الجزائر
الجزائر | |
---|---|
اَلْجُمهُورِيَّة اَلْجَزَائِرِيَّة اَلدِّيمُقرَاطِيَّة اَلشَّعبِيَّة | |
![]() | ![]() |
الشعار: بالشّعب وللشّعب | |
النشيد: قسما | |
![]() | |
الأرض والسكان | |
إحداثيات | 28°N 1°E / 28°N 1°E |
أعلى قمة | تاهات (2918 متر) |
أخفض نقطة | شط ملغيغ (-40 متر) |
المساحة | 2381741 كيلومتر مربع |
عاصمة | الجزائر العاصمة |
اللغة الرسمية | العربية[1]، وأمازيغية معيارية جزائرية[2] |
التعداد السكاني (2023) | 46,700,000▲ [3] نسمة (31) |
| 21756903 (2019)[4] 22132899 (2020)[4] 22497244 (2021)[4] 22862237 (2022)[4] |
| 20948465 (2019)[4] 21318767 (2020)[4] 21680725 (2021)[4] 22040987 (2022)[4] |
عدد سكان الحضر | 31255632 (2019)[4] 32038217 (2020)[4] 32807002 (2021)[4] 33575039 (2022)[4] |
عدد سكان الريف | 11449736 (2019)[4] 11413449 (2020)[4] 11370967 (2021)[4] 11328186 (2022)[4] |
متوسط العمر | 76.078 سنة (2016) |
الحكم | |
نظام الحكم | نظام شبه رئاسي |
رئيس الجمهورية الجزائرية | عبد المجيد تبون (19 ديسمبر 2019–) |
الوزير الأول لحكومة الجزائر | نذير العرباوي (11 نوفمبر 2023–) |
السلطة التشريعية | البرلمان الجزائري |
السلطة القضائية | المحكمة العليا |
السلطة التنفيذية | حكومة الجزائر |
التأسيس والسيادة | |
التاريخ | |
تاريخ التأسيس | 3 يوليو 1962 |
الناتج المحلي الإجمالي | |
سنة التقدير | 2023 |
← الإجمالي | $628.990 مليار$▲[5] (43) |
← للفرد | $13,681▲[5] (111) |
الناتج المحلي الإجمالي الاسمي | |
سنة التقدير | 2023 |
← الإجمالي | $224.107 مليار▲[5] (58) |
← للفرد | $4,874▲[5] (130) |
معامل جيني | |
الرقم | 27.6 |
مؤشر التنمية البشرية | |
المؤشر | 0.745 (2021)[6] |
معدل البطالة | 10 نسبة مئوية (2014)[7] |
اقتصاد | |
معدل الضريبة القيمة المضافة | 19 نسبة مئوية |
السن القانونية | 18 سنة |
سن التقاعد | 60 سنة[8] |
بيانات أخرى | |
العملة | دينار جزائري |
البنك المركزي | بنك الجزائر |
رقم هاتف الطوارئ | 14 خدمات طبية طارئة و الحماية المدنية)[9] 17 (شرطة)[10] 1548 (شرطة)[11] 1055 (درك)[12] | (
المنطقة الزمنية | ت ع م+01:00 |
جهة السير | يمين [13] |
اتجاه حركة القطار | يسار |
رمز الإنترنت | .dz |
أرقام التعريف البحرية | 605 |
الموقع الرسمي | الموقع الرسمي (العربية) |
أيزو 3166-1 حرفي-2 | DZ |
رمز الهاتف الدولي | +213 |
تعديل مصدري - تعديل ![]() |
الجَزَائِر أو (رسميًّا: الجُمهُورِيَّة الجَزائِرِيَّة الدِّيمُقرَاطِيَّة الشَّعبِيَّة)، هي دولة عربية ذات سيادة[14] تقع في شمال إفريقيا. عاصمتها وأكثر مدنها اكتظاظا بالسكان هي مدينة الجزائر، وتقع في أقصى شمال البلاد. بمساحة تبلغ 2 381 741 كيلومتر مربع (919,595 ميل مربع) و بعدد سكان يفوق الـ 43,851,044 نسمة [15]، الجزائر هي عاشر أكبر بلد في العالم، والأولى إفريقياً وعربياً ومتوسطياً والثانية في العالم الإسلامي بعد جمهورية كازاخستان. تطل شمالاً على البحر الأبيض المتوسط، وتحدها من الشمال الشرقي تونس وشرقا ليبيا وغرباً المغرب والصحراء الغربية ومن الجنوب الغربي موريتانيا ومالي، ومن الجنوب الشرقي النيجر. نظام الحكم في الجزائر شبه رئاسي، وتقسم إدارياً إلى 58 ولاية و 1541 بلدية.
عرفت الجزائر قديما العديد من الإمبراطوريات والحضارات، بما في ذلك حكم النوميديين والفينيقيين والبونيقيين والرومان فالوندال ثم البيزنطيين. وبعد الفتح الإسلامي شهدت البلاد أو أجزاء منها سيطرة كل من الأمويين والعباسيين والأدارسة والأغالبة والرستميين، والفاطميين، والزيريين والحماديين، والمرابطين والموحدين والحفصيون فالعثمانيين. وشهدت في القرن التاسع عشر الاحتلال الفرنسي للجزائر.
تعدّ الجزائر قوة إقليمية[16] ومتوسطية. وهي عضو مؤسس في الاتحاد الإفريقي، وعضو مؤسس في اتحاد المغرب العربي، وعضو في جامعة الدول العربية ومنظمة الأمم المتحدة منذ استقلالها، وأوبك والعديد من المؤسسات العالمية والإقليمية.
وتعد صادرات الطاقة العمود الفقري لاقتصادها. وبحسب منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، فإن الجزائر تحتل المرتبة ال 16 من حيث احتياط النفط في العالم وثاني أكبر احتياط نفطي في إفريقيا، في حين أنها تحتل المرتبة التاسعة من حيث احتياطيات الغاز الطبيعي. تقوم بتوريد كميات كبيرة من الغاز الطبيعي إلى أوروبا. سوناطراك، الشركة الوطنية للنفط، هي أكبر شركة في إفريقيا.
تلقب ببلد المليون ونصف المليون شهيد نسبة لعدد شهداء ثورة التحرير الوطني التي دامت سبع سنوات ونصف. يعيش معظم الجزائريين في شمال البلاد قرب الساحل، لاعتدال المناخ وتوفر الأراضي الخصبة. ووفقا للمادة الثانية من دستور البلاد فإن الدين الرسمي للدولة الجزائرية هو الإسلام،[17] واللغة الرسمية والوطنية هي اللغة العربية واللغة الأمازيغية لغة رسمية ثانية وفقا لما أقره تعديل دستور 2016 من قبل الرئيس السابق بوتفليقة.[18][19]
يصف دستور الجزائر «الإسلام والعروبة والأمازيغية» بالمكونات الأساسية لهوية الشعب الجزائري، والبلاد بأنها «أرض الإسلام، وجزء لا يتجزأ من المغرب العربي الكبير، وأرض عربية، وبلاد متوسطية وإفريقية».[20][21][22]
التسمية
حسب ما جاء في المصادر التاريخية فإن بلكين بن زيري مؤسس الدولة الزيرية، حين أسس عاصمته عام 960 والتي أطلق عليها اسم جزائر بني مزغنة[23] نظراً لوجود 4 جزر صغيرة غير بعيدة عن ساحل البحر قبالة المدينة. وهو ما أكّده الجغرافيون المسلمون مثل ياقوت الحموي[24] والإدريسي. فالاسم في البداية كان يشمل فقط مدينة الجزائر لكن العثمانيون هم من أطلق اسم الجزائر على كافة البلاد باشتقاقه من اسم العاصمة.[25] [27]
الرموز الوطنية
استَعملت الجزائر سابقاً عدة أعلام ظهر آخرها أثناء حرب التحرير، والتي ترمز ألوانه: الأبيض إلى حب السلام والأحمر إلى دم الشهداء وأما الأخضر فيرمز إلى التطور والازدهار ويرمز الهلال والنَّجْمَة إلى الإسلام.[28]
التاريخ
جزء من سلسلة حول |
---|
تاريخ الجزائر |
![]() |




استقبلت الجزائر العديد من الحضارات ما جعلها ترث تاريخا غنيا، فقد أثرت إفريقيا والبحر المتوسط وأوروبا والمشرق في كتابة هذا التاريخ.
أول البقايا الأثرية الملحوظة هي تلك التي تركها الإنسان في الحديقة الوطنية لطاسيلي، التي تعدّ أكبر متحف مفتوح في العالم. وتنتشر الأضرحة في مناطق عدة من البلاد مثل كإيمدغاسن، الضريح الملكي الموريتاني وضريح بني ريحان بولاية عين تيموشنت وأيضًا الموقع الأثري ضريح الملك ماسينيسا (سوما) أو الخروب بقرب سيرتا (قسنطينة حالياً) التي توجد في ولاية قسنطينة وأيضا العديد من الغيران والأضرحة كدجيدارس وفرندة وغيرها التي تشهد على الطرق والممارسات الجنائزية.[29]
تركت الفترة الرومانية العديد من الآثار والمعالم في تيبازة وتيمقاد، ناقوس، زانا، كالما، ماداوروش، خميسة، شرشال، جميلة، تيديس، هيبون.
بعد الفتح الإسلامي لشمال إفريقيا، شهدت المنطقة تطور العديد من المدن الجزائرية كتلمسان، الجزائر العاصمة وبجاية والعديد من السلالات عبر الزمن التي أصبحت سلالات حاكمة في عدة مناطق جزائرية. وفي العام 1515م قام العثمانيون بضم الجزائر لإمبراطوريتهم، ثم احتل الفرنسيون الجزائر سنة 1830م التي تحررت بعدها سنة 1962م.[30]
ما قبل التاريخ

وجد في عدة مواقع أثرية عظام بشرية عمرها مليوني عام وقد وجد بعين الحنش بالعلمة ولاية سطيف آثار لصناعات جد قديمة. آخر الصادين في المنطقة ممثلون في شمال شرق الجزائر من طرف القبصيين الدين وثقوا ذلك منذ 8000 عام.
لقد بينت الاكتشافات والحفريات التي جرت بمنطقة «تيغنيف» العثور على مقبرة فيلة من النوع المنقرض الذي يطلق عليه الفيل الأطلنطي وعاش هذا الحيوان في عصور ما قبل التاريخ مما يدل على وجود حياة في هذه المنطقة منذ آلاف السنين ويبقى الاكتشاف الأهم في التاريخ العالمي وكذا الوطني هو العثور على أقدم إنسان في شمال إفريقيا وهو رجل ما قبل التاريخ أو رجل الأطلس ويسميه البعض رجل تيغنيف أو رجل تيغنيفين وقد أعلن عنه في أكتوبر 1952 بعد دراسة الحفريات والأدوات المستعملة في ذاك العصر وذلك بحضور أربعين مختصاً من أنحاء العالم و«الدكتور ليكي» مدير «متحف نيروبي». مدينة وتيغنيف كلمة أمازيغية تعني البركتين (المصدر؟) كان يقف عندهما الزوار منذ عهد الرستميين والموحدين ويقدر تاريخها بأكثر من 500.000 سنة. يوجد بتغنيف قرب معسكر موقع للحضارة الأشولية وجد به العديد من العظام الحيوانية والبشرية (3 فكوك سفلية، عظم جداري وبعض الأسنان) نسبة إلى جنس ونوع جديدين من قبل كميل أرامبورغ عام 1954 وهو «الأتلانتروب». الفكوك ذات حجم كبير جداً وهو ما يشير إلى وجود بشر ضخام الجثث. وجد بالموقع أيضاً آثار صناعة حجرية أشولينية تضم العديد من السواطير (بالإنجليزية: "Cleaver tool") والفؤوس اليدوية. في الجنوب، تميزت الصحراء في العصر الحجري بأنها كانت فترة مزدهرة بسبب المناخ الأكثر الرطوبة من المناخ الحالي، كان إنسان هذه الفترة يرسم ويعلّم مكان عيشه برسومات عن الحياة اليومية.
تملك الأوراس عدة مواقع أثرية من ما قبل التاريخ حيث أن عدة غيران كانت ماْهولة لقربها من إحدى أكبر مواطن الحضارية البدائية والتي عرفت بالحضارة العاترية ونواتها بئر العاتر بضواحي تبسة، عاشت تحت ظل العاترية في الفترة الممتدة بين العصر الحجري القديم والعصر الحجري الحديث، قد عُثِر على العديد من الأدوات الحجرية التي ترجع إلى هذه الفترة منها رؤوس أسهم ذات عنق في كل من سوق أهراس، تيفاش وتاورة، من أروع شواهد فترة عصر ما قبل التاريخ بولاية سوق أهراس النقوش الصخرية المتواجدة إلى اليوم بموقع كاف المصورة، إذ تعود إلى 7000 سنة قبل الميلاد أي فترة الإنسان العاقل وهي من نوادر اللوحات الإنسانية في شمال إفريقيا، هذا بالإضافة إلى الرسومات الليبية لموقع كاف الرجم ضواحي سدراتة،
ترك انسان ما قبل التاريخ أثره في منطقة الأطلس الصحراوي بنقوشات صخرية عديدة بعضها مصنف عالميا كلوحة الفيلة سفيسيفة بالغيشة بولاية الأغواط.
الجزائر خلال العهد الفينيقي

الفينيقيون[31][32][33] هم أمة سامية من ولد كنعان بن لاوذ بن سام بن نوح عليه السلام كانوا يستقرون بجزيرة العرب وارتحلوا بعد ذلك إلى الشام مع إخوانهم ليستقروا بفينيقيا، أرض لبنان الحالية وجزء من سوريا وفلسطين، وصار الشام يطلق عليها أرض كنعان وهم العرب في نسبهم ووطنهم.
كان الفينيقيون يسيطرون على التجارة الداخلية والخارجية لسواحل البحر المتوسط، بعد أن أنشؤوا محطات تجارية، من أبرزها قرطاجنة عام 814 ق.م على الساحل التونسي. ولقد امتد نفوذ قرطاجنة ليصل إلى غاية السواحل الجزائرية، ليؤسسوا بها مدناً ساحلية جزائرية، كبجاية وتنس وشرشال وهيبون (عنابة)، جيجل ووهران.
- العلاقات السياسية
لقد كانت العلاقات الجزائرية مع قرطاجنة موصوفة بالمودة، وهذا ما يظهر جليا من خلال العلاقات التجارية والمصاهرة التي كانت بينهم، فقرطاجنة لم تشأ أن تبسط نفوذها على الأراضي الجزائرية، ما دام مصالحها مضمونة من خلال التحالفات التي كانت قائمة بين أمراء الأمازيغ، وما دام هذا الأمر يجعل من قرطاجنة الوصية والحامية على الإمارات الأمازيغية.
- العلاقات الاقتصادية
لم يكن يهم قرطاجنة التوسع في الأراضي الجزائرية، بقدر ما كان يهمها استثمار أهل البلاد واستغلالهم، وهذا ما جعل النوميد الأمازيغ يكرهونهم، لإن هذا الاستغلال كان قبيحا وقاسيا، فهدف قرطاجنة من خلال إقامة تلك العلاقات الودية مع الجزائريين، هو ضمان القدر الكافي من الأمن للسماح بالازدهار التجاري.
نوميديا

يعتبر ماسينيسا أشهر الملوك النوميديين الرحل ولد ماسينيسا بخنشلة ثم اتخذ سيرتا (قسنطينة حالياً) عاصمة له ولا يزال قبره موجودًا هناك. تميز ماسينيسا بقدراته العسكرية بحيث أنتصر على حنبعل القرطاجي أهم الجنرالات التاريخيين، في معركة زاما بالحدود الجزائرية (الحدادة) الحالية سنة 202 قبل الميلاد. وفي عهده برزت مملكة مملكة نوميديا العظمى في ميادين عسكرية وثقافية كما جهز الأساطيل ونظم وشجع على الإستقرار وتعاطي الزراعة وشجع التجارة الذي جعله يعتبر أبرز الملوك الأمازيغ القدماء.

الفترة الرومانية

- موريتانية القيصرية الجزائر في ظل الاحتلال الروماني
أطلقت الإمبراطورية الرومانية على القسم الشرقي من المملكة التي كان يحكمها الملك «بطليموس» ابن يوبا الثاني اسم مقاطعة موريتانية القيصرية كان ذلك عام 42 م بعد أن غزا الإمبراطور كاليغولا لتصبح المملكة في حوزة الإقليم العسكري الخاضع لسلطة التاج الإمبراطوري مباشرة. ومعروف أن موريطانية الشرقية أصبحت تنعت بالقيصرية نسبة لعاصمتها الإدارية أيول (شرشال حالياً) التي غيّر اسمها يوبا الثاني وأطلق عليها لقب حليفه (الإمبراطور أوكتافيوس أغسطس) الملقب بقيصر تكريما له وعرفانا بفضله عليه ثم عمل على جعلها مدينة مشابهة للمدن الهلينسية في مظهرها العمراني ومضمونها الحضاري ونظراً للشهرة التي بلغتها عاصمة المملكة أيام تحولها إلى الإدارة الرومانية كان طبيعيا أن يتخذ منها مقراً لحكام المقاطعة وتسمى المقاطعة الجديدة المقامة على القسم الغربي من موريطانيا بمقاطعة «مورينانية الطنجية» نسبة لمدينة «طنجة» التي اتخذ منها الحاكم الروماني مقراً لقيادتهم. وموريتانية مصطلح جغرافي اشتقه الأقدمون من اسم (المور) وهم أقوام ليبية قديمة كانت تسيطر على المناطق الغربية من بلاد المغرب العربي وتعني الأسود (البشرة السوداء) وفي رواية أخرى وأغلب الظن أن للمصطلح جذور فنيقية على اعتبار القرابة اللغوية من حيث اللفظ والمعنى بين عبارة (ماحورين) الفينيقية التي تعني أهل المغرب أو المغاربة الذين يقطنون الجهات التي تغرب فيها الشمش وهي مطابقة لما تعنيه كلمة (مغرب) في العربية. وعبارة (ماور) أو (مور) (Mouros) التي حافظت على نفس المدلول الجغرافي عند اليونان والرومان ومنهما إلى اللغات الأوربية الحديثة. ولعل اقتناع الرومان بدقة مدلول هذا المصطلح هو الذي جعلهم يحتفظون به ولم يغيروه ولو جزئيا رغم الخلط الذي نظن أنه ربما كان يحدث لهم عندما أبقوا على مقاطعتين متجاورتين تسميان به موريتانية القيصرية غرب الجزائر وموريتانية الطنجية إذ أن كلا المقاطعتين تقعان في جهة الغرب بالنسبة إليهم ولايميز بينهما سوى اسمي عاصمتيهما وحتى المقاطعة الثالثة التي استحدثوها فيما بعد على الجزء الشرقي من موريطنية سيتيفينسيس وعاصمتها (سطيف حالياً) احتفظوا لها بنفس الاصطلاح وميزوها عن المقاطعتين القديمتين باسم عاصمتها الإدارية.
الممالك الأمازيغية

عندما اشتد الصراع بين روما وقرطاجة، ونشبت بينهما الحروب البونيقية التي استمرت 120 عاماً (من 264 ق.م. إلى 146 ق. م). استطاع الأمازيغ أن يتحرروا من نفوذ قرطاجة، وكوّنوا لأنفسهم دولة مستقلة شملت الأوسط والأقصى.
و لعل أشهر ملوك الأمازيغ في هذه الفترة هو ماسينيسا، فقد وقف حياته في خدمة بلاده وتوفير مصالح شعبه، وعمل على نشر اللغة القومية بين الشعب، وكوّن جيشا وأسطولا أمازيغيا قويا، وضرب النقود باسمه، وارتقى بوسائل الري والفلاحة وجَلب لذلك الخبراء الفنيين من اليونان وإيطاليا، وعمل على توطيد علاقاته مع روما عدوّة قرطاجة ليحقق هدفه الذي عاش يعمل له وهو توحيد نوميديا
و قد ظل في نزاع مع قرطاجة، ناصرته فيه روما ولكنها أرسلت جيوشها خشية أن يتغلب على قرطاجة ويوحد شمال إفريقيا ويتعاظم أمره ولا تأمن روما القوة التي تنجم عن الوحدة السياسية النوميدية. وعندما انتصرت روما على قرطاجة ودمرتها عام 146 ق م. قسمت بلاد المغرب العربي إلى ثلاث وحدات إدارية هي:
- إفريقيا كانت تشمل أكثر المدن التونسية وقد وضعت تحت الإدارة الرومانية مباشر.
- قسنطينة وقسمت مناصفة إلى مملكتين، أحدها برئاسة مسبسا ابن ماسينيسا ملك نوميديا. وكانت تمتد من البلاد التونسية إلى والآخر برئاسة يوغرطة
- موريطانيا القيصرية ووضع على رأسها القائد الأمازيغي يوبا الثاني هذا ولم يخضع الملك يوغرطا للرومان، وبذل جهوده في ترقية شعبه.
وعمل على توحيد المغرب العربي واستطاع أن يبسط نفوذه على مملكة نوميديا كلها وخشيت روما أن يدين له كل نوميديا فأعلنت عليه الحرب، وانتصر الرومان.
وقد تمتعت موريطانيا القيصرية بالاستقلال والرخاء والنهضة في ظل ملكها يوبا الثاني الجزائري أبن عنابة 25 ق.م إلى 40 ميلادية. وقد سهر هذا الملك على خدمة بلاده ومصالح رعاياه ونهض بالزراعة والري وازدهرت الحياة الاقتصادية في عهده.وقد جعل عاصمته شرشال التي أطلق عليها اسم «القيصرية» وجلب إليها الفنانين والمهندسين من مصر واليونان. وشيدوا في أنحائها القصور الجميلة والهياكل الفخمة. وأصبحت موطن الشعراء والفلاسفة والكتاب. ولاسيما أن يوبا الثاني نفسه كان مولعاً بالعلم. ألّف عدة كتب في الفلسفة والجغرافيا والتاريخ والموسيقى، وبذل من ناحيته عناية فائقة بنشر الثقافة والمعرفة بين رعاياه ولم يكتمل للرومان بسط مطلق نفوذهم على جميع بلاد المغرب الكبير إلا بعد أن فشلت ثورة تاكفريناس. الذي أعلن العصيان في نوميديا والثورة على روما، وعندما استسلم، بسطت روما سلطانها على بلاد المغرب الكبير واستعمرتها بشكل مباشر واستقر حكمها لشمال إفريقيا.
الحضارة الرومانية في إفريقيا الشمالية
استوطن الرومان بلاد المغرب الكبير وبذلوا طاقاتهم في استعمارها وعملوا على تكثر أرض المغرب العربي من إنتاج ما يمون روما وبذلك حفروا الآبار وشقوا القنوات ونظموا وسائل الري وتعهدوا الفلاحة وأقاموا القناطر والطرقات ومن ذلك الطرق المرصوفة الكبيرة التي وصلت بين المدن الكبرى مثل الطريق الذي كان يصل بين شرشال وطريق تلمسان وقرطاجنة قسنطينة وطرابلس وتافنة وقد استخدمت هذه الطرق في الشؤون التجارية ورغم أن الرومان كانوا قد شقوها لأغراض عسكرية.
وقد تزايد الإنتاج الزراعي والحيواني والصناعي في نوميديا حتى أصبحت شمال إفريقيا تمول روما بالحبوب والفواكه والخمور والصوف والزيوت والمرمر والمصابيح الزيتية والأقمشة وآنية والخيول والبغال وكذلك كانت شمال إفريقيا تمد روما بالحيوانات الضارية التي كانت عاصمة الإمبراطورية تحتاجها في ألعابها وحفلاتها ونتج عن ازدهار التجارة، أن ارتفع مستوى المعيشة وتضخمت الثروات وعددت المباني الفخمة وتزايد عدد السكان كما ازدهر الفن والأدب ومختلف العلوم وظهر من بين البرابرة كتاب مبدعون وفلاسفة خالدون سيما بعد دخول المسيحية بنحو قرنين إلى البلاد ومن ذلك الكاتب ترتوليان الذي ولد بمدينة قرطاجنة والذي درس الحقوق وعمل قسيسا وصل إلى روما حيث مات عام 222 م وأشهر مؤلفاته تلك التي قاوم بها الوثنية ومن أعلام الفكر الجزائري القديس أوغسطين الذي ولد عام 354م بمدينة طاغاست ومات عام 430 م بمدينة عنابة وأشهر مؤلفاته «مدينة الآلهة» وقد بدأ ازدهار الفن في نوميديا خلال العهد الروماني في تشييد الهياكل الفخمة المزدانة بالأعمدة الرخامية والتماثيل الجميلة والمسارح والحمامات المزدانة بالفسيفساء وامتازت المنازل بالأروقة والأعمدة الرخامية والنوافير والحدائق، ولا تزال بعض هذه الآثار الرومانية منتشرة في مختلف أنحاء بلاد الشمال الإفريقي سيما من شرشال، تيمقاد، خميسة، مادور.
الاحتلال الوندالي

الاحتلال الوندالي لبلاد المغرب العربي: تم بين سنتي 429م إلى 534م
- أسباب الاحتلال الوندالي لبلاد المغرب الأوسط:
الطمع في ثروات المغرب الأوسط استنجاد الوالي الرماني بهم رغبة الوندال في الوصول إلى روما عن طريق المغرب الأوسط ضغط قبائل القوط عليهم
- دخول الوندال إلى المغرب الأوسط: دخلوا من الجهة الغربية عبر مضيق جبل طارق وزحفوا حتى وصلوا إلى قرطاجة واستقروا هناك.
- سياسة الوندال: قاموا بأعمال تخريبية كبيرة وأخذوا الأراضي الخصبة لهم، وعاملوا النوميد بوحشية
- انبعاث الإمارات المستقلة بالمغرب الأوسط: تمكن النوميد في ظل الحكم الوندالي من إنشاء الإمارات التالية:
- مملكة التافنة: تمتد من الشلف إلى ملوية
- مملكة الحضنة: تشمل منطقة التيطري
- مملكة الأوراس: وتشمل الشمال الشرقي من الجزائر
- سقوط دولة الوندال: انتهى الحكم الوندالي بالمغرب الأوسط سنة 534 م على يد البيزنطيين ويخضع المغرب الأوسط بعد ذلك للحكم البيزنطي
الاحتلال البيزنطي
بعد انهيار الدولة الرومانية وانقسامها بين الإمبراطورية الغربية التي يسيطر عليها القوط والإمبراطورية الشرقية «البيزنطية» وعاصمتها «القسطنطينية» وقعت الجزائر تحت حكم الاحتلال البيزنطي وذلك حتى عصر الفتوحات الإسلامية.
الجزائر في ظل الدول الإسلامية

الدولة الرستمية
الرستميون، سلالة من الإباضية حكمت في بلاد المغرب (الجزائر، تونس وليبيا) بين 776-909 م، مقرها كان مدينة تاهرت أو تيهرت وتسمى اليوم تيارت (في الجزائر).
مؤسس السلالة، عبد الرحمن بن رستم (ذو أصول فارسية[34]) كان منذ 758 م والياً على القيروان من قبل الإباضية. فر بعد عودة الولاة العباسيين إليها إلى تيهرت، بويع إماما على الجماعة (776-784 م). حكم الرستميون في مناطق الشمال الجزائري أثناء عهد ابنه عبد الوهاب (784-823 م) ثم وضع نفسه صرفيا تحت حماية الأمويين حُكّام الأندلس، الشيء الذي مكنه من إقامة علاقات جيدة (تجارية) مع الأندلس. توطدت الدولة وساد الإستقرار في عهد أبو سعيد الافلح (823-868 م) ثم أبو حاتم ويسف (868-894 م) من بعده. أصبحت تاهرت عاصمة ثقافية وفكرية في الشمال الإفريقي. سنة 908 م قام أبو عبيد الله صاحب الفاطميين بالقضاء على دولتهم. تحول بقايا الإباضيين نحو الجنوب الجزائري، واستقروا في منطقة وادي ميزاب، من أهم مدنهم اليوم غرداية.
الدولة الإدريسية
كانت مناطق المغرب غير التابعة للدولة الرستمية قبل ظهور الأدارسة تتكون من عدة إمارات تتنازع حكمها قوى مختلفة في الشمال والوسط والجنوب، ويتوزع سكانه بين أتباع عدة ديانات سماوية وعبادة الأوثان. تمكن المولى إدريس بن عبد الله المنتسب للبيت النبوي الشريف من الوصول إلى المغرب سنة 788 م وبايعته القبائل الأمازيغية بمدينة وليلي، فوضع بذلك نواة ثالث دولة مستقلة عن الخلافة في العالم الإسلامي بعد إمارة قرطبة والدولة الرستمية، وهي الدولة الإدريسية.
بعد مقتل إدريس الأول بايعت القبائل ابنه إدريس الثاني سنة 803 م، الذي أسس مدينة فاس واتخذها عاصمة لحكمه، كما عمل على تنظيم الإدارة والجيش وتوحيد البلاد، ولم تتجاوز حدود الأدارسة غرباً منطقة تلمسان. بعد وفاة إدريس الثاني تنازع أبناؤه على الحكم، فانقسمت المملكة وضعفت حتى سقوطها سنة 974 م.
الدولة الأغلبية
الأغالبة أو بنو الأغلب (184-296 هـ/ 800-909 م) سلالة عربية لينة من بني تميم حكمت في المغرب الكبير (شرق الجزائر وتونس وغرب ليبيا) مع جنوب إيطاليا وصقلية وسردينيا وكورسيكا ومالطة.

كانت حدود دولة الأغالبة وعاصمتها القيروان تتسع وتتقلص بحسب قوة أمرائها وضعفهم. أسس الدولة إبراهيم بن الأغلب بن سالم بن عِقال بن خفاجة التميمي. وكان والده الأغلب ـ الذي سميت الدولة باسمه ـ أول من دخل إفريقيا من هذه الأسرة، التي كانت قد استقرت في مَرْو الرُّوذ في خراسان، منذ الفتح الإسلامي. وكان قيام هذه الدولة في عهد الخليفة هارون الرشيد. وقد تلقب حكام هذه الدولة بالأمراء، وظلوا خاضعين لسلطة الخلفاء العباسيين إسمياً، فصكّوا النقود باسمهم، وخطبوا لهم على المنابر، من دون أن يسمحوا لهم بالتدخل في شؤونهم الداخلية.
الدولة الفاطمية
الدولة الفاطمية (358-567هـ/ 969-1172م)
لم تنقطع حركات المتشيعين ولم تتوقف، فقد كانوا متعصبين لآرائهم، مؤمنين بفكرتهم، يزعمون أن أحق الناس بالخلافة أبناء علي من نسل السيدة فاطمة الزهراء، فإن نالها غيرهم فما ذاك إلا أمر باطل يجب أن يمحى، وما هو إلا شرٌّ حَلَّ بالمسلمين يجب أن يزال. ونشط دعاة الشيعة في الدعوة إلى مذهبهم، وبخاصة في الجهات البعيدة عن مركز الخلافة، مثل أطراف فارس واليمن وبلاد المغرب.
كانت شمال إفريقيا أرضاً صالحةً لنصرة المذهب الإسماعيلي، ذلك أنَّ التشيُّع العَلَويّ تركَّز مُنذ نشأته في المشرق، وظهر في بيئة الكوفة مُتعددة الأجناس والقوميَّات، وانتشر بين الموالي، ثُمَّ انتقل غربا بعد المُلاحقات التي تعرَّض لها الشيعة من قبل العبَّاسيين، وكانوا جميعاً من فرع الحسن بن عليّ بن أبي طالب، وتمركزوا في شمال إفريقيا حيثُ ضعُفت السيطرة العبَّاسيَّة لبُعد المسافة عن مركز إتخاذ القرار في بغداد، ولصُعوبة المُواصلات، ونشروا التعاليم المُشتركة للمذهب الشيعيّ ومآثر العَلَويين ممَّا أدّى إلى انتشار هذا المذهب بين الأمازيغ الذين أدّوا دور الموالي من الفُرس في المشرق، على الرُّغم من وجود فوارق كُبرى بين الفئتين في طبيعة دعمها للعَلويين بعامَّة، وفي مؤسساتهما ومُنظماتهما، وفي أهدافهما وعقائدهما.
ورُبَّما كان العطف على آل بيت الرسول مُحمَّد، والاعتقادُ بفضائلهم، كبيراً في المغرب من أيِّ مكانٍ آخر، وقد أتاح للأدارسة السَّيطرة على المغرب الأقصى بدون مشقَّة وتأسيس دولتهم المُستقلَّة. كما اشتمل المغرب الأوسط في النصف الثاني من القرن الثالث الهجري، باستثناء الأراضي التابعة للدولة الرستمية، على إماراتٍ شيعيَّةٍ بلغ عددها تسعُ إماراتٍ،[35] ممَّا هيَّأ الأرضيَّة الخصبة لزرع وتنمية الدعوة الشيعيَّة. لكنَّ المذهب الإسماعيلي دخل إلى إفريقية بصورةٍ أكثر تنظيماً وسريَّةً قبل نحو مائةٍ وخمسةٍ وثلاثين سنة من قُدوم أبي عبدِ الله الدَّاعي،[36] وذلك في أواسط القرن الثاني الهجري المُوافق للقرن الثامن الميلادي، وتركَّز في ديار القبيلة الأمازيغيَّة كتامة في المغرب الأوسط، التي عُرفت بأنَّها أكثرُ القبائل عدداً وأصعبها مُراساً، إذ كانت تسكُن جبال الأوراس الوعرة في جنوب إفريقيا، وهي البلادُ المُمتدَّة من طرابلس الغرب إلى طنجة.
- تفكك الدولة:
خرج بعض الولاة على الخلفاء الفاطميين خصوصاً في شمال إفريقيا؛ مما أدّى إلى استقلال تونس والجزائر، واستولت الدولة السلجوقية التي قامت بفارس والعراق على معظم بلاد الشام التابعة للفاطميين، وإلى جانب هذا كله عمل الصليبيون في الاستيلاء على الأراضي المقدسة فاستولوا على بيت المقدس من أيدي الفاطميين سنة 492 هـ/ 1099 م، ثم أخذوا يغيرون على أطراف الدولة المصرية.
الدولة الزيرية

.
دخل الزيريون بعدها في صراع مع أبناء عمومتهم الحماديون الذين أسسوا دولة خاصة بهم في المغرب الأوسط (الجزائر) ثم المغرب العربي والاندلس.
الدولة الحمادية


الحماديون، بنو حماد، الصنهاجيون: سلالة أمازيغية حكمت في الجزائر، ما بين 1007/15-1152 م.
المقر: القلعة: 1015-1090 م، بجاية: منذ 1090 م.
الحماديون فرع من الزيريين حكام إفريقيا. أسس دولتهم حماد بن بلكين (1007-1028 م) تولى حكم آشير (في الجزائر) من قبل بنو أعمامه الزيريين حكام إفريقيا. بنى عاصمته القلعة عام 1007 م ثم أعلن الدعوة العباسية سنة 1015 م واستقل بالحكم. إلا أنه لم يتم الاعتراف بدولته إلا بعد حروب كثيرة خاضها ابنه القايد (1028-1054 م) مع الزيريين. اعترف هؤلاء في النهاية باستقلال دولة الحماديين.
في عهد بلكين (1055-1062 م) توسعت الدولة إلى حدود المغرب الأقصى (مع دخول فاس)، ثم في عهد الناصر (1062-1088 م) بلغت تونس والقيروان، كما امتدت أطراف الدولة جنوبا في الصحراء. قاد هؤلاء السلاطين حركة عمرانية كبيرة كما بلغت الدولة في عهدهم أوجها الثقافي. منذ 1104 م ومع دخول أعراب بنو هلال (مع سليم ورباح) المنطقة، وتزايد ضغطهم على الدولة الحمادية، انحسرت رقعة الدولة إلى المنطقة الساحلية. سقط آخر السلاطين الحماديين «يحيى بن عبد العزيز» (1121-1152 م) بعد دخول الموحدين إلى عاصمته بجاية سنة 1152 م.
الدولة الموحدية
الدولة الموحدية : دولة أمازيغية إسلامية أسسها الموحدون من سلالة أمازيغية حكمت في بلاد المغرب (المغرب، الجزائر، تونس، ليبيا) والأندلس سنوات 1121-1269 أسسها أتباع حركة محمد بن تومرت واستطاع عبد المؤمن بن علي الكومي (30/1133-1163 م) أن يستحوذ على المغرب الأقصى (سقوط مراكش عام 1147 م) والمغرب الأوسط ومن ثم على كامل إفريقيا (حتى تونس وليبيا عام 1160 م) والأندلس (1146-1154 م). المقر: مراكش وإشبيلية (فترات متقطعة).
الدولة الزيانية


الزيانيون، بنو زيان أو بنو عبد الواد سلالة أمازيغية زناتية حكمت في المغرب الأوسط (الجزائر) بين 1235 و1554 م. وعاصمتهم تلمسان. وفي رواية أخرى أنهم من نسل القاسم بن محمد بن عبد الله بن إدريس الأصغر بن إدريس الأكبر جد الشرفاء الأدارسة.[37]
يرجع أصل بنو عبد الواد أو بنو زياد إلى قبيلة زناتة الأمازيغية التي استقرت شمال الصحراء الكبرى ثم هاجرت في حدود القرن الحادي عشر إلى شمال الجزائر. كان بنو عبد الواد من أنصار الموحدين، نقل هؤلاء إليهم إدارة مدينة تلمسان. بعد سقوط الموحدين استقل أبو يحيى يغمراسن بن زيان (1236-1283 م) بالحكم تمكّن بعدها من وضع قواعد لدولة قوية، في عهده ثم خلفائه من بعده أصبحت تلمسان مركزاً لنشر الثقافة ومركزاً تجاريًا أيضاً. تأرجح بنو عبد الواد بعد ذلك بين وصاية المرينيين أصحاب المغرب تارة ثم الحفصيين أصحاب تونس تارة أخرى، والذين أجبروهم مرات عدة في القرنين الـ13 و الـ14 م على التنحي. ثم انتهى بهم الحال إلى أن وقعو تحت سيطرة المرينيين. أُعيد إحياء سلطة الدولة وبلغت الثقافة أعلى درجاتها في عهد أبو حمو الثاني (1359-1389 م)، قبل أن يقعوا مرة أخرى تحت سيطرة الحفصيين. منذ 1510 م وبسبب التهديد الإسباني وضع بنو عبد الواد أنفسهم تحت حماية الأتراك (الذين استولوا على مدينة الجزائر عام 1516 م بأيدي عروج بربروس). سنوات 1552-1554 م يستولي الأتراك على غرب الجزائر بعد عزل آخر سلاطين بني عبد الواد.
الاحتلال الإسباني
لقد شكّلت الجزائر أكبر هدف لمعظم الحملات العسكرية التي قادها أباطرة وملوك وأمراء وقراصنة أمثال شارلكان الإسباني، والكاردينال كزيمنس الطليطلي، وأندري دوريا الجنوي، تزعم هذه الحركة البرتغال وإسبانيا، ورفع شعار ضرب المسلمين في شمال غرب إفريقيا، منعاً للقرصنة التي كان يقوم بها المسلمون حسب ادعاءاتهم على الشواطئ الأطلسية والمتوسط. ويظهر من خلال هذا الشعار قوة الدافع الديني إلى جانب الدافع الاقتصادي، ويمكن أن نستدل بالشواهد الآتية :-
- سيطرة الروح الصليبية على حاكم أرغون (فرديناند) وحاكمة قشتالة (إيزابيلا) حيث بديا أكثر تعصبا وتأججا من صليبية القرن ال 11 م.
- تقديم البابوات وعودًا للبحارة الذين يشاركون في هذه الحملات بالفوز بالجنة.
- مرافقة رجال الدين للرحالة إلى الأماكن المكتشفة لنشر الكاثوليكية فيها.
- إصدار بعض البابوات مراسيم عديدة يخولون بها ملوك إسبانيا والبرتغال الحق في احتلال الأقاليم التي تم اكتشافها أو التي ستكتشف فيما بعد.
- من بين هذه المراسيم : البابا نيقولا ال 5، كالسين ال 3، اسكندر ال 6 في السنوات 1455 م، 1456 م، 1493 م. 3 1455 م 1447 م مرسوما بعث به إلى هنري يشجعه على المضي قدما) 5 - إصدار البابا نيقولا ال 5 في عمله ويمنحه الحق في السيطرة على جميع البلاد التي تخضع للمسلمين. (إن سرورنا لعظيم أن نعلم أن ولدنا العزيز هنري أمير البرتغال قد سار في خطى أبيه الملك جون بوصفه جنديا قديرا من جنود المسيح ليقضي على أعداء الله وأعداء المسيح من المسلمين والكفرة.).
- أسر هنري 7 من الجزائريين وإهدائهم إلى البابا.
الدوافع الاقتصادية :
- احتلال مواقع إستراتيجية بصفة دائمة واتخاذها قاعدة للتوسع الاستعماري داخل البلاد.
- إستغلال الثروات الاقتصادية التي تزخر بها الجزائر.
- إستغلال الموقع الجغرافي للجزائر باعتبارها بوابة للتوغل داخل القارة.
الجزائر في بداية القرن ال 16 م. تعرضت الجزائر للعديد من الحملات العسكرية نذكر منها :
- حملة ديبقود وفيرا على مدينة الجزائر عام 1516 م.
- حملة دون هوغور ومونكار على مدينة الجزائر عام 1519 م.
- حملة أندري دوريا على مدينة شرشال عام 1531 م.
- حملة شرلكان الكبرى الفاشلة على مدينة الجزائر عام 1541 م، التي باركها وأيدها البابا بول الثالث
واشترك فيها قراصنة إيطاليا وصقلية وفرسان مالطا.
نائب ملك نابلي، وقادها نائب ملك صقلية الدوق دومدنيا.
- غارة خوان قسكون الإسباني ضد مدينة الجزائر عام 1567 م بمساعدة وتأييد ملك إسبانيا.
- الحملة الصليبية الضخمة ضد الجزائر العاصمة عام 1601 م التي اشتركت فيها قوات البابا، وجنوده، ونابولي والتوسكانا.
الجزائر في ظل الحكم العثماني


التحقت الجزائر[38] بالدولة العثمانية في 1504م بعد طلب المساعدة من العثمانيين وقد أصبحت الجزائر دولة اشتراكية مع آسيا الصغرى وقد تأسس أسطول الجزائر الذي كان الأقوى في العالم كله والذي كان يتحكم بالبحر الأبيض المتوسط والسفن التي تمر تدفع غريمة لحمياته وكانت أمريكا تدفع 100 ألف دولار سنويا. وحكم الجزائر آخر داي الداي حسين وكانت الجزائر تقوم بمساعدة العثمانيين وهم يمدونها بالأسلحة والمؤن والعتاد المدني والعسكري.
إلحاق الجزائر بالخلافة العثمانية

احتل الإسبان مدينة وهران سنة 1504 بقيادة غونزالو سيسنيروز، كاردينال الملوك الكاثوليك، فاستنجد سكان بجاية وجيجل بالأخوة عروج، حيث قام عروج وخير الدين، بوضع الجزائر تحت سيادة الدولة العثمانية، وجعلا من سواحل البلاد قاعدة لعملياتهم البحرية على الأساطيل المسيحية.
بلغت هذه النشاطات ذروتها سنة 1600، (أطلق على مدينة الجزائر اسم دار الجهاد).
تعرضت مدينة الجزائر خلالها، لهجوم الملك شارل الخامس في 1535 بعد سيطرته على مدينة تونس، التي لم تدم طويلا. و كما أن الجزائر قد انضمت رسميا للدولة العثمانية.
عهد البايلر بايات
أصبحت الجزائر ولاية عثمانية يحكمها البايلر باي خير الدين بربروس الذي عينه السلطان العثماني سليم الأول وقد تميزت هذه المرحلة بما يلي بداية بناء الاسطول الجزائري تأسيس الوحدة الإقليمية في الجزائر اشتداد الحملات الأسبانية والبرتغالية على الموانئ الجزائرية (حملت إسبانيا على مدينة الجزائر في أوت 1518 حملة شرلكان الشهيرة سنة 1541) بداية تسرب النفود الفرنسي إلى الجزائر حيث منحت امتيازات لفرنسا باصطياد المرجان في القالة وعنابة والقل مشاركة الأسطول البحري الجزائري في الحرب الفرنسية ضد إسبانيا.
عهد الباشوات
حكم الباشوات في الجزائر بين 1587 و1659. الباشا هو لقب يمنح في الدولة العثمانية لأصحاب المناصب العالية من مدنيين وعسكريين.[39] يعتبر عهد الباشوات عهد الموظفين الذين كانت ترسلهم الآستانة، والذين حددت فترة حكم الواحد منهم ثلاث سنوات، دامت فترة حكمهم حوالي اثنين وسبعين سنة، وقد اختلف المؤرخون على عدد الباشوات الذين تولوا الحكم فمنهم من يقول أن عددهم نحو الثلاثين وآخرون يقولون إن عددهم أربعين وآخرون يقولون إن عددهم حوالي أربع وخمسين باشا.
في عهد البايلربايات 1518 و1587 كانت منطقة المغرب العربي تابعة للنفوذ العثماني والتي تتكون من طرابلس تونس والجزائر وكان يعيّن على كل واحدة منهن باشا إلا أنها تخضع في الأخير لحكم البايلرباي الذي يعين من طرف الباب العالي الذي كان مقره الجزائر. ويبدو أن هذا التنظيم الذي يجمع ثلاثة من بلاد المغرب العربي تحت سلطة شخص واحد كان مستوحى من الظروف من طبيعة المشاكل التي كانت تواجه السلطنة العثمانية، فقد كانت تواجه القسطنطينية عدوا قوياً هو إسبانيا التي كانت تحتل بعض القواعد على شواطئ المغرب العربي والتي تمثل تهديدا مستمرا للممتلكات العثمانية في المغرب العربي، وليس من محض الصدفة أن الشخص الذي يتولى الباشوية ب الجزائر هو نفسه الذي يترقى لمنصب البايلرباي إلى منصب القائد العام للإسطول العثماني لكن موت قلج علي وضع حداً لهذه الاعتبارات فخفّت حدّة العداوة بين إسبانيا والسلطنة العثمانية ووجدت المحاولات الأسبانية لدى الباب العالي صدى أحسن مما كانت تجده في السابق، وفي نفس الوقت بدأت العلاقات بين ملك فرنسا والسلطان العثماني تصاب بنوع من الفتور.[40] لا ننسى الصراع الذي كان قائما طبقة الرياس وجنود الإنكشارية، فقد قامت هذه الدولة وتأسست على أكتاف رجال طائفة الرياس مثل خير الدين ومن خلفه، فهذا الصراع كان من الأسباب الرئيسية لتغيير نظام البايلربايات واستبداله بحكم الباشوات.[41] كما أن الانكشارية ظلت طوال فترة الحكم تثير تخوفات وشكوك الباب العالي في نية البايلربايات ذلك لإن نفوذ البايلربايات كان واسعا فامتدت سلطتهم إلى تونس وطرابلس لأنهم كانو أصحاب فضل في فتح هذين البلدين وإلحاقهما ب الدولة العثمانية بالإضافة إلى مدة الحكم التي كانت غير محدودة، حيث بلغت فترة حكم الواحد منهم عدة سنوات في منصبه لدرجة أن السلطنة بدأت تشتم رائحة التمرد ومحاولة الانفصال عنها والاستقلال بهذه البلاد، هذه التخوفات والشكوك، جعلت من رجال الدولة العثمانية يرون أن جمع السلطة في الولايات الثلاث الجزائر، طرابلس، وتونس تحت حكم رجل واحد قد يشكل خطرا على الإمبراطورية العثمانية، لذا تقرر تقسيم الحكم بفصل هذه الولايات عن بعضها البعض وإسناد إدارة كل ولاية إلى باشا يعين لمدة ثلاث سنوات لإحكام سيطرتها على البلاد ومنع حدوث التمرد ضدها.
عهد الآغوات
حكم الآغوات في الجزائر بين 1659 و1671. قبلهم باشوات الجزائر، وبعدهم دايات الجزائر.
عهد الدايات
داي أو الداي (بالتركية:Dayı) كان لقبا يحمله حكام الجزائر أثناء فترة الحكم العثماني بدءاً من 1671 حتى الغزو الفرنسي في العام 1830، وفشل الجهود العثمانية في استردادها.
الاحتلال الفرنسي للجزائر
استعملت فرنسا حادثة المروحة كحجة لاحتلالها للجزائر إلا أن فرنسا كانت تنوي احتلال الجزائر منذ عهد نابليون بونابرت.[42][43] فانطلقت القوات الفرنسية من ميناء طولون بحملة بلغ قوامها 37600 جندي نحو الجزائر [بحاجة لمصدر]وصلت هذه الحملة إلى سيدي فرج في 14 يونيو 1830 الموافق 23 ذو الحجة 1245 هـ حيث وقعت معركة سطاوالي وبعد الاحتلال فرضت فرنسا على الجزائريين قانون الأهالي. كان من نتائج الهجمة الاستعمارية الشرسة التي تعرضت لها المؤسسات التعليمية والوقفية والدينية، نضوب ميزانية التعليم وغلق المدارس وانقطاع التلاميذ عن الدراسة وهجرة العلماء. وبذلك فإن رسالة فرنسا في الجزائر كانت هي التجهيل وليس التعليم، مما يمكن الفرنسيين من جعل الجزائر، أسهل انقيادا وأكثر قابلية لتقبل مبادئ الحضارة الغربية. ولا تختلف السياسة التعليمة الفرنسية في الجزائر عبر مختلف مراحل الوجود الفرنسي عسكري كان أو مدني، لأنها كانت أهدافا واحدة وإن اختلفت التسميات

. لم تحتل فرنسا الجزائر بسهولة بل كانت هناك ثورات شعبية عديدة في كل إقليم وقفت في وجهها وقد عرقلت تقدم الاحتلال منذ دخوله.
المقاومة الشعبية
- مقاومة أحمد باي بن محمد الشريف من 1830 إلى 1851: قسنطينة ثم شرق الجزائر بعد سقوط قسنطينة سنة 1837م.
- مقاومة الناصر بن شهرة من 1851 إلى 1875: معظم ربوع الصحراء الجزائرية وبعض المناطق في الشمال.
- مقاومة الشريف بوشوشة من 1862 إلى 1872: معظم ربوع الصحراء الجزائرية.
- مقاومة الشيخ المقراني من 1871 إلى 1872 بكل من برج بوعريريج، مجانة، سطيف، تيزي وزو، ذراع الميزان، باتنة، سور الغزلان، العذاورة، الحضنة.
- ثورة 1871 في جيجل والشمال القسنطيني
- مقاومة الصبياحية ومحمد الكبلوتي (1871) وشملت سوق أهراس، الطارف، تبسة
- مقاومة الشيخ بوعمامة 1881-1883، وشملت عين الصفراء، تيارت، سعيدة، عين صالح.
- مقاومة التوارق من 1916 إلى 1919 بتاغيت، الهقار، جانت، ميزاب، ورقلة، بقيادة الشيخ أمود.
نظام الأهالي هو ترتيب للسكان الأصليين مطبق في المستعمرات الفرنسية في أواسط القرن 19 حتى 1944 - 1947 تم وضعه في الجزائر ثم تم تعميمه في كامل مستعمرات الإمبراطورية الفرنسية ابتداءً من 1889 هذا القانون طُبق أيضا في المستعمرات البريطانية، والبرتغالية، والهولندية وهو نظام ظالم
المقاومة السياسية

في بداية القرن العشرين، بلغت السيطرة الاستعمارية في الجزائر ذروتها رغم المقاومة الشعبية التي شملت كامل أنحاء الوطن، وبدا دوي المعارك يخف في الأرياف ليفتح المجال أمام أسلوب جديد من المقاومة التي انطلقت من المدن.
يعود الفضل في ذلك إلى ظهور جيل من الشباب المثقف الذي تخرج من جوامع الزيتونة والأزهر والقرويين، ومراكز الحجاز، وعمل على نشر أفكار الإصلاح الاجتماعي والديني، كذا دفعات من الطلاب الجزائريين الذين تابعوا تعليمهم باللغة الفرنسية، واقتبسوا من الثقافة الغربية طرقا جديدة في التفكير.
وقد حملت تلك النخبة من المثقفين على عاتقها مسؤولية قيادة النضال السياسي. وقد تميز أسلوبها بميزتين رئيسيتين وهما الأصالة والحداثة، مما أدى إلى بزوغ اتجاهين في صفوفها، أحديهما محافظ والثاني مجدد. نادى المحافظون بالاحتفاظ بقوانين المجتمع الجزائري والشريعة الإسلامية وطالب الإصلاحيون بحق الشعب في الانتخابات البلدية والبرلمانية لتحسين ظروفه. وقد اعتمد كل من الاتجاهين أساليب جديدة في المقاومة تمثلت في الجمعيات والنوادي والصحف.
من جهة أخرى، نشطت الحركة الوطنية على الصعيد السياسي، فاتحة المجال أمام تكوين منظمات سياسية تمثلت في ظهور تيارات وطنية شعبية وتأسيس أحزاب سياسية من أهمها، حركة الأمير خالد، حزب نجم شمال إفريقيا سنة 1926م.
حزب الشعب الجزائري سنة 1937 وجمعية العلماء المسلمين الجزائريين سنة 1931 وقد عرفت مرحلتين هامتين:
- مرحلة ما قبل الحرب العالمية الثانية: تميزت بمطالبة فرنسا بالتنازل عن الحقوق للجزائريين
- مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية: اتجهت فيها الآراء إلى توحيد الجهود للمطالبة بالإستقلال.
كما ظهرت في الثلاثينيات حركة الكشافة الإسلامية الجزائرية التي كانت بمثابة مدرسة تخرج منها العديد من قادة الثورة التحريرية.

الثورة التحريرية

في 23 مارس 1954 تأسست اللجنة الثورية للوحدة العمل، بمبادرة من قدماء المنظمة السرية، وبعض أعضاء اللجنة المركزية لحركة انتصار الحريات الديمقراطية، وقد جاءت كرد فعل على النقاش العقيم الذي كان يدور حول الشروع في الكفاح المسلح وانتظار ظروف أكثر ملائمة. باشر مؤسسوها العمل فورا، فعيّنوا لجنة مكونة من 22 عضوا حَضّرت للكفاح المسلح، وانبثقت منها لجنة قيادية تضم 6 أعضاء حددوا تاريخ أول نوفمبر 1954 موعد لانطلاق الثورة التحريرية وأصدروا بيانا يوضح أسبابها وأهدافها وأساليبها.
في ليلة الفاتح من نوفمبر من سنة 1954 شنَّ ما يقارب 3000 مجاهد ثلاثين هجوما في تعمارية. وقد توزعت العمليات على معظم أنحاء التراب الوطني حتى لا يمكن قمعها كما حدث لثورات القرن التاسع عشر بسبب تركزها في جهات محدودة.
وعشية اندلاع الثورة أعلن عن ميلاد «جيش وجبهة التحرير الوطني» وتم إصدار بيان يشرح طبيعة تلك الأحداث ويحدد هدف الثورة، وهو استعادة الاستقلال وإعادة بناء الدولة الجزائرية.
- هجوم 20 أوت 1955: يعتبر هجوم 20 أوت 1955 بمثابة نفس جديد للثورة، لأنه أبرز طابعها الشعبي ونفي الإدعاءات المغرضة للاستعمار الفرنسي، ودفع الأحزاب إلى الخروج من تحفظها والانضمام إلى جبهة التحرير. إذ عمّت الثورة العارمة جميع أجزاء الشمال القسنطيني، واستجاب الشعب تلقائيا، بشن عمليات هجومية باسلة استمرت ثلاثة أيام كاملة كلفت تضحيات جسيمة في الأرواح، لكنها برهنت للاستعمار والرأي العالمي بأن جيش التحرير قادر على المبادرة، وأعطت الدليل على مدى تلاحم الشعب بالثوار.
- مؤتمر الصومام 20 أوت 1956: حققت جبهة التحرير الوطني في بداية نشاطها إنجازات هائلة، مما شجّعها على مواصلة العمل التنظيمي. فقررت عقد مؤتمر تقييمي لسنتين من النضال وذلك في 20 أوت 1956م في أغزر امقرآن بوادي الصومام. كرس المؤتمر مبدأ القيادة الجماعية، مع الأولوية للقيادة العسكرية والنضال داخل التراب الوطني. كما قررت تمكين الجبهة من فرض نفسها كممثل شرعي للشعب الجزائري أمام دول العالم وهيأته وذلك عبر مؤسستين هامتين وهما:المجلس الوطني للثورة الجزائرية وهو الهيئة العليا التي تقوم مقام البرلمان، ولجنة تنسيق الشؤون السياسية والعسكرية وهيكلة جيش التحرير الوطني وتقسيم الجزائر إداريا إلى ست ولايات.
- أحداث ساقية سيدي يوسف، 8 فبراير 1958 : شهدت الثورة الجزائرية خلال السنوات الثلاث الأولى من اندلاعها تصاعداً معتبرا إلى تكثيف المحاولات العسكرية من طرف الاستعمار لإخماد المقاومة بشتى وسائل الدمار وقد تمثلت تلك المحاولات في القمع الوحشي للجماهير عبر الأرياف والمدن. من بين العمليات الوحشية التي قام بها الجيش الفرنسي من أجل عزل المجاهدين وعرقلة وصول الأسلحة والمؤن إلى داخل الوطن، قصف قرية سيدي يوسف التونسية الواقعة على الحدود الجزائرية يوم 08 فبراير 1958 حيث قامت القوات الاستعمارية بشن هجمات عنيفة بطائراتها الحربية تسببت في إبادة عشرات الأبرياء من المدنيين التونسيين والجزائريين. لكن تلك الحادثة لم تنل من عزم الشعب الجزائري على مواصلة كفاحه، كما أنها لم تؤثر قط على أواصر الأخوة والمصير المشترك الذي كان لا يزال يربط بين البلدين والشعبين الشقيقين.
- الحكومة الجزائرية المؤقتة 19 سبتمبر 1958 : مواصلة للجهود التنظيمية للهيئات السياسية التي تقود الثورة، تم يوم 19 سبتمبر 1958 من طرف لجنة التنسيق والتنفيذ، الإعلان عن تأسيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، كإحياء للدولة واستعاده للسيادة، وقد يظهر جليا انه أصبح للشعب الجزائري ممثل شرعي ووحيد.
- مظاهرات 11 ديسمبر 1960: صعد الشعب الجزائري مواقفه لتصبح علنية استجابة لنداءات جبهة التحرير الوطني منذ أول نوفمبر 1954 فقام باضطرابات ومظاهرات للتعبير عن رأيه والتأكيد على وحدته ونضجه السياسي، وقد بدا ذلك جليا خلال مظاهرات 11 ديسمبر 1960 التي شملت كافة التراب الوطني. وقد انطلقت تلك المظاهرات الوطنية يوم 10 ديسمبر من «حي بلكور» الشعبي بالجزائر العاصمة، حيث خرج المتظاهرون يحملون الإعلام الوطنية ويهتفون باستقلال الجزائر وشعارات مؤيدة لجبهة التحرير الوطني. فحاصرتهم القوات الاستعمارية محاولة عزل الحي عن الإحياء الأوروبية. وفي اليوم التالي تدخلت قوات المظليين فانطلقت النار على الجماهير مما أدى إلى خسارة في الأرواح. ولكن ذلك لم يمنع المظاهرات من الانتشار إلى بقية أحياء العاصمة وبعدها إلى معظم المدن الجزائرية. حيث برهن الجزائريون خلالها على وقوفهم صفاً واحدا وراء جبهة التحرير الوطني.
- أحداث 17 أكتوبر 1961: تحتفظ الذاكرة الجماعية بتاريخ 17 أكتوبر 1961، يوم خرج مئات الجزائريين بالمهجر في تظاهرات سلمية تلبية لنداء فيدرالية حزب جبهة التحرير الوطني بفرنسا، فوجهوا بقمع شديد من طرف السلطات الفرنسية. أدى إلى قتل العديد منهم، ويمثل هذا التاريخ اليوم الوطني للهجرة تخليداً لتلك الأحداث الراسخة على صفحات التاريخ الجزائري.
- التفاوض ووقـف إطلاق النار: أظهرت فرنسا التوافق التام لمبدأ التفاوض ثم أخذت تتراجع من جراء تزايد عنفوان الثورة وتلاحم الشعب مع الجبهة وكان ذلك من خلال المظاهرات التي نُظمت في المدن الجزائرية وفي المهجر.
جرت آخر المفاوضات بصفة رسمية ما بين 7 و 18 مارس 1962م بمدينة إيفيان السوسرية والإستفتاء حول الاستقلال وتوّجت أخيرا بالتوقيع على اتفاقيات إيفيان ودخل وفق إطلاق النار حَيّز التنفيذ يوم 19 مارس 1962 على الساعة 12 ظهرا.
- الاستقلال: استمرت الثورة متحدية كل أنواع القمع التي تعرضت لها في الأرياف والمدن من أجل ضرب ركائزها. وتواصل الكفاح المسلح إلى جانب العمل المنظم من أجل جمع التبرعات المالية وشحن الأدوية وتوزيع المناشير وغيرها.
بقي الشعب الجزائري صامداً طيلة سنوات الحرب يقاوم شتى أنواع البطش من اعتقالات تعسفية وترحيل وغيرها مبرهناً بذلك على إيمانه بحتمية النصر.
وفي الفاتح من جويلية من عام 1962 تجلّى عزم الشعب الجزائري على نيل الاستقلال عبر نتائج الإستفتاء التي كانت نسبتها 99.7 بالمئة نعم. وتم الإعلان عن استقلال الجزائر يوم 3 جويلية 1962 واختير يوم 5 جويلية عيداً للإستقلال ليكون يوم دخول فرنسا للجزائر هو نفسه يوم خروجها منها.[44]
الجغرافيا

الجزائر هي أكبر بلد في القارة الإفريقية، العالم العربي والبحر الأبيض المتوسط، كما يمثل الجزء الجنوبي في جزء كبير من الصحراء.
يمتد الشريط الساحلي في الشمال على مسافة 1644 كم،[45] من تونس شرقا إلى المغرب غربا. كما تقدر الحدود البحرية الجزائرية بـ 12 ميلاً بحريا شمال الساحل كمياه إقليمية وما بين 32 إلى 52 ميلاً بحريا كنطاق للصيد البحري. يبلغ طول حدود الجزائر البرية 6,385 كم تتوزع كالتالي:
تونس 965 كم
ليبيا 982 كم
النيجر 956 كم
الصحراء الغربية 39 كم
مالي 1,376 كم
موريتانيا 463 كم
المغرب 1,601 كم
بالرغم من المشاكل والنزاعات الحدودية التي خلفها الاستعمار الفرنسي في دول شمال إفريقيا، فإن الجزائر توصلت للاتفاق مع جيرانها حول رسم الحدود المشتركة. كان ذلك:
- مع تونس: اتفاق على رسم الحدود بين البلدين موقع في 6 يناير 1970 ما بين بير رمان والحدود الليبية.[46] ثم اتفاق على تعليم الحدود موقع في 19 مارس 1983.
- مع المغرب:[47] اتفاقية متعلقة برسم الحدود بين البلدين موقعة في 15 يونيو 1972.
- مع الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية حولي 39 كم في إعتراف للجزائر في يناير 1976 [48]
- مع موريتانيا:[47] اتفاقية على تعليم الحدود بين البلدين موقعة في 13 ديسمبر 1983.
- مع مالي:[47] اتفاقية على تعليم الحدود بين البلدين موقعة في 8 ماي 1983.
- مع النيجر:[47] اتفاقية على تعليم الحدود بين البلدين موقعة في 5 يناير 1983 .
|
التضاريس والمناظر الطبيعية
التلال
من الشمال، وعلى طول ساحل البحر الأبيض المتوسط، يغطي حوالي 1 600 كم من مجموع التل[50]، على نطاق واسع 80-190 كم. وهو يتألف من سلاسل جبلية صغيرة: كتل صخرية، الظهرة، جبال جرجرة، التيطري، جبال البابور، جبال البيبان، جبال قسطنطينة والجبال المجردة. أعلى نقطة هي جبل لالا خديجة، جنوب جرجرة، والتي تصل إلى 2308 متر، وهي مغطاة بالثلوج في فصل الشتاء.
وبسبب هذه التضاريس، فإن معظم السواحل تتكون أساسا من المنحدرات الصخرية، وهي متقطعة في خليج أرزيو-مستغانم، تيبازة، الجزائر العاصمة بالإضافة إلى سكيكدة وعنابة.
الجبال تكون منفصلة عن الوديان، وهي غنية بالنباتات والحيوانات، ترويها الأنهار (وادي الشلف ووادي الصومام)، الأوعية (سبخة وهران ومتيجة). بالإضافة إلى بعض السهول والوديان.
جبال الأطلس، المرتفعات، وسلاسل الشرق الجزائري
بين التل والصحراء، ترتفع سلسلة جبل الأطلس التلي والأطلس الصحراوي، سلسلتين جبليتين موازية موجهة جنوب-غرب / شمال-شرق، متقاربة من نهايتهما الشرقية، تتخللها السهول والمرتفعات.
- الكثبان الرملية تدرارت في طاسيلي ناجر
- وادي باخداش-الأغواط
- جبال جرجرة من سلسلة الأطلس التلي
- جبال الأوراس من سلسلة الأطلس الصحراوي
التقسيم الإداري
يشتمل التقسيم الإداري الجزائري على 58 ولاية، 553 دائرة و1,541 بلدية. ويلعب التقسيم الإداري وما صاحبه من هيكلة للأنشطة الاقتصادية وتطوير البنية التحتية والمرافق إضافة إلى إشراك الجماعات المحلية في سلطة اتخاذ القرار، وفي عملية صياغة الصورة المستقبلية للنمو والتطوير دورا حاسما في التنمية الوطنية وفي اللامركزية والديمقراطية وسنحاول في بحثنا هذا التطرق إلى أهم التقسيمات الإدارية بدا بركائزها وأهدافها ومدى مسايرتها لعملية التنمية وإلى أي مدى وصلت الإدارة الجزائرية.
أول 31 ولاية مرتبة حسب الأبجدية العربية، أضيف إليها 17 ولاية أخرى في عام 1983، احتفظت الولايات الأولى بترقيمها فيما حملت الجديدة ترقيما بين 32 و48 حسب الترتيب الأبجدي باللغة العربية. ثم أضيفت عشر ولايات أخرى.
الولايات الـ 58 الحالية (حسبَ وزارة الداخلية) [51] هي:

.
- 1 ولاية أدرار
- 2 ولاية الشلف
- 3 ولاية الأغواط
- 4 ولاية أم البواقي
- 5 ولاية باتنة
- 6 ولاية بجاية
- 7 ولاية بسكرة
- 8 ولاية بشار
- 9 ولاية البليدة
- 10 ولاية البويرة
- 11 ولاية تمنراست
- 12 ولاية تبسة
- 13 ولاية تلمسان
- 14 ولاية تيارت
- 15 ولاية تيزي وزو
- 16 ولاية الجزائر
- 17 ولاية الجلفة
- 18 ولاية جيجل
- 19 ولاية سطيف
- 20 ولاية سعيدة
- 21 ولاية سكيكدة
- 22 ولاية سيدي بلعباس
- 23 ولاية عنابة
- 24 ولاية قالمة
- 25 ولاية قسنطينة
- 26 ولاية المدية
- 27 ولاية مستغانم
- 28 ولاية المسيلة
- 29 ولاية معسكر
- 30 ولاية ورقلة
- 31 ولاية وهران
- 32 ولاية البيض
- 33 ولاية إليزي
- 34 ولاية برج بوعريريج
- 35 ولاية بومرداس
- 36 ولاية الطارف
- 37 ولاية تندوف
- 38 ولاية تيسمسيلت
- 39 ولاية الوادي
- 40 ولاية خنشلة
- 41 ولاية سوق أهراس
- 42 ولاية تيبازة
- 43 ولاية ميلة
- 44 ولاية عين الدفلى
- 45 ولاية النعامة
- 46 ولاية عين تموشنت
- 47 ولاية غرداية
- 48 ولاية غليزان
- 49 ولاية تيميمون
- 50 ولاية برج باجي مختار
- 51 ولاية أولاد جلال
- 52 ولاية بني عباس
- 53 ولاية عين صالح
- 54 ولاية عين قزام
- 55 ولاية تقرت
- 56 ولاية جانت
- 57 ولاية المغير
- 58 ولاية المنيعة
المناخ

يغطي شمال الجزائر مناخ متوسطي، وشتاء معتدل وممطر نسبيا، وحرارة بين 21-24 مئوية صيفا و 02-12 مئوية شتاء. أما الهضاب فأمطارها أقل نسبة من الشمال، شتاءها مثلج ببرودة أدنى من الصفر مئوية أحيانا. صيفها جاف حار. أما الجنوب فجوها صحراوي، بليالي منعشة، صيفه بدرجات فوق 50 درجة مئوية، يحمل رياح السيروكو (المعروفة بالشهيلي)، كما تتخلل شتاؤه أمطار موسمية. تقدر نسبة الأمطار شمالا بـ 400-600 ملم سنويا، بزيادة من الغرب إلى الشرق، لتبلغ أقصاها في شمال شرق البلاد بمعدل 2493 ملم في منطقة الزيتونة بولاية سكيكدة.
زلزالية الأراضي

يعتبر شمال الجزائر منطقة زلزالية نشطة ويعود السبب في ذلك إلى أن الجزء الشمالي من القارة الإفريقية وبخاصة الأطراف الشمالية للجزائر والمغرب تشكل منطقة تلتقي عندها الصفيحة الإفريقية بـالصفيحة الأوراسية إذ تنزلق هاتان الصفيحتان المتحاذيتان بحيث تتجه كل منهما في اتجاه مضاد لاتجاه الأخر، فتحدث الزلازل بفعل تعرض الحافات لقوى الدفع والحد الناجمة عن حركة الصفائح فيشتد التواتر تدريجيا، فإذا زاد عما ينبغي تتصدع الصخور لتتخلص من توترها على نحو عنيف والذي يأخذ صورة الهزة الأرضية.
ويعتقد أن معظم الزلازل الأرضية التي تتعرض لها الجزائر تكون نتيجة هذه العملية لأن حدود الاحتكاك بين حافات الصفيحتين الإفريقية والأوراسية تقع بشمال الجزائر وبالضبط فإن المنطقة التي يشملها آلية الاحتكاك بين الصفيحتين تمتد جنوبا داخل الأراضي الجزائرية على شكل طرح صخري.
ومعظم الزلازل التي تحدث في الجزائر ذات قوة ضعيفة حيث تندر الحالات التي تزيد فيها قوة الهزة عن 6 درجات، لأن معظم هذه الهزات تتبع في العادة بهزات ارتدادية لها طابع دوري قصير نوعا ما. ويمكن تقسيم الأراضي الجزائرية حسب درجة خطورة تعرضها للزلازل إلى أربعة مناطق رئيسية وهي :
- المنطقة الأولى : وهي أقل المناطق تعرضا للخطر الزلزالي وتغطي كل الولايات الصحراوية : أدرار، بشار، ورقلة، إليزي، تندوف، الوادي، غرداية وتمنراست.
- المنطقة الثانية : وتتعرض لخطر الزلازل بدرجة ضعيفة وتغطي ولايات : سوق أهراس، أم البواقي، تبسة، باتنة، خنشلة، بسكرة، مسيلة، الجلفة، الأغواط وتيارت، سعيدة والبيض، سيدي بلعباس، تلمسان والنعامة.
- المنطقة الثالثة : معرضة لخطر الزلازل بدرجة متوسطة وتضم : الطارف، عنابة، قالمة وقسنطينة، سكيكدة وجيجل، ميلة، سطيف، بجاية، تيزي وزو، برج بو عريريج، البويرة، بومرداس، الجزائر العاصمة، المدية وتيبازة، تيسمسيلت وغليزان، مستغانم، معسكر، وهران وعين تيموشنت.
- المنطقة الرابعة : وهي أخطر المناطق وأكثرها تعرضا لخطر الزلازل العنيفة وتشمل ولايات الشلف وجزءا من المدية وعين الدفلى وتيبازة.
والملفت للملاحظة أن المنطقتين الثالثة والرابعة الأكثر تعرضا لخطر الهزات الأرضية، تتمركز بها أهم المدن والمنشآت الاقتصادية والبنى التحتية وحيث التركيز السكاني والاقتصادي كثيف جدا وبالتالي فإن احتمال حدوث هزات عنيفة بهاتين المنطقتين، يترتب عليه حدوث كوارث بشرية ومادية حادة وبالغة الخطورة على الاقتصاد الوطني وعلى سلامة السكان كما حدث في أخطر الزلازل التي عرفتها الجزائر في الشلف (عامي 1954، 1980) وهو ما يقتضي اتخاذ إجراءات السلامة والوقاية للحد من المخاطر هذه الظاهرة الطبيعية وانعكاساتها السلبية على الاقتصاد الجزائري وعلى السكان.
المجاري المائية
المقالات الرئيسية: الثروة السمكية في الجزائر وتربية المائيات في الجزائر

تتواجد في الجزائر عدة مجاري مائية تسمى بالأودية لعدم انتظام مجاريها وتذبذب تدفق مياهها، وتتركز معظمها في الوسط والشمال الشرقي للجزائر منها : وادي الصومام، وادي مزفران، وادي سيبوس، وادي الرمل، وادي مجردة، وادي امزي، وادي المقطع، وادي الحميز، وادي عين الحمام. ويعتبر أكبر وأطولها هو وادي الشلف الذي يتواجد في الشمال الغربي مع طول 725 كم ويصل في بعض الأحيان تدفق مياهه إلى 1500 م³/ث، ومعظمها يأتي منبعها من جبال الأطلس التلي وتصب في البحر الأبيض المتوسط.
وفي الجنوب من منطقة التل، الأودية فيها ليست دائمة الجريان، وتتشكل بها بحيرات مالحة في المناطق الصحراوية، ولكنها مؤقتة بالنسبة لمعظمها كشط ملغيغ، شط الحضنة وشط الشرقي. فالأودية الشمالية تصب في البحر الأبيض المتوسط بينما الأودية الجنوبية تنبع من الأطلس الصحراوي وتشكل أكبر احتياط للمياه في العالم، وهي تسمى بالمياه الجوفية وتسمى بطبقات المياه الألبينية وهو حسب التقديرات أكبر احتياطي للمياه العذبة في العالم وهي مدفونة تحت رمال صحراء الجزائر مع مساحة إجمالية تقدر ب900.000 كم² في منطقة أدرار وتمنراست.
بين الواحات، التي هي جزء من الشبكة المائية للبلاد وتشمل : الأغواط، مسعد، أولاد جلال، جانت، غرداية، ورقلة، واد ريغ، تمنراست، تبلبالة، تيميمون، تقرت، طولقة، فلياش، زعاطشة. ويتم تغذية واحتي طولقة والزيبان بالشبكات المائية في الأوراس. وأخيرا، أغرغار يحتوي أيضا على كمية كبيرة من المياه الجوفية وتم إرساء عدة مشاريع لحفر أبار مطورة لجذب المياه الجوفية منها مشروع بعين صالح.
وفي منطقة السهوب ينبع أطول وأعظم أودية الجزائر حيث نجد كل من وادي الشلف بطول 725 كم والذي ينبع من جبل عمور في الأطلس الصحراوي بولاية الأغواط وكذلك وادي امزي بطول 420 كم الذي ينبع من نفس المنطقة ويصب في شط ملغيغ بالإضافة إلى عدة أودية أخرى مثل واد زرقون وواد محيقن ووادي النساء....إلخ.
وفي منطقة الأوراس الشرقية، يتواجد العديد من الأودية منها : واد الأبيوض، وادي عبدي، وادي الأحمر، وادي تاقا، سبخة مدغاسن، سبخة ذراع بولطيف، شط جندلي، واد المعذر، وادي الرمل في قسنطينة والواحات في كل من القنطرة والغوفي. ويوجد في المنطقة أيضا الينابيع الساخنة مثل: حمام الصالحين بخنشلة، حمام المسخوطين بقالمة، واد شارف بولاية سوق أهراس.
الحيوانات والنباتات

للجزائر مجموعة متنوعة من الحيوانات والنباتات تتوزع في أرجاء البلاد ويمكن مشاهدتها مجموعة في الحظائر الوطنية وأبرزها :الحديقة الوطنية جرجرة، الحديقة الوطنية قورايا، الحديقة الوطنية بلزمة، الحديقة الوطنية الشريعة، الحديقة الوطنية طاسيلي ناجر، الحديقة الوطنية الهقار وأخيرا محمية الطبيعية المتواجدة في بحيرة الطيور في الطارف. وتمتلك الجزائر 107 نوعا من الثدييات بما في ذلك 47 محمية بالقانون الجزائري و 30 معرضة للخطر. ولديها أيضا 336 نوع من الطيور 107 منها محمية.

الأنواع النباتية يتألف من عدة فئات الذي يتكون من 314 نوع نباتي نادر، 30 منها نادرة، 300 نادرة جدا و 600 مستوطنة و 64 توجد في الصحراء.
في جنوب الصحراء هي موطن أساسي لعدد من الحيوانات مثل :الفنك والغزلان والجرابيع وقط الرمال والقط البري والشيهم والسحالي وفهد الصحراء. في المرتفعات وجروف الهقار نجد الكباش البربرية وفي شمال البلاد يعيش الضبع المخطط والثعلب الأحمر والنمس والقط البري وابن آوى الذهبي والأرنب البري والماعز البري الشبيهة بالغزال (في غابات بني ملول قرب شيليا)، خنزير البري. المكاك البربري يفضل الغابات المرتفعة في كل من جرجرة وقورايا.
في الشتاء تصبح الأرض في الجزائر موقعا متميزا لاستقبال الطيور المهاجرة من أوروبا، مثل اللقالق، كما يربي الجزائريون حيوانات أليفة مختلفة كالأنعام (الخراف، الماعز، الجمال، الخيول) وحيوانات أخرى.
الموارد الطبيعية والاحتياطات

تمتلك الجزائر احتياطات طاقوية ومنجمية مهمة تتواجد عموما في جنوبها. ووفقا لشركة سوناطراك الجزائرية، فإن 67% من احتياطات البترول والغاز في حاسي مسعود ووادي ميا. الغاز في حاسي الرمل والنفط في حاسي مسعود. إليزي تحتوي على 14% من الاحتياط والبقية تتوزع على مناطق عدة. ويتم البحث عن النفط والغاز في كل من: حاسي مسعود، حاسي الرمل، عين أمناس، رورد نوس، تين فويي تابنكورت، القاسي الطويل، حاسي بركين، رهود أولاد جمعة، توات، القاسي، عين صالح.
نشاط التعدين في الجزائر متنوع جدا، فهناك أكثر من 30 معدن المستخدمة في مختلف الحاجيات البشرية من بينها : الحديد، الملح، الزنك، الرصاص، الباريت، الرخام، التنغستن، الذهب والمعادن الثمينة كالألماس، والأحجار الكريمة والمعادن النادرة. الحديد يتواجد في كل من منجمي الونزة وبوخضرة، خانقات الموحد، تمزيرت، بني صاف.أما أكبر منجم من حيث الاحتياطي فيوجد في غار جبيلات الذي اكتشف سنة 1957 شرق تندوف ومنجم مشري عبد العزيز (35 مليار طن من الحديد).في الهقار يوجد 173.000 طن من الذهب الخام في منجمي تيراك وأمسماسة واللذان ينتجان 18 غ/طن.وأما معدن الباريت فيحتوي على احتياط يساوي 40.000 طن والذي يستخرج من منجمي عين ميمون بخنشلة وبوقايد بتيسمسيلت. وأما الرصاص والزنك فهما يستخرجان من مناجم الشمال أهمها منجم سيدي كمبر في سكيكدة وعين بربار قرب عنابة، ومنجم العابد القريب من الحدود المغربية ووادي زندر بتلمسان وكذلك منجم الونشريس جنوب الشلف وجبل قسطر ب العلمة ومنجم خرزة يوسف بسطيف. البنتونيت يستخرج من منجمي قريبان من مغنية ومستغانم. والجزائر لديها كمية كبيرة من الملح لكثرة البحيرات والشطوط المالحة وقدر بمليار طن. وأما الفوسفات فهو يتركز بمنجمي جبل العنق والكويف وهو يقدر في الأول بمليار طن وسماكة احتياطه ما بين 5 و 30 م. اليورانيوم يتركز في مناجم الهقار.[52]
كما تشمل البلاد احتياطات كبيرة من الجبس والحجر الجيري والرمال والطين والدلوميت والإسمنت في شمال البلاد.
الفلاحة وتربية الحيوانات
المقالة الرئيسية: الثروة الغابية في الجزائر


الزراعة في الجزائر قطاع إستراتيجي في الاقتصاد الوطني فهو يشغل 2,5 مليون وظيفة، ولا يزال يلعب دورا هاما لذلك خصصت الجزائر جزءا كبيرا من مجهوداتها لتكثيف الزراعة. وحصة القيمة المضافة الزراعية في الناتج المحلي الإجمالي بلغت 29.3 مليار دولار[54]، وقدرت المناطق المروية ب700 ألف هكتار[55] من مجموع 8,2 مليون هكتار. والإنتاج الزراعي في الجزائر متنوع، لكنه يخضع لعامل التقلبات المناخية. مما يجعله يتغير من سنة إلى أخرى.ومنها:
- الحبوب: بلغ إنتاج الجزائر للحبوب سنة 2010 بحوالي نسبة قياسية قدرت بـ17.5 مليون طن.وهي المحصول الزراعي الرئيسي، تشغل 3.04 مليون هكتار أي 46% من الأراضي المزروعة في المناطق الشمالية ومردودها مازل ضعيفا حوالي 56 قنطارا/هكتار.[56]
- مقارنة بسنة 2006 حيث بلغ الإنتاج 20,7 مليون قنطار وتمكنت الجزائر من تحقيق اكتفائها الذاتي من البطاطا.[57]
- الخضر الجافة: هي زراعة معاشية في الجزائر ومردودها ضعيف، تمارس بالتناوب مع الحبوب في المناطق التلية.
- الأشجار المثمرة: تقدر مساحتها ب مليون هكتار[58] أهم أنواعها:
- الزيتون: ويغطي 450 ألف هكتار 2/3 هذه المساحة توجد في 5 ولايات هي بجاية التي تضم وحدها 30.8% منها، تيزي وزو، البويرة، جيجل ولاية قالمة، سطيفولاية معسكر والضبط مدينة السيق يقدر العدد الكلي للأشجار المزروعة ب 52 مليون شجرة، وبلغ الإنتاج في السنوات الخمسة الأخيرة حوالي 700 ألف طن في المتوسط، لتحتل الجزائر المرتبة الثامنة عالميا في إنتاج الزيتون بنوعيه الموجه للزيت أو المائدة ويقدر معدل استهلاك الفرد الجزائري سنويًا من زيت الزيتون بـ5 لترات.
- الكروم: تقلصت مساحة زراعة الكروم إلى 97.696 هكتار، وتنتشر في المنطقة التلية المواجهة للمطر وخاصة الجزء الغربي منها وهران.
- الحمضيات: تتركز في الشريط الساحلي تقدر مساحتها ب:65 ألف هكتار[59]، بلغ الإنتاج السنوي سنة 2010 11.5 مليون قنطار [60] تضم أبرز الولايات (غليزان، البليدة، الشلف، معسكر).
- النخيل: تتركز معظم واحات النخيل في الصحراء الشمالية الشرقية، وتقدر ب21.2 مليون نخلة[58]، تتوزع على 17 ولاية بمساحة إجمالية تقدر 200.000 هكتار.[61] أنتج 6.5 مليون قنطار، بأنواعها المختلفة. أهمها دقلة نور التي تمثل 49% من إنتاج التمور، والدقلة البضاء التي تأتي في المرتبة الثانية بنسبة 30.2% من مجموع الإنتاج. كما تحتل ولاية بسكرة المرتبة الأولى في إنتاج دقلة نور.
- المقالة الرئيسية : الثروة الزارعية في الجزائر
المحاصيل الزراعية الصناعية: وأهمها الطماطم الصناعية التي وصل إنتاجها إلى 10 ملايين قنطار[62] والتبغ والبنجر السكري، وتخصص لها أخصب الأراضي الزراعية، وتنتشر في السهول الساحلية والأحواض الداخلية على مساحة تقدر بنحو 39.164 هكتار.وتوسعت زراعة الطماطم لتندمج في الواحات في بعض مناطق الجنوب مثل أدرار.
المقالة الرئيسية: الثروة الحيوانية في الجزائر
الثروة الحيوانية:تقوم تربية المواشي في الجزائر على خمسة أنواع رئيسية هي الأبقار، الأغنام، الماعز، الخيول، الجمال. تتصدر تربية الأغنام الإنتاج الحيواني بطريقة الرعي الواسع، في الهضاب العليا بصفة خاصة ويبلغ عددها 32,937,573 مليون رأس حسب منظمة الأغذية والزراعة.[63] أما تربية الأبقار فتسود في المنطقة التلية وخاصة في الإقليم الشرقي منه وبلغ عدد الأبقار في افاق 2015 حوالي 619.000 بقرة [57] ويوجد حوالي 130,185,000 رأس من الدواجن حسب احصائيات 2014 [63] ويبقى النقص واضحا في المنتوجات الحيوانية سواء في في مادة الحليب أو اللحوم مما يؤدي إلى الاستيراد رغم دعم الدولة للمنتجين وبلغ إنتاج الحليب في افاق 2015. 3,8 مليار لتر[57]
تقدر عدد المشاريع المسجلة لدى الوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار لفترة 2002 -2012 في مجال إنتاج الحليب ب 295 مشروع[57]
قطاع النشاط | عدد المشاريع | المبلغ بالمليون دينار | عدد مناصب الشغل |
---|---|---|---|
إنتاج الحليب | 295 | 56186 | 10274 |
تقدر عدد المشاريع المسجلة لدى الوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار لفترة 2002 -2012 في مجال الفلاحة ب 612 مشروع:[57]
قطاع النشاط | عدد المشاريع | المبلغ بالمليون دينار | عدد مناصب الشغل |
---|---|---|---|
الفلاحة | 612 | 56539 | 43361 |
الصيد والموارد المائية

- يقدر الإنتاج السنوي بحوالي 150.000 طن من كائنات البحار العميقة الصغيرة (سردين وأنشوفة)؛
- يقدر معدل الاستغلال بـ 2,2 مليون هكتار على المساحة الخاضعة للاختصاص الوطني المقدرة بـ 9,5 مليون هكتار؛
- يقدر إنتاج تربية الحيوانات والنباتات المائية بـ 500 طن؛
- يقدر الاستهلاك الحالي بـ 4,58 كلغ/نسمة/سنة.
تقدر عدد المشاريع المسجلة لدى الوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار لفترة 2002 -2012 في قطاع الصيد والموارد البحرية:
* بالنسبة للصيد: 290 مشروع
* بالنسبة لتربية الحيوانات والنباتات المائية: 15 مشروع.[64]
البيئة

أحد العوامل الخطيرة على البيئة، زحف رمال الصحراء على الهضاب العليا والشمال الزراعي البلاد، ما يسمى بظاهرة التصحر. الزراعة التقليدية والاستغلال غير المسؤول للأراضي الزراعية ساهما في تعريتها، حيث عانت الثروة الغابية أثناء الاستعمار وقدرت سنة 1967 بـ 2.4 مليون هكتار، حين كانت 4 ملايين قبل 1830.
قامت الحكومة بحملات تشجير ضخمة خلال السبعينات (السد الأخضر) على مستوى خط الأطلس الصحراوي، من المغرب لتونس، 1500 كم طولا، إلى 20 كم عرضا. وقع الخيار على شجرة الصنوبر، المقاومة للجفاف، لإعادة التوازن المفقود للمحيط الغابي، حيث دخلت الصحراء لغاية مدينة بوسعادة، الموجودة في الهضاب العليا. تخلت الدولة عن البرنامج أواخر 1980، لضعف الدعم المالي وفي 1991، تواجد حوالي 4 ملايين هكتار من الغابات في الجزائر.
إضافة لهذا، شبكات الصرف الصحي التي تصب في البحر مما يتسبب بنتائج سيئة جدا على الحياة والغطاء النباتي في تلك السو