 1: e69–74. PMID:16456219. مؤرشف من الأصل (PDF) في 21 أغسطس 2007. اطلع عليه بتاريخ أغسطس 2020. {{استشهاد بدورية محكمة}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة)
  16. ^ Fernandez، Hubert H.؛ Martha E. Trieschmann؛ Michael S. Okun (3 أغسطس 2004). "Rebound psychosis: Effect of discontinuation of antipsychotics in Parkinson's disease". Movement Disorders. ج. 20: 104–105. DOI:10.1002/mds.20260.
  17. ^ Moncrieff، Joanna (23 مارس 2006). "Does antipsychotic withdrawal provoke psychosis? Review of the literature on rapid onset psychosis (supersensitivity psychosis) and withdrawal-related relapse". Acta Psychiatrica Scandinavica. John Wiley & Sons A/S. ج. 114 ع. 1: 3–13. DOI:10.1111/j.1600-0447.2006.00787.x. ISSN:1600-0447. PMID:16774655. مؤرشف من الأصل في 2020-05-11. اطلع عليه بتاريخ 2009-05-03.
  18. ^ Metz، Stewart؛ Catherine Klein؛ Nancy Morton (يناير 1987). "Rebound hypertension after discontinuation of transdermal clonidine therapy". he American Journal of Medicine. ج. 82 ع. 1: 17–19. DOI:10.1016/0002-9343(87)90371-8. مؤرشف من الأصل في 2019-12-14. اطلع عليه بتاريخ 2012-12-05.
  19. ^ Vitiello B (أبريل 2008). "Understanding the risk of using medications for attention deficit hyperactivity disorder with respect to physical growth and cardiovascular function". Child Adolesc Psychiatr Clin N Am. ج. 17 ع. 2: 459–74, xi. DOI:10.1016/j.chc.2007.11.010. PMC:2408826. PMID:18295156.
  20. ^ Maizels M (ديسمبر 2004). "The patient with daily headaches". Am Fam Physician. ج. 70 ع. 12: 2299–306. PMID:15617293.