معضلة القنفذ

إن معضلة القنفذ, أو في بعض الأحيان يطلق عليها معضلى النيص هي كناية عن التحديات التي تواجه العلاقات البشرية الحميمة. فهو يصف الحالة التي تسعى فيها مجموعة من القنافذ تسعى إلى أن تبقى قريبة من بعضها البعض لتبادل الحرارة خلال الطقس البارد. في نفس الوقت يجب أن يبقوا متفرقين ليتجنبوا إيذاء بعضهم البعض بأشواكهم. على الرغم من أنها تشترك جميعا في الرغبة في علاقة تبادل وثيقة، إلا أن هذا قد لا يحدث لأسباب لا يمكنهم تجنبها.

كلًا من آرثر شوبنهاور وسيغموند فرويد قد استخدما هذه الحالة لوصف ما يشعرون به وهو حالة الفرد بالنسبة إلى الآخرين في المجتمع. إن معضلة القنفذ تشير إلى أنه على الرغم من النوايا الحسنة، العلاقات الإنسانية الحميمة لا يمكن أن تحدث دون قدر كبير من الأذى المتبادل، مما يؤدي إلى سلوك حذر وضعف العلاقات بدلًا من تقويتها. في معضلة القنفذ، يفضل أن يعتدل الفرد في علاقته مع الآخرين سواء لتحقيق مصلحة شخصية أو  لمصلحة الآخرين. معضلة القنفذ تستخدم لشرح الانطواء والانعزال.

شوبنهاور[عدل]

المفهوم ينشأ في المثل التالي للفيلسوف الألماني آرثر شوبنهاور's Parerga und Paralipomena ، الجزء الثاني، الفصل الحادي والثلاثين، القسم 396:[1]

«A number of porcupines huddled together for warmth on a cold day in winter; but, as they began to prick one another with their quills, they were obliged to disperse. However the cold drove them together again, when just the same thing happened. At last, after many turns of huddling and dispersing, they discovered that they would be best off by remaining at a little distance from one another. In the same way the need of society drives the human porcupines together, only to be mutually repelled by the many prickly and disagreeable qualities of their nature. The moderate distance which they at last discover to be the only tolerable condition of intercourse, is the code of politeness and fine manners; and those who transgress it are roughly told—in the English phrase—to keep their distance. By this arrangement the mutual need of warmth is only very moderately satisfied; but then people do not get pricked. A man who has some heat in himself prefers to remain outside, where he will neither prick other people nor get pricked himself.»

فرويد[عدل]

دخلت معضلة القنفذ عالم علم النفس بعد اكتشاف الحكاية وتبنيها من قِبل سيغموند فرويد. حكاية شوبنهاور نقلها عنه فرويد في حاشية له في كتابه مجموعة علم النفس وتحليل الأنا ((بالألمانية: Massenpsychologie und Ich-Analyse)‏) الذي صدر عام 1921. وذكر فرويد رحلته إلى الولايات المتحدة في عام 1919 كانت بسبب: "أنا ذاهب إلى الولايات المتحدة الأمريكية للمراقبة النيص و إعطاء بعض المحاضرات."

أبحاث علم النفس الإجتماعي[عدل]

لقد تلقت المعضلة اهتمام بتجربتها في ضمن مجالات  العلوم النفسية المعاصرة. جون مانر وزملاؤه (ناثان دويل، روي بويمستر، ومارك شالر) أشاروا إلى أن معضلة القنفذ لشوبنهاور عند تفسير نتائج من التجارب التي تدرس كيفية استجابة الناس للنبذ وغيره من أشكال الرفض الاجتماعي.[2] وكشفت نتائج أبحاثهم أن الأشخاص المصابين بالقلق المزمن، تجربة الرفض أدت إلى انطواءهم على أنفسهم إلى حد ما، ولكن بين الناس الأكثر تفاءلاءً, أدت تجربة الرفض إلى تكثيف الجهود الرامية إلى الاقتراب من الآخرين. وأستنتجوا الآتي:

«This last point is worth remembering when one considers the answer that Schopenhauer himself supplied to the porcupine problem. Schopenhauer suggested that people ultimately feel compelled to retain a safe distance from each other. "By this arrangement," he wrote, "the mutual need for warmth is only very moderately satisfied; but then people do not get pricked" (1851/1964, p. 226). Of course, Schopenhauer was known for his sour temperament – "It is hard to find in his life evidences of any virtue except kindness to animals... In all other respects he was completely selfish" (Russell, 1945, p. 758) – and his philosophy was famous for its pessimism.[3]»

References[عدل]

  1. ^ "The Porcupine Illusion". Cabinetmagazine.org. مؤرشف من الأصل في 2018-09-28. اطلع عليه بتاريخ 2011-08-08.
  2. ^ "Maner, J.K., DeWall, C.N., Baumeister, R.F., & Schaller, M. (2007). Does social exclusion motivate interpersonal reconnection? Resolving the 'porcupine problem.' ''Journal of Personality and Social Psychology'', 92, 42–55" (PDF). مؤرشف من الأصل (PDF) في 2018-04-30. اطلع عليه بتاريخ 2015-02-08.
  3. ^ "Maner, J.K. et al. (2007), p. 54" (PDF). مؤرشف من الأصل (PDF) في 2018-04-30. اطلع عليه بتاريخ 2015-02-08.