تحول المزاج

تحول المزاج
مقارنةٌ رسومية لتحول المزاج، والمقارنة بين الاضطراب الثنائي القطب ودوروية المزاج
مقارنةٌ رسومية لتحول المزاج، والمقارنة بين الاضطراب الثنائي القطب ودوروية المزاج
مقارنةٌ رسومية لتحول المزاج، والمقارنة بين الاضطراب الثنائي القطب ودوروية المزاج

تحول المزاج (ملاحظة 1) هو تغيرٌ سريعٌ أو شديدٌ في الحالة النفسية (المزاج). قد تلعبُ هذه التقلبات المزاجية دورًا إيجابيًا في تعزيز حل المشكلات وفي تكوين تخطيطٍ مستقبلي مرن،[1] ولكن عندما تكون هذه التقلبات قويةً إلى درجةٍ تجعلها مُضرة، فإنها قد تكون الجزء الرئيسي من الاضطراب الثنائي القطب.[2]

لمحة عامة[عدل]

السرعة والمدى[عدل]

يمكن أن يحدث تحول المزاج في أي مكان وزمان، يتراوح ما بين التذبذبات بالغة الصغر وحتى الواسعة للاكتئاب الهوسي،[3] فيمكن تتبّع سلسلة من النزاعات الطبيعية حول تقدير الذات، مرورًا بدوروية المزاج، حتى مرض الاكتئاب.[4] على أي حال يبقى تحول المزاج عند معظم الأشخاص ضمن المجال الخفيف حتى المتوسط ما بين الصعود والهبوط الشعوري.[5]

تختلف أيضًا مدة تحولات المزاج. يمكن أن تدوم لعدة ساعات –فائقة السرعة (بالإنجليزية: ultrarapid)- أو تمتد لعدة أيام –متجاوزة اليوماوي (بالإنجليزية: ultradian): يؤكد الأطباء المعالجون على تشخيص الاضطراب ثنائي القطب عند حدوث هوس خفيف لأربعة أيام مستمرة، أو الهوس لسبعة أيام.[6]

في مثل هذه الحالات، يمكن أن تمتد تحولات المزاج لأيام عديدة، تصل لأسابيع: قد تتكون هذه النوب من تناوب سريع بين مشاعر الاكتئاب والابتهاج.[7]

الأسباب[عدل]

يمكن أن تشير التغيرات في مستوى طاقة الشخص، وأنماط النوم، وتقدير الذات، والتركيز، والإدمان على الكحول أو المخدرات على اضطراب مزاج وشيك.[8]

يمكن للعديد من الأمور المختلفة أن تحدث تحولات مزاج، انطلاقًا من الغذاء أو شكل الحياة غير الصحي حتى إدمان المخدرات أو خلل التوازن الهرموني.

تتضمن الأسباب الرئيسية الأخرى لتحولات المزاج (إلى جانب الاضطراب ثنائي القطب والاضطراب الاكتئابي) الأمراض/الاضطرابات المتداخلة مع عمل الجهاز العصبي. يعد اضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه، والصرع،[9] والتوحد من الأمثلة على هذه الأمراض.[10][11]

فرط النشاط المترافق في بعض الأوقات مع عدم انتباه، واندفاعية، وفرط نسيان هي الأعراض الأساسية المترافقة مع إيه دي إتش دي. نتيجة لهذا، يُعرف إيه دي إتش دي بإحداثه تحولات مزاج قصيرة الأمد (على الرغم من أنها درامية في بعض الأوقات). من المعروف أن صعوبات التواصل المتعلقة بالتوحد، والتغيرات المترافقة في الكيمياء العصبية، تسبب نوبات توحد (تحولات المزاج التوحدية).[12] يمكن أيضًا للنوبات المترافقة مع الصرع المتضمنة تغيرات في إطلاق كهربائية الدماغ أن تتسبب بتحولات مزاج هامة ودرامية.[9] يصعب تحديد العلاجات إذا لم يكن تحول المزاج متعلقًا باضطراب المزاج. على أي حال، تعد معظم تحولات المزاج الشائعة نتيجة للتعامل مع الضغط و/أو الحالات غير المتوقعة في الحياة اليومية.

يمكن أيضًا لأمراض الجهاز العصبي المركزي التنكسية أن تسبب تحولات مزاج، مثل مرض باركنسون، ومرض آلزهايمر، والتصلب المتعدد، وداء هنتنغتون.[13] يمكن أن يؤثر أيضًا الداء البطني على الجهاز العصبي ويمكن أن تظهر تحولات مزاج.[14]

يمكن لعدم تناول الأكل في الوقت المحدد أن يساهم بحدوثه، أو يمكن لتناول كميات كبيرة من السكر أن يتسبب بتقلبات في سكر الدم، قد تسبب تحولات مزاج.[15][16]

كيمياء الدماغ[عدل]

يمكن أن تكون تحولات المزاج أو اضطراب المزاج نتيجة مستويات شاذة في واحدة أو أكثر من نواقل عصبية محددة في الدماغ.[17] يعد السيروتونين واحدًا من النواقل العصبية المتعلقة بالنوم، والمزاج، والحالات الشعورية. يمكن أن يتسبب أي اختلال خفيف في هذا الناقل بحدوث اكتئاب. يعد النوإيبنفرين ناقلًا عصبيًا متعلقًا بالتعلم، والذاكرة، والإثارة الجسدية. كما السيروتونين، يمكن أيضًا لاختلال النورإيبنفرين أن يسبب اكتئابًا.[18]

قائمة بالحالات المعروفة بإحداثها تحولًا في المزاج[عدل]

انظر أيضًا[عدل]

هوامش[عدل]

مراجع[عدل]

  1. ^ Peter Salovey et al, Emotional Intelligence (2004) p. 1974
  2. ^ "BBC Science - When does your mental health become a problem?". BBC Science. 19 أبريل 2013. مؤرشف من الأصل في 2013-03-25. اطلع عليه بتاريخ 2015-01-08.
  3. ^ Sigmund Freud, Civilization, Society and Religion (PFL 12) p. 164
  4. ^ Otto Fenichel, The Psychoanalytic Theory of Neurosis (1946) p. 406
  5. ^ Daniel Goleman (1995). Emotional Intelligence: Why it Can Matter More Than IQ. Bloomsbury Publishing PLC. ص. 57. ISBN:978-0747528302. (أمازون 0747528306). مؤرشف من الأصل في 2020-02-09.
  6. ^ S, Nassir Ghaemi, Mood Disorder (2007) p. 243-4
  7. ^ Hockenbury، Don and Sandra (2011). Discovering Psychology Fifth Edition. New York, NY: Worth Publishers. ص. 549. ISBN:978-1-4292-1650-0.
  8. ^ "Bipolar Mood Swings, Stabilizers, Triggers, and Mania." WebMD. WebMD, 3 May 0000. Web. 29 Feb. 2012. نسخة محفوظة 12 سبتمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  9. ^ أ ب "epilepsymatters.com - Home of the Canadian Epilepsy Alliance". Epilepsymatters.com. مؤرشف من الأصل في 2014-09-03. اطلع عليه بتاريخ 2015-01-08.
  10. ^ "Autism spectrum disorder". Nlm.nih.gov. مؤرشف من الأصل في 2016-07-05. اطلع عليه بتاريخ 2015-01-08.
  11. ^ "Chat for Adults with HFA and Aspergers: Mood Swings in Adults on the Autism Spectrum". Adultaspergerschat.com. مؤرشف من الأصل في 2019-01-16. اطلع عليه بتاريخ 2015-01-08.
  12. ^ Donna Williams. "Donna Williams: Autism, Puberty and Possibility of Seizures". Donnawilliams.net. مؤرشف من الأصل في 2016-03-03. اطلع عليه بتاريخ 2015-01-08.
  13. ^ Stern RA (1996). "Assessment of Mood States in Neurodegenerative Disease: Methodological Issues and Diagnostic Recommendations". Seminars in Clinical Neuropsychiatry. ج. 1 ع. 4: 315–324. DOI:10.1053/SCNP00100315 (غير نشط 22 يناير 2020). PMID:10320434.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: وصلة دوي غير نشطة منذ 2020 (link)
  14. ^ "Definition & Facts for Celiac Disease. What are the complications of celiac disease?". NIDDK. يونيو 2016. مؤرشف من الأصل في 2019-12-09. اطلع عليه بتاريخ 2018-06-26.
  15. ^ Angela Haupt. "Food and Mood: 6 Ways Your Diet Affects How You Feel". US News & World Report. مؤرشف من الأصل في 2019-12-25. اطلع عليه بتاريخ 2015-01-08.
  16. ^ "Can food affect your mood? - CNN.com". CNN. 26 نوفمبر 2013. مؤرشف من الأصل في 2019-05-07. اطلع عليه بتاريخ 2015-01-08.
  17. ^ "Neurobiology of Mood Disorders." (PDF). Turner-white.com. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2017-08-29. اطلع عليه بتاريخ 2015-01-08.
  18. ^ [1] نسخة محفوظة 4 August 2012 على موقع واي باك مشين.
  19. ^ "Al-Qamoos القاموس - English Arabic dictionary / قاموس إنجليزي عربي". www.alqamoos.org. مؤرشف من الأصل في 2019-12-07. اطلع عليه بتاريخ 2019-09-18.
  20. ^ "Mood swing وفق معجم مصطلحات الطب النفسي". المركز العربي لتأليف وترجمة العلوم الصحية. مؤرشف من الأصل في 5 ديسمبر 2017. اطلع عليه بتاريخ 10/2019. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة)