اتفاقيات إبراهيم

حفل توقيع اتفاقيات إبراهيم في البيت الأبيض في 15 سبتمبر 2020، ويظهر في الصورة من اليمين، كل من وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد والرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني.

الاتفاقيات الإبراهيمية أو اتفاقيات إبراهيم (بالعبرية: הסכמי אברהם) (بالإنجليزية: Abraham Accords)‏ ويُشار إليها أيضًا باسم اتفاق إبراهيم أو الاتفاق الإبراهيمي؛ اسم يُطلق على مجموعة من اتفاقيات السلام التي عُقِدت بين إسرائيل ودول عربية برعاية الولايات المتحدة. استخدم الاسم أوّل مرة في بيان مشترك لإسرائيل والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة، صدر في 13 أغسطس 2020،[1] واستخدم لاحقًا للإشارة بشكل جماعي إلى اتفاقيات السلام الموقعة بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة وبين إسرائيل والبحرين.[2] كانت هذه هي المرة الأولى التي توقع فيها دولة عربية اتفاقية للسلام مع إسرائيل منذ أن وقع الأردن اتفاقية للسلام مع إسرائيل عرفت باسم معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية في عام 1994.

سُمّيت اتفاقية السلام بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل رسميًا باسم معاهدة اتفاق إبراهيم للسلام،[3] وكذا أطلق على اتفاقية السلام الموقع بين البحرين وإسرائيل، وهما الاتفاقان اللذان رعتهما الولايات المتحدة وأعلنت عنهما في 11 سبتمبر 2020.[3]

نُسِبت الاتفاقيات إلى إبراهيم، المُلقب بأبي الأنبياء، وهو شخصية دينية محل تقدير واحترام كبيرين في اليهودية والإسلام ويعد نبيًا ورسولًا في كلتا الديانتين، وينتسب إليه اليهود من ولده النبي إسحاق بينما ينتسب إليه العرب وعلى رأسهم الرسول محمد من ولده النبي إسماعيل، وتنتسب إليه الديانات السماوية الثلاث، اليهودية والمسيحية والإسلام، إذ تُسمى بالديانات الإبراهيمية.[4]

خلفية[عدل]

في 28 يناير 2020، أعربت إدارة ترامب عن مقترَحها للسلام الإسرائيلي-الفلسطيني في حفل أُقيم في البيت الأبيض.[5] كان أحد مكونات الخطة المتصوَّرة تطبيق القانون الإسرائيلي على إزاء %30 من الضفة الغربية أو ضمها. في 12 يونيو 2020 كتب سفير الإمارات في الولايات المتحدة يوسف العتيبة مقالة في محاولة لوقف خطط إسرائيل لضمّ أراضي الضفة الغربية،[6] وقد وُجّهت إلى الجمهور الإسرائيلي ونُشرت في الصفحة الأولى لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية.[7] كانت للبيت الأبيض أيضًا تحفظات بشأن الضمّ، شكّلت موضع نقاش بين آفي بيركوفيتش، مبعوث الشرق الأوسط في الولايات المتحدة، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في اجتماعات عُقدت في إسرائيل على مدى ثلاثة أيام في أواخر يونيو 2020، اقترح بيركوفيتش خلالها بديلًا للضم، وهو التطبيع مع الإمارات.

في 2 يوليو 2020، التقى العتيبة ببيركوفيتش لمواصلة مناقشة خطة بديلة للضم.[8] فضلًا عن معارضة كلتا الدولتين لإيران، ساهمت مخاوف الإمارات التي تناولها العتيبة في مقالته وتخطيطه مع جاريد كوشنر، كبير مستشاري رئيس الولايات المتحدة، وبيركوفيتش في جلب الأطراف المعنية إلى طاولة المفاوضات لتحديد حل بديل قاد في النهاية إلى اتفاق التطبيع الذي أُبرم في أغسطس 2020.[9][8] نتيجة لهذا الاتفاق، أُجّلت الخطط الإسرائيلية لضم أجزاء من الضفة الغريية.

بعد ساعات من الإعلان عن اتفاقيات التطبيع التي توسطت فيها الولايات المتحدة بين إسرائيل والإمارات، اتصل مسؤولون بحرينيون كبار بكوشنر ومساعده بيركوفيتش للإسفار عن رغبتهم في أن تكون البحرين الدولة التالية في التطبيع مع إسرائيل. عقب هذه المكالمة، وعلى مدار الـ-29 يومًا التالية، تفاوض كوشنر وبيركوفيتش مع البحرين وسافرا إليها حتى إبرام الصفقة في 11 سبتمبر 2020، في مكالمة هاتفية بين ترامب ونتنياهو وملك البحرين. التزمت الدول رسميًا بالاتفاقات في 15 سبتمبر 2020، مع التوقيع على اتفاقيات إبراهيم في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض.[10]

في 23 أكتوبر 2020، اتفقت إسرائيل والسودان على تطبيع العلاقات، مما جعل السودان ثالث دولة عربية تنحّي عداءها تجاه إسرائيل جانبًا خلال شهرين، وذلك بعد تفاوض أشرفت عليه الولايات المتحدة.[11]

في 10 ديسمبر 2020، أعلن الرئيس ترامب أن إسرائيل والمملكة المغربية اتفقتا على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة. استوجب أحد بنود الصفقة موافقة الولايات المتحدة على الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية.[12]

وفقًا لأقوال المحلل العسكري بصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عاموس هرئيل، فإن الغاية من اتفاقيات إبراهيم والتطبيع مع دول عربية وإسلامية أخرى في الشرق الأوسط هي تشكيل حلف استراتيجي معاضد للولايات المتحدة في المنطقة، وذلك لمجابهة الطموحات الشيعية الإيرانية، ولإثبات عدم احتياج إسرائيل لإنهاء الصراع وللسلام مع الفلسطينيين من أجل تحسين علاقاتها مع دول عربية وإسلامية.[13]

الوثائق[عدل]

بيان الاتفاقيات الإبراهيمية، وتظهر تواقيع: رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أقصى اليسار في الأعلى)، ثم على يمينه توقيع وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني ثم أدنى منه توقيع وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان ثم على يساره توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

الوثائق الموقعة ضمن اتفاقيات إبراهيم:

الاسم الاسم الرسمي التاريخ الموقعون نص الوثيقة
بالعربية بالإنجليزية
البيان بيان الاتفاقيات الإبراهيمية The Abraham Accords Declaration 15 سبتمبر 2020  الإمارات العربية المتحدة
 البحرين
 إسرائيل
 الولايات المتحدة
[14]
معاهدة السلام الإماراتية الإسرائيلية الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي Abraham Accords Peace Agreement: Treaty of Peace, Diplomatic Relations and Full Normalization Between the United Arab Emirates and the State of Israel 15 سبتمبر 2020  الإمارات العربية المتحدة (أحد طرفي الاتفاق)
 إسرائيل (أحد طرفي الاتفاق)
 الولايات المتحدة (الشاهد)
[15]
معاهدة السلام البحرينية الإسرائيلية الاتفاق البحريني الإسرائيلي Abraham Accords: Declaration of Peace, Cooperation, and Constructive Diplomatic and Friendly Relations 15 سبتمبر 2020  البحرين (أحد طرفي الاتفاق)
 إسرائيل (أحد طرفي الاتفاق)
 الولايات المتحدة (الشاهد)
[16]

انظر أيضًا[عدل]

المراجع[عدل]

  1. ^ "Read the full statement by the US, Israel and UAE on normalizing Israel-UAE relations". CNN. 13 أغسطس 2020. مؤرشف من الأصل في 2020-10-22. اطلع عليه بتاريخ 2020-09-15.
  2. ^ "The Abraham Accords". U.S. Department of States. مؤرشف من الأصل في 2020-10-22.
  3. ^ أ ب Makovsky، David (16 سبتمبر 2020). "How the Abraham Accords Look Forward, Not Back". Washington Institute. مؤرشف من الأصل في 2020-10-02.
  4. ^ Tahmizian Meuse، Alison (16 سبتمبر 2020). "Israel inks twin Arab treaties with UAE, Bahrain". Asia Times. مؤرشف من الأصل في 2020-10-23.
  5. ^ "Trump leaps into Middle East fray with peace plan that Palestinians denounce". Reuters (بالإنجليزية). 28 Jan 2020. Archived from the original on 2023-10-20. Retrieved 2023-10-17.
  6. ^ Otaiba, Yousef Al (12 Jun 2020). "Annexation will be a serious setback for better relations with the Arab world". Ynetnews (بالإنجليزية). Archived from the original on 2023-10-20. Retrieved 2023-10-17.
  7. ^ Ahren, Raphael. "In first-ever op-ed for Israeli paper, UAE diplomat warns against annexation". www.timesofisrael.com (بالإنجليزية الأمريكية). Archived from the original on 2023-10-20. Retrieved 2023-10-17.
  8. ^ أ ب Zieve-Cohen, Sam (30 Sep 2020). "UAE's Al Otaiba goes behind the scenes of the Abraham Accords". Jewish Insider (بالإنجليزية الأمريكية). Archived from the original on 2023-10-20. Retrieved 2023-10-17.
  9. ^ Federico-O'Murchú, Seán (13 Aug 2020). "Read the full statement by the US, Israel and UAE on normalizing Israel-UAE relations". CNN (بالإنجليزية). Archived from the original on 2023-10-20. Retrieved 2023-10-17.
  10. ^ PTI (16 Sep 2020). "Israel, UAE and Bahrain sign Abraham Accord; Trump says "dawn of new Middle East"". The Hindu (بIndian English). ISSN:0971-751X. Archived from the original on 2023-10-20. Retrieved 2023-10-17.
  11. ^ "Israel, Sudan agree to normalize ties with U.S. help: joint statement". Reuters (بالإنجليزية). 23 Oct 2020. Archived from the original on 2023-10-20. Retrieved 2023-10-17.
  12. ^ "Israel, Morocco to normalize ties; US shifts W Sahara policy". AP News (بالإنجليزية). 10 Dec 2020. Archived from the original on 2023-10-20. Retrieved 2023-10-17.
  13. ^ وتد، محمد. "باحثون إسرائيليون: لهذه الأسباب لم يحقق التطبيع نتائجه المرجوة". www.aljazeera.net. مؤرشف من الأصل في 2023-10-20. اطلع عليه بتاريخ 2023-10-17.
  14. ^ "Full text of the Abraham Accords signed by Israel, the UAE and Bahrain". The White House. 16 سبتمبر 2020. مؤرشف من الأصل في 2020-10-13.
  15. ^ "FULL TEXT: The Israel-UAE-Bahrain Abraham Accords Peace Agreement". Haaaretz. 16 سبتمبر 2020. مؤرشف من الأصل في 2020-10-22.
  16. ^ "Abraham Accords: Full text". Jerusalem Post. 16 سبتمبر 2020. مؤرشف من الأصل في 2020-09-30.