المغرب

 
المغرب
المملكة المغربية (عربية)
ⵜⴰⴳⵍⴷⵉⵜ ⵏ ⵍⵎⵖⵔⵉⴱ (أمازيغية)
المغرب
المغرب
علم المغرب
المغرب
المغرب
شعار المغرب

  • بالأخضر الغامق: الأقاليم التابعة للمغرب والمعترَف بها دوليًا
  • بالأخضر الفاتح: إقليم الصحراء الغربية مَحل نزاع وتحت الإدارة المغربية

الشعار الوطني
الله، الوطن، الملك
النشيد: النشيد الشريف
الأرض والسكان
إحداثيات 32°N 6°W / 32°N 6°W / 32; -6   تعديل قيمة خاصية (P625) في ويكي بيانات[1]
أعلى قمة توبقال (4167 متر)[2][3]
أخفض نقطة سبخة طاح (-55 متر)[4]
المساحة 710,850 كم² (40)
نسبة المياه (%) 0,056 (250 كم2)[5]
عاصمة الرباط
اللغة الرسمية اللغة العربية، اللغة الأمازيغية[6]
المجموعات العرقية (2021) عرب وأمازيغ 99%، آخرون 1%[5]
تسمية السكان مغاربة
التعداد السكاني (2019) 36,471,769[7] نسمة (39)
متوسط العمر 76.218 سنة (2017)[7]
الحكم
نظام الحكم ملكية دستورية[8]
الملك محمد السادس
رئيس الحكومة عزيز أخنوش
ولي العهد الأمير مولاي الحسن
السلطة التشريعية برلمان المغرب  تعديل قيمة خاصية (P194) في ويكي بيانات
السلطة القضائية محكمة النقض  تعديل قيمة خاصية (P209) في ويكي بيانات
السلطة التنفيذية حكومة المغرب  تعديل قيمة خاصية (P208) في ويكي بيانات
التأسيس والسيادة
التأسيس سيادة
تاريخ التأسيس 789[9]  تعديل قيمة خاصية (P571) في ويكي بيانات
السلالة الحاكمة 1631
إعلان الحماية 30 مارس 1912
إعلان الاستقلال 18 نوفمبر 1956
الناتج المحلي الإجمالي
سنة التقدير 2022
 ← الإجمالي 314.241 مليار$ (55)
 ← الإجمالي عند تعادل القوة الشرائية 298,504,406,107 دولار جيري-خميس (2017)[10]
 ← للفرد $9,808 (122)
الناتج المحلي الإجمالي الاسمي
سنة التقدير 2022
 ← الإجمالي $142.874 مليار[11] (63)
 ← للفرد $3,896
معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي 2.2 نسبة مئوية (2019)[12]
إجمالي الاحتياطي 26,413,000,000 دولار (2019)[13]
معامل جيني
الرقم 39.5 (2013)[14]  تعديل قيمة خاصية (P1125) في ويكي بيانات
مؤشر التنمية البشرية
السنة 2019
المؤشر [15] 0.676
التصنيف متوسط (121)
معدل البطالة ℅9 (2019)[16]
اقتصاد
معدل الضريبة القيمة المضافة
سن التقاعد 65 سنة  تعديل قيمة خاصية (P3001) في ويكي بيانات
بيانات أخرى
العملة درهم مغربي MAD
البنك المركزي بنك المغرب  تعديل قيمة خاصية (P1304) في ويكي بيانات
معدل التضخم 0.3- نسبة مئوية (2019)[17]
رقم هاتف
الطوارئ
15  [لغات أخرى] (خدمات طبية طارئة و الحماية المدنية)[18]
19  [لغات أخرى] (شرطة)[19]
112 (شرطة)[19]
177  [لغات أخرى] (الدرك الملكي)[19]  تعديل قيمة خاصية (P2852) في ويكي بيانات
المنطقة الزمنية ت ع م+01:00 (توقيت قياسي)
أفريقيا/الدار البيضاء[20]
ت ع م±00:00 (رمضان)  تعديل قيمة خاصية (P421) في ويكي بيانات
جهة السير يمين
اتجاه حركة القطار يسار  [لغات أخرى]‏  تعديل قيمة خاصية (P5658) في ويكي بيانات
رمز الإنترنت .ma
أرقام التعريف البحرية 242  تعديل قيمة خاصية (P2979) في ويكي بيانات
الموقع الرسمي الموقع الرسمي  تعديل قيمة خاصية (P856) في ويكي بيانات
أيزو 3166-1 حرفي-2 MA  تعديل قيمة خاصية (P297) في ويكي بيانات
رمز الهاتف الدولي 212+
وسيط property غير متوفر.

المَغْرِبُ رسميًا المَمْلَكَةُ المَغْرِبِيَّةُ (بالأمازيغية: ⵜⴰⴳⵍⴷⵉⵜ ⵏ ⵍⵎⵖⵔⵉⴱ، تاكُلديت ن لمغريب)[21] هي دولة ذات سيادة[6] عاصمتها الرباط وأكبر مدنها الدار البيضاء؛[5] تقع في أقصى غرب شمال إفريقيا فهي مُطلة على البحر المتوسط شمالًا والمحيط الأطلسي غربًا،[5] تحدها الجزائر شرقًا[22] وموريتانيا جنوبًا؛[5][23] وفي الشريط البحري الضيق الفاصل بين المغرب وإسبانيا توجَد مكتنَفات متنازَع عليها بين البلدين وهي سبتة ومليلية وعدد من الجُزر.[5][24]

يَنص الدستور على أن الدولة إسلامية وأن البلاد متعددة الثقافات: «المملكة المغربية دولة إسلامية (...) الموحَّدة بانصهار كل مكوناتها، العربية الإسلامية، والأمازيغية، والصحراوية الحسانية، والغنية بروافدها الأفريقية والأندلسية والعبرية والمتوسطية».[6][25]

المغرب عضو في جامعة الدول العربية، الاتحاد من أجل المتوسط، والاتحاد الإفريقي؛[26] توجَد شراكة استراتيجية مع مجلس التعاون الخليجي،[27] شراكة اقتصادية مع الاتحاد الأوروبي،[28] شراكة عسكرية مع حلف شمال الأطلسي،[29] كما يوجَد توجُّه استثماري نحو البلدان الإفريقية.[30][31]

يَتربع محمد السادس على رأس الدولة في مَلكية دستورية مع نظام برلماني.[5][6] يَرأس الحكومة المغربية الحالية عزيز أخنوش عن حزب التجمع الوطني للأحرار بعدما تَصدَّر الانتخابات لسنة 2021 بحصوله على 102 من أصل 395 مقعد برلماني، مع نسبة مشارَكة انتخابية بَلغت 50,18% على مستوى البلاد.[32][33][34]

أنجَز المغرب مشاريع بارزة خاصة على مستوى تحسين ظروف عيش الساكنة وتسهيل الولوج إلى الخدمات الأساسية وكذا تطوير البنى التحتية؛ مع وجود لَجنة تتبُّع ومواكَبة لأهداف التنمية المستدامة «أفُق 2030» التي تَضم 19 مخططًا قطاعيًا.[35] تتوفر البلاد على عوامل رئيسية تَطمح من خلالها إلى تنمية مستدامة؛ فالقطاعات المولِّدة للثروة في ازدياد، كما أن التحرير التدريجي لنظام الصرف وأسواق الرأسمال يرافِق هذه التحولات الجوهرية.[36]

التسمية

يطلَق اسم باب المغاربة للدلالة على حارة في القدس استوطنها الموريون سنة 1193.
تسمية «الدولة المغربية» ترادِف «الإمبراطورية الشريفة» على 25 سنتيم مغربي لسنة 1924.

أطلَق الفينيقيون على البلد الواقع في أقصى الطرف الغربي لعالَمهم المعروف اسم مَوهَرِيم بمعنى «الأرض الغربية».[37][38] في القرن الأول قبل الميلاد أنشَأ الأمازيغ مملكة على سواحل البحر المتوسط عُرفت بمملكة موريطنية نسبة إلى كلمة مَورُوس (باللغة اليونانية: Μαύρος) التي تعني أسوَد،[39] هذه المملكة انقسمت سنة 40 إلى موريطنية الطنجية في شمال المغرب وموريطنية القيصرية في شمال الجزائر.[40]

تمت الإشارة للبلاد لاحقًا باِسم المغرب الأقصى باللغة العربية[41] حيث اعتَقد الناس في العالَم القديم أن الشمس تشرق من اليابان (باللغة الصينية نيهون: مكان شروق الشمس)[42] وتغرب في المملكة المغربية (باللغة العربية المغرب: مكان غروب الشمس).[43] بينما اشتَقت البلاد اسمها في اللغات الأوروبية من الكلمة اللاتينية مُرُك (باللغة اللاتينية: Morroch) وهي تصحيف اسم مراكش.[44]

أحيانًا كان يُشار للبلاد بتسمية مرتبطة بعاصمتها: كـ «موريطنية الطنجية» التي كانت عاصمتها طنجة وكذا «مملكة مراكش» و«مملكة فاس» نسبة إلى عواصمها المعروفة آنذاك، وكانت الظهائر والمعاهدات الدولية يوقّعها سلاطين المغرب تارة باِسم سلطان مراكش وتارة باِسم سلطان فاس.[45]

بالموازاة مع ذلك وللإشارة إلى المنطقة المغاربية عمومًا، كان المؤرخون العرب في القرون الوسطى يَستعملون لفظ «بلاد المغرب»[41] بينما الأوروبيون يَستعملون لفظ «الساحل البربري»[46][47] للدلالة على ثلاثة أقاليم: المغرب الأدنى (إفريقية أو تونس الحالية)، المغرب الأوسط (الجزائر الحالية)، المغرب الأقصى (المملكة المغربية الحالية).

التاريخ

ما قبل التاريخ

تالوين عُثر بنواحيها على نقوش صخرية تُظهر مجموعة من المحارِبين.[48]
تصوير للبشر وللحيوانات داخل مأوى صخري، في منطقة أزكير.[49]

تتواجد في المغرب العديد من مواقع ما قبل التاريخ [الإنجليزية].[50] عُثِر على العديد من البقايا البشرية في جبل إيغود سنة 1991، وبعد تأريخها باستخدام التقنيات الحديثة سنة 2017 وُجد أن عمرها يعود لـ300.000 سنة على الأقل، مما يجعلها أقدم الآثار المكتشَفة للإنسان العاقل في العالَم.[51][52]

عَرف المغرب خلال عصر ما قبل التاريخ (الحقبة التي تَسبق اختراع الكتابة) تعاقُب عدة حضارات وهي كالتالي: الحضارة الآشولية (منذ 700.000 سنة قبل الميلاد)، الحضارة الموستيرية (منذ 120.000 سنة قبل الميلاد)، الحضارة العاتيرية (منذ 40.000 سنة قبل الميلاد)، الحضارة الإيبروموريسية (منذ 21.000 سنة قبل الميلاد).[53]

خلال العصر الحجري كانت جغرافيا المغرب تشبِه السافانا أكثر مما تشبِه الطبيعة القاحلة الحالية؛[54] غيَّرت الرياح الموسمية الغرب إفريقية المشهد الطبيعي منذ 15.000 سنة قبل الحاضر وبدأت حقبة الصحراء الخضراء؛ حينها زاد هطول الأمطار خلال موسم الصيف مما أدى إلى نمو الظروف الرطبة (مثل البحيرات، الأراضي الرطبة) والسافانا (مثل الأراضي العشبية، الشجيرات) في شمال إفريقيا.[55]

في حين لا يُعرف الكثير عن المستوطَنات في المغرب خلال العصر الحجري الوسيط، فإن الحفريات في أماكن أخرى من المنطقة المغاربية تشير إلى وفرة من الغابات، مناسِبة للصيادين وجامعي الثمار، مثل الثقافة القبصية.[56]

تَشترك المناطق الساحلية للمغرب خلال العصر الحجري الحديث في صناعة الفخار والتي كانت شائعة بجميع أنحاء البحر المتوسط في ذلك الوقت؛ تُشير الحفريات الأثرية إلى أن تدجين الأبقار والزراعة وكذلك الحصاد بدأ خلال هذه الحقبة.[57][58] انتهت حقبة الصحراء الخضراء ما بين 5500 قبل الحاضر و4000 قبل الحاضر.[55]

التاريخ القديم

معصرة زيتون، في وليلي عاصمة موريطنية والتي تأسست في القرن الثالث قبل الميلاد.[59]
موريطنية (بالأصفر) في أقصى امتدادها خلال القرن الأول قبل الميلاد.[60]
سلاح الفرسان الموريطني يقاتِل في الحروب الداقية (سنوات 101102، ثم 105106).

عَرف المغرب في حقبة التاريخ القديم (ابتداءً من الألفية الرابعة قبل الميلاد) تعاقب حضارات العصر الكلاسيكي وهي على التوالي: الحضارة الفينيقية (منذ القرن الثاني عشر قبل الميلادالحضارة البونيقية (منذ القرن الخامس قبل الميلادالحضارة الموريطنية (منذ القرن الثاني قبل الميلادالحضارة الرومانية (منذ القرن الأول بعد الميلاد).[53]

خلال التاريخ القديم، فَتح المغرب أبوابه بشكل أوسع للدول المحيطة بالبحر المتوسط، حين ازدهرت تجارة الفينيقيين وأقاموا مستعمَرات لهم في مختلف المناطق المتوسطية.[61] تُعَد كل من شالة، وليكسوس، والصويرة من أهم وأول المستعمَرات الفينيقية التي أنشِئت في المغرب،[62] وقد بقيت الأخيرة مستعمَرة فينيقية حتى القرن السادس قبل الميلاد.[63]

كانت قرطاج مستعمَرة فينيقية بالأساس، ثم تطورت بعد انحلال فينيقيا لتصير بونيقية سَيطرت على أجزاء كبيرة من جنوب غرب المتوسط خلال الألفية الأولى قبل الميلاد.[64] أقامت قرطاج علاقات تجارية مع قبائل الأمازيغ بالمناطق الداخلية، ودَفعت لهم مَبالغ سنوية لضمان تعاونهم في استغلال المواد الخام.[65]

كانت موريطنية مملكة قبَلية، أسّسها السكان المحليون الذين عُرفوا باِسم الموريطنيين؛[66] بعد وفاة بطليموس الموريطني سنة 40، ضَمت الإمبراطورية الرومانية المملكة وقسمتها إلى مقاطعتين اثنتين: موريطنية القيصرية في الشرق، وموريطنية الطنجية التي تتطابق تقريبًا مع الجزء الشمالي من المغرب الحالي.[67]

كانت الديانة الأمازيغية التقليدية تهيمن عليها آلهة الشمس والقمر، والتي تُشبه إلى حد بعيد تلك التي كان يعبدها المصريون.[68] تواجدت المسيحية في موريطنية الطنجية منذ القرن الثالث،[69] وانتشرت بسرعة على الرغم من ظهورها المتأخر نسبيًا في المنطقة.[70] كانت المدن الرئيسية هي بناصا، سبتيم، روسادير، ليكسوس، تمودة، بالإضافة إلى العاصمة طنجيس.[71]

خلال أزمة القرن الثالث، انهار الحُكم الروماني في معظَم أنحاء موريطنية الطنجية سنة 285 باستثناء الشريط الساحلي ما بين ليكسوس وطنجيس وسبتيم؛[72] وعند سقوط الإمبراطورية الرومانية خضعت أجزاء من المغرب الحالي للفندال وهم من القبائل الجرمانية الشرقية، ثم إلى القوط الغربيين، فالروم البيزنطيين.[73][74]

العصور الوسطى

تحظى زرهون بأهمية رمزية في البلاد،[75] حيث أسّسها إدريس الأول (الفترة 788791) لتكون عاصمة أول دولة إسلامية مستقلة بالمغرب.[76]
صومعة حسان هي بقايا مشروع غير مكتمل لبناء أطول مئذنة بالعالَم، وقد تَوقف سنة 1199.[77]
التحركات العسكرية في جبل طارق التي أعقَبت الحصار الثالث من نفس السنة 1333.
شفشاون استَقبلت عائلات لاجئة من الأندلس منذ تأسيسها سنة 1471.[78]

خلال العصور الوسطى، بدأت الخلافة الأموية بالتوسع في القرن السابع، وسَيطر جيش الدولة الأموية بقيادة عقبة بن نافع على أجزاء من المنطقة المغاربية سنة 670 وضمَّها إلى المناطق التي يحكمها بنو أمية.[79] استقر العديد من العرب في المغرب وأحضروا معهم قيمهم وعاداتهم وتقاليدهم، وأسَّس بعضهم إمارات مستقلة خاصة بهم، كصالح بن منصور الذي أسَّس إمارة نكور ونُشر الإسلام بين سكان المنطقة بعد خوض حروب ومعارك عديدة في الكثير من الأحيان.[80]

شهد المغرب أول دولة إسلامية مستقلة عن الدولة الأموية، وذلك بعد ثورة البربر وتأسيس إدريس بن عبد الله مملكة المغرب الأقصى[81] سنة 788.[82] تم تأسيس مدينة فاس ما بين سنوات 789 و808 لتصير عاصمة جديدة للبلاد ومَركزها الثقافي.[83] أدى صك عملة الدرهم الفضية إلى تنشيط الحركة التجارية،[84] وتم تداولها على نطاق واسع في المشرق وعُثر عليها في دفائن المال بأماكن بعيدة مثل روسيا وبلدان البلطيق.[85]

كان مؤسس الدولة الإدريسية المولى إدريس بن عبد الله قد حل بالمغرب الأقصى فارًا من موقعة فخ قرب مكة سنة 786، فاستقر بمدينة وليلي حيث احتضنته قبيلة أوربة الأمازيغية ودعمته حتى أسَّس دولته، ثم تمكن من ضم مناطق تامسنا وتاولا وتلمسان.[86] بعدما اغتيل المولى إدريس الأول بمكيدة دبرها الخليفة العباسي هارون الرشيد تم تنفيذها بعطر مسموم،[87] بُويع ابنه إدريس الثاني سنة 803.[88][89]

بعد سقوط سلالة الأدارسة، تأسست سلالات المرابطين (منذ 1040والموحدين (منذ 1121والمرينيين (منذ 1244والوطاسيين (منذ 1472والسعديين (منذ 1510)، لتَحكم المغرب بالتتالي متخِذين بعض المدن كعاصمة لدول ذات رقعة جغرافية واسعة؛[90] وفي هذه العهود، أي بعد القرن الحادي عشر،[91] ازدهرت البلاد وبَرزت كقوة كبرى في غرب شمال إفريقيا، بعد أن حَكمت معظَم نواحي تلك المنطقة ونواحي شاسعة من الأندلس.[92]

عَرف الجيش الاستعراضات العسكرية [الإنجليزية] التي كان يقوم بها خصوصًا قبل السير في الميدان وبعد الظفر في المعارك، ليشاهِد الأفراد من العامة مبلَغ القوة العسكرية التي تحافِظ على سلامة البلاد في الداخل وتسجِّل لها مزيدًا من الأمجاد في الخارج، وكان الاستعراض منظَّمًا.[93] كما استخدَم الأسلحة المعروفة حتى ذلك الحين كالمنجنيقات والسيوف والنبال؛ وقد كان الأفراد يَتصافون أثناء القتال ويَطعنون بسيوفهم [الإنجليزية] بمنتهى الشدة.[93]

كان مصطلح الموريين يُطلق خلال العصور الوسطى للدلالة على المسلمين عمومًا،[94] وبالخصوص أولئك من شمال غربي إفريقيا المنحدرين من أصول أمازيغية وعربية.[95] هَرب الكثير من المسلمين واليهود إلى المغرب بعد الحروب التي قامت بها الممالك المسيحية لاسترجاع شبه الجزيرة الإيبيرية من أيدي المسلمين، والتي عُرفت بحروب الاسترداد.[96]

التاريخ الحديث

برج الشمال هو جزء من طوق دفاعي لتحصين فاس وقد بُني سنة 1582.[97]
«القصر العظيم في المملكة المغربية» سنة 1640.
كتاب «العلاقة مع إمبراطورية المغرب» لسنة 1695.
مشهد عام من مدينة طنجة سنة 1880.
نساء من طنجة حوالي سنة 1885.[98]
لوحة بنواحي زاكورة تخلِّد مَسيرة القوافل باتجاه وانطلاقًا من تمبكتو.

شهد المغرب بين سنوات 1510 و1822 تحولات مهمة وَضعت الأساس للدولة القومية الحديثة.[99] استُحدث في عهد السلطان أحمد المنصور الذهبي (الفترة 15781603) نظام حكومي أطلِق عليه اسم المخزن؛[100] بَلغ التقسيم الإداري في عهده 9 ولايات هي سوس، فاس، تافيلالت، مراكش، تادلة، درعة، الفحص، توات-تيگورارين، والسودان؛[101] وقُدر إجمالي عدد السكان سنة 1600 [الإنجليزية] بحوالي 13 مليون نسمة.[102][103] كما عَرف المغرب خلال هذه الفترة تشييد المزيد من القصبات التي بُنيت في إطار استراتيجية أمنية خارجية وداخلية.[104]

من الناحية التشريعية، رغم أن نظام البيعة يَتضمن عادة تطبيق قوانين دينية إلا أنه كان يتم في الواقع الاتفاق على قوانين وضعية تُنظم العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والقضائية والأمنية في المناطق التي تمتعت بقدر كبير من الحُكم الذاتي،[105][106] هذه الاتفاقيات يتم تدوينها في المدارس وتختلف نسبيًا من منطقة مغربية لأخرى،[107] هذا التنظيم لعب دورًا هامًا في ضبط التوازنات العامة من داخل المجتمع، خصوصًا خلال ضُعف السلطة المركزية أو انعدامها في حال حدوث صراع على السلطة.[108]

عَرفت البلاد وجود مؤسسات تنفيذية وقضائية متقدمة إلى حد ما، حسب ما وَرد في كتاب تاريخ الشعوب العربية للمؤرخ البريطاني من أصل لبناني ألبرت حوراني (19151993) والذي قضى سنوات طويلة أستاذًا في جامعة أوكسفورد: «في أقصى غرب المغرب العربي وفيما وراء حدود الإمبراطورية العثمانية تقع دولة من نوع مختلف تمامًا توجَد منذ زمن طويل: إنها الإمبراطورية المغربية»، مضيفًا أن هذه الدولة تتوفر على جميع مقومات الدولة الحديثة: المحاكِم والوزارات والجيش، حتى وإن كانت قد عَرفت فترات من الفوضى وسوء التنظيم.[109]

حاولت السلطة المركزية خلال القرن التاسع عشر القيام بالعديد من الإصلاحات: في المجالات العسكرية، أرسَلت الدولة المغربية بعثات طلابية إلى دول أوروبا الغربية لمتابعة التكوين العسكري وعَملت على شراء الأسلحة الحديثة وتشييد مَصنع للأسلحة في فاس؛[110] في المجالات الإدارية، أسَّست دار النيابة التي ضَمت السفراء والقناصل بطنجة، وحَددت منصب الصدر الأعظم في الشؤون الداخلية، كما أحدَثت وزارات الدفاع والعدل والمالية والشؤون الخارجية؛[110] في المجالات الجبائية، عَينت الدولة أمناء في المراسي وفَرضت عليهم مراقبة شديدة لمحاربة الرشوة والاختلاس، كما أحدَثت تغييرات في النظام الضريبي؛[110] في المجالات المالية، أنشَأت دار السكة وحاولت ضبط العملة الوطنية بالرفع من قيمتها ومنع تزويرها وتهريبها إلى الخارج؛[110] في المجالات التعليمية، أسَّست الدولة المغربية بسلا مدرسة عصرية لتلقي العلوم الحديثة وخَصصت منحًا ومكافآت للطلبة المتفوقين، وأرسَلت بعثات طلابية إلى أوروبا.[110]

المجالات السياسية

محمد بن حدو أعطار، سفير المغرب لدى بريطانيا العظمى سنة 1682.[111][112]
السلطان إسماعيل بن الشريف يَستقبل فرانسوا بيدو سفير لويس الرابع عشر، سنة 1693.[113]

خلال التاريخ الحديث، استمرت سلالة السعديين في الحُكم حتى سنة 1659؛[114] صعدت بعدها سلالة العلويين والتي كانت تَحكم منطقة تافيلالت منذ 1631 لتتولى السلطة المركزية في البلاد سنة 1666؛[115][116] نجح السلطان الرشيد بن الشريف في إعادة توحيد البلاد في مملكة واحدة قبل وفاته سنة 1672.[117][118] استطاع السلطان إسماعيل بن الشريف (الفترة 16721727) تثبيت سلطته على إمارة توات ونظَّم حملة عسكرية سَيطر فيها على إمارة الترارزة وإمارة البراكنة لتصل حدود الدولة حتى نهر السنغال؛[117] بعد نزاعات عسكرية عديدة مع الدولة العثمانية تم إعادة إحلال السلام بعدما وافق العثمانيون على الاعتراف بالحدود الشرقية للمغرب بالقرب من وجدة.[114][117]

عند بداية الثورة الأمريكية، كانت السفن التجارية التابعة للولايات المتحدة كثيرًا ما تتعرض لهجمات القراصنة البربر في المحيط الأطلسي، فأعلَن السلطان محمد الثالث أن جميع السفن التجارية الأمريكية تحظى بحماية السلطنة وأنها ستحظى بالحماية عند إبحارها بالمياه الإقليمية المغربية؛ تُعَد معاهدة الصداقة المغربية الأمريكية التي أبرِمت سنة 1777 من أقدم معاهدات الصداقة المستمرة التي أبرمتها الولايات المتحدة [الإنجليزية]،[119][120] ونتيجة لها صار المغرب من أول الدول التي اعتَرفت بالولايات المتحدة كدولة مستقلة.[121][122] كانت طنجة ابتداءً من القرن الثامن عشر هي العاصمة الدبلوماسية للمغرب.[123]

من الناحية الدبلوماسية، كَتب الجنرال هوبير ليوطي الذي شَغل مَنصب المقيم العام الفرنسي بالمغرب (الفترة 19121925): «لقد وَجدنا أنفسنا في المغرب أمام إمبراطورية عريقة تاريخيًا ومستقلة، متمسكة إلى أقصى حد باستقلالها وشرسة في مواجهة أي محاولة لإخضاعها، وهي تظهر حتى هذه السنوات الأخيرة كدولة قائمة الذات بترتيبها الإداري الوظيفي وممثليها في الخارج».[109]

المجالات العسكرية

معركة وادي المخازن سنة 1578 بين الدولة المغربية (يمين) والإمبراطورية البرتغالية.[124]

باتجاه الشرق، بدأت أولى الاتصالات مع الدولة العثمانية في القرن السادس عشر، حيث أصبح العثمانيون أقوياء جدًا بعد سقوط تلمسان (1517) وسقوط الجزائر (1516) ثم الاستيلاء عليها مرة أخرى بصفة نهائية سنة 1529، مقتربين تدريجيًا من المغرب الأقصى. بعد سقوط تلمسان سنة 1517، هَرب سلطان تلمسان[125] إلى فاس في المغرب لطلب اللجوء؛[126] وقد كان العثمانيون يقاتلون في شمال إفريقيا بصفتهم أعداء إسبانيا الكاثوليكية، وفي الوقت نفسه كانت سلالة السعديين قد أحرزت انتصارات مهمة على البرتغاليين الذين اضطروا إلى الانسحاب من الجنوب المغربي خاصة في أكادير سنة 1541، لتنجح سلالة السعديين فيما بعد بالإطاحة بسلالة الوطاسيين شمال البلاد وإعادة توحيد المغرب تحت سلطة واحدة.[127]

باتجاه الجنوب وتحديدًا في غرب إفريقيا، كانت معركة تونبيدي سنة 1591 المواجهة الحاسمة خلال غزو المغرب لإمبراطورية السونغاي في القرن السادس عشر (الحرب المغربية السونغية[128][129][130] حين استطاعت القوات المغربية تحت قيادة جودر باشا هزيمة حاكم إمبراطورية سونغاي مما أدى إلى انهيارها؛ تم تأسيس باشوية تمبكتو (15911833) في بلاد السودان حيث استمرت كإحدى ولايات الإمبراطورية المغربية خلال فترة حُكم السعديين ومن بعدهم العلويين،[131][132] قبل أن يستولي عليها الطوارق سنة 1787.[133][134] باتجاه الشمال، شهدت البلاد العديد من النزاعات العسكرية ضد البرتغال، وإسبانيا، وفرنسا، وإنجلترا،[135][136] كما شاركَت بحرب ضد الولايات المتحدة والسويد وصقلية.[137]

المجالات الاقتصادية

مَنحل إنزركي بُني لتربية النحل في القرن السادس عشر، وهو المَنحل الأقدم بالعالَم.[138]

عَرفت البلاد في بداية القرن السابع عشر أزمة اقتصادية لأسباب منها قلة الأمطار، وانتشار الوباء، وتقلُّص الإنتاج المحلي من السكر، وتدهوُر تجارة الذهب مع السودان.[139] كانت للمغرب بعض الخصائص التي ميّزته عن باقي المنطقة المغاربية وأعطته الأولوية في التجارة مع أوروبا؛ فالمغرب من الناحية الجغرافية هو الأقرب لأوروبا حيث لا يَفصل بينهما سوى مضيق جبل طارق الذي لا يتعدى عرضه في أضيق نقطة 15 كيلومتر،[140] ومن الناحية السكانية فالمغرب يَضم أقلية يهودية كانت تشكِّل حوالي 7% من إجمالي السكان خلال القرن التاسع عشر وكانت تعمل في التجارة ولها علاقة قوية مع التجار اليهود الأوروبيين مما أدى إلى ارتفاع التعاملات التجارية بين أوروبا والمغرب.[141]

خلال القرن الثامن عشر أخَذت المصالح الأوروبية تنمو يومًا بعد آخر في البحر المتوسط، وأصبحت تلك المصالح تُحتم على الدول الأوروبية تأمين تجارتها في محاولة للحد من حركة القرصنة البحرية التي كانت تقوم بها الأساطيل المغربية في تلك الفترة، ونتيجة لذلك شرعت الكثير من الدول في عقد أو تجديد معاهداتها مع المغرب، ففي عهد السلطان محمد الثالث (الفترة 17571790) على سبيل المثال، عَقدت حوالي سبع دول أوروبية معاهدات صداقة [الإنجليزية] وتجارة [الإنجليزية] مع المغرب اشتَملت على تأمين تجارتها في البحر المتوسط وإعطاء امتيازات لقناصلها وتجارها ومواطنيها، ومن خلال بنود تلك المعاهدات يُلاحظ أن هناك تركيز على سلامة السفن وتقديم الخدمات لها في الموانئ المغربية وأن هناك تشابه بين بنود تلك المعاهدات.[142]

التاريخ المعاصر

مسجد الحسن الثاني يَضم مئذنة كانت هي الأطول بالعالَم عند افتتاحه سنة 1993.[143]

كان المغرب متخلفًا عن الدول الأوروبية من حيث التكنولوجيا والعلوم والاقتصاد والقوة العسكرية،[99] وصَل الركود الفكري والاجتماعي لدرجة أن الزوار الأوروبيين في القرن التاسع عشر كانوا يَنظرون للمغرب على أنه بلد عالق في ماضيه.[99] نفَّذ المغرب العديد من الإصلاحات خاصة في عهد السلاطين عبد الرحمن بن هشام، ومحمد الرابع، والحسن الأول، لكنها باءت بالفشل لعوامل داخلية وخارجية؛[110] هذا الضعف إزاء جيرانه القريبين شمالًا (خاصة إنجلترا وفرنسا) مهَّد الطريق للاستعمار المباشر للمغرب من طرف الأوروبيين في أوائل القرن العشرين.[99]

بدأت الحملة العسكرية بهجوم فرنسي إسباني مشترَك بالموازاة هَددت ألمانيا بقصف السواحل المغربية،[144][145] ليضطر السلطان عبد الحفيظ إلى توقيع معاهدة فاس سنة 1912،[146] حيث فُرض على المغرب نوع من الحماية جَعلت أراضيه تحت سيطرة فرنسا وإسبانيا بحسب ما تَقرر في مؤتمر الجزيرة الخضراء الذي عُقد لتجزئة البلاد؛[147] وقتها أصبح لإسبانيا مناطق نفوذ في شمال المغرب وفي مقاطعة إفني وطرفاية جنوب البلاد، أما المناطق الداخلية بالمغرب فقد كانت تحت نفوذ فرنسا؛[148] ثم صارت طنجة منطقة دولية بموجب بروتوكول طنجة سنة 1923.[149]

رغم احتفاظ المغرب برموز السيادة كالعملة والعلم الوطني،[150] إلا أن معاهدة الحماية سَمحت لبلدان أوروبية بالمشارَكة في تسيير البلاد عبر سنِّ قوانين كان سلاطين المغرب يَرفضون المصادقة عليها في بعض الأحيان.[151] قام أفراد الحركة الوطنية بتنسيق مع الملِك محمد الخامس بصياغة وثيقة المطالبة بالاستقلال بتاريخ 11 يناير 1944؛[152] ألغِيت الحماية الفرنسية والحماية الإسبانية في 7 أبريل 1956،[153] كما عادت مدينة طنجة التي تم تدويلها إلى المغرب في 29 أكتوبر 1956.[154] استعاد المغرب سيادته على رأس جوبي ومعظَم مقاطعة إفني الخاضعة للحُكم الإسباني خلال حرب إفني والمعاهدة التي أعقبتها سنة 1958.[155][156]

تربَّع الحسن الثاني على العرش كملِك للمغرب في 3 مارس 1961، ظَل المغرب غير منحاز رسميًا خلال الحرب الباردة ومع ذلك فقد أظهَر تعاطفًا مؤيدًا للغرب.[157] صودِق بواسطة الاستفتاء على تحويل نظام الحُكم في المغرب إلى مَلكية دستورية سنة 1962، وفي هذا الصدد رسَّخ الدستور الحق في المِلكية الفردية وأعلَن صراحة أن نظام الحزب الواحد غير شرعي.[158][159] أرفَق المغرب مقاطعة إفني الإسبانية بالكامل سنة 1969،[160][161] ثم أرفَق إقليم الصحراء الغربية سنة 1975.[162] يَعقد المغرب وإسبانيا دراسات تهدف إلى بِناء الربط القاري عبر مضيق جبل طارق منذ 1979، يحظى المشروع المقترَح باهتمام دولي لكنه يواجِه تحديات جيولوجية بالأساس.[163]

المجتمع

التركيبة السكانية

النمو السكاني بالبلاد (19502020).
الكثافة السكانية بالبلاد سنة 2000.

يَبلغ عدد سكان البلاد 37٬285٬800 نسمة بتاريخ 23 أبريل 2024 حسب التقدير الاستقرائي للبيانات الرسمية،[164] مع نمو سكاني بَلغ 1,26% سنويًا ما بين 2015 و2020،[165] بينما معدل الخصوبة الكلي بَلغ 2,29 طفل لكل امرأة سنة 2021.[166] معظَم السكان هم مغاربة مواطنون،[5] وهم مسلمون على المذهب المالكي.[167] هناك أقليات من العرق الأسوَد يُعرفون باِسم الحراطين والغناوة.[168][169] كان عدد اليهود في المغرب يصل إلى 265 ألف نسمة سنة 1948، إلا أنه انخفض إلى حوالي 2500 نسمة سنة 2018 بسبب هجرة الكثير منهم إلى إسرائيل وأوروبا.[170]

أظهَرت الدراسات الوراثية على المغاربة أن العرب والأمازيغ (الذي يتم التمييز بينهما على أساس لغوي) لا يختلفون كثيرًا من حيث تركيبتهم الوراثية، ولخُصت هذه الأبحاث إلى أن التعريب في المغرب تم بالأساس عبر عملية استيعاب ثقافي.[171] تَنص النشرة الأوروبية للوراثة البشرية [الإنجليزية] على أن المغاربة في غرب شمال إفريقيا كانوا أقرب جينيًا إلى سكان أيبيريا منهم إلى شعوب البانتو القاطنين جنوب الصحراء الكبرى.[171]

معظَم الأجانب المقيمين في المغرب هم من أصول أوروبية، خصوصًا الفرنسيون والإسبان الذين كان عددهم يَبلغ قرابة نصف مليون مستوطِن قبل الاستقلال، ويتجمعون في العاصمة الرباط أو المدن الكبرى مثل الدار البيضاء وطنجة وتطوان.[172] تشكِّل المسيحية في المغرب حوالي 1,1% أي ما يقارب 380 ألف نسمة وذلك طبقًا لتقديرات سنة 2009؛[173] هناك المغاربة ممن اعتنقوا المسيحية يَبلغ عددهم وفقًا لتقديرات مختلفة ما بين 2000 إلى 150 ألف شخص،[174][175][176] معظَمهم يَتعبد بسرية خوفًا من الاضطهاد.[177]

هناك تعداد كبير للمغاربة خارج وطنهم الأم حيث يقال أن في فرنسا أكثر من مليون ونصف مغربي،[178] تليها إسبانيا بحوالي 870 ألف نسمة،[179] وبلجيكا بحوالي 700 ألف،[180] وهولندا بحوالي 600 ألف،[181] بالإضافة إلى جماعات مغربية كبيرة في كل من إيطاليا، وكندا، والولايات المتحدة، وإسرائيل التي يشكِّل فيها اليهود المغاربة ثاني أكبر الجاليات هناك.[182][183] يَحتل جواز السفر المغربي المرتبة 79 عالميًا في مؤشر هينلي لجوازات السفر لسنة 2022.[184]

اللغات واللهجات

شخص يَتحدث بالدارجة المغربية.

الدارجة المغربية هي إحدى لهجات العربية، وتُصنَّف ضِمن اللسان المغاربي (وهو لسان المغاربة، الجزائريين، والتونسيين)، يستعملها أغلب المغاربة كلغة التواصل كما أنها اللهجة الأم لـ 50% من المغاربة، ومحكية في بعض المناطق الناطقة باللغة الأمازيغية كلسان ثانوي.[185] تنتشر اللهجة المغربية في البلدان الأوروبية كفرنسا، وإسبانيا، وبلجيكا، وإيطاليا، وهولندا؛ كما أن للهجتين المغربية والجزائرية تأثير واضح على لهجة الشارع الفرنسية.[186]

اللغة العربية واللغة الأمازيغية هما اللغتان الرسميتان في المغرب.[6] يَتحدث قرابة 13,5 مليون شخص من أصل 32 مليون أي حوالي 45% من السكان[187][188] (لا توجَد إحصاءات رسمية) باللغة الأمازيغية بلهجاتها الثلاث: التاريفيت، والتاشلحيت، والأطلسية؛ يَقطن معظَم هؤلاء في المناطق الريفية وتُعَد هذه اللغة بالنسبة لهم إما لغتهم الأولى أو يتكلمونها إلى جانب الدارجة المغربية.[189]

يَنص دستور البلاد على أن الدولة تَعمل على «حماية اللهجات والتعبيرات الثقافية المستعمَلة في المغرب، وتَسهر على انسجام السياسة اللغوية والثقافية الوطنية، وعلى تعلُّم وإتقان اللغات الأجنبية الأكثر تداولًا في العالَم».[6]

التعليم العمومي

تهدف مؤسسة محمد السادس إلى توفير دعم اجتماعي للعاملين في مجال التعليم.[190]

سعت الحكومة المغربية كثيرًا لتخفيض معدلات الأمية في البلاد، وفي هذا الصدد مُنحت جائزة اليونسكو كونفوشيوس للتحصيل لسنة 2006 إلى المغرب وبضعة دول أخرى شملت كوبا وباكستان وراجستان (الهند) وتركيا.[191] بَلغت نسبة استكمال الدراسة في السلك الابتدائي 91,4%، وفي السلك الإعدادي 61,4%، وفي السلك الثانوي 39%، حسب إحصائيات وزارة التعليم لموسم 2019-2020.[192]

التعليم في المغرب هو إلزامي ومجاني في المرحلتين الابتدائية والإعدادية، أي حتى سن 15 سنة؛[193] وهو اختياري مع دفع رسوم التسجيل [الإنجليزية] في المرحلتين الثانوية والجامعية.[193] حسب نتائج البرنامج الدولي لتقييم الطلبة لسنة 2018 فإن تلاميذ المدارس المغربية يحتلون المرتبة 75 في الرياضيات، والمرتبة 75 في العلوم، والمرتبة 74 في القراءة.[194]

يتميز التعليم العالي في المغرب بالتنوع في العرض إذ يَتوزع على مجموعة من الجامعات والمعاهد والمدارس والمؤسسات العليا والكليات ومؤسسات التكوين المهني والعسكري وشبه العسكري، ويغطي تقريبًا جل الميادين والمجالات الحيوية كالهندسة والطب والصناعة وإدارة الأعمال والفلاحة والتكنولوجيا والمعلومات.[195] تَربط المؤسسات التعليمية في المغرب عدة شراكات مع المؤسسات التعليمية في كل من أوروبا وكندا، وكجزء من تعزيز مسؤوليتها العامة تَخضع الجامعات لتقييم من الحكومة منذ سنة 2000، مع إتاحة التقارير والنتائج لجميع المتدخلين بما في ذلك الآباء والطلاب.[196]

الرعاية الصحية

يُنتِج المركز الاستشفائي الجامعي بطنجة مواد طبية لمكافَحة جائحة كورونا بالبلاد.[197]

تَقرر نظام التغطية الصحية على المستوى التشريعي في نوفمبر 2002، ورغم اعتبارِه ضِمن سياسة التقويم الهيكلي، فإن الوضع الصحي بقي متفاقمًا، وهو ما حذا إلى تشكيل لجنة وزارية لجأت بعد دراسة دقيقة إلى إصدار قانون 65.00 المتعلق بالتغطية الإجبارية على المرض مرفوقًا بالقرارات التطبيقية له، وأعلَنت عنه لاحقًا الوكالة الوطنية للتأمين الصحي التابعة مباشرة للوزير الأول سنة 2003.[198]

شكَّل الإنفاق على الرعاية الصحية نسبة 5,9% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد سنة 2014،[199] بينما بَلغ متوسط الإنفاق الصحي على الفرد [الإنجليزية] قيمة 435,29 دولار أمريكي سنة 2015.[200] يَصل متوسط العمر المتوقَّع عند الولادة إلى 74,3 عامًا، أو 73,3 عامًا للرجال و75,4 عامًا للنساء، مع وجود 6,3 طبيب و8,9 ممرض وقابلة لكل 10 ألف نسمة، حسب بيانات سنة 2016.[201]

حسب إحصائيات وزارة الصحة المغربية فيما يخص القطاع الصحي العمومي لسنة 2019، فإن المراكز الصحية الأولية يَبلغ عددها 2112 مركزًا (موزعة بين المجال الحضري والمجال القروي بـ 838 و1274 مركزًا على التوالي)؛ المؤسسات الاستشفائية الكبرى منتشرة بالبلاد ويَبلغ عددها 149 مركزًا؛ مراكز الطب النفسي محصورة فقط في المدن الكبرى ويَبلغ عددها 10 مراكز؛ مراكز تصفية الدم وأمراض الكلي يَبلغ عددها 113 مركزًا.[202] يَحتل المغرب المرتبة 108 في مؤشر الأمن الصحي العالمي لسنة 2021.[203]

السياسة

تأسَّس النظام السياسي على أساس البيعة منذ سنة 788 باعتبارها عقدًا مبرَمًا بين الحاكم والرعية؛ يَتعهد فيه الحاكم بأن يَتولى شؤون الأمة ويَرعى مصالحها، وتتعهد فيه الأمة بالسمع والطاعة؛ يُعتبر هذا العقد مَصدر شرعية للحُكم وكانت البيعة دائمًا مكتوبة، كما أن صياغتها عَرفت تطورًا مع الزمن ولازالت مستمرة حتى اليوم.[204] يَنص الدستور المغربي على أن الملِك هو «أمير المؤمنين والممثِّل الأسمى للأمة ورمز وحدتها وضامن دوام الدولة واستمرارها، وهو حامي حمى الدين والساهر على احترام الدستور، وله صيانة حقوق وحريات المواطنين والجماعات والهيئات وهو الضامن لاستقلال البلاد وحوزة المملكة في دائرة حدودها الحقة».[6]

نظام الحُكم في المغرب هو مَلكي دستوري ذو طابَع ديمقراطي اجتماعي؛[6] وفي هذا الصدد يَتمتع الملِك ببعض الصلاحيات المحدودة،[205] في نظام متعدد الأحزاب مع وجود أحزاب سياسية معارِضة.[6] تمارِس الحكومة السلطة التنفيذية، يَرأسها رئيس الحكومة وتَضم 24 وزيرًا.[6][206] يمارِس البرلمان السلطة التشريعية من خلال مجلس النواب ومجلس المستشارين.[207] يَنص الدستور المغربي على استقلالية القضاء بمواجهة السلطتين التنفيذية والتشريعية.[6]

يعيِّن الملِك رئيس الحكومة من الحزب السياسي الذي تَصدَّر انتخابات أعضاء مجلس النواب وعلى أساس نتائجها، ويعيِّن أعضاء الحكومة باقتراح من رئيسها.[208] يَمنح الدستور الحق للملك في أن يُعفي الوزراء من مهامهم وحلِّ مجلسَي البرلمان أو أحدهما بعد استشارة رئيس كل منهما ورئيس المجلس الدستوري وتوجيه خطاب للأمة،[6] لكن هذا لم يحصل إلا مرة واحدة سنة 1965.[209]

يتكون البرلمان المغربي من مجلسين هما مجلس النواب ومجلس المستشارين؛[207] يُنتخب أعضاء مجلس النواب لمدة 5 سنوات بالاقتراع العام المباشر، ليَتألف هذا المجلس من 395 عضوًا؛[207] بينما يُنتخب أعضاء مجلس المستشارين لمدة 6 سنوات باقتراع غير مباشر من طرف ممثِّلي الجماعات المحلية، والمنتخَبين في الغرف المهنية، وممثِّلي المأجورين، ليَتألف هذا المجلس من 120 عضوًا.[6] يَحتل المغرب المرتبة 86 في مؤشر مدركات الفساد لسنة 2020.[210]

الحقوق والحريات

تصنيف البلدان في تقرير الحرية في العالَم 2020، والذي يغطي بيانات سنة 2019.[211]
  حرة
  حرة جزئيًا—المغرب
  غير حرة

في تاريخ ما بعد استقلال المغرب، وفي بداية عهد الحسن الثاني تميزت الفترة بالتوتر السياسي بين المَلكية وأحزاب المعارَضة، تلك السنوات من التوتر وصَفتها المعارَضة بسنوات الرصاص؛[212] إلا أنه خلال العقد الأخير من حُكم الملِك الحسن الثاني، وخاصة في ظل عهد محمد السادس، سعى المغرب للتحقيق في التجاوزات التي ارتُكبت باِسم الدولة عبر إطلاق هيئة الإنصاف والمصالحة والتي تهدف لإعادة تأهيل الضحايا ودفعِ تعويضات عن انتهاكات الدولة في حقهم.[213] الجمعية المغربية لحقوق الإنسان هي منظمة مستقلة وغير حكومية تهدف للدفاع عن حقوق الإنسان والحريات الفردية.[214]

أجرى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية دراسة نُشرت بعنوان «الإصلاحات العربية والمساعدات الخارجية: دروس من المغرب» سنة 2007، تُبرز أن المغرب يقدِّم درسًا قيمًا في الإصلاح السياسي والاقتصادي، مشيرة إلى أنه يمكن الاعتماد على النموذج المغربي في دول أخرى من العالَم العربي، كما تؤكِّد الدراسة أنه من الممكن أن تكيَّف الإصلاحات لكل بلد على حدة.[215] رغم ذلك ما زالت المنظمات المغربية والدولية توجِّه انتقادات لما تتعرض له حقوق الإنسان في المغرب، ولا سيما اعتقال الإسلاميين خلال عامي 2004 و2005 المشتبه بهم في تفجيرات الدار البيضاء أو الداعين للاستقلال في الصحراء الغربية.[216]

المغرب عضو في منظمة مجتمع الديمقراطيات.[217] كانت الاحتجاجات المغربية لسنة 2011 عبارة عن حملة احتجاجات شعبية متأثرة بموجة الاحتجاجات في المنطقة،[218] تم على إثرها صياغة مقترحات لتعديل الدستور تتضمن مجموعة من الإصلاحات السياسية[219] التي تم قبولها بواسطة الاستفتاء.[220] يَحتل المغرب المرتبة الثانية عربيًا والمرتبة 96 عالميًا في مؤشر الديمقراطية لسنة 2020.[221]

السياسة الاجتماعية

أم رفقة طفل في المنطقة الجبلية للأطلس، وهي من بين المناطق الأكثر فقرًا في البلاد.[222]

شهدت السياسة الاجتماعية إطلاق «المبادرة الوطنية للتنمية البشرية» وهو مشروع تنموي من أجل تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للساكنة، انطلق المشروع رسميًا في 18 مايو 2005 ويقوم على ثلاث محاور أساسية: التصدي للعجز الاجتماعي بالأحياء الحضرية الفقيرة والجماعات القروية الأشد خصاصًا، تشجيع الأنشطة المتيحة للدخل القار والخالقة لفرص الشغل، والعمل على الاستجابة للحاجيات الضرورية للأشخاص في وضعية صعبة.[223] يَحتل المغرب المرتبة 121 في مؤشر التنمية البشرية مع تصنيف «تنمية بشرية متوسطة» حسب تقرير الأمم المتحدة لسنة 2020.[224]

على الرغم من مجهودات الدولة الموجهة إلى مكافَحة آفة الفقر والتقليص من حدته حيث استطاعت أن تقلل نسبته من 50% سنة 1960 إلى 14,2% سنة 2007، إلا أنه بالنظر للنمو الديمغرافي فإن العدد المطلق للفقراء استقر في خمسة ملايين، من بينهم ثلاثة أرباع من الفقراء يتواجدون بالمناطق القروية.[225] يَبلغ متوسط الأجر الصافي الشهري 4107 درهم مغربي (459 دولار أمريكي) ويقع بذلك في المرتبة 72 دوليًا حسب مسح البيانات التي أجرته نامبيو المنشور بتاريخ 2021.[226]

يَحتل المغرب المرتبة 91 في مؤشر الازدهار لسنة 2021.[227] تم الإعلان خلال جائحة فيروس كورونا عن حزمة اقتراحات تهدف لمعالجة آثارها الاقتصادية، من بينها تحويل مَبلغ 400 درهم مغربي (44 دولار أمريكي) شهريًا لفائدة من تفوق أعمارهم 65 سنة، على أن يصل هذا المَبلغ إلى 1000 درهم مغربي (110 دولار أمريكي) سنة 2026، مما قد يَجعل المغرب من بين دول العالَم [الإنجليزية] التي تَمنح شكلًا من أشكال الدخل الأساسي لمواطنيها.[228][229] يَحتل المغرب المرتبة 100 عالميًا في تقرير السعادة العالمي لسنة 2023.[230]

النزاعات الحدودية

التوزيع التقليدي للقبائل المتواجدة في إقليم الصحراء الغربية.

حسب الحكومة المغربية والجهات المساندة لها فإن إسبانيا تَحتل مدينتي سبتة ومليلية بالإضافة إلى بعض الجُزر،[24][231] ويسبب هذا النزاع أزمة في العلاقات بين البلدين من حين لآخر.[232] كما كان المغرب قد طالب بمنطقة تندوف بعد استقلال الجزائر، ودخل في مناوشات حدودية مع هذه الأخيرة عُرفت بحرب الرمال سنة 1963 لاسترداد هذا الإقليم الذي بقي تحت السيطرة الجزائرية؛ هناك اتفاقية متعلقة برسم الحدود بين البلدين تم توقيعها بين الطرفين في 15 يونيو 1972،[233][234] وصادق عليها البرلمان المغربي سنة 1992.[22]

تراوحت السيادة المغربية على الصحراء الغربية خلال القرن الثامن عشر ما بين الاستقرار والتراجع،[235] غير أنه مع نهايات القرن التاسع عشر كانت القبائل الصحراوية تعترف بسلاطين المغرب كحكام عليهم،[236] هذه الروابط السيادية أكدتها محكمة العدل الدولية في رأيها الاستشاري لسنة 1975.[237][238] تُعَد المنطقة اليوم ضِمن قائمة الأمم المتحدة للأقاليم غير المحكومة ذاتيًا وذلك منذ سنة 1963 بعدما قَدّم المغرب طلبًا بهذا الخصوص،[239] ونَظم المغرب المسيرة الخضراء سنة 1975 بهدف الضغط على إسبانيا التي انسحبت بعد ذلك من الإقليم.[240] رَفضت «البوليساريو» السيادة المغربية على إقليم الصحراء الغربية ودخلت في حرب بهدف إقامة «الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية» وهي دولة أعلَنت نفسها في وقت لاحق.[241]

وافقت الأطراف على مقترح لإجراء استفتاء لكنه فشلَ بسبب الخلافات حول تحديد هوية الناخبين ممن يحق لهم المشارَكة بالتصويت.[242] يَقترح المغرب مَنح المنطقة حُكمًا ذاتيًا تحت سيادته منذ 2007؛[243] بدوره يدعو مجلس الأمن الأطراف المعنية إلى استئناف المفاوضات بهدف التوصل إلى حلٍّ سياسي واقعي وعملي ودائم ومقبول للطرفين على أساس من التوافق حسب قرار مجلس الأمن رقم 2602 الصادر سنة 2021.[244]

صادَق المغرب على اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار؛[245] كما صادَق مجلس النواب المغربي على مشروعي قانون ترسيم الحدود البحرية للبلاد سنة 2020، والذي حَدد المنطقة الاقتصادية الخالصة على مسافة 200 ميل بحري من السواحل المغربية، ويَشمل الترسيم جبل تروبيك على عمق 1000 متر تحت مستوى سطح البحر.[246][247]

العلاقات الخارجية

مراسم افتتاح مؤتمر مراكش بشأن الاحتباس الحراري بمشارَكة 196 دولة.[248][249]

المغرب فعال على المستوى المغاربي، في العالَم العربي، وفي الشؤون الإفريقية.[250] هناك قدر كبير من العلاقات المميَّزة مع بلدان غرب إفريقيا وفي هذا الصدد تقدمت المملكة المغربية بطلب الانضمام إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا سنة 2017.[251] كما أن للمملكة المغربية أيضًا روابط وثيقة وطويلة الأمد مع الولايات المتحدة، إذ تُعَد المملكة أول دولة بالعالَم اعتَرفت باستقلال الولايات المتحدة،[252][253] وتُعتبر المفوضية الأميركية في طنجة أول الممتلكات الأجنبية التي اشتُريت من قبل حكومة الولايات المتحدة،[254] كما تُعَد معاهدة الصداقة المغربية الأمريكية التي أبرِمت في ديسمبر من سنة 1777 من أقدم المعاهدات المستمرة حتى اليوم.[119][120]

المغرب عضو في الأمم المتحدة (منذ 1956وجامعة الدول العربية (منذ 1958واللجنة الدولية الأولمبية (منذ 1959ومنظمة التعاون الإسلامي (منذ 1969والمنظمة الدولية الفرانكوفونية (منذ 1981)، وهو عضو مؤسس في اتحاد المغرب العربي (منذ 1989ومنظمة التجارة العالمية (منذ 1995)، ومجموعة الحوار المتوسطي (منذ 1995ومجموعة سبعة وسبعون (منذ 2003ومنظمة حلف شمال الأطلسي كحليف رئيس خارجه (منذ 2004)، ثم الاتحاد من أجل المتوسط (منذ 2008)؛ وهو عضو في الاتحاد الإفريقي (منذ 2017) كما يستفيد من الخدمات التي يتيحها بنك التنمية الإفريقي.[255]

مَنح الاتحاد الأوروبي للمغرب الوضع المتقدم في اتفاقيات الشراكة والجوار سنة 2008 والذي يمكِّن المغرب من المشارَكة في بعض الوكالات الأوروبية؛[28] كما تلقى المغرب دعوة للانضمام تدريجيًا إلى مجلس التعاون الخليجي سنة 2011 قبل أن يتم استبدالها بشراكة استراتيجية بين المغرب والتكتل الخليجي.[27][256][257] يَدفع المغرب باتجاه تأسيس التحالف الأفروأطلسي لعدة عوامل، يَطمح من خلال تلبيتها إلى تحقيق أهدافه الجيوسياسية.[258]

تَولى المغرب رئاسة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، تقديرًا على احترام البلاد لاتفاقيات حقوق الإنسان، بعد تصويت للمجلس بهذا الخصوص سنة 2024.[259] كما تَولى رئاسة مجلس السلام والأمن الإفريقي التابع للاتحاد الإفريقي للمرة الثالثة ولمدة ثلاث سنوات، في إطار تعزيز السلم والأمن والاستقرار الإقليمي في إفريقيا، سنة 2024.[260]

الاقتصاد

يَحتل الدرهم المغربي المرتبة الثالثة إفريقيًا في قوة سعر الصرف أمام الدولار الأمريكي بتاريخ 2023.[261]
تستضيف البلاد جيتكس أفريقيا بمشارَكة دولية، لتغطية مواضيع الاقتصاد الرقمي.[262]

المغرب دولة نامية تنتمي إلى الأسواق الناشئة مع اقتصاد متنوع [الإنجليزية] قائم على التحرير الاقتصادي.[264][265] اتَّبعت الحكومة المغربية سياسة خصخصة لبعض القطاعات العامة منذ سنة 1993 لتزيد من فعاليتها وتزيل قسمًا من العبئ الذي تحمِله؛[266] كما أبرَمت اتفاقية مراكش سنة 1994 والتي تأسست بموجبها منظمة التجارة العالمية سنة 1995.[265] يحدِّد الميثاق الوطني للاستثمار أهداف السياسة الاستثمارية [الإنجليزية] للبلاد؛[267] كما تَجمع المغرب معاهدات ضريبية [الإنجليزية] مع العديد من الدول.[268]

يَحتل المغرب المرتبة الثانية إفريقيًا والمرتبة 45 عالميًا [الإنجليزية] حسب إجمالي الرسملة السوقية لجميع الشركات المحلية المدرَجة للتداول بقيمة بَلغت 65 مليار دولار أمريكي سنة 2020؛[269] تتوفر بورصة الدار البيضاء على مؤشر مادكس الذي يَتتبع الأسهم الأكثر نشاطًا بالإضافة إلى مؤشر مازي الأوسع نطاقًا.[270] تَحتل البلاد المرتبة 53 عالميًا مع تصنيف «سهل جدًا» في مؤشر سهولة ممارسة الأعمال لسنة 2020.[271]

بنك المغرب يحدِّد قيمة الدرهم المغربي داخل نطاق تقلُّب بنسبة ±2,5% حول سعر الصرف المحوري على أساس سلة العملات المتكونة من اليورو والدولار الأمريكي بنسب 60% و40% على التوالي؛[272][273] كما أسَّس لجنة تقيِّم تكاليف ومزايا عملة رقمية يطلقها البنك المركزي.[274] تتكلف دار السكة بإصدار احتياجات البلاد من النقد الإلزامي كما تَطبع الأوراق البنكية لعدد من البلدان الأجنبية.[275]

مشارَكة القطاعات الاقتصادية في الناتج المحلي الإجمالي للبلاد سنة 2017 هي كالتالي: الخدمات 56,5% والصناعة 29,5% والفلاحة 14%.[276] بَلغ الناتج المحلي الإجمالي للبلاد قيمة 138,78 مليار دولار أمريكي حسب تقديرات صندوق النقد الدولي لسنة 2023،[277] بمتوسط 3.750 دولار أمريكي للفرد.[277] يَهدف مشروع فاس سمارت فاكتوري إلى مواكَبة الثورة الصناعية الرابعة بالبلاد.[278]

تُعَد السندات المغربية [الإنجليزية] من الدرجة غير الاستثمارية حسب تصنيف ستاندرد آند بورز لسنة 2023.[279] يَحتل المغرب المرتبة 54 عالميًا [الإنجليزية] في القيمة التراكمية للاستثمار المباشر الوافد، بينما يَحتل المرتبة 73 عالميًا [الإنجليزية] في القيمة التراكمية للاستثمار المباشر بالخارج، حسب بيانات كتاب حقائق العالَم لسنة 2017.[280][281] يَحتل الاقتصاد المغربي المرتبة 75 في تقرير التنافسية العالمي لسنة 2019.[282]

قطاع الخدمات

سوق الأحد في أكادير يَضم 6 آلاف متجر، عبر 12 بوابة تَقود كل منها لصنف سلع معيَّن.[283]

يَشتغل في قطاع الخدمات ما يقارب 44,9% من السكان النشطين خلال 2019؛[285] موزَّعين بشكل رئيسي على فرع التجارة 34,1%، فرع الخدمة العمومية 12,7%، فرع النقل والتخزين والاتصال 11,6%.[285] أطلَقت البلاد علامة «موروكو تيك» التي تهدف إلى إنتاج الخدمات الرقمية في المغرب [الإنجليزية] بالإضافة إلى توطين الأفشورينغ، والتسويق الإلكتروني، والتجارة الإلكترونية، والبرمجيات، والألعاب، والنقود المشفرة؛[286] يَحتل المغرب المرتبة الثانية إفريقيًا والمرتبة 43 عالميًا [الإنجليزية] في صادرات الخدمات سنة 2022.[287]

تنشَط بالبلاد العديد من المؤسسات البنكية، ويَصل الشمول المالي بين السكان إلى نسبة 44% ممن لديهم حسابات بنكية [الإنجليزية] بينما يَستخدم 30% المدفوعات الرقمية حسب تقرير البنك الدولي لسنة 2023.[288] يَهدف القطب المالي للدار البيضاء إلى تعزيز الخدمات المالية في المغرب ويَتمحور حول مؤسسات الخدمات المالية، الخدمات المهنية، وأنشطة المقر العام الإقليمية والدولية؛[31] مع خُطط لتوسيع التواجد في شمال إفريقيا وغربها ووسطها خصوصًا.[31][284]

حسب إحصائيات منظمة السياحة العالمية فقد احتَلت البلاد المرتبة الثانية إفريقيًا والمرتبة 35 عالميًا خلال 2019 في عدد السياح الدوليين الوافدين [الإنجليزية] بـ 12,9 مليون سائح، بينما بَلغت العائدات 8,17 مليار دولار أمريكي؛[289] المدن الأكثر جذبًا للسياح هي مراكش 30%، وأكادير 16%، والدار البيضاء 8%، وطنجة 5%، وفاس 4%.[290] يَحتل المغرب المرتبة 47 عالميًا في جودة الحياة حسب تقرير يوإس نيوز أند وورد ريبورت لسنة 2021.[291]

المغرب عضو بالمجلس التنفيذي للمنظمة العالمية للسياحة، وفي هذا الصدد تم ترشيح المغرب كطرف في لجنة الإحصائيات للحساب الفرعي للسياحة التابع للمجلس التنفيذي نظرًا لخبرته في ميدان الدراسات والأبحاث المتعلقة بمساهمة السياحة في الناتج الداخلي الخام.[292] يهيمِن فرع السياحة الثقافية على الفروع السياحية الأخرى حيث يمثِّل 69% من إجمالي الطاقة الإيوائية [الإنجليزية] ويستهلكها 84% من السياح الدوليين الوافدين [الإنجليزية] على البلاد، مع وجود خُطط لتطوير السياحة البيئية.[293] يَحتل المغرب المرتبة 71 عالميًا في مؤشر تنمية السفر والسياحة [الإنجليزية] لسنة 2021.[294]

تهدف الاستراتيجية اللوجستية للبلاد إلى تقليص التكاليف اللوجستيكية مما سيؤدي إلى الرفع من نمو الناتج المحلي الإجمالي من خلال الزيادة في القيمة المضافة، بالإضافة إلى المساهمة في التنمية المستدامة بالحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وتجنُّب اكتظاظ الطرقات والمدن.[295] توجد خُطط لتوفير مخزون إستراتيجي [الإنجليزية] من المواد الأساسية خاصة من الأغذية وكذا من المواد الطاقية.[296] يَحتل المغرب المرتبة 20 بين الأسواق الناشئة في الخدمات اللوجستية حسب مؤشر أجيليتي للأسواق الناشئة لسنة 2023.[297]

قطاع التصنيع

يُعتبر القفطان المغربي من العناصر المميَّزة في صناعة النسيج وتصميم الأزياء.[298]
اصطفاف بميناء طنجة المتوسط خلال عملية تصدير السيارات، في انتظار الشحن البحري.

تَحتل صناعة النسيج مكانة مهمة في قطاع التصنيع، حيث تساهِم بـ 27% من مناصب الشغل و7% من القيمة المضافة في القطاع الصناعي للبلاد،[299] يصل حجم المعاملات الموجَّهة نحو التصدير 39 مليار درهم مغربي (نحو 4 مليارات دولار أمريكي) بتاريخ 2019.[300]

يوجَد حضور قوي لصناعة السيارات في البلاد، حيث احتَل المغرب المرتبة الثانية إفريقيًا والمرتبة 26 دوليًا من حيث إنتاج المركبات بإنتاج بَلغ 394.652 سيارة ومركبة خلال 2019.[301] بَلغت قيمة صادرات المملكة من السيارات 66,2 مليار درهم مغربي (7,2 مليار دولار أمريكي) في أول 11 شهرًا من 2020.[302]

تتشكل صناعة الطيران في المغرب من صناعة وتركيب أجزاء الطائرات، مسجِّلة رقم معاملات يصل إلى 17 مليار درهم مغربي (1,91 مليار دولار أمريكي) خلال 2019؛[303][304] ويأتي المغرب في المرتبة الأولى إفريقيًا والمرتبة 15 دوليًا من حيث الاستثمارات في صناعة الطيران بتاريخ 2021.[305]

تشهد صناعة الطاقة الكهربائية في البلاد نشاطًا متزايدًا، حيث كان للبرامج الرامية إلى معالجة العجز في السكن أثر إيجابي على هذه الصناعة بعدما تمكنت المقاولات المغربية من تكييف منتجاتها لتُساير احتياجات شرائح اجتماعية مختلفة؛ كما تَفتح الاستراتيجية الوطنية في مجال الطاقات المتجددة آفاقًا جديدة لنموها من خلال الطاقة الشمسية، والطاقة الريحية، والكفاءة الكهربائية.[306]

الصناعة الإلكترونية في البلاد أصبحت تلعب دورًا هامًا كمزوِّد ضروري لكل من صناعة السيارات، والطيران، والسكك الحديدية، والطاقات المتجددة، وصناعة الدفاع.[307] توجَد خُطط لإنتاج البطاريات وكذا الرقائق الإلكترونية محليًا.[308]

تَحتل صناعة الصيدلة في المغرب [الفرنسية] المرتبة الثانية إفريقيًا من خلال 51 منشأة صناعية للصيدلة، تغطي منتجات الأدوية المحلية غالبية الطلب الداخلي ويتم تصدير 17% من الإنتاج بتاريخ 2019.[309][310] كما تسعى البلاد إلى الريادة في مجال التكنولوجيا الحيوية عبر الشروع في إنتاج لقاح كوفيد-19 سنة 2021.[311]

وقَّعت البلاد اتفاقية «خطة التنفيذ المشترك لمبادرة الحزام والطريق»، تشجِّع الصين بموجبها شركاتها الكبرى [الإنجليزية] على الاستثمار بالمغرب خاصة في صناعة السيارات، وصناعة الطيران، والتكنولوجيا الفائقة، والتجارة الإلكترونية، والصناعة الزراعية، وصناعة النسيج.[312]

قطاع الفلاحة

الاستمطار الصناعي في الأطلس المتوسط يخفِّف من آثار الجفاف على الموسم الزراعي.[313]

تُقدر المساحة الصالحة للزراعة في المغرب بـ 12% فقط من المساحة الإجمالية للبلاد (71 مليون هكتار)، وتشهد ضغطًا متزايدًا بسبب التوسع العمراني.[314] المحاصيل الرئيسية للبلاد هي البطاطس والطماطم والبصل والبطيخ والدلاح والجزر واللفت، بالإضافة إلى الفلفل والنعناع والقرعة والجلبانة؛[315] ويُعَد المغرب الثالث عالميًا في إنتاج التين[316] والثالث عالميًا في إنتاج الزيتون خلال 2019.[316] تَستهدف البلاد زيادة إنتاج الحبوب ومواجهة قلة الأمطار من خلال اعتماد تقنية الزرع المباشر؛[317][318] بَلغ إنتاج المغرب من القمح حوالي 7,2 مليون طن خلال 2021.[319]

تم تمرير قرار في اجتماع لجنة الأمم المتحدة للمخدرات يوم 5 ديسمبر 2020 والذي صوَّت فيه المغرب لصالح قبول استعمال القنب الهندي في المجال الطبي، مما سيَفتح آفاقًا كبيرة للتنمية الاقتصادية من خلال تصديره بشكل قانوني خاصة وأن البلاد تنتِج حوالي 70% من سوق القنب الأوروبي؛[320] كما تتوفر البلاد على خبرة متراكمة من تجارب سابقة لإنتاج القنب الصناعي [الإنجليزية] في أكادير، صفرو، سيدي علال التازي، وبني ملال.[321]

يحدِّد مخطط المغرب الأخضر أهداف السياسة الزراعية للبلاد.[322] يُمنع قانونًا الاستهلاك البشري للأغذية المعدلة وراثيًا وذلك كإجراء احترازي إلى حين معرفة تأثيرها على الصحة العامة؛[323] في المقابل تركِّز البلاد على تهجين سلالات البذور [الإنجليزية] ثم انتقاء الأصناف الأكثر مقاومة للجفاف.[324] يتشكل قطاع تربية المواشي بالبلاد من حوالي 21,6 مليون رأس من الأغنام، و6 ملايين رأس من الماعز، و3,3 مليون رأس من الأبقار، و192 ألف رأس من الإبل بتاريخ 2021.[325] يَحتل المغرب المرتبة 57 في مؤشر الأمن الغذائي العالمي لسنة 2021.[326]

قطاع الأسماك

قوارب صيد على جانب الرصيف البحري، في ميناء الحسيمة.

يساهِم قطاع الصيد البحري بشكل مهم في الاقتصاد المحلي، حيث بَلغت صادرات المنتوجات البحرية 22 مليار درهم مغربي (حوالي 2,46 مليار دولار أمريكي) سنة 2017. يَتوفر المغرب على منطقة بحرية تمتد على حوالي 1,12 مليون كلم مربع، وتُعَد من أغنى المناطق عالميًا فيما يتعلق بالثروة السمكية.[327][328] يَحتل المغرب المرتبة الأولى عالميًا في تصدير سمك السردين المعلَّب، بكمية تصل إلى 116 ألف و850 طنًا سنة 2020.[329]

يَتوفر المغرب على 21 مزرعة لتربية الأحياء المائية بتاريخ 2016، بينما بَلغ إنتاجها 537 طن خلال 2017؛[330][331] وفي هذا الصدد تم تأسيس «الوكالة الوطنية لتنمية تربية الأحياء البحرية» والتي مهمتها تنمية الأنشطة المرتبطة بالقطاع سواء في مجال التصدير أو استهلاك السوق الداخلي، وكذلك مساعدة المستثمرين من خلال تزويدهم بمساعدة تقنية [الإنجليزية] متطورة.[332][333] يَهدف الشعاب الاصطناعي في مرتيل إلى تحسين كميات الأسماك المصطادة، بالإضافة إلى حماية الموائل البحرية وحِفظ التنوع البيولوجي.[334]

تَحتل صناعة صيد الأسماك مكانة متميزة في اقتصاد المغرب، حيث تشهد معالجة ما يقارب 70% من إفراغات الصيد الساحلي وتصدير ما يناهز 85% من إنتاجها، كما تتميز بتنوع تخصصاتها. تتوفر البلاد على 397 وحدة صناعية خاصة بالصيد البحري بتاريخ 2013، ويُعَد التجميد النشاط الأبرز يليه تصبير السمك ثم توضيب السمك الطري [الإنجليزية].[335] يَهدف مشروع ميناء الداخلة الأطلسي إلى دَعم الصناعة السمكية بالبلاد من خلال إنشاء رصيف مخصص للتجارة، رصيف مخصص للصيد البحري، وأرصفة مخصصة لإصلاح السفن.[336]

قطاع التعدين

قطار محمَّل بالفوسفاط، تتوفر البلاد على 70% من احتياطياته التجارية الصخرية عالميًا.[337]

يَلعب قطاع التعدين في المغرب دورًا أساسيًا في الاقتصاد نظرًا لمساهمته بنسبة 10% من الناتج المحلي الإجمالي و20% في قيمة الصادرات، فضلًا عن توفيره نحو 40 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة [الإنجليزية] حسب دراسات لسنة 2023.[338] تَحتل البلاد المرتبة الأولى إفريقيًا والثانية عالميًا في إنتاج الفوسفاط،[338] والذي يُعد عنصرًا أساسيًا لاستقرار الأمن الغذائي نظرًا لأهميته في صناعة الأسمدة،[338] مع احتياطيات تَبلغ 50 مليار طن.[339]

عُثِر على الفوسفاط، الرصاص، الفلور، والأنتيمون في ساحل المحيط الأطلسي على امتداد 60–120 كيلومتر، وكذلك في وسط المغرب.[340] يحتوي الأطلس الصغير على احتياطيات من النحاس، المنغنيز، الذهب، الفضة، الكوبالت، القصدير، التيتانيوم، والتنجستن.[340] يحتوي الأطلس الكبير على احتياطيات من الرصاص، الزنك، النحاس، المنغنيز، الحديد، والباريت؛ بينما يتم الحصول من الريف على الزنك، الأنتيمون، المعادن الاستراتيجية [الإنجليزية]، وطين السميكتايت.[340] تشتهر جهة الشرق بالرصاص، الزنك، والفحم.[340]

المعادن الأخرى المستخرجة مع معدل إنتاج متسارع هي الباريت، الطين، الكوبالت، النحاس، الفلورسبار، خام الحديد، الرصاص، الملح، الفضة، التالك، والزنك؛ إنتاج الفضة والرصاص في المغرب هو الأعلى في إفريقيا.[340] تتوفر البلاد على المواد الأولية وبراءة ابتكار تؤهلها لإنتاج كاتود الكوبالت عالي النقاوة، تغطي من خلاله الطلب المتصاعد في صناعة البطاريات.[341]

التجارة الخارجية

تمثيل نسبي لصادرات المغرب سنة 2019.

وقَّع المغرب 54 اتفاقية تبادل حر تتيح لمنتَجات البلاد الوصول إلى حوالي مليار مستهلِك حول العالَم،[342] من بينها اتفاقية تجارة حرة مع الاتحاد الأوروبي،[343] اتفاقية تجارة حرة مع مصر والأردن وتونس،[344] اتفاقية تجارة حرة مع الإمارات،[344] اتفاقية تجارة حرة مع تركيا،[345] اتفاقية تجارة حرة مع الولايات المتحدة،[346] اتفاقية تجارة حرة مع المملكة المتحدة؛[347] كما وقَّع على اتفاقية إنشاء منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية.[348]

تتكون صادرات البلاد سنة 2017 من السلع التالية: الملابس والمنسوجات، والسيارات، والمكونات الكهربائية، والمواد الكيميائية غير العضوية، والترانزستورات، والمعادن الخام، والأسمدة (بما في ذلك الفوسفاطوالمنتجات البترولية، والحمضيات، والخضروات، والأسماك.[276] البلدان الرئيسية التي يتم التصدير إليها هي: إسبانيا 23,2%، وفرنسا 22,6%، وإيطاليا 4,5%، والولايات المتحدة 4,2%.[276]

تتكون واردات البلاد سنة 2017 من السلع التالية: البترول الخام، والنسيج، ومعدات الاتصالات، والقمح، والغاز والكهرباء، والترانزستورات، والبلاستيك.[276] البلدان الرئيسية التي يتم الاستيراد منها هي: إسبانيا 16,7%، وفرنسا 12,2%، والصين 9,2%، والولايات المتحدة 6,9%، وألمانيا 6%، وإيطاليا 5,9%، وتركيا 4,5%.[276]

بَلغت قيمة صادرات البلاد 24,5 مليار دولار أمريكي بينما بَلغت قيمة الواردات 44,13 مليار دولار أمريكي سنة 2017؛[276] يتم تخفيف العجز التجاري الهيكلي عن طريق عائدات السياحة، والتدفقات الكبيرة لتحويلات المغتربين، وتدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر.[349] بَلغت التجارة الخارجية نسبة 74,9% إلى الناتج المحلي الإجمالي [الإنجليزية] سنة 2021.[350][351]

البنية التحتية

النقل والمواصلات

تُعَد البنية التحتية بالمغرب من بين الأكثر تطورًا بإفريقيا وتشهد خُطط عصرنة قيد التنفيذ.[357] تتواجد بالبلاد شبكة طرق يَبلغ طولها حوالي 57.334 كيلومتر، وشبكة طرق سيارة يَبلغ طولها 1.588 كيلومتر حسب معطيات سنة 2015؛[358] كما تتواجد طرق تحت أرضية أبرزها نفق الموحدين الذي يُعَد من بين الأطول في إفريقيا.[359]

تُوصف سوق السيارات في المغرب بأنها واحدة من الأسواق المهمة بـ 133.315 سيارة مباعة سنة 2020.[360] تتوفر السيارات الكهربائية على محطات للشحن موزَّعة على أهم المحاور الطرقية.[361] تستوفي المَركبات الأجنبية إجبارية التأمين [الإنجليزية] في حال توفرت على البطاقة الخضراء أو البطاقة البرتقالية [الإنجليزية] صالحة من حيث المدة ومدرِجة للمغرب في نطاق الضمان.[362]

اعتَمد المغرب استثمارات مالية ضخمة لإعادة تجديد وتطوير السكك الحديدية وبناء محطات قطار جديدة وعصرية واقتناء قطارات فائقة السرعة وتشييد خطوط سكك حديدية خاصة بها، وإلى غاية سنة 2018 وصَل طول السكك الحديدية بالمغرب إلى 3.815 كيلومتر منها 64% سكك مكهربة، و585 عربة لنقل المسافرين. فيما وصَل عدد المسافرين إلى 35 مليون مسافر، وعدد محطات القطار إلى 137 محطة.[363] تتوفر البلاد على أنظمة للنقل السريع من خلال طرامواي الرباط الذي يَجمع الرباط وسلا،[364] وكازا طرامواي في الدار البيضاء.[365]

وقَّعت البلاد اتفاقية للأجواء المفتوحة مع الاتحاد الأوروبي [الإنجليزية]،[366] يُسمح بموجبها لشركات النقل الجوي التابعة للطرفين بالعمل باتجاه وانطلاقًا من أي نقطة في المغرب والاتحاد الأوروبي بدون قيود على الأسعار أو السعة.[367] سَجلت المطارات المغربية حوالي 25 مليون مسافر سنة 2019 بزيادة 11,18% مقارنة مع السنة السابقة؛ تتواجد المطارات العشرة الأكثر ازدحامًا بالمغرب في المدن التالية: مطار الدار البيضاء (10 مليون و306 ألف مسافر)، مطار مراكش (6 مليون و396 ألف مسافر)، مطار أكادير (2 مليون و8 ألف مسافر)،