العراق

 
العراق
جمهورية العراق
كۆماری عێراق  (كردية)
العراق
العراق
علم العراق
العراق
العراق
شعار العراق


العراق
العراق
الشعار الوطني
الله أكبر
النشيد:
موطني[1]
الأرض والسكان
إحداثيات 33°N 43°E / 33°N 43°E / 33; 43   تعديل قيمة خاصية (P625) في ويكي بيانات[2]
أعلى قمة جبل شيخا دار (3611 متر)
المساحة 438,317 كم² (58)
نسبة المياه (%) 0.29
عاصمة بغداد[3]
اللغة الرسمية العربية
الكردية‌[4]
تسمية السكان عراقيون
توقع (2023) 43,324,000 (2023)[5] نسمة (35)
التعداد السكاني 38274618 (2017)  تعديل قيمة خاصية (P1082) في ويكي بيانات
الكثافة السكانية 82.7 ن/كم² (124)
متوسط العمر 69.862 سنة (2016)[6]
الحكم
نظام الحكم جمهورية برلمانية فدرالية [7]
الرئيس عبد اللطيف رشيد
رئيس الوزراء محمد شياع السوداني
التشريع
السلطة التشريعية مجلس النواب[8]
التأسيس والسيادة
الاستقلال التاريخ
تاريخ التأسيس 3 تشرين الأول/أكتوبر 1932
الوزارة النقيبية الأولى 25 تشرين الأول/أكتوبر 1920
المملكة العراقية[9] 23 آب/أغسطس 1921
الاستقلال عن المملكة المتحدة 3 تشرين الأول/أكتوبر 1932
الجمهورية الأولى 14 تموز/يوليو 1958
مجلس الحكم العراقي 13 تموز/يوليو 2003
الحكومة العراقية المؤقتة ونقل السيادة من الاحتلال الأمريكي إلى الحكومة العراقية الجديدة 28 حزيران/يونيو 2004
الحكومة العراقية الانتقالية 3 أيار/مايو 2005
الدستور الحالي 28 كانون الأول/ديسمبر 2005
الحكومة الأولى بعد إقرار الدستور وتغيير النظام 20 أيار/مايو 2006
الانتماءات والعضوية
الناتج المحلي الإجمالي
سنة التقدير 2022
 ← الإجمالي $512.926 مليار[15] (48)
 ← الإجمالي عند تعادل القوة الشرائية 648,183,174,024 جيري / خميس دولار (2017)[16]
 ← للفرد $12.141[15] (114)
الناتج المحلي الإجمالي الاسمي
سنة التقدير 2022
 ← الإجمالي $297.341 مليار[15] (47)
 ← للفرد $7,038[15] (111)
معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي 10.1 نسبة مئوية (2016)[17]
إجمالي الاحتياطي 49,315,419,400 دولار أمريكي (2017)[18]
معامل جيني
الرقم 30.9 [19]
السنة 2007
التصنيف المتوسطة
مؤشر التنمية البشرية
السنة 2014
المؤشر 0.573[20]
التصنيف المتوسطة (120)
معدل البطالة 16 نسبة مئوية (2014)[21]
بيانات أخرى
العملة دينار عراقي IQD
البنك المركزي البنك المركزي العراقي  تعديل قيمة خاصية (P1304) في ويكي بيانات
معدل التضخم -1.0 نسبة مئوية (2016)[22]
رقم هاتف
الطوارئ
المنطقة الزمنية ت ع م+03:00 (توقيت قياسي)
ت ع م+04:00 (توقيت صيفي)  تعديل قيمة خاصية (P421) في ويكي بيانات
 ← في الصيف (DST) +3
المنطقة الزمنية GMT+3
 ← في الصيف (DST) ثابت
جهة السير يمين[25]
رمز الإنترنت iq.
أرقام التعريف البحرية 425  تعديل قيمة خاصية (P2979) في ويكي بيانات
الموقع الرسمي الموقع الرسمي  تعديل قيمة خاصية (P856) في ويكي بيانات
أيزو 3166-1 حرفي-2 IQ  تعديل قيمة خاصية (P297) في ويكي بيانات
رمز الهاتف الدولي 964+
وسيط property غير متوفر.

العِرَاقُ[26] رسمِيّاً جُمْهُوريَّة العِرَاق[27] (بالكردية: كۆماری عێراق)‏[28] دولة عربية، وجمهورية برلمانية اتحادية وفقاً لدستور العراق،[29] ويتكوَّن رسمياً من ثمانِ عشرة محافظة، عاصمته بغداد. ويقع في غرب آسيا[30] ويُشكِّل القسم الشمالي الشرقي من الوطن العربي،[31] ويُطل على الخليج العربي. يحده من الجنوب الكويت والمملكة العربية السعودية،[32] ومن الشمال تركيا،[33] ومن الغرب سوريا والأردن،[34] ومن الشرق إيران، وهو عضوٌ مؤسس في جامعة الدول العربية[35] ومنظمة المؤتمر الإسلامي[36] ومنظمة أوبك. ويمتلك خامس أكبر احتياطي نفط في العالم.[37] معظم أراضي الدولة حاليًا تقع في منطقة بلاد الرافدين.

حَوت المنطقة على أولى المراكز الحضارية في العالم التي كانت تقع بين نهري دجلة والفرات وهي حضارة سومر، وامتدت حدود هذه الحضارة التي شغلتها بلاد الرافدين إلى سوريا وبلاد فارس وإلى منطقة جنوب شرق الأناضول في تركيا حالياً، كما وجدت آثار سومرية في دولة الكويت الحالية[38] والبحرين[39][40] والأحواز بإيران. كان لبلاد الرافدين انفتاح واتصال بالحضارات القديمة في مصر والهند.[41] وتعاقب على حكم العراق دول وحضارات كثيرة من أهمها السومرية، والبابلية الحديثة، والآشورية، والميدية، والسلوقية، والإمبراطورية البارثية، والإمبراطورية الرومانية، والساسانيون، والمناذرة، والخلافة الراشدة، والدولة الأموية، والدولة العباسية، والمغول، والدولة الصفوية، والدولة الأفشارية، والدولة العثمانية، ثمَّ الانتداب البريطاني، ومن ثمَّ المملكة العراقية، ثمَّ الجمهورية الأولى، ثمَّ الجمهورية تحت حُكم حزب البعث، ثمَّ سلطة الأورها (إعادة إعمار العراق[42]فسلطة الائتلاف المؤقتة، فالحكومة العراقية المؤقتة، ثمَّ الحكومة العراقية الانتقالية، ثمَّ الجمهورية البرلمانية الاتحادية في العراق.

قُدِر عدد سكان جمهورية العراق سنة 2023 بنحو 43 مليوناً و324 ألف نسمة، موزعون بواقع (50.50%) للرجال و(49.5%) للنساء.[43] وتصل نسبة العرب من 75% إلى 80% من الشعب العراقي، والكُرد إلى 15% من الشعب، أمَّا الـ(5%-10%) الباقية فمن الآشوريين/السريان/الكدان، والتركمان وأقلِّيات أخرى وهي الصابِئَة المَنْدَائِيُّون، والأرمن، والشركس، والإيرانيين، والشبك، واليزيديين، والكاولية، ودين غالبية سكان العراق الإسلام وتصل نسبتهم إلى 95% من السكان وهناك جدل حول نسبة الشيعة والسنَّة في البلاد، وكلتا الطائفتين تَدَعي أنَّها تشكِّل الأغلبية العددية، دون وجود تعداد عام للسكان وبإشراف دولي وتؤكد الهيئات الدوليةأنَّ ثقلهما متقارب ومتوازن.[44][45] وتصل الأقليات الدينية إلى 5% من السكان، غالبيتهم من المسيحيين الكلدان وتوجد أديان أخرى كالمندائية، واليزيدية، واليهودية، واليارسانية، والبهائية. أما الإثنيات في العراق فهي العربية، والكردية، والتركمانية، والآشوريين/السريان/الكلدان، والكُرد الفيليين، واليزيديون، وشبك، ويارسانية، واليهودية، وشركس العراق، وأرمن العراق، والكاولية (غجر العراق)، والبهائية، وإثنيات دينية أخرى.

العراق بلد متنوع التضاريس؛ فمن الجبال والوديان والغابات في شمال العراق وبخاصة في إقليم كردستان، إلى التلال في سلسلة تلال حمرين، ومن السهل الرسوبي الخصب فيما بين نهري دجلة والفرات إلى الصحاري القاحلة كالصحراء العربية وبادية الشام، وكذلك يحتوي العراق على الهضبة الغربية الصحراوية في الغرب، وعلى نهرين مهمين هما دجلة والفرات واللذين على ضفافهما نشأت أولى الحضارات، وتوجد الأهوار الطبيعية في جنوب العراق والتي تعد البيئة الطبيعية لحيوانات لا توجد في أي مكان آخر من العالم، ومن أشهرها هور الحويزة وهور الحَمّار. وتوجد عدة بحيرات صناعية في العراق كبحيرة الثرثار والرزازة وغيرها، وفيهِ البحيرات الطبيعية كبحيرة ساوة في صحراء بادية السماوة في محافظة المثنى.

ولد في العراق النبي إبراهيم، وهو أرض الكثير من الأنبياء، ولكثير من أئمة المسلمين سنة وشيعة كالإمام علي، والإمام الحسين، وأخيه العباس، والإمامين الكاظمين، والإمامين العسكريين، والإمام المهدي، والإمام عبد القادر الجيلاني، والإمام الأعظم أبو حنيفة النعمان، وكثير من مراقد ومقامات أولاد الأئمة عند الشيعة والصحابة مثل سلمان الفارسي، والتابعين.

جغرافياً، يعتبر الخليج العربي المنفذ البحري الوحيد للعراق على العالم، حيث يبلغ طول الساحل البحري للعراق حوالي 58 كيلومتراً، ويعد ميناء أم قصر في البصرة من أهم الموانئ العراقية المطلة على الخليج.[46] ويمر نهرا دجلة والفرات من شمال العراق إلى جنوبهِ، واللذان كانا أساس نشأة أولى المراكز الحضارية في العالم على بلاد الرافدين، والتي نشأت على مر التاريخ وعلى امتداد 8000 سنة، على يد الأكديين والسومريين والآشوريين والبابليين. ومن بين ما أنتجته حضارة بلاد الرافدين اختراع الحروف من قبل السومريين.[47] وسن أول القوانين المكتوبة في تاريخ البشرية بما يعرف في المصادر التاريخية بشريعة حمورابي، ويرجح أن العراق كان به أول متحف في العالم وهو متحف أنغالدي-نانا والقائمة به الأميرة أنغالدي ابنة نبو نيد، ويعود تاريخه لحوالي 530 قبل الميلاد[48][49][50][51] بأور في محافظة ذي قار.

وضعت عصبة الأمم رسومَ حدود العراق الحديث بمعظمه في سنة 1920، عندما قسمت تركة الدولة العثمانية بموجب معاهدة سيفر. ووضع العراق تحت سلطة المملكة المتحدة بما سمي بالانتداب البريطاني في بلاد الرافدين. وأنشئ نظام ملكي سنة 1921، وحصلت المملكة العراقية على الاستقلال من المملكة المتحدة سنة 1932. وفي سنة 1958، أُطِيحَ بالنظام الملكي وأُنشئت جمهورية العراق. وسيطر حزب البعث العربي الاشتراكي على العراق من سنة 1968 إلى سنة 2003. وبعد غزو الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها للعراق سنة 2003، أُزيح حزب البعث من السلطة، ثم تشكلت حكومة عراقية جديدة أجرت انتخابات برلمانية تعددية سنة 2005. وانتهى الوجود الأميركي في العراق سنة 2011،[52] ولكن التمرد العراقي استمر وازداد حدةً بعد دخول مجموعة من الإرهابيين من سوريا خلال الحرب الأهلية السورية. ونُشر 450 جندياً أمريكياً في العراق في 10 يونيو سنة 2015.[53]

وفي سنة 2014 سقطت عدد من المحافظات والمناطق العراقية بيد تنظيم داعش فاندلعت حرب تحرير المناطق من قبضة داعش، وتحررت جميع المناطق التي سيطر عليها التنظيم بتاريخ 9 ديسمبر 2017.

وفي الأول من تشرين الأول/أكتوبر سنة 2019 شهدت البلاد احتجاجات كبيرة وواسعة؛ قدم على إثرها عادل عبد المهدي رئيس الحكومة البرلمانية الرابعة في العراق استقالته من منصبه في 30 نوفمبر 2019، ثم دخلت البلاد حالة الفراغ الدستوري في 22 ديسمبر في السنة نفسها[54]، وانتهى الفراغ الدستوري بتاريخ 7 مايو 2020 بتشكيل حكومة مصطفى الكاظمي المؤقتة لتُسير العراق لمرحلة انتقالية. وفي 10 أكتوبر 2021 عُقدت انتخابات مبكرة، ولكن تشكيل الحكومة تأخر، إذ لم يشكل أعضاء مجلس النواب العراقي الحكومة الجديدة إلا في 27 أكتوبر 2022 أي بعد أكثر من سنة كاملة على الانتخابات.

التسمية

نهر الفرات في حديثة بالأنبار
نهر دجلة بمنطقة التاجي ببغداد

في غير اللغة العربية سميت المنطقة التي تشكل معظم أنحاء العراق وصولاً إلى منابع دجلة والفرات خلال عصور ما قبل الميلاد بـ«بِلَاد ٱلرَّافِدَيْن» والتي جاءت من التسمية (بالإغريقية: Μεσοποταμία) والتي تعني «(أرض) الرافدين».[55] قال بشير يوسف فرنسيس في مقابلة صحفية نشرتها جريدة الثورة في 16 تشرين الثاني سنة 1987 "اصطلاح بين النهرين مِن وضع الكتاب الإغريق والرومان منذ القرن الرابع فما بعده، فإذا أرادوا العراق قالوا (ميزوبوتامية) وهي كلمة يونانية تعني (مابين النهرين) وعنهم أخذ بعض الكتاب الأوربيين هذا الاصطلاح وأطلقوه على بلدنا العراق في مؤلفاتهم ورسائلهم، ولايزال يستعمله بعضهم، ذكر هذه التسميةَ في تاريخه بوليبوسُ في القرن الثاني قبل الميلاد، والمؤرخ سترابو في القرن الأول قبل الميلاد، وقبل ذلك استعمل هيرودوت هذه التسمية واسم بلاد بابل وآشور، وكذلك في حروب الاسكندر المقدوني وعند احتلاله بابل بعد أن هزم الأخمينيين الفرس سنة ٣٣٠ ق . م، ومن المحتمل أن الإغريق لما ترجموا التوراة إلى لغتهم استعملوا كلمة (ميزوبوتامية) في ترجمة آرام نهرايم الواردة في سفر التكوين، واستعمل قدماء العراقيين في الأزمنة الأولى اسم (بلاد سومر) وأكد ومهما يكن فإن اصطلاح بين النهرين) غير صحيح وخطأ ولا يطابق واقع الحال لأن حدود بلاد (العراق) تضم ما كان بين النهرين والسهل والجبل والبادية وأرض الرسوب حتى شاطئ الخليج العربي، ولو أنّ هؤلاء استعملوا الاسم (بلاد أو أرض الرافدين) لكان ذلك أصح وأشملَ لأن النهرين التوأمين دجلة والفرات يُعرفان بهذا الاسم وهذه الكلمة مشتقة من الرفد أي العطاء والصلة، كأن هذه البلاد عطية النهرين العظيمين".[56] كما عرفت المنطقة خلال فترة القرون الوسطى بتسمية عِراقُ العَرَب، وذلك تفريقاً لمنطقة عِرَاقُ العَجَم والتي تقع غرب إيران حالياً.[57] وشملت عراق العرب وادي دجلة، والفرات، وجنوبي تلال حمرين وتكريت وحديثةَ الموصلِ وحلوان، في شمال العراق، ومدينة عانة في الجزيرة الفراتية قال ياقوت الحموي في كتابه (مراصد الاطلاع) "والعراق المشهور هو ما بين حديثة الموصل إلى عبّادان طولاً وما بين عذيب القادسية إلى حلوان عرضاً".[58][59][60][61][62] أما تسمية العِرَاق فتعود إلى حوالي القرن السادس الميلادي، ويعتقد أن أصل التسمية تعود إلى تعريب لمدينة أوروك (الوركاء) السومرية.[63] بينما يعتقد باحثون آخرون أن التسمية مشتقة من الفارسية الوسطى عيراق والتي تعني «الأراضي المنخفضة»، قال بشير فرنسيس "أما الاسم (العراق) فقد اختلف الباحثون في أصله ومعناه، فإن كلمة (العراق) عربية النجار ومعناها الشاطئ، والعراق كما هو معلوم على شواطئ دجلة والفرات وفروعهما..جاء في (تاج العروس) أن العرق جمع عراق بالكسر لشاطئ الماء أو شاطئ البحر خاصة..وكذلك كل ما اتصل بالبحر من مرعى فهو عراق..لأن العراق بين الريف والبر أو لأنه على عراق دجلة والفرات أي شاطئهما.ورزهم بعضهم أن العراق اسم أعجمي معرب..وفي (معجم البلدان) لياقوت الحموي:إنما سُمي العراق عراقاً لأنه دنا من البحر وفيه سباخ وشجر.وسُمي (العراق) عراقاً لأنه على شاطئ دجلة والفرات..وفيه أيضاً أن أهل الحجاز يسمون ما كان قريباً من البحر عراقاً".[56] قال طه باقر في كتابه (من تراثنا اللغوي القديم) «وأوضح استعمال لكلمة العراق بدأ في الأدوار الأخيرة من حكم الدولة الساسانية ما بين القرنين الخامس والسادس للميلاد وبدأ استعماله يظهر في الشعر الجاهلي».[64] وقال شمس الدين المقدسي المتوفى سنة 380هـ/990م في كتابه أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم "فان قال قائل لم جعلت بابل في الجند واليها كان ينسب الإقليم في القديم الا ترى ان الجيهانىّ ابتدأ بذكر هذه النواحي وسمّاها إقليم بابل وكذلك سمّاها وهب في المبتدأ وغيره من العلماء قيل له قد تحرّزنا من هذا السؤال ونظائر بأنّا أجرينا علمنا على التعارف كالايمان(1)... وقد شققنا الإسلام طولا وعرضا فما سمعنا الناس يقولون الّا هذا إقليم العراق وأكثر الناس لا يعلمون اين بابل الا ترى إلى جواب ابى بكر لعمر لمّا سأله ان يبعث جيوشه إلى هذه الناحية فقال لأن يفتح الله على يدىّ شبرا من الأرض المقدّسة أحبّ الىّ من رستاق من رساتيق العراق ولم يقل من رساتيق بابل، فان قال في قول الله تعالى وما أنزل على الملكين ببابل دليل على ما ذكرنا قيل له هذا الاسم قد يجوز ان يتناول الإقليم والمدينة جميعا ووقوعه على المدينة مجمع عليه لأن أحدا لا ينازع أحدا في اسمها وفي وقوعه على الإقليم اختلاف فمن أوقعه عليه وجب عليه الدليل".[65][66] قال الشاعر الحيري عدي بن زيد إن ربي لولا تداركه الملك لأهل العراق لساءَ العذيرُ قال أبو هلال العسكري فأما قول عدي بن زيد: إن ربي لولا تداركه الملك * بأهل العراق ساء العذير يعني النعمان بن المنذر، والعذير الحال فإن ذلك كان مستعملا ثم ترك استعماله"،[67] وقال عدي أيضاً "يا أبا مسهرٍ فأبلغ رسولاً إخوتي إن أتيت صحنَ العراقِ"،[68] قال نصير الكعبي في كتابه (مُسمّى العراق وتخومه في المدونات البهلوية - الساساني) إن الشاعر عدي بن زيد الحِيري "أشار في موضعين مختلفين إلى اسم العراق في ديوانه، حيث جاءت الإشارة الأولى في الصيغة الآتية «أهل العراق)"، وهي صيغة مقترنة بإطار توصيف ديموغرافي، فمفردة الأهل تكتنز احتمالاً مفتوحًا، ليس للتركيبة السكانية العربية الطاغية على الحيرة، وإنما تفتحها صيغة الإطلاق فيها على سكان العراق على وجه الإجمال، بتنويعاتهم العرقية وأمكنة استيطانهم المختلفة؛ فلفظ «الأهل» كلمة جامعة تتعدى التخصيص، ومن الممكن أن تنضوي تحت معانيها الكثير من الأعراق والإثنيات ويلاحظ في هذه الصيغة تميّز صريح لهذه المجموعة السكانية من المجموعات الأخرى لسكان الأقاليم في الإمبراطورية، حيث يؤيد تميزهم والإشارة إليهم – على وجه الخصوص – بقوة معنى وجود مشتركات إطارية وتاريخية عامة لهم على مستوى المكان؛ وذلك على الرغم من التمايز العرقي والديني الفرعي بينهم،، وربما يشير من وجهة أخرى إلى استيعابهم وانسجامهم مع الصيغة التي استعملها هذا الشاعر بطريقة واعية في مخاطبة متلقيه، أما الإشارة الثانية إلى العراق في أشعار عدي بن زيد فجاءت بصيغة «صحن العراق )" ولفظ (صحن) جغرافي يشير إلى وسط المكان، فصحن الدار وسطه وفناؤه. وربما نجد في هذا تشابهاً أو إحالة إلى وسطية العراق ومركزيته تبعا للرؤية الساسانية"، وقال الشاعر امرؤ القيس "وساروا بهم بين العراق ونجران" وقال امرؤ القيس أيضاً "له ملك العراق إلى عمان"، قال نصير الكعبي "يشى أنموذجا شعر عدي بن زيد وامرؤ القيس، في ما يتعلق بلفظ العراق، بأنه من الألفاظ الشائعة والراسخة في الإشارة إلى مسمى العراق في داخل حدوده وخارجها ومن المصطلحات المقربة إلى أفئدة الناس، ولا سيما العنصر العربي منهم الذين تداولوه تداولوه وتخاطبوا به بوصفه – على وجه التقريب – مصطلحاً حصريا يدل على العراق".[69][70] وتسمية العراقين يقصد بها الكوفة، والبصرة.[71] وفي القاموس المحيط (معجم عربي-عربي للفيروزآبادي)، العراق: بلاد من عبادان إلى الموصل طولاً، ومن القادسية إلى حُلْوان عرضاً، سميت بها لتواشج عراق النخل والشجر فيها، أو (لانه اسْتكفّ أرض العرب)، أو سمي بعِراقِ المَزادَة: لجلدَة تجعل على ملتقى طرفي الجلد إذا خُرِزَ في أسفلها؛ لأن العراق بين الريف والبر، أو لأنه على عراق دجلة والفرات، أي: شاطئهما، أو معربة إيرانْ شَهْر، ومعناه: كثيرة النخل والشجر.[71]

والعراق لغةً لهُ معاني كثيرة منها: شاطئ الماء، وشاطئ البحر طولاً، وغيرها.[71]، والعراق لفظ يُذكّر ويؤنّث.[72] ويُسمى (باللغة التركمانية (التركية) : Irak Cumhuriyeti)، و(بالسريانية: ܩܘܛܢܝܘܬܐ ܕܥܝܪܐܩ)‏[73]، و(بالعبرية: הרפובליקה העיראקית).

التاريخ

ما قبل التاريخ

صورة محسنة لجرة من فترة عبيد المتأخرة من جنوب العراق فيما بين (4500-4000 قبل الميلاد)

كان شمال العراق فيما بين 65000 قبل الميلاد و35000 قبل الميلاد موطناً لإنسان نياندرتال، والبقايا الأثرية اكتشفت في كهف شاندر[74]، وتضم نفس المنطقة عدداً من مقابر ما قبل العصر الحجري الحديث، التي يعود تاريخها إلى حوالي 11،000 قبل الميلاد.[75] منذ ما يقرب من 10000 قبل الميلاد، فإن العراق (مع آسيا الصغرى وبلاد الشام) كان واحداً من مراكز ثقافة العصر الحجري الحديث للإنسان القوقازي المعروفة باسم (ما قبل الفخار لفترة العصر الحجري الحديث A) حيث ظهرت الزراعة وتربية الماشية لأول مرة في العالم. وامتاز العصر الحجري الحديث التالي (ما قبل الفخار لفترة العصر الحجري الحديث B) ببيوت مستطيلة.

وفي وقت ما قبل الفخار لفترة العصر الحجري الحديث، استخدم الناس أوعية مصنوعة من الحجر، والجبس، والجير المحروق (بياض Vaisselle). المكتشفات من الأدوات المصنوعة من السبج في منطقة الأناضول تعد أدلة على علاقات تجارية مبكرة. وتوجد مواقع مهمة أخرى للتقدم البشري مثل جرمو (حوالي 7100 قبل الميلاد)[75]، وثقافة حلف، وفترة عبيد (بين 6500 قبل الميلاد و3800 قبل الميلاد)[76]، هذه الفترات تظهر مستويات متزايدة من التقدم في الزراعة وصناعة الأدوات والهندسة المعمارية.

العصور القديمة

بِلَاد ٱلرَّافِدَيْن خِلال الألفيَّة الثانية قبل الميلاد -- ما بين سنتيّ 2000 ق.م إلى 1000 ق.م
قسيمة بيع عبد وبناية في مدينة شوروباك، وهي لوح سومري من حوالي 2600 قبل الميلاد

سومر وأكد (3200-2000 ق م)

الحضارة السومرية بين 4500 ق.م و1900 ق.م.

كانت الحاجة إلى الدفاع الذاتي وتحصين المنطقة الخصبة بين الرافدين من الثغرات الخارجية، إضافةً إلى تطوير وسائل الري على نهري دجلة والفرات.[77] من الدوافع الرئيسة التي ساعدت على تشكيل الحضارة الأولى في بلاد الرافدين، فقاموا بتسوير مدنهم ومد القنوات المائية للري، وبعد سنة 6000 ق.م. ظهرت القرى والتي أصبحت مدناً في الألفية الرابعة ق.م.، وأقدم هذه المستوطنات البشرية هي إريدو وأوروك (وركاء) في الجنوب حيث أقيمت بها معابد من الطوب الطيني وكانت مزينة بمصنوعات معدنية وأحجار، وتم تطوير الكتابة فيها حيث اخترعت بها الكتابة المسمارية. وكان السومريون رواد الكتابة والثقافة ومن ثم انتشرت شمالاً لأعالي منابع نهر الفرات، وأهم المدن السومرية التي نشأت في وقتها كيش والوركاء وأور وأداب ولجش وأوما ومدن أخرى.[78]

لوحة الحرب والسلم السومرية، تعود للقرن السَّادس والعشرين ق.م، اكتُشفت في مدينة أور في العراق

وقد اشتهر عصر السلالات السومرية الأول بظهور عدة حكام مشهورين منهم جلجامش صاحب ملحمة جلجامش (التي تعتبر أقدم ملحمة في التاريخ) [79] وظهر أيضاً حكام آخرين مثل إيتانا والملكة شبعاد ولوغال زاغيسي وغيرهم.[80]

وفي سنة 2350 ق.م. استولى عليها الأكاديون، وهم من أقدم المجموعات السامية التي استقرت في الرافدين بحدود 4000 ق.م.، وفدوا على شكل قبائل رحل إلى العراق. ثم هاجروا إلى العراق وعاشوا مع السومريين إلى أن آلت إليهم السلطة نحو (2350 ق.م) بقيادة زعيمهم سرجون الأكدي، واستطاع سرجون احتلال بلاد سومر وفرض سيادته على جميع مدن العراق وجعل من مدينة الأكديين عاصمة لمملكته، ثم بسط نفوذه على بلاد بابل وشمال بلاد الرافدين، وعيلام وسورية وفلسطين وأجزاء من الأناضول وامتدت دولته إلى الخليج العربي والأحواز، حتى دانت له كل المنطقة. وبذلك أسس أول إمبراطورية معروفة في التاريخ. كما انتظمت طرق القوافل وكان أهمها طريق مدينة أكد العاصمة بوسط العراق، ألذي يصلها بمناجم النحاس في بلاد الأناضول، وكان للنحاس أهميته في صناعة الأدوات والمعدات الحربية، وحلت اللغة الأكادية محل السومرية.[81]

قيثارة برأس ثور عثر عليها في أور ، العراق، 2550-2450 قبل الميلاد، مصنوعة من الذهب واللازورد.

وظل حكم الأكاديين حتى أسقطه الجوتيون عام 2218 ق.م. وهم قبائل من التلال الشرقية. وبعد فترة من الزمن ظهر العهد الثالث لمدينة أور، وعاد الحكم للسومريين مرة أخرى في بلاد الرافدين.[82]

ثم جاء العيلاميون ودمروا أور حوالي سنة 2000 ق.م.، وسيطروا على معظم المدن في بلاد الرافدين، بينما كان شمال البلاد تحت سيطرة الشوباريين.[83]

بابل وآشور (2000-539 ق م)

نحت آشوري لهجوم على بلدة العدو.
مسلة حمورابي في ما بين 1792 و1750 قبل الميلاد.
الإمبراطورية الآشورية في أقصى إتساعاتها لها
الإمبراطورية البابلية الحديثة في أقصى إتساع لها

خلال القرن ال20 قبل الميلاد، بدأ الأموريون الساميون الشمال غربيون والناطقون بالكنعانية بالهجرة إلى جنوب بلاد الرافدين، وفي نهاية المطاف كونوا ممالك صغيرة (قليلة الأهمية) في الجنوب، فضلاً عن سيطرتهم على عروش مدن الدول الفرعية مثل إيسن، ولارسا، وإشنونة.

وواحدة من تلك الممالك الصغيرة التي تأسست في عام 1894 قبل الميلاد احتوت على بلدة إدارية صغيرة تعرف ببابل ضمن حدودها. وظلت بابل قليلة الأهمية لأكثر من قرن، حيث طغت عليها الدول القديمة والأكثر قوة في ذلك الوقت من أمثال آشور، وعيلام، وإيسن، وإشنونة، ولارسا.[84]

وفي 1792 قبل الميلاد، جاء حمورابي حيث قام بتطوير بابل من بلدة صغيرة إلى مدينة كبيرة، وأعلن نفسه ملكاً على هذه الدولة، وغزا حمورابي كلا من جنوب ووسط العراق، وكذلك عيلام في الشرق وماري إلى الغرب، وآشور في الشمال وحكم مملكته بالقانون حيث قام بتأسيس أول دستور دولة مكتوب في التاريخ والذي يعرف بشريعة حمورابي، والتي تتألف من 282 مادة قانونية وادعى حمورابي استلام هذه الشريعة من الإله شمش إله القانون في الميثولوجيا البابلية.[85]

وفي فترة حمورابي عرف جنوب العراق باسم بلاد بابل، في حين أن الشمال قد اندمج في أشور لمئات السنين من قبل. ولم تدم الإمبراطورية البابلية طويلاً، وبدأت تنهار بعد وفاة حمورابي وابنه شمشو إيلونا، انتشرت اللغة الأكادية في كل من بابل، وآشور، وجنوب العراق، اللاتي كن في ظل حكم سلالة القطر البحري.[86] وتشبث الأموريون بالسلطة ببلاد بابل الضعيفة، والصغيرة حتى أسقطت من قبل الحيثيين الذين قدموا من الأناضول. بعد هذا، جاء قوم أجانب آخرون، وهم الكيشيون، والذين يعود أصلهم إلى جبال زاغروس في إيران، وسيطروا على بلاد بابل. ومنذ ذلك الزمان تقسم العراق إلى ثلاثة كيانات سياسية، وهي آشور في الشمال، وبلاد بابل الكيشية في المنطقة المركزية الجنوبية، وسلالة القطر البحري في أقصى الجنوب. وغزى الكيشيون سلالة القطر البحري في نهاية المطاف وضموها لبلاد بابل حوالي 1380 قبل الميلاد. بعد ذلك تمكن الآشوريون من السيطرة على بلاد الرافدين وقاموا بطرد الميتانيين والكاشيين منها، بعدها شهدت البلاد هجرة العديد من القبائل الآرامية إلى شرق بلاد الرافدين وكان منهم الكلدان الذين استقروا في الجنوب، ودارت عدة معارك بعدها بين بابل وآشور انتهت معظمها بانتصار الآشوريين، حيث وصلت الإمبراطورية الآشورية إلى أكبر توسعاتها في زمن آشور بانيبال الذي كون إمبراطورية كبيرة من مصر إلى بلاد أرمينيا، لكن بعد نهاية عهد آشور بانيبال ضعفت آشور،[87] وتمكن البابليون بالتحالف مع الميديين من إسقاط آشور سنة 612 ق م. بعد سقوط آشور عادت بابل مرة أخرى لتسيطر على أراضي الشرق الأوسط حيث بلغت أوج عظمتها في عهد نبوخذ نصر الثاني الذي كون إمبراطورية من حدود مصر في الغرب إلى بلاد فارس في الشرق، وقد قام خلالها نبوخذ نصر بإعمار مدينة بابل وجعلها أجمل مدن زمانه بعد أن بنى عدة منشآت مدنية ودينية منها الجنائن المعلقة والتي صنفت ضمن عجائب الدنيا السبع، إلا أن دولة بابل سقطت في سنة 539 ق م وأصبحت تابعة للحكم الفارسي الأخميني.[88]

وقد شهد أواخر هذا العصر أيضاً تدوين التوراة العبرية في بابل من قبل اليهود الذين تم سبيهم من القدس في سنة 587 ق م.[89]

العصر الأخميني وحتى الساساني (539 ق م-612 م)

جدارية تمثل كورش الكبير

بعد أن تمكن الفرس الأخمينيون من احتلال بلاد الرافدين في سنة 539 ق م بقيادة كورش الكبير،[90] اندلعت عدة ثورات ضد الحكم الفارسي من قبل البابليين إلا أنها باءت بالفشل،[91] ولم ينته حكم الأخمينيين في العراق إلا في سنة 330 ق م، حيث سقط بعد أن تمكن الإغريق بقيادة إسكندر المقدوني من هزم الفرس في معركة غوغميلا الشهيرة التي وقعت في العراق بين الموصل وأربيل،[92] جعل إسكندر مدينة بابل عاصمة لإمبراطوريته[93] لكن بعد وفاته تولى سلوقس الأول الحكم في بلاد الرافدين، وقام ببناء مدينة سلوقية وجعلها عاصمة إمبراطوريته بدلاً من بابل،[94] ولم ينته حكم السلوقيين في العراق إلا في القرن الثاني قبل الميلاد بعد أن تمكن الفرس الفرثيون هذه المرة من احتلال العراق. وقد عرف العصران الأخميني والسلوقي ببروز العلوم البابلية للعالم القديم حيث ظهر عدة فلكيين ورياضياتيين من بابل مثل كيدينو وبيروسوس وسلوقس السلوقي.[95]

تمثال يمثل تراجان

في أواسط القرن الثاني قبل الميلاد تمكن الفرس، وهذه المرة عن طريق الفرثيين، من السيطرة على الحكم في العراق، وجعل الفرثيون من مدينة قطسيفون (التي تعرف باسم مدينة المدائن اليوم) عاصمة لهم. حكم الفرثيون بالبداية من سنة 240 ق م إلى سنة 224 ب م،[96] تمكن خلالها الرومان من حكم العراق لفترة وجيزة في سنة 115 ب م بعد أن شن الإمبراطور الروماني تراجان حملة ناجحة وتمكن من الاستيلاء على بلاد الرافدين، إلا أن الرومان انسحبوا من العراق في عصر وريثه هادريان.[97] ضعف بعدها حكم الفرثيين وظهرت أسرة أخرى من الفرس لتحكم العراق وهم الساسانيون الذين بدأ حكمهم من سنة 226م وانتهى حكمهم في سنة 651م بعد الفتح الإسلامي للعراق.[98]

معبد نار زرادشتي في السليمانية يعود للحكم الساساني للعراق.

وقد اشتهر هذا العصر بانتشار الديانات الزرادشتية واليهودية ثم المسيحية في العراق،[99] كما اشتهر هذا العصر بظهور عدة ممالك مستقلة تواجدت وحكمت في أجزاء من العراق مثل مملكة الحضر [100] ومملكة حدياب (20-116 ب م) [101] ومملكة ميسان (127 ق م- 128 أو 147 ب م)

كنيسة الأقيصر في كربلاء يعود تاريخ بنائها الي عهد أول ملوك المناذرة اللخميين عمرو بن عدي (268-295م).

ومملكة المناذرة والتي حكمها أسرة المناذرة العربية والتي كانت عاصمتها في مدينة الحيرة وحكمت في جنوب غرب العراق منذ حوالي سنة 300 م حتى سقوطها في الفتح الإسلامي سنة 602 م.[102]

قال عيسى المعلوف في مقاله (التجارة عند العرب ومجاوريهم) "وكانت تقام للعرب أسواق تجارية وأدبية مشهورة في التاريخ أعظمها سوق عكاظ في بلاد العرب فكانت أشبهَ بالمعارض الصناعية والزراعية للتجارة عندنا وكانت لها أخوات في كثير من العواصم والمدن تهافت عليها الناس للبيع والشراء والمماجدة فجمعت بين المعارض ومنتديات الأدب أو المجامع العلمية عندنا، ومن ذلك أسواق العراق، قال التغلبي وفي كل أسواق العراق أتاوةٌ وفي كل ما باعَ امرؤٌ مكسُ درهمِ".[103]

الخلافة الراشدة

خارطة تُظهرُ الحُدود المُتاخمة لِدولة الخِلافة الرَّاشدة، والإمبراطوريَّة الروميَّة البيزنطيَّة، والإمبراطوريَّة الفارسيَّة الساسانيَّة

كانت دولةُ الخُلَفاءُ الرَّاشِدين، هي أولى دُول الخِلافة الإسلاميَّة التي قامت عقِب وفاة الرسول مُحمَّد، وفي عهد أول خلفائها أبو بكر الصديق بدأ ضم العراق والذي كان جزءاً من الإمبراطورية الساسانية إلى حدود الخلافة الإسلامية فيما سمي بالفَتْحُ الإسْلَامِيُّ لِفَارِسَ أو الغَزْوُ الإسْلَامِيُّ لِفَارِسَ، وبدأت تلك الفتوحات بِغزو المُسلمين للعِراق، المركز السياسي والاقتصادي للإمبراطوريَّة،[104] سنة 11هـ المُوافقة لِسنة 633م بِقيادة خالد بن الوليد، ونُقل خالد بعد ذلك إلى الجبهة الروميَّة بالشَّام، فتعرَّض المُسلمون لِهُجومٍ مُضادٍ من قِبل الفُرس مما أفقدهم ما فتحوه مع خالد بن الوليد.

في عهد الخليفة الراشد الثاني عمر بن الخطاب بدأت الموجة الثانية من الفُتوحات تحت قيادة سعد بن أبي وقَّاص سنة 14هـ المُوافقة لِسنة 636م، فكان النصر الحاسم في معركة القادسيَّة وولي سعد بن أبي وقاص على العراق. أضحت الحدود ما بين الدولة الإسلاميَّة الفتية والفُرس من العراق إلى جِبال زاگرُس. وفي عهد الخليفة عمر بن الخطاب شُيدت مدينتي البصرة والكوفة. بعد معركة الجمل قام الإمام علي بنقل عاصمة الخلافة من المدينة إلى الكوفة نظراً لموقعها الاستراتيجي الذي يتوسط أراضي الدولة الإسلامية آنذاك، ولكثرة مؤيديه هناك.[105]، واستمر العراق يدار من قبل الولاة الذين يعينون من قبل الخلفاء في المدينة حتى قبيل مقتل الخليفة الرابع علي بن أبي طالب الذي اتخذ من الكوفة عاصمة له، إذ كان على ولاية الموصل في سنة 656م/ 36هـ واليان، أحدهما من قبل علي وهو مالك بن الحارث النخعي، وثانيهما من قبل معاوية وهو الضحاك بن قيس.

الدولة الأموية

الدولة الأموية في أقصى اتساع لها

الدولة الأموية أو الخِلافَةُ الأُمَوِيَّةُ (41132 هـ / 662750 م) هي ثاني خلافة في تاريخ الإسلام، وأكبر دولة في تاريخ الإسلام. كان بنو أمية أولى الأسر المسلمة الحاكمة، إذ حكموا من سنة 41 هـ (662 م) إلى 132 هـ (750 م)، وكانت عاصمة الدولة في مدينة دمشق بجمهورية سورية الحالية.

كان من أبرز التغيرات على الصَّعيد السياسيّ في عهد معاوية بن أبي سفيان، أنه نقلَ عاصمة الدولة من الكوفة إلى دمشق (بعد أن كان علي قد نقلها من المدينة إلى الكوفة)، وقد أثار هذا سخطَ بعض أهل العراق والحجاز. كما شهدت الدولة في عهده فترة من الاستقرار والرخاء، ومُتابعة الفتوحات بعد توقف طويل[106]

ومن أهم ما جرى بالعراق إبّان الدولة الأموية هي: واقعة الطف بكربلاء، ووقعت على ثلاثة أيام وختمت في 10 محرم سنة 61 للهجرة والذي يوافق 12 تشرين الأول/أكتوبر 680م،[107][108] وكانت بين الحسين بن علي بن أبي طالب ابن بنت نبي الإسلام، محمد بن عبد الله، الذي أصبح المسلمون يطلقون عليه لقب «سيد الشهداء» بعد انتهاء المعركة، ومعه أهل بيته وأصحابه، وجيش تابع للخليفة الأمويّ يزيد بن معاوية. ونتج عنها مقتل الحسين وأكثر من كان معه.

وبايع أهل العراق ابن الزبير كخليفة مع أهل الحجاز، ثم بعد ذلك أعلن المختار الثقفي الثورة على الأمويين عام 66 هـ، وقتل جمعاً من قتلة الإمام الحسين[109][110][111] ممن كان بالكوفة وغيرها أمثال عمر بن سعد[112] وشمر بن ذي الجوشن وغيرهم، وسيطر على الحكم بالكوفة ورفع شعار «يا لثارات الحسين» وكان يخطط لبناء دولة علوية في العراق، وقد قُتل في الكوفة عام 67 للهجرة على يد جيش مصعب بن الزبير[113] بعهد الخليفة عبد الملك بن مروان، الذي استعاد ولاية العراق بعد نجاحه في «معركة دير الجاثليق» سنة 71 هـ. وأرسل عبد الملك بن مروان الحجاج بن يوسف الثقفي ليكون واليا على العراق والمشرق بعد نجاحه في معركة ضد ابن الزبير، وتميزت ولاية الحجاج بالشدة والقتل ضد معارضي الدولة وخصوصاً من أهل الكوفة.[114]

كان حكم الأمويين في العراق عرضة لثورات منها ثورة زيد بن علي بن الحسين على الخليفة هشام بن عبد الملك سنة 121 هـ،[115]، وانتهى حكم الأمويين بالعراق بعد خسارة الخليفة الأموي مروان بن محمد لصالح جيوش العباسيين بقيادة عبد الله بن علي بن عبد الله بمعركة الزاب الكبير في شهر جمادى الآخرة سنة 132 هـ (750 م).[116][117]

الدولة العباسية

دينار عباسي ذهبي في عهد الدولة العباسية سنة 1244م
الدولة العباسية في أقصى اتساع لها

الدولة العباسية وهي ثاني السلالات الحاكمة الإسلامية. استطاع العباسيون أن يزيحوا بني أمية عن الحكم وينفردوا بالخلافة، وقد قضوا على تلك السلالة الحاكمة وطاردوا أبناءها حتى قضوا على أغلبهم ولم ينج منهم إلا من لجأ إلى بلاد الأندلس.

تأسست الدولة العباسية على يد المتحدرين من سلالة أصغر أعمام نبي الإسلام محمد بن عبد الله، ألا وهو العباس بن عبد المطلب، وقد اعتمد العباسيون في تأسيس دولتهم على الفرس الناقمين على الأمويين لاستبعادهم إياهم من مناصب الدولة والمراكز الكبرى، واحتفاظ العرب بها، ونقل العباسيون عاصمة الدولة، من مدينة دمشق، إلى مدينة الكوفة، ثم الأنبار قبل أن يقوموا بتشييد مدينة بغداد لتكون عاصمة لهم، وأزدهرت بغداد طيلة ثلاث قرون من الزمن، وأصبحت أكبر مدن العالم وأجملها، وخصوصاً في عهد الخليفة هارون الرشيد والذي اقترنت بغداد باسمهِ في روايات ألف ليلة وليلة وفي باقي الآداب العالمية[118]، لكن نجمها أخذ بالأفول مع بداية غروب شمس الدولة العباسية ككل. ولقد تنوّعت الأسباب التي أدّت لانهيار الدولة العباسية، ومن أبرزها: بروز حركات شعوبية ودينية مختلفة في هذا العصر، وقد أدّت النزعة الشعوبية إلى تفضيل الشعوب غير العربية على العرب، وإلى جانب الشعوبية السياسية، تكوّنت فرق دينية متعددة عارضت الحكم العبّاسي. وكان محور الخلاف بين هذه الفرق وبين الحكام العبّاسيين هو «الخلافة» أو إمامة المسلمين.

ومن العوامل الداخلية التي شجعت على انتشار الحركات الانفصالية، اتساع رقعة الدولة العبّاسية، ذلك أن تباعد المسافة بين العاصمة وأجزاء الدولة وصعوبة المواصلات في ذلك الزمن، جعل الولاة في البلاد النائية يتجاوزون سلطاتهم ويستقلون بشؤون ولاياتهم دون أن يخشوا الجيوش القادمة من عاصمة الخلافة لإخماد حركتهم الانفصالية والتي لم تكن تصل إلا بعد فوات الأوان، ومن أبرز الحركات الانفصالية عن الدولة العباسية: حركة الأدراسة وحركة الأغالبة، والحركة الفاطمية. وخلال حكم الدولة العباسية، استولى الحمدانيون على الموصل وحكموها للفترة (890م-1004م) مؤسسين بذلك الدولة الحمدانية.

انتهى الحكم العباسي في بغداد سنة 656هـ/1258م، عندما أقدم هولاكو خان التتري على غزو المدينة.

الغزو المغولي وما بعده من الدول

حصار بغداد (1258). من كتاب جامع التواريخ، لرشيد الدين فضل الله الهمذاني.

بدأ القائد المغولي هولاكو خان سنة 1257 بتجميع عدد ضخم من جيوش الإمبراطورية المغولية بغية احتلال بغداد.[119] وعند وصوله لعاصمة الخلافة الإسلامية طلب هولاكو من الخليفة العباسي المستعصم بالله الاستسلام ولكن الخليفة رفض الاستسلام، مما أثار غضب هولاكو فأمر بتدمير العاصمة وهو ما يتفق مع إستراتيجية المغول في تثبيط المقاومة، وقد دمرت بغداد بالكامل، [120] وتراوحت التقديرات إلى أن عدد القتلى ما بين 200،000 إلى مليون شخص.[121] وبتدخل من زوجة هولاكو النسطورية دوكوز خاتون لم يتعرض أحد للسكان المحليين المسيحيين.[122][123]، إضافة إلى حرق مكتبة بيت الحكمة التي كانت تعتبر أعظم مكتبة علمية وأدبية وفنية في ذلك الوقت، حيث كانت تحتوي على عدد لا يحصى من الكتب القيمة والوثائق الأثرية التي لا تقدر بثمن.[124]

ويعتقد بعض المؤرخين بأن الغزو المغولي قد دمر البنية التحتية للنظام الزراعي والذي أبقى على ازدهار بلاد الرافدين لألوف السنين.[125] إلا أن مؤرخين آخرين أشاروا إلى أن ملوحة التربة هي السبب الرئيسي في تراجع القطاع الزراعي.[126]

خان مرجان الذي بناه أمين الدين مرجان

وبعد الغزو المغولي حكم الجلائريون العراق، وفي سنة 1401 غزا تيمورلنك العراق، ودمر بغداد بعد استسلامها له، وقد قتل جراء التدمير حوالي 20,000 من الأهالي العزل.[127] وقد أمر تيمورلنك كل جندي أن يعود إليه ومعه رأسين من رؤوس الضحايا (ومن شدة خوف الجنود منه، قتلوا الأسرى الموجودين عندهم قبل دخولهم بغداد ليروه الرؤوس عند حضورهم إليه).[128] وضمها للدولة التيمورية.

وفي القرن الخامس عشر تمكنت قبائل الخروف الأسود (القرة قوينلو) من بسط سيطرتها على العراق، حيث استطاع زعيمهم بهرام خواجة من بسط سيطرته على مدينة الموصل، ومن ثم تمكن ابنه يوسف بن قره محمد حفيد بيرام من هزيمة الجيش الجلائري قرب تبريز في إيران، وتمكن خلالها من احتلال العراق، وقد انتهى حكم الخروف الأسود في سنة 1467م بعد أن تمكنت قبائل تركية أخرى وهم الخروف الأبيض (آلاق قوينلو) من احتلال العراق، حيث تمكن أميرهم حسن قوصون من هزيمة جيش قبائل الخروف الأسود وطردهم من العراق.

اشتهر هذا العصر في العراق بكثرة النزاعات فيه على السلطة من قبل قبائل الخروف الأسود والخروف الأبيض، وانتهى حكم هذه القبائل بعد أن تمكن إسماعيل الصفوي من احتلال العراق وأنهى حكم قبائل الخروف الأبيض فيه.[129]

امتداد الدولة الصفوية بتاريخ 1501م-1722م

الدولة الصفوية

حكم الصفويون وهم سلالة من شاهات بلاد فارس (إيران) في السنوات 1501–1785م، وسيطروا على بغداد في عام 1509 بقيادة الشاه إسماعيل الصفوي.[130] وبقيت بغداد تحت حكم الصفويين حتى انتزعها العثمانيون منهم عام 1535، ولكن ما لبث الصفويون أن عادوا ليسيطروا عليها عام 1624م، وحدثت فيها مذبحة عند دخول جيش الشاه، وبقيت تحت الحكم الصفوي حتى عام 1638م، حيث دخلها السلطان العثماني مراد الرابع عام 1638م، عمل الصفويون علي فرض المذهب الشيعي الإثني عشري علي المدن العراقية التي سيطرت عليها لضمان بقاء نفوذها السياسي علي تلك المنطقة.[131]

الدولة العثمانية

العراق بتاريخ 1803م.

هزمت الدولة الصفوية دولة الخرفان البيض الذين كانوا يحكمون العراق وإيران وأذربيجان وأرمينيا وأجزاء من تركيا ومن تركمانستان ومن جورجيا، وأصبح العراق تابعاً للصفويين لفترة وجيزة أي في الفترة من 1508 ثم خسروا العراق تدريجياً منذ عام 1514 بعد خسارتهم في معركة جالديران مع العثمانيين حتى فقدوا مجمل أراضي العراق في عام 1533، ثم عاودوا الاستيلاء على العراق للفترة بين عامي 1623–1638.[132][133]

بحلول القرن السابع عشر، استنزف قوة الدولة العثمانية النزاعات المتكررة مع الدولة الصفوية من جانب، ومع الدول الأوربية من جانب آخر، وأضعفت سيطرتها على ولاياتها. وتضخم عدد السكان مع تدفق البدو الرحل من نجد، في شبه الجزيرة العربية. وأصبح من المستحيل كبح غارات البدو على المناطق المستقرة.[134][135]، وأكثر الهجرات كانت للمناطق الوسطى والجنوبية وخصوصاً المحاذية لنهر الفرات أي من الأنبار إلى البصرة.

خلال الفترة بين عامي 1747–1831 حكم العراق ضباط مماليك من أصل شركسي[136] نجحوا في الحصول على حكم ذاتي من الباب العالي العثماني، وقد قمعوا الثورات القبلية وحدوا من سلطة القوة الإنكشارية واستعادوا النظام وقدموا برنامجاً لتحديث الاقتصاد والنظام العسكري. وفي عام 1831، نجح العثمانيون في الإطاحة بنظام الحكم المملوكي وفرضوا سيطرتهم المباشرة على العراق.[137] وقد بلغ عدد سكان العراق أوائل القرن العشرين أقل من خمسة ملايين نسمة.[138]

وفي أواخر عهد الإمبراطورية العثمانية في العراق، قامت بمذابح عرفت بمذابح سيفو وتعرف كذلك بالمذابح الآشورية أو مذابح السريان، وهي سلسلة من العمليات الحربية التي شنتها قوات نظامية تابعة للدولة العثمانية بمساعدة مجموعات مسلحة شبه نظامية استهدفت مدنيين آشوريين/سريان/كلدان أثناء وبعد الحرب العالمية الأولى.[139] أدت هذه العمليات إلى مقتل الآلاف منهم، كما نزح آخرون من مناطق سكناهم الأصلية بجنوب شرق تركيا الحالية وشمال غرب إيران.[140]، واستقر بعض منهم في العراق.

الحرب العالمية الأولى والانتداب البريطاني والاتفاقيات

السير فردريك ستانلي مود قائداً الجيش البريطاني (من الهنود) في بغداد في 1917م

تأسس العراق من ثلاثة ولايات هي بغداد والبصرة والموصل التابعة إلى الدولة العثمانية السابقة. واستمر الحكم العثماني على العراق حتى الحرب العالمية الأولى عندما وقف العثمانيون إلى جانب ألمانيا ودول المركز. وبعد إعلان الحرب، خسر البريطانيون 92000 جندي في حملة بلاد الرافدين. وكانت خسائر العثمانيين غير معروفة لكن القوات البريطانية أسرت 45000 أسيراً من الجيش العثماني. وتمكن الجيش البريطاني من الدخول إلى بغداد في 11 آذار/مارس 1917. وبحلول نهاية عام 1918 كان هنالك 410000 جندياً بريطانياً منتشراً في المنطقة، [141] منها 112000 كقوات مقاتلة.[142]

في عام 1916، قدمت المملكة المتحدة وفرنسة خطة لتقسيم غرب آسيا بعد الحرب العالمية الأولى بموجب اتفاقية سايكس بيكو.[143][144]

بعد الحرب، منحت عصبة الأمم ولايات بلاد الرافدين (وهي بغداد والبصرة والموصل) للمملكة المتحدة. في 11 نوفمبر 1920، أصبح العراق منتدباً من عصبة الأمم تحت السيطرة البريطانية.[145]، وقد قمعت القوات المسلحة البريطانية الثورات العربية والكردية ضد الاحتلال. ومن أبرز هذه الثورات: ثورة العشرين وثورة دير الزور في سوريا التي امتدت حتى الموصل وتكريت ولواء الدليم وثورة الشيخ محمود الحفيد في المناطق الكردية.[146][147]

صورة تبين الدول التي كانت تحت انتداب عصبة الأمم في الشرق الأوسط وإفريقية

في آذار/مارس 1921 عقد مؤتمر القاهرة الذي ترأسه تشرتشل لتأمين استقرار الشرق الأوسط. حيث سمي فيصل ملكاً على العراق مع توصية بإجراء استفتاء لتأكيد التنصيب، وتوج فيصل رسمياً ملكاً في 23 أغسطس 1921.[145]

واستغرقت مناقشة مسودة الدستور من قبل الجمعية العامة شهراً وبعد تعديلات طفيفة، اقر في يوليو 1924. وعمل بالقانون العضوي (كما كان يسمى الدستور) بعد توقيعهِ مباشرة من قبل الملك في 21 آذار/مارس 1925. ولقد أقر الدستور الملكية الدستورية وحكومة برلمانية ومجلسين تشريعيين. وكان المجلسان يتألفان من مجلس نيابي منتخب ومجلس أعيان معينين. لقد كان أعضاء المجلس النيابي ينتخبون كل أربع سنوات في انتخابات حرة. اجتمع أول برلمان في عام 1925. ولقد اجريت عشر انتخابات عامة قبل سقوط الملكية في عام 1958. إن تشكيل أكثر من 50 حكومة خلال تلك الفترة يعكس عدم استقرار النظام.[145]

وعقدت معاهدات متوالية بين العراق والمملكة المتحدة خلال عامي 1926 و1927، وفي عام 1929 أعلمت المملكة المتحدة العراق أنها ستمنحه الاستقلال في عام 1932. ووقعت معاهدة جديدة في 30 يونيو 1930. ولقد أقرت المعاهدة تأسيس تحالف قوي بين العراق والمملكة المتحدة مع إقرار «التشاور التام والصريح بين الطرفين في جميع الأمور التي تخص السياسة الخارجية والتي قد تؤثر على مصالحهما المشتركة». للعراق إدارة النظام والأمن الداخلي ويدافع عن نفسه تجاه الاعتداءات الأجنبية، بإسناد المملكة المتحدة. ومنحت المملكة المتحدة مواقع لقواعد عسكرية جوية لقطعاتها قرب البصرة وفي الحبانية قرب الفرات، وكانت مدة صلاحية هذه المعاهدة هي خمسة وعشرون سنة، وتكون نافذة حال دخول العراق إلى عصبة الأمم. وفي 3 تشرين الأول/أكتوبر 1932 دخل العراق في عصبة الأمم كدولة مستقلة.[148]

المملكة العراقية

الملك فيصل الأول
الملك غازي

الملك فيصل الأول في يوم 23 آب من عام 1921 توّج الأمير فيصل الأول ملكاً على العراق، ونصب عبد الرحمن الكيلاني النقيب رئيساً للوزراء، ثم خلفه بعد عام عبد المحسن السعدون في تولي هذا المنصب. عرف الملك فيصل الأول بدبلوماسيته وابتعاده عن المواقف الحادة في سياسته الداخلية والخارجية خصوصاً مع الإنجليز، وفي 8 أيلول 1933م، توفي الملك فيصل الأول جراء أزمة قلبية ألمّت به عندما كان متواجداً في بيرن بسويسرا، واعتبر موته غامضا لأنه كان متعباً ويشكو من ألم في المعدة.

الملك غازي الأول

بكر صدقي بزيه العسكري.

ثاني ملوك العراق، امتدت فترة حكمه من 8 سبتمبر 1933م ولغاية وفاته في 4 نيسان/أبريل 1939 (نتيجة لحادث سيارة في الساعة 11:30 من مساء 3 أبريل)[149]، وفي عهده حدث انقلاب بكر صدقي، وهو انقلاب يعد الأول في الشرق الأوسط[150] قاده بكر صدقي ضد رئيس الحكومة ياسين الهاشمي في عهد الملك غازي الأول، وكان ذلك صبيحة يوم 29 أكتوبر 1936م.[151]

سمّي ولياً للعهد عام 1924م فتولى الحكم وهو شاب في عمر 23 عاماً، كان الملك غازي الأول ذا ميول وحدوية عربية؛ ناهض النفوذ البريطاني في العراق واعتبره عقبة لبناء الدولة العراقية الفتية وتنميتها، واعتبره المسؤول عن نهب النفط والآثار المكتشفة حديثاً، وكذلك حاول إعادة الكويت إلى العراق[149] بعد أن اقتطعت من العراق في عام 1895م (حسب وجهة نظر الملك غازي)، ولذلك ظهرت في عهدهِ بوادر التقارب مع حكومة هتلر قبل الحرب العالمية الثانية، والتي كانت معادية للحكومة البريطانية.

توفي في حادث سيارة غامض بتوقيت 12:40 من فجر 4 نيسان/أبريل سنة 1939م، عندما كان يقود سيارته، فاصطدمت بأحد الأعمدة الكهربائية[152] التي سقطت على رأسه، ويوجد اعتقاد بأن الحادث كان عملية مدبرة لاغتياله من قبل نوري السعيد على خلفية مطالبتهِ بإعادة الكويت إلى العراق.[153] أدلت زوجة الملك الملكة عالية بشهادتها أمام مجلس الوزراء، بأنه أوصاها في حالة وفاته بتسمية شقيقها الأمير عبدالإله وصياً على ابنه فيصل الثاني.

الملك فيصل الثاني

الملك فيصل الثاني
رشيد عالي الكيلاني

وفي شهر شباط/فبراير من عام 1941 بدأت ثورة بقيادة رشيد عالي الكيلاني واستمرت لغاية 2 أيار / مايو من ذات السنة[154]، أقيل عبد الإله، وأنزلت القوات البريطانية قواتها بعملية عسكرية في العراق، وهرب رشيد الكيلاني إلى المملكة العربية السعودية.

تولى الملك فيصل الثاني حكم البلاد في 2 أيار/مايو 1953م، إثر وصوله للسن القانونية، وتسلمه العرش رسمياً من خالهِ الأمير عبد الإله الوصي على العرش. وتميزت الفترة التي قضاها الملك فيصل الثاني، بكثرة مشاريع الإعمار، وذلك بعد تأسيس مجلس الإعمار الذي وضع خططا مستمرة لتطوير العاصمة بغداد وبقية المدن العراقية.

وعلى الصعيد العسكري بدأت آثار حلف بغداد تظهر للوجود، بدخول المعونات العسكرية الأمريكية إلى صفوف الجيش العراقي.

وفي عام 1956م جرت انتفاضة في مدينة الحي بمحافظة واسط (والتي تعرف بانتفاضة مدينة الحي عام 1956) في أعقاب العدوان الثلاثي على مصر[155]، وأخمدت من قبل الحكومة العراقية بالقوة، وعلى الصعيد السياسي شهدت البلاد استقراراً، بسبب عدم وجود منازعات حزبية، أو مشاكل بين السياسيين. وشهد شهر شباط /فبراير من عام 1958 إعلان الاتحاد العربي الذي أصبح بموجبه ملك العراق، هو ملك الاتحاد وأصبحت بغداد وفقا لقرارات الاتحاد العاصمة الدورية للاتحاد، في حين تصبح عمان العاصمة لمدة ستة أشهر أخرى. وشهد أيضاً نفس العام تكوين الحكومة الأولى للاتحاد العربي. ثم قضي على العائلة المالكة بعد ثورة تموز 1958 وإحاطة الجيش بقصر الرحاب الملكي، فأعلن الملك استسلامه وطلب منه الخروج مع من معه، وخرج مع العائلة وبعض المرافقين، ولكن بعدها فتح النار عليهم وقتلوا، ولم تنج إلا الأميرة هيام.

العهد الجمهوري

تأسست الجمهورية العراقية على إثر حركة تموز 1958، التي أطاحت بحكم المملكة العراقية حيث كان الملك فيصل الثاني ملكاً على العراق وقد اختلف المؤرخون في تقييم نظام الحكم الملكي كما اختلفوا في تسمية الحركة ما بين الانقلاب والثورة.[156][157]

أعلن عن قيام الجمهورية العراقية وانتهاء حقبة العهد الملكي من خلال البيان الأول للحركة والذي أذاعه عبد السلام عارف من دار الإذاعة، وذلك بعد نجاحهِ في قلب نظام الحكم بالسيطرة على القيادة العامة للجيش ودار الإذاعة ومجمع بدالة الهاتف المركزي، من خلال قطاعات اللواء العشرين الذي تحت إمرته، وبمساندة من زملائهِ أعضاء تنظيم الضباط الوطنيين أو الضباط الأحرار في صباح يوم الاثنين الموافق 14 تموز 1958.[158]

الجمهورية الأولى و ثورة 14 تموز 1958

قواد ثورة 14 تموز 1958
جانب من محكمة المهداوي التي حوكم بها المتهمين بحركة الشواف
في ساحة الاعدام ناظم الطبقجلي مع رفعت الحاج سري وبقية أعضاء تنظيم الضباط

ثورة 14 تموز 1958 هي ثورة خطط لها مجموعة من الضباط العسكريين. وعرف هذا التنظيم باسم الضباط الأحرار، والمنفذ الرئيسي لها كان عبد السلام عارف. واختار عبد السلام عارف لنفسه تنفيذ عدد من العمليات وهي السيطرة على مقر قيادة الجيش في وزارة الدفاع، والسيطرة على مركز اتصالات الهاتف المركزي، والسيطرة على دار الإذاعة، إضافةً إلى أهداف أخرى حيوية كالسيطرة على القصر الملكي وقصر نوري السعيد ومعسكري الرشيد والوشاش. ولقد ترأس عبد الكريم قاسم الجنة العليا للتنظيم مما أتاح لعبد السلام عارف الفرصة للعمل المشترك معهُ لتحقيق امالهما في أحداث تغيير في البلد.

ونجحت الثورة ونتج عنها مقتل الملك فيصل الثاني، والوصي عبدالإله ونوري السعيد[159]، وعدد من أفراد العائلة المالكة، وثلاث مواطنين أمريكان[160] وعدد من المسؤولين الأردنيين، ويقدر عدد الضحايا الكلي ما يقرب المائة.

وفي صباح الأحد 8 من مارس 1959م، أقدم العقيد عبد الوهاب الشواف، على إعلان العصيان من مدينة الموصل على بغداد، مطالباً قاسم بالتنحي عن السلطة فأمر عبد الكريم قاسم بضرب الموصل، وذهب ضحية هذه العملية أكثر من (102) مواطناً. وقدم قادة الثورة وعدد من الضباط الأحرار إلى المحكمة العسكرية العليا الخاصة، ومنهم ناظم الطبقجلي، ورفعت الحاج سري، ونافع داود، وأحمد شهاب[161]، ونفذ حكم الإعدام يوم 20 سبتمبر 1959م، في ساحة أم الطبول.

ومن الشخصيات التي اتهمت بالخيانة، رئيس الوزراء السابق رشيد عالي الكيلاني، والوزير أحمد مختار بابان، ثم أخلي سبيلهما، نتيجة الضغوط الكبيرة من الخارج، وسافرا خارج العراق حال إطلاق سراحهما.

الجمهورية الثانية وحركة 8 شباط و18 تشرين الثاني 1963م

عبد السلام عارف

في عام 1963 تحالف عدد من القوى السياسية والعسكرية من أعضاء التيارات المختلفة لحزب البعث وبعض التنظيمات والشخصيات القومية والمستقلة، مع بعض الشخصيات العسكرية من الأعضاء السابقين لتنظيم الضباط الوطنيين لحركة 14 تموز 1958 والذين أعادوا تفعيل التنظيم مجدداً وقيادات عسكرية أخرى من المعارضين لسياسة عبد الكريم قاسم، وقلبوا نظام الحكم في 8/شباط/فبراير 1963، وأصبح المشير عبد السلام عارف رئيسا رمزياً للجمهورية واللواء أحمد حسن البكر أحد زعماء حزب البعث البارزين رئيساً للوزراء. وشكلت محكمة خاصة عاجلة كان لتيار علي صالح السعدي المتشدد في البعث أثره في إصدار أحكام الإعدام برئيس الوزراء عبد الكريم قاسم ورفاقه.

عبد الرحمن عارف

بعد تسعة أشهر من الحكم، بدأت بوادر الاختلاف على الزعامة تلوح في الأفق، [162] الأمر الذي تطور إلى انقسام بين التيارات، سُمي بالانشقاق. وأصدر عبد السلام عارف مرسوماً باعفاء أحمد حسن البكر من منصبهِ، وحدده بالإقامة الجبرية، ثم أصدر مرسوماً بتعيينه سفيراً في وزارة الخارجية. وأصدر بعد فترة من الزمن مرسوماً آخر بتعيينهِ نائباً لرئيس الجمهورية.[112] كما أعفى الكثير من أعضاء حزب البعث الذين اعتقلوا وحقق معهم، عدا من ارتكب جرائم جنائية بحسب وجهة نظره، وأحالهم للمحاكم المدنية.

توفي الرئيس عبد السلام عارف إثر سقوط طائرة هيلكوبتر كان يستقلها هو وبعض وزرائه ومرافقيه بين مدينتي القرنة، والبصرة مساء يوم 13 أبريل/نيسان 1966[163]، وتسلم الحكم أخوه عبد الرحمن عارف وأصبح الرئيس الثالث للعراق حتى خلع في انقلاب 17 تموز 1968.

الجمهورية الثالثة و ثورة 17 تموز 1968

مؤسس حزب البعث العربي الاشتراكي، ميشيل عفلق
صدام حسين مع الرئيس أحمد حسن البكر.

هي انقلاب في يوم 17 تموز 1968، حيث تمت الإطاحة بنظام حكم الرئيس عبد الرحمن عارف ونفيه إلى إسطنبول، وتولى حزب البعث العربي الاشتراكي السلطة بما يعرف بالثورة البيضاء بقيادة أحمد حسن البكر، ونائبه صدام حسين، وعـُيـّن أحمد حسن البكر رئيساً لمجلس قيادة الثورة، ورئيساً للجمهورية، وقائداً عاماً للجيش، وأصبح صدام حسين نائب رئيس مجلس قيادة الثورة.

حكم الرئيس السابق صدام حسين

صدام حسين عام 1974

صدام حسين عبد المجيد التكريتي الذي ينتمي إلى عشيرة البيجات[164] (28 أبريل 1937[165] – 30 ديسمبر 2006)[166] رابع رئيس لجمهورية العراق في الفترة ما بين عام 1979م وحتى 9 نيسان/أبريل عام 2003م [167]، وخامس حاكم جمهوري للجمهورية العراقية، ونائب رئيس الجمهورية العراقية بين عامي 1975 و1979.

برز اسمه إبّان انقلاب حزب البعث في ثورة 17 تموز 1968 والذي دعى لتبني الأفكار القومية العربية والتحضر الاقتصادي والاشتراكية. أمسك صدام بزمام الأمور في القطاعات الحكومية والقوات المسلحة المتصارعتين في الوقت الذي اعتبرت فيهِ العديد من المنظمات بأنها كانت قادرة على الإطاحة بالحكومة. وقد نمى الاقتصاد العراقي بشكل سريع في عقد السبعينات نتيجة سياسة تطوير ممنهجة للعراق، بالإضافة للموارد الناتجة عن الطفرة الكبيرة في أسعار النفط في ذلك الوقت.[168]

بعد أن تسلم حزب البعث السلطة في العراق عام 1968م، حاول صدام تحقيق الاستقرار ما بين طائفتي السنة والشيعة وبين العرب والأكراد وغيرهم.[169] وكان في رأي صدام أن القيادة الثابتة والمستقرة في دولة تنتشر فيها التحزبية والانقسامات تحتاج إلى سياسة القمع كما تحتاج في نفس الوقت إلى رفع المستوى المعيشي.[169]

اهتم صدام وبتشجيع من البكر بالبنية الأمنية الداخلية لحزب البعث، وكان صدام يسمع كثيراً وهو يردد مقولة ستالين :«إذا كان هناك إنسان فهناك مشكلة وإذا لم يكن هناك إنسان فليس هناك أي مشكلة.[170]»

استقال البكر من المنصب واستلم الحكم صدام حسين، وحدد إقامة البكر في منزلهِ إلى وفاتهِ في تشرين الأول/أكتوبر عام 1982م. ومن بين أهم منجزاتهِ في بداية توليه السلطة، الإفراج عن المعتقلين، وقال كلمة صاحبت هذا الحدث جاء فيها:

«إن القانون فوق الجميع وإن اعتقال الناس دون إعمال القانون لن يحدث ثانية أبداً.»

ليس هذا فحسب، بل عمد صدام إلى التقرب من الشعب العراقي والمواطن البسيط، حتى وصفه أحد المعارضين الكبار بقوله :

«لقد أبدى صدام تفهماً حقيقياً لأحوال الناس البسطاء أكثر من أي زعيم آخر في تاريخ العراق.[171]»

بعدما أصبح صدام رئيساً للعراق، وذلك بفترة وجيزة، جمع قيادات حزب البعث في 22 يوليو عام 1979م بقاعة الخلد ببغداد، وخلال الاجتماع الذي أمر بتصويرهِ قال صدام بأنه وجد جواسيس ومتآمرين ضمن حزب البعث، وقرأ أسماء هؤلاء الذين كانوا ارتبطوا سراً مع حافظ الأسد. ووصفهم بالخيانة واقتيدوا واحداً تلو الآخر ليواجهوا الإعدام رمياً بالرصاص خارج قاعة الاجتماع وعلى مسامع الحاضرين.[172]

وفي عام 1980 دخل العراق حرباً مع إيران[173]، وفي 2 أغسطس عام 1990م غزا صدام الكويت.[174] والتي أدت إلى نشوب حرب الخليج الثانية عام 1991م.[175] وحدثت مباشرة بعد حرب الخليج الثانية انتفاضة بجنوب وشمال العراق عرفت بالانتفاضة الشعبانية، وبدأت في الثالث من مارس لعام 1991م[176]

وبدأ الحصار في 6 آب/أغسطس 1990م بعد أربعة أيام من غزو الكويت، وواصل مجلس الأمن فرض عقوبات اقتصادية ضد العراق، واتُهِم العراق بانتهاك التزاماته فترة التسعينات، بما في ذلك اتهامه عام 1993 بتدبير خطة لاغتيال الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الأب[177][178][179]

كان لفرض الحصار على العراق نتائج وخيمة، إذ تسبب في تدمير اقتصاد البلد وتراجع المستوى الصحي والتعليمي وتسبب في كارثة إنسانية بسبب نقص الغذاء والدواء.[180] وقد رفض العراق قراري مجلس الأمن رقم 706 و712 اللذين يسمحان للعراق ببيع النفط في مقابل الحصول على مساعدات إنسانية. لكن العراق وافق لاحقاً فتحولت المساعدات الإنسانية إليه بحسب قرار مجلس الأمن رقم 986 الذي أقر برنامج النفط مقابل الغذاء.[181][182]، وفي 18 شباط/فبراير 1999 وحتى نهاية أيام أبريل من 1999، حدثت انتفاضة في أعقاب مقتل السيد محمد محمد صادق الصدر من قبل الحكومة العراقية برئاسة صدام حسين، وحدثت المواجهات بين قوات الجيش العراقي الموالية للنظام والمقاتلين الشيعة.

ظل العراق بعدها محاصراً دولياً حتى عام 2003 حيث احتلت القوات الأمريكية كامل أراضي الجمهورية العراقية. وقبض على صدام في 13 ديسمبر عام 2003م في عملية سميت بالفجر الأحمر.[183]

إقليم كردستان

علم إقليم كردستان
خريطة تبين إقليم كردستان باللون الأحمر الغامق، والأراضي التي استولى عليها بالون الأحمر المقلم، والأراضي التي يطالب بها باللون الأحمر المقلم الفاتح (آخر تحديث للخريطة في 4 مايو 2015)

إقليم كردستان أوكردستان العراق أو إقليم كردستان العراق (بالكردية هه‌رێمی کوردستان) هو إقليم بشمال البلاد ويتمتع بحكم ذاتي.[184] ويضم المحافظات الثلاث: دهوك، وأربيل، والسليمانية، إضافًة إلى حلبجة المعترف بها ضمن حدود الإقليم فقط، ويمتد لحوالي 40,000 كيلومتر مربع (15,000 ميل مربع)، ويبلغ عدد سكانه حوالي 4 ملايين نسمة.[185]، عاصمته الإقليمية محافظة أربيل، والمعروفة ب(هولير) بالكردية.

يعود إنشاء إقليم كردستان إلى فترة الحكم الذاتي في آذار/مارس 1970م، بعد حصول اتفاق بين المعارضة الكردية والحكومة العراقية على أثر سنوات من القتال. ثم دمرت الحرب بين إيران والعراق خلال الثمانينات، وحملة الإبادة الجماعية (الأنفال) التي نفذها الجيش العراقي في منطقة الأكراد (كردستان حالياً)، وبعد انتفاضة الشعب العراقي عام 1991م ضد نظام الرئيس صدام حسين، أنشئت في الشمال منطقة حظر للطيران بعد حرب الخليج الثانية، مما شكل ملاذاً آمنًا سهل عودة اللاجئين الأكراد. كما واصل الأكراد محاربة القوات الحكومية، وقد غادرت القوات العراقية منطقة كردستان في نهاية المطاف في تشرين الأول/أكتوبر 1991م، وغدت المنطقة مستقلة ذاتيًا بحكم الواقع، وبعد التصديق على دستور جديد للعراق في عام 2005، أصبحت كردستان ككيان اتحادي ضمن دولة العراق، وتم اعتماد العربية والكردية كلغتين رسميتين في العراق. يتمتع إقليم كردستان العراق بنظام ديمقراطي برلماني مع التجمع الإقليمي الذي يتكون من 111 مقعدًا.[186] والرئيس الحالي هو نيجيرفان البارزاني، الذي اُنتخبَ في عام 2018 وشَكلَ الحكومة في 10 يونيو 2019.

الجمهورية الرابعة والإحتلال وحتى الانسحاب الأمريكي

زحف قوات التحالف للسيطرة على بغداد ومن ثم بقية العراق
قافلة أمريكية في الحلة بتاريخ 27 أيار/مايو 2003
تفجير مرقدي الإمامين علي الهادي والحسن العسكري في 22 شباط/فبراير 2006

في 20 آذار/مارس 2003م، بدأت الولايات المتحدة غزوها للعراق بدعم من قوات التحالف في العراق، مع أن السبب المعلن أن العراق قد فشل في التخلي عن برنامجه لتطوير الأسلحة النووية والكيميائية، ولكون البرنامج يمثل انتهاكا لقرار الأمم المتحدة رقم 687. اكدت الولايات المتحدة ان العراق كان في حالة خرق مادي للقرار 687. وبررت الولايات المتحدة المضي في الغزو من خلال الزعم بأن العراق كان يمتلك أو كان يطور أسلحة الدمار الشامل، والرغبة في التخلص من دكتاتور ظالم في السلطة و«جلب الديمقراطية إلى العراق».

جنود إنكليز مع حوامة من طراز ويستلاند لينكس أثناء دورية جنوب مطار البصرة

ومع ذلك، وفقاً لتقرير شامل لحكومة الولايات المتحدة، لم يُعثَر على أسلحة الدمار الشامل.[187] وهناك ادعاءات من القوات البولندية بالحصول على رؤوس قديمة، يرجع تاريخها لفترة الثمانينات تحتوي على كميات ضئيلة من غاز الأعصاب (السيكلوسارين)، ولكن الولايات المتحدة، بعد إجراء الاختبارات العسكرية، وجدت أنها تالفة وحتى أنها لن يكون لها أي تأثير إذا استخدمها المسلحون ضد قوات التحالف. لكن التقارير لم تناقش التأثير المحتمل على المدنيين".[188]

وبعد الغزو، تولى جاي غارنر السلطة في العراق وصار مدير (أورها) (Office for Reconstruction and Humanitarian Assistance (ORHA) آنذاك، وشكلت في 20 كانون الثاني/يناير 2003م قبل شهرين من بداية الحرب على العراق[189]، ثم أنشأت سلطة الائتلاف المؤقتة في العراق برئاسة بول بريمر (الحاكم المدني في العراق).[190]، بدأت عمليات سلب ونهب واسعة النطاق في بغداد وبعض المدن الأخرى ومن أشهرها المتحف الوطني العراقي، وكذلك سرقة آلاف الأطنان من الذخيرة الحربية من المعسكرات، وسرقة مركز للأبحاث النووية في التويثة والذي كان يحتوي على 100 طن من اليورانيوم.[191] وحمى الجيش الأمريكي مباني وزارتي النفط والداخلية فقط، ومن ضمنها المخابرات العراقية، وبقيت كل المؤسسات الأخرى بدون أي حماية، وعزى قيادات الجيش الأمريكي ذلك إلى عدم توفر العدد الكافي من الجنود.

كما أن المروحيات التي هبطت على مدينة بابل الأثرية أزالت طبقات من التربة الأثرية في الموقع وقد تهدم (حسب زينب بحراني التي زارت الموقع) سقف معبد نابو ونيما اللذان يرجعان إلى 6000 سنة قبل الميلاد نتيجة لحركة الطائرات المروحية.[192]

وقبض على الرئيس الأسبق صدام (بحسب ما ذكرت السلطات الأمريكية) بتاريخ 6 ديسمبر عام 2003م، قرب تكريت بعملية سميت بالفجر الأحمر.

في أوائل 2004م تفجرت فضيحة سجن أبو غريب من قبل الأمريكان، وفي يونيو 2004م انتقلت السلطة إلى الحكومة العراقية المؤقتة ليكون غازي عجيل الياور أول رئيس للعراق بعد الاحتلال، وتنصيب إياد علاوي رئيساً للوزراء، ثم انتخبت حكومة دائمة في أكتوبر عام 2005م، وأصبح إبراهيم الجعفري رئيساً لوزراء العراق.

بعد الغزو، أخذ تنظيم القاعدة بوضع أقدامه في البلاد. وفي صباح يوم الأربعاء 22 شباط/فبراير 2006 قام ارهابيون باقتحام مرقدي الإمامين العسكريين، مما ادى إلى انهيار القبة الخاصة بالضريح التي تعتبر واحدة من أكبر قباب العالم الإسلامي [193]، وبعدها حدثت أعمال عنف طائفية أدت إلى عمليات تطهير عرقي متبادل (سنيشيعي) في العراق، وكانت هناك العديد من الهجمات على الأقليات العرقية مثل اليزيديين والمندائيين والآشوريين وغيرهم.[194]

تنفيذ حكم الإعدام بصدام حسين.
صورة للجندي العراقي الأمريكي "سمير" أثناء عملية الفجر الأحمر وتظهر الصور ألقاء القبض على الرئيس صدام حسين في تكريت.

وفي 30 ديسمبر عام 2006، أعدم الرئيس العراقي السابق صدام حسين وصادف اليوم الأول لعيد الأضحى عند المسلمين بالتقويم الهجري[195]، وفي مقر الشعبة الخامسة في منطقة الكاظمية ببغداد حصلت عملية الإعدام.

وصدر قرار أمريكي بزيادة عدد القوات في أوائل عام 2007، في 28 كانون الثاني/يناير 2007م خاض الجيش العراقي، ولاحقاً مدعوماً بقوات التحالف، معركةً مع تنظيم جند السماء بمنطقة الزرقاء (الزركه باللهجة العراقية) في مدينة النجف، لمحاولتهم السيطرة على النجف، وادعاء قائدهم ضياء عبدالزهراء كاظم المهدوية، وتمت هزيمتهم في اليوم اللاحق في 29 كانون الثاني/يناير.

وفي صباح يوم الأربعاء 13 يونيو 2007م حدث تفجير استهدف مأذنتي المرقد الذهبيتين للإمامين علي الهادي والحسن العسكري ودمرتا بالكامل وبعد لحظات أعلن حظر التجوال في بغداد تفادياً لوقوع أعمال عنف أو تصفية طائفية [196]

وبدأت أعمال العنف في العراق في الانخفاض في صيف عام 2007.[197] وفي 29 يونيو 2009، انسحبت القوات الأمريكية رسمياً من شوارع بغداد، وفقاً لاتفاق أمني عرف باسم اتفاقية وضع القوات. وتضمن الاتفاق SOFA، من بين أمور أخرى، أن القوات الأمريكية سوف تنسحب من المدن العراقية بحلول 30 يونيو 2009م، وسيغادرون البلاد يوم 31 ديسمبر، 2011م.[198] ومع ذلك، تصاعدت وتيرة الجريمة والعنف في بداية الأشهر التي تلت الانسحاب من المدن.[199] ووفقا لوكالة أنباء اسوشيتد برس، قال المتحدث باسم الجيش العراقي الجنرال قاسم الموسوي التحقيقات وجدت أن ينفذ 60 إلى 70 بالمئة من النشاط الإجرامي من قبل الجماعات المتمردة السابقة أو من قبل عصابات مرتبطة بها (وشرح جزئيا وحشية بعض من هذه الجرائم).

ومن أهم المعارك خلال فترة الإحتلال الأمريكي هي: معركة الفلوجة الأولى، ومعركة النجف الثانية، ومعركة الفلوجة الثانية، وحصار مدينة الصدر، وصولة الفرسان (معركة البصرة 2008)، وعملية بشائر الخير في ديالى. وعلى الرغم من زيادة أولية في أعمال العنف، في 30 نوفمبر 2009، ذكر مسؤولون بوزارة الداخلية العراقية أن عدد القتلى المدنيين في العراق انخفض إلى أدنى مستوى له في نوفمبر منذ الغزو عام 2003. في 31 أغسطس، 2010، انهت القوات الأمريكية مهامها القتالية في العراق. وأعلنت انتهاء الحرب رسمياً في 15 ديسمبر 2011[200]، وصباح يوم 18 ديسمبر 2011 خرجت القوات الأمريكية عبر الحدود إلى الكويت نهائياً.[201][202]

ما بعد الانسحاب الأمريكي 2011م

انسحاب آخر قافلة أمريكية من العراق إلى الكويت في 18 ديسمبر 2011

اكتمل انسحاب القوات الأمريكية في صباح يوم 18 ديسمبر من عام 2011، واستمر التمرد السني في العراق بعد هذا التاريخ، ونشأ في سامراء الحراك الشعبي في العراق (لأهل السنة) ضد ما وصفوه بتهميش حكومة نوري المالكي، وامتد إلى محافظات ديالى والموصل والأنبار وجزء من بغداد، وفي أواخر عام 2011 وأوائل عام 2012 قامت الحركة الوطنية العراقية (والتي يقال أنها تمثل غالبية العراقيين السنة) بمقاطعة البرلمان لعدة أسابيع، مدعيةً أن الحكومة التي يهيمن عليها الشيعة تسعى لتهميش السنة.

أما في عامي 2012 و2013 إزدادت مستويات العنف، وازداد التوتر من قبل الجماعات المسلحة داخل العراق بسبب الحرب الأهلية السورية. وكلاً من المسلحين السنة والشيعة عبروا الحدود للقتال في سوريا.[203] وفي ديسمبر 2012، احتج مواطنون غالبيتهم من السنة ضد الحكومة التي ادعوا إنها تهمشهم.[204][205]

شعار الحراك الشعبي في العراق

وخلال عام 2013 صعدت الجماعات المسلحة السنية من الهجمات التي تستهدف السكان الشيعة في العراق في محاولة لتقويض الثقة في الحكومة التي يقودها نوري المالكي.[206] وبعد انتخابات غير حاسمة أجريت في نيسان/أبريل 2014، خدم نوري المالكي كرئيس حكومة تصريف أعمال [207]، وفي 4 يونيو من سنة 2014 احتل المتمردون الذين ينتمون إلى تنظيم داعش (ISIL) الإرهابي باحتلال مساحات واسعة من الأراضي العراقية بما في ذلك العديد من المدن العراقية الرئيسية، مثل تكريت والفلوجة والموصل وأدى ذلك إلى نزوح مئات الآلاف داخلياً وسط تقارير عن الفظائع التي ارتكبها التنظيم.[208]

بعد دخول داعش، نفذت الكثير من المذابح ضد أغلب الإثنيات العراقية ومنها جرائم بحق سنة العراق، فقتلت المئات من أفراد عشيرة ألبو نمر من رجال ونساء وأطفال، وذلك لحمل العشيرة وغيرها من العشائر السنية السلاح ضد داعش[209][210][211]، وكذلك قتل عدد من علماء السنة في العراق منهم العالم الدكتور أحمد علي صالح القيسي[212][213]، وكذلك قتل التنظيم 13 مواطن في الموصل بتهمة مشاهدة مباراة كرة قدم على التلفاز[214]، كما قام داعش بإعدام عدد من قيادات جيش رجال الطريقة النقشبندية (التابع لعزة الدوري) بالموصل[215]، وقد أقدم التنظيم على تفجير جامع النبي يونس[216][217][218][219][220][221] في تاريخ 24 / 07 / 2014 الموافق لـ26 رمضان 1435 هجرية.[222]، وفي 26 شباط/فبراير 2015م نشرت داعش فيديو يقوم فيه رجالها بتحطيم الآثار الآشورية والكلدانية الموجودة في متحف الموصل التاريخي، [223] وقد قاموا أيضاً بتجريف مدينة النمرود الأثرية ومدينة الحضر جنوبي الموصل، وكذلك بقتل واضطهاد الإيزيديين وخصوصاً في سنجار، وتفريغ الموصل من المسيحيين، ومجزرة سبايكر.

شعار الحشد الشعبي

فأصدر المرجع الشيعي علي السيستاني فتوى للجهاد الكفائي في 13 من يونيو 2014 للدفاع عن الأراضي العراقية ومقدسات العراق[224]، وفي 15 يونيو 2014 تكون الحشد الشعبي استجابة لنداء المرجع[225]، وفي بداية الأمر تكون الحشد الشعبي من شيعة العراق[226] وبما يسمى بفصائل المقاومة الشيعة وفي الأشهر اللاحقة إنظم للحشد الشعبي مواطنون من السنة[227][228][229] والكرد الفيليين[230] والمسيحيين[231] والتركمان.[232][233]

وفي 13 أغسطس من نفس السنة كلف الرئيس العراقي فؤاد معصوم، حيدر العبادي لأجل تشكيل حكومة جديدة، وفي 14 من أغسطس تنحى نوري المالكي كرئيس للوزراء لصالح حيدر العبادي وذلك ل«حماية المصالح العليا للبلاد». فرحبت الحكومة الأمريكية بذلك عادة إياه «خطوة كبيرة إلى الأمام» في توحيد العراق[234][235]، وفي 9 سبتمبر 2014، شكل حيدر العبادي حكومة جديدة، وأصبح رئيس الوزراء الجديد.

لاجئون إيزديون في الحسكة بسورية، وقد قدمت لهم مساعدات من (لجنة الإنقاذ الدولية).

وجعل رئيس وزراء العراق حيدر العبادي الحشد الشعبي منظومة أمنية ضمن المؤسسة الأمنية العراقية[236]، وحقق الحشد الشعبي نجاحات على أرض العراق، حيث أعاد محافظة ديالى، ومنطقة حزام بغداد (المنطقة التي تحيط بالعاصمة)، وشمال محافظة بابل وأغلب مناطق محافظة صلاح الدين إلى سلطة الحكومة العراقية. وتم نشر 450 جندياً أمريكياً في العراق في 10 يونيو من سنة 2015م بعد دخول داعش بمدة.[53] كما استولى الحشد الشعبي على جرف الصخر، ولم يسمح لأهالي الجرف بالرجوع.[237]

وفي يوم 16 يوليو عام 2015م بعد مقتل شاب وجرح ثلاثة آخرين في قضاء المدينة شمال المحافظة خلال تظاهرات للمطالبة بتحسين واقع التيار الكهربائي.[238][239][240] وبعد ذلك امتدت لأغلب المحافظات العراقية الأخرى، وتميز أغلبها بالطابع السلمي، بدأت بالمطالبة بتحسين واقع الخدمات وخصوصاً الكهرباء، ومحاسبة وزير الكهرباء قاسم الفهداوي، ثم تحولت إلى الدعوة بمحاسبة المسؤولين المتهمين بالفساد بالدولة وشملت الاتهامات رئيس الوزراء السابق نوري المالكي[241]، وبعد ذلك تعددت المطالب، ولاقت المظاهرات دعماً من المرجعية الشيعية (ومن أبرز الداعمين علي السيستاني) وتأييداً من رئيس الوزراء حيدر العبادي[242]، وما زالت مستمرةً للوقت الحاضر.

وفي نهاية سبتمبر 2015م تم الإعلان عن إنشاء مركز اتصلات مشترك بين روسيا وسورية وإيران والعراق، مركزه ببغداد وذلك لتنسيق عمليات تلك الدول ضد داعش.[243]

وصرح المكتب الإعلاميّ لحيدر العباديّ في 5 من ديسمبر 2015م بأنه تأكد دخول فوج من القوات التركية مع دبابات ومدافع إلى محافظة نينوى بادعاء تدريب مجموعات عراقية من دون طلب أو اذن من السلطات الاتحادية العراقية، ودعاهم بالانسحاب فوراً من الأراضي العراقية[244]، وفي 14 ديسمبر من نفس العام قام قسم من القوات التركية التي دخلت معسكر بعشيقة بمحافظة نينوى بالتوجه إلى الشمال مصحوبة ب 10 إلى 12 مركبة وعدة دبابات في إعادة لتوزع القوات التركية بشمال العراق.[245]

وفي شهر كانون الثاني/يناير من عام 2016م، دعى مقتدى الصدر لاستبدال السياسين بأشخاص من التكنوقراط ولدمج الحشد الشعبي بوزارتي الدفاع والداخلية، وفي شهر شباط/فبراير دعى أنصاره للتظاهر، ونادى المتظاهرون باصلاح الحكومة وإبعاد المفسدين، [246][247] وحمل المتظاهرون الأعلام العراقية ومن دون أي شعارات أخرى، وهتفوا «بالروح بالدم نفديك يا عراق» و«الشعب يريد إصلاح الحكومة».[248]

ردًا على المَكاسب الإقليمية السريعة التي حققها تَنظيم داعش خلال النصف الأول من عام 2014، وعمليات الإعدام المدانة عالميًا وانتهاكات حقوق الإنسان المبلغ عنها، بدأت العديد من الدول في التدخل ضده في حرب العراق. بدأ تنظيم داعش يفقد قوته تَدريجياً في كل من العراق وسوريا.[249] قُتل عشرات الآلاف من المدنيين في العراق في أعمال عنف مرتبطة بداعش.[250][251] منها الإبادة الجماعية لليزيديين من قبل داعش، والتي أدت إلى نفي وهروب الإيزيديين من أراضي شمال العراق.[252]

أسفر تفجير الكرادة في 2016 عن مقتل قرابة 400 مدني وإصابة مئات آخرين.[253]

في 17 آذار/مارس 2017، قتلت غارة جوية للتحالف بقيادة الولايات المتحدة في الموصل أكثر من 200 مدني فيما عُرف بـ(مجزرة الموصل).[254]

City plan of Nineveh
Plan of the Kuyunjik mound in Nineveh
(يمين) نفوذ تَنظيم داعش يونيو 2015. (يسار) بحلول ديسمبر 2017 فَقَد التَنظيم أغلب أراضيه.

منذ عام 2015، خسر داعش أغلَب أراضيه المُحتَلة في العراق، بما في ذلك تكريت في آذار/مارس ونيسان/أبريل 2015،[255] بيجي في تشرين الأول/أكتوبر 2015،[256] سنجار في نوفمبر 2015 ،[257] الرمادي في ديسمبر 2015،[258] الفلوجة في يونيو 2016، [259] والموصل في يوليو 2017. بحلول ديسمبر 2017، لم يكن لدى داعش أي أراضي مُتبقية في العراق، في أعقاب حملة غرب العراق عام 2017.[260]

في 9 ديسمبر 2017، أعلن رئيس الوزراء العراقي آنذاك حيدر العبادي النصر على داعش وأعلن التحرير الكامل للحدود العراقية السورية.[261]

في آذار/مارس 2018، شنت تركيا عمليات عسكرية للقضاء على المقاتلين الأكراد الانفصاليين في شمال العراق.[262]

فاز الائتلاف السياسي لرجل الدين مقتدى الصدر بالانتخابات البرلمانية العراقية في أيار/مايو 2018.[263]

2019 إلى الوقت الحاضر

مُظاهرات تشرين في بَغداد 2019.

هزت الاضطرابات المدنية البلاد بداية من بغداد والنجف في يوليو 2018 وامتدت إلى محافظات أخرى في أواخر سبتمبر 2019 حيث تحولت مسيرات احتجاجية على الفساد والبطالة وفشل الخدمة العامة إلى أعمال عنف.[264] بدأت الاحتجاجات والمظاهرات مجددًا في الأول من تشرين الأول 2019، ضد 16 عامًا من الفساد والبطالة وعدم كفاءة الخدمات العامة، قبل أن تتصاعد إلى دعوات لإسقاط الإدارة ووقف التدخل الإيراني في العراق. ردت الحكومة العراقية في بعض المَواقف بالقسوة المُفرطة، مما أسفر عن مقتل أكثر من 500 بحلول 12 ديسمبر 2019.

في 27 ديسمبر 2019، تعرضت قاعدة كي وان في العراق لهجوم بأكثر من 30 صاروخًا، مما أسفر عن مقتل مقاول مدني أمريكي وإصابة آخرين. ألقت الولايات المتحدة اللوم على تَنظيم كتائب حزب الله المَدعومة من إيران. في وقت لاحق من ذلك الشهر، قصفت الولايات المتحدة خمسة مواقع لتَنظيم كتائب حزب الله في العراق وسوريا، ردًا على هجوم الكتائب المُفترض في 27 ديسمبر. وبحسب مصادر عراقية، قُتل ما لا يقل عن 25 من مقاتلي التَنظيم. في 31 ديسمبر 2019، بعد جنازة افراد كتائب حزب الله الذين قُتلوا في الغارات الجوية الأمريكية، سار العشرات من رجال الفصائل الشيعية العراقية وأنصارهم إلى المنطقة الخضراء في بغداد وحاصروا مجمع السفارة الأمريكية. حطم المتظاهرون باب الحاجز، وأشعلوا النار في منطقة الاستقبال، وتركوا مُلصقات مناهضة لأمريكا وكَتبوا شعارات مُناهضة لأمريكا. اتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إيران بتدبير الهجوم.

في 3 كانون الثاني/يناير 2020، وسط تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، شنت الولايات المتحدة غارة بطائرة بدون طيار على قافلة كانت تسير بالقرب من مطار بغداد الدولي، مما أسفر عن مقتل قاسم سليماني، اللواء الإيراني وقائد الحرس الثوري وفيلق القدس. ثاني شخصية من حيث النُفُذ في إيران؛[265] أبو مهدي المهندس، نائب قائد قوات الحشد الشعبي العراقية، أربعة ضباط إيرانيين كبار، وأربعة ضباط عراقيين.

بعد شهور من الاحتجاجات التي اندلعت في أنحاء العراق في تشرين الأول/أكتوبر 2019 واستقالة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي وحكومته، أصبح مصطفى الكاظمي المنافس الرئيسي على رئاسة الوزراء.[266] في 9 نيسان/أبريل 2020، عينه الرئيس برهم صالح رئيسًا للوزراء، وهو الشخص الثالث الذي تم اختياره لقيادة البلاد في غضون 10 أسابيع فقط. أفاد التلفزيون الرسمي أن الكاظمي رشح من قبل الرئيس برهم صالح، بعد وقت قصير من إعلان رئيس الوزراء المعين السابق، عدنان الزرفي، انسحابه بعد أن فشل في تأمين الدعم الكافي لتمرير الحكومة.[267]

في نوفمبر / تشرين الثاني 2021، نجا رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي من مُحاولة اغتيال فاشلة.[268]

مقاعد البرلمان العراقي بعد انتخابات 2021، التيار الصدري (أسود)، حزب تقدم (أزرق)، دولة القانون (أحمر)، الحزب الديمقراطي الكردستاني (أصفر)، ائتلاف الفتح (أخضر)، الاتحاد الوطني الكردستاني (زيتوني)، نواب مُستَقلين (أبيض).

أجريت الانتخابات النيابية في العراق يَوم 10 تشرين الأول/أكتوبر 2021.[269] نشرت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات نسبة الإقبال الوطنية للناخبين والتي بلغت 41.05٪، بناءً على 9,077,779 ناخبًا من أصل 22,116,368 مؤهلاً.[270]

في 30 تشرين الثاني 2021، تم تأكيد فوز التيار الصدري، الكتلة السياسية التي يقودها الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في الانتخابات البرلمانية في تشرين الأول، بإجمالي 73 مقعدا من أصل 329 مقعدا في البرلمان. وحصل حزب تقدم الذي يقوده رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، على 37 مقعدا. وحصل حزب دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي على 33 مقعدا في البرلمان. أما تحالف الفتح، الذي تتكون مكوناته الرئيسية من فَصائل مدعومة من إيران، حصل على 17 مقعدًا فقط بعد أن خسر الدعم الشعبي. حصل الحزب الديمقراطي الكردستاني على 31 مقعدًا، وفاز الاتحاد الوطني الكردستاني بـ 18 مقعدًا.[271] حصل تحالف عزم على 12 مقعدًا، حصلت حركة امتداد وحراك الجيل الجديد على تسعة مقاعد لكُل منهما، وحصل النواب المستقلين على 40 مقعد.[272]

أما عن المقاعد المُخصصة للأقليات، فقد حصلت حركة بابلبون على 4 مقاعد من أصل 5 مخصصة للمسيحيين، فيما حصل مرشح مُستقل على مقعد واحد. وفازت الحركة اليزيدية للإصلاح والتقدم بالمقعد اليزيدي الواحد.[273]

أعقب ذلك أزمة سياسية أدت إلى ركود طال أمدُه أحد عشر شهرًا.[274] في يونيو 2022، استقال جميع أعضاء البرلمان البالغ عددهم 73 عضوا من التيار الصدري، أعتُبر هذا الأمر خطوة من جانب الزعيم الشيعي مقتدى الصدر لإثبات رفضه للمُحاصصة (نظام سياسي أسسته الولايات المتحدة بعد غزو العراق عام 2003، هدف إلى تقسيم المناصب السياسية والمكاتب العامة وموارد الدولة على أسس عرقية - طائفية (سني، شيعي، كردي، مسيحي، إلخ).[275]

في 27 يوليو 2022، اقتحم المتظاهرون مبنى البرلمان للمرة الثانية خلال أسبوع.[276] حتى 5 سبتمبر، استمرت المفاوضات حول اختيار رئيس جديد وائتلاف عامل؛ كانت القضايا الصعبة هي الثقة والعروض السياسية بين الأحزاب، في حين سعى رئيس الوزراء الحالي لإجراء انتخابات جديدة. ومع ذلك، في تشرين الأول/أكتوبر 2022، تم انتخاب عبد اللطيف رشيد رئيسًا جديدًا للعراق بعد فوزه في الانتخابات البرلمانية ضد شاغل المنصب برهم صالح، الذي كان قد ترشح إلى ولاية ثانية.[277][278] وفي 27 تشرين الأول/أكتوبر 2022، تولى محمد شياع السوداني، المنصب خلفًا لمصطفى الكاظمي كرئيس وزراء جديد للعراق.[279]

الأعلام

فيما يلي أعلام جمهورية العراق بعد استقلالها عن الدولة العثمانية:

الجغرافيا

الموقع

تقع جمهورية العراق في جنوب غرب قارة آسيا، لذا فهي تقع ضمن منطقة الشرق الأوسط. وتشكل القسم الشمالي الشرقي من الوطن العربي. تحدها تركيا من الشمال، وإيران من الشرق، وسوريا والأردن والمملكة العربية السعودية من الغرب، والكويت والمملكة العربية السعودية من الجنوب. وتمتد بين خطي عرض ‘5 29° و22 °37 شمالاً، وبين خطي طول 45 °38 و‘45 °48 شرقاً.[280] والعراق أساساً بلد صحراوي، ويعد جزءاً من الصحراء العربية وبادية الشام اللتين تتداخلان فيما بينهما، ويمر فيه نهران رئيسيان هما دجلة، والفرات، وتعد المناطق المحيطة بنهري دجلة، والفرات سهولاً غرينية خصبة، وتسمى المنطقة ما بين النهرين بالسهل الرسوبي، ويعد أخصب مناطق العراق، وللنهرين روافد عديدة تأتي من خارج حدود العراق، ما عدا رافد العظيم فهو رافد عراقي، والنهران يحملان حوالي 60،000،000 متر مكعب (78477037 يارد مكعب) من الطمي سنوياً إلى الدلتا، ويلتقي النهران في البصرة عند كرمة علي، مكونين مسطحاً مائيا يعرف بشط العرب، والذي يصب بدوره في الخليج العربي، وأغلب مدن العراق الرئيسية تطل على هذين النهرين كنينوى، وبيجي، وبغداد، والرمادي، والعمارة، والناصرية، والبصرة.

أما شمال العراق فيغلب عليه الجبال، وأعلى نقطة فيه تبلغ 3611 متر (11847 قدم) ارتفاعاً وهي قمة جبل شيخا دار[281]، ومعناه (الخيمة السوداء). وجبال العراق تتكون من سلسلتين هما سلسلة جبال طوروس، مع تركيا، وسلسلة جبال زاكروس، مع إيران. وداخلياً في العراق، توجد تلال وجبال ضمن تلال حمرين، وكذلك توجد هضبة في غرب العراق تعرف بالهضبة الغربية، ولدى العراق ساحل قصير يبلغ طوله 58 كيلومتراً[281] (36 ميل) مطل على الخليج العربي. إضافة إلى ذلك يتوفر العراق على بحيرات صناعية، وأهمها بحيرة الثرثار، وبحيرة الرزازة، وبحيرات طبيعية كبحيرة ساوة، في وسط صحراء السماوة بمحافظة المثنى. كما تحتوي محافظات العراق الجنوبية على عدة أهوار، أهمها هور الحويزة، وهور الحمار، ويمتد قسم من بعض الأهوار شرقاً حتى يدخل دولة إيران، وقد عانت الأهوار العراقية من التجفيف في زمن الرئيس السابق صدام حسين، ثم استعادت عافيتها بعد عام 2003، وهي الآن في حالة تذبذب بالنسبة لكمية المياه بها.

أما بالنسبة لطول حدود العراق، فتبلغ ما مجموعه 3,809 كيلومتر مربع؛ فمع تركيا تبلغ 367 كيلومتر مربع، ومع إيران 1,599 كيلومتر مربع، ومع الكويت 254 كيلومتر مربع، ومع السعودية 811 كيلومتر مربع، ومع الأردن 179 كيلومتر مربع، ومع سورية 599 كيلومتر مربع.[281]

المساحة

بلغت مساحة العراق الكلية (مع المياه الإقليمية)، وحسب إحصاءات الحكومة العراقية بتاريخ 20 تشرين الأول/أكتوبر 2009م، ما مجموعه 435052 كيلومتر مربع، منها 434128 كيلومتر مربع مساحة الأرض (99.8%)، و924 كيلومتر مربع مساحة المياه الإقليمية (0.2%).[282] أما حسب احصاءات موقع كتاب حقائق العالم فتبلغ مساحة العراق438,317كم2.[281]، إذ تشكّل المياه ما نسبته 0.29% من مساحة اليابسة، أي مساحة المياه 950 كيلومتر2.[281]

طبوغرافية العراق

طبوغرافية العراق
  • السهل الرسوبي:

يحتل السهل الرسوبي ربع مساحة العراق أو ما يساوي 132,000 كيلومتر2، ويمتد على شكل مستطيل (طوله 650 كيلومتر وعرضه 250 كيلومتر)، ويمتد بين مدينة بلد على نهر دجلة ومدينة الرمادي في منطقة التل الأسود على نهر الفرات من جهة الشمال، والحدود الإيرانية من جهة الشرق، والهضبة الصحراوية من جهة الغرب، وتدخل ضمنها منطقة الأهوار والبحيرات، فالأهوار والبحيرات مع السهول تشكل نسبة 30.5% من مساحة القطر.[283]

  • الهضبة الصحراوية:
حدود الجزيرة الفراتية وتعرف بالجزيرة وتاريخياً إقليم أقور

تقع في غرب العراق وتحتل حوالي نصف مساحة القطر أو 198000 كيلومتر2، ويتراوح ارتفاعها بين (100-1000) متراً، وتدخل ضمنها منطقة الجزيرة. وتبلغ صحاري العراق ما نسبته 38.7 % من مساحة القطر.[283]

  • المنطقة الجبلية:

تقع المنطقة الجبلية في القسم الشمالي والشمالي الشرقي من العراق، وتمتد إلى حدوده المشتركة مع سوريا تركيا وإيران في الغرب والشمال والشرق، وتحتل هذه المنطقة أقل من ربع مساحة العراق تقريباً وما نسبته 21.1% من مساحة القطر[283]، (92000 كم2).

  • المنطقة المتموجة:

وهي منطقة انتقالية بين السهول الواطئة في الجنوب وبين الجبال العالية في أقصى الشمال والشمال الشرقي في العراق، وتحتل أقل من 50% من مساحة المنطقة الجبلية أو (67000 كيلومتر2)، منها (42000 كيلومتر2)خارج المنطقة الجبلية ويتراوح ارتفاعها (100-1200) م، و25000 كيلومتر2 ضمن المنطقة الجبلية ويترواح ارتفاعها من (200-450) م، وتبلغ المنطقة المتموجة ما مقداره 9.7% من مساحة القطر.[283]

  • الجزر

توجد في العراق جزر نهرية، أهمها: جزيرتا آلوس وجبة بمحافظة الأنبار، وجزيرة أم الخنازير ببغداد، وجزر أم الرصاص وأم البابي والسندباد بشط العرب بالبصرة، وجزيرة حجام عند مدخل خور الزبير بالبصرة، وجزيرة مجنون وهي جزيرة صناعية تمر عليها أنابيب النفط في القرنة بالبصرة، ومما تجدر الإشارة إليه أنه توجد الكثير من الجزر بنهري دجلة والفرات.

الإنبات الطبيعي بالنسبة لجغرافية العراق

حدائق وبساتين نخيل بجوار مدينة بابل الأثرية في العراق
  • منطقة الغابات والأعشاب الجبلية: تقع هذه الغابات في منطقة الجبال العالية، وتعتبر اكثف مناطق العراق إنباتاً وذلك بسبب وفرة الأمطار واعتدال الحرارة، وتغطي النباتات حوالي 70% من مساحة المنطقة أما الثلاثين بالمئة الباقية فتشمل الحشائش والشجيرات. وأهم نباتات هذه المنطقة هي البلوط، واللوز، والجوز والصنوبر وحبة الخضراء. وبلغت مساحة الغابات بالعراق لسنة 2013 م إلى 5462011 دونم (الدونم في العراق يعادل 2500 متر مربع)[284]
  • منطقة السهول: تشمل الأراضي الشبه الجبلية (المتموجة) وقسما من الأطراف الشرقية للسهل الرسوبي، وتتكون معظم نباتاتها من الحشائش، وبعض النباتات البصلية والشوكية.
  • منطقة ضفاف الأنهار: تشمل ضفاف الأنهار في مختلف جهات العراق، ويتكون نباتها الطبيعي من أشجار وشجيرات وحشائش أهمها الغرب الصفصاف، والأثل، وعرق السوس، والعاقول، والشوك وغيرها من النباتات. وتنمو على ضفاف الأنهار أشجار زرعها الإنسان مثل أشجار الحمضيات، والنخيل.
  • منطقة الأهوار والمستنقعات: تقع في جنوب السهل الرسوبي وتكون على شكل مثلث تقع مدن العمارة الناصرية القرنة على رؤوسه وتقع في هذه المنطقة أهم أهوار العراق هي هور الحويزة، وهور الحمار، ومن نباتها الطبيعي هو القيصوب (القصب)، وغاب عملاق (قصب فارسي)، وبوط دمياطي (البردي) والكثير من النباتات المائية الأخرى.[285]
  • المنطقة الصحراوية: تشمل هذه المنطقة الهضبة الصحراوية والسهل الرسوبي ما عدا أطرافه الشمالية والشرقية. ونتيجة للتفاوت العظيم للحرارة بين الصيف والشتاء والليل والنهار وكذلك الأمطار القليلة، جعل نباتات هذه المنطقة قليلة ومكيفة نفسها لهذه الظروف القاسية. وأهم النباتات هي الأثل، والقيصوم، والسدر، والأشواك وغيرها من النباتات الصحرواية.

الحياة الفطرية والمحميّات

الغطاء النباتي

نخل بمدينة الحلة بالعراق

من أشهر وأكثر أشجار العراق هي أشجار النخيل، وتنتشر في محافظات العراق الوسطى والجنوبية، وتقل أعدادها كثيرًا في إقليم كردستان ونينوى وكركوك. وبلغ عدد النخل المثمر في العراق لعام 2013م 15968660 نخلة، أكثرها في ديالى، حيث بلغ تعدادها 2951170 نخلة، وأقلها في كركوك 4836 نخلة.[286] وفي عام 2015م، وصل تعداد النخل المثمر إلى 21 مليون نخلة[287]

يقتصر تواجد غابات العراق على الشمال الشرقي من البلاد بجبال كردستان (وكذلك توجد غابات في محافظة نينوى)، أما بقية أجزاء العراق فخالية من الغابات ما عدا بساتين النخل. البلوط هو الشجر الأكثر في المناطق الجبلية، متكوناً من النوع الأكثر انتشاراً وهو (Quercus brantii)، مخلوطاً بنوع (Q. infectoria)، أما السنديان اللبناني فيوجد بالغابات الشمالية على ارتفاع أكثر من 1,500 متر، وكذلك تحوي الغابات على أشجار أخرى مختلطة مع البلوط وهي: عرعر شربيني، وبطم من نوع (Pistacia mutica)، وأجاص سوري، وزعرور شائع، وإجاص من نوع (Pyrus monagyna)، وقيقب مونبلييه. ويوجد الصفصاف الأرجواني والصفصاف من نوع (salix medemii) على طول الجداول الجبلية، مع دلب مشرقي، وحور فراتي، ومران رفيع الأوراق، وفي بعض المناطق بساتين برية من جوز شائع. ويوجد الصنوبر بروتي مخلوطاً مع البلوط بمساحة 500 كيلومتر مربع في زاويته وأتروش.[288] وهناك كذلك أنواع أشجار أخرى في غابات العراق.

تحتوي باقي مناطق العراق على التين، والزيتون، والسدر (النبق)، والرمان، والمشمش، والخوخ، والعنب، والموز، والبرتقال، والليمون، والنارنج، والكالبتوس، والسرو، والصفصاف، والسنديان، والصنوبر، والحور، والتوت (الأسود والأبيض والأحمر)، والسيسبان وغيرها من الأشجار، وتشتهر محافظة ديالى بزراعة الحمضيات.

تنتشر في العراق أيضاً شجيرات الدفلى (التي تعتبر سامة)، أما العاقول المغربي، والحلفاء، والشيح (من نوع Artemisia herba-alba) فمنتشرة بكثرة في المناطق السكنية والصحاري، وكذلك توجد الكثير من النباتات العشبية، ومنها ذوات النور (الزهر). أما الأهوار فتحوي على القيصوب (القصب)، وغاب عملاق (قصب فارسي)، وبوط دمياطي (البردي) والكثير من النباتات المائية الأخرى.[285]

المها العربي والمفرد مهاه

الحياة البريّة والمحميّات

من حيوانات العراق: الجمل العربي، والذئب العربي، والأروية، والغزال الدرقي، والأيل الأسمر الأوروبي، والغرير الأوربي، وغرير العسل،