إسماعيل بن الشريف

سلطان المغرب من العلويين
مولاي إسماعيل

سلطان المغرب من العلويين
فترة الحكم
1672-1727
معلومات شخصية
الميلاد 1645
تافيلالت [وب-عر 1]
الوفاة 1039 هـ - 1727م
مكناس
مكان الدفن ضريح الشيخ المجذوب[وب-عر 2]
مواطنة السلطنة الشريفة
الديانة الإسلام، أهل السنة والجماعة، مالكية
الزوجة خناتة بنت بكار
حليمة السفيانية
أم العز التباع
عائشة بنت مبارك  تعديل قيمة خاصية (P26) في ويكي بيانات
الأولاد
الأب الشريف بن علي  تعديل قيمة خاصية (P22) في ويكي بيانات
إخوة وأخوات
عائلة الأسرة العلوية
الحياة العملية
المهنة عاهل  تعديل قيمة خاصية (P106) في ويكي بيانات
اللغة الأم العربية  تعديل قيمة خاصية (P103) في ويكي بيانات
اللغات العربية  تعديل قيمة خاصية (P1412) في ويكي بيانات

مولاي إسماعيل بن محمد الشريف بن علي الشريف الحسنيُّ الطالبي العلويّ، أبو النَّصر[1]، المُظفَّر باللَّه أمير المؤمنين[2] (1647م - 1727م) سلطانُ المغرب بين سنتيْ 1672 و1727، وأحدُ أكثرِ السَّلاطين العلويِّين شهرة. تولَّى حكم المغرب بعد وفاة أخيه غير الشَّقيق الرشيد بن الشريف عام 1672م، وسنُّهُ لا يتجاوز 26 سنة. وتصارع مع ابن أخيه مولاي أحمد بن محرز، الذي أعلن نفسهُ سلطانًا على المغرب بمدينة مراكش إلى غاية وفاة مولاي أحمد سنة 1687.[فرن 1]

تُعتبرُ فترةُ حكمِ المولى إسماعيل من أكثرِ الفترات أوجا وازدهار وقوة في تاريخ المغرب، حيث أنشأ جيشًا قويًّا من العبيدِ السُّود سُمي بعبيد البخاري، بلغ عدد جنوده 150 ألفًا، نجح بفضله في تحرير الثغور المغربية من قبضة الاحتلال الأيبيري، وشيَّد 76 قصبة في المغرب، جلها من أجل حماية السواحل. كما شنَّ غاراتٍ في البحر الأبيض المتوسط وبحر الشمال في إطار الجهاد البحري، وأقام علاقات دبلوماسية مع بعض القوى الأجنبية، مثل فرنسا وإنجلترا وإسبانيا. أسس المولى إسماعيل مدينة مكناس، وجعلها عاصمةَ المغرب لأوَّل مرة، حيث شيَّد بها قصر مكناس الكبير، والعديد من الحدائق والبوابات الأثرية، وأكثر من أربعين كيلومترا من الأسوار، والعديد من المساجد، بالإضافة إلى سجن قارا التحت أرضي، وصهريج السواني الذي كان يمدُّ العاصمة الإسماعيلية بالماء الشَّروبِ.

يحمل مولاي إسماعيل حاليا الرقم القياسي لأطول مدة حكم في المغرب، حيث حكم 55 سنة.

نشأته ونسبه[عدل]

تافيلالت، المنطقة التي سكنها الأشراف العلويون منذ القرن الثالث عشر ميلادي.

ولد حوالي عام 1645 م / 1056 ه في سجلماسة [3]، المولى إسماعيل بن الشريف هو ابن الشريف بن علي، أمير تافيلالت وأول سلطان علوي. وأمه جارية سودانية.[فرن 2] حيث أن والده الشريف بن علي كان أسيرا بسوس عند أبو حسون السملالي، وزَوَّجَه بامرأة من قبيلة المغافرة، فولد المولى إسماعيل في الأسر. ثم أطلق سراح الشريف العلوي بعد أن دفع ابنه المولى محمد بن الشريف فدية مالية في حدود 1047هـ. وحسب ابن زيدان فإنه ولد بتافيلالت بالقصر المعروف «بأمجار». كان عارفا بالتاريخ والسيرة النبوية وضبطها.[وب-عر 3][4] وهو من نسل الحسن الداخل الذي استقر في سجلماسة عام 1266، والذي يرجع نسبه إلى رسول الله محمد.[فرن 3] فهو:

  • المولى إسماعيل بن الشريف بن سيدنا علي محمد بن علي بن يوسف بن علي الشريف بن الحسين بن الحسن بن عبد الله أبي محمد بن عرفة بن الحسن بن أبي بكر بن علي بن حسن بن أحمد إسماعيل بن أبي قاسم ابن محمد النفس الزكية بن عبد الله الكامل بن حسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب وفاطمة بنت رسول الله" [5]

وقد نظم النسابة القادري نسبه في الأبيات التالية:[6]

أبو ملوكنا الشريف بن علي
محمد على يوسف يلي
علي الشريف ثم الحسن
محمد بن حسن المستوطن
فقاسم محمد فالقاسم
محمد الحسن ذو المكارم
فعابد الله أبو محمد
فعرفة فحسن ذو السؤدد
ثم أبو بكر علي فحسن
أحمد إسماعيل قاسم ومن
محمد المهدي فعبد الله
فالحسنان فرسول الله
مولاي رشيد، أول سلطان من السلالة العلوية، 1667.

بعد وفاة السلطان السعدي أحمد المنصور، دخل المغرب فترة مضطربة، تنافس خلالها أبناؤه على العرش بينما قُسمت البلاد بين القادة العسكريين والزوايا الدينية،[فرن 4][فرن 5] في بداية عهد زيدان الناصر كانت السلطنة السعدية ضعيفة للغاية. فسيطرت الزاوية الدلائية على وسط المغرب، وزاوية إيليغ على مساحة تمتد من سوس إلى درعة، وسيطر المرابط العياشي على السهول الشمالية الغربية، وسواحل المحيط الأطلسي حتى تازة، وتحولت جمهورية بورقراق إلى دولة مستقلة. وعند مصب أبي رقراق أصبحت مدينة تطوان دولة أضحت تحكمها عائلة النقسيس.[فرن 6] وفي تافيلالت، بايع سكان تافيلالت العلويين لصد نفوذ الزوايا فتأسست إمارة تافيلالت سنة 1631.

الوضع السياسي في المغرب حوالي عام 1660 بعد اغتيال آخر سلطان السعديين أحمد العباس.

تمكن مولاي الشريف من ضمان استقلال تافيلالت عن الزاوية الدلائية القوية.[فرن 7] ثم تنازل عام 1636 عن العرش لصالح ابنه الأكبر مولاي محمد بن الشريف الدي وسع رقعة الدولة فامتدت من الشمال الشرقي من البلاد، إلى وادي تافنا [7] ودرعة.[8] إلى أن أطاح به أخوه غير الشقيق مولاي رشيد ونجح في قتله في 3 أغسطس 1664 في معركة دارت رحاها في سهل أنجاد (بالقرب من وجدة).[فرن 8] عُين بالتالي المولى إسماعيل واليا على مكناس، نظرا لاصطفافه إلى جانب المولى رشيد. وكرس نفسه للفلاحة والتجارة [فرن 2]، في حين حكم أخوه غير الشقيق مولاي رشيد أميرا على تافيلالت، ثم سلطانا للمغرب بعد الاستيلاء على فاس في 27 ماي 1667.[فرن 8] متمتعًا بثقة والده، حيث تولى إسماعيل القيادة العسكرية لشمال المغرب وأصبح منذ عام 1667 واليا على فاس، بينما كان أخوه غير الشقيق يقاتل في جنوب المغرب. استولى مولاي رشيد على زاوية الدلائية سنة 1668 ثم استغرق عامين لإخماد ثورة مراكش، قبل أن يدخل المدينة عام 1669.

وفي 6 أبريل 1670، احتفل إسماعيل بزواجه الأول بفاس، بحضور أخيه غير الشقيق رشيد.[9] وفي 25 يوليوز، صلب 60 قاطع طريق على جدار برج الجديد في فاس.[10] بينما كان مولاي رشيد منهمكا في إخماد ثورات القبائل المتمردة في الأطلس الكبير، إلى أن توفي في 9 أبريل 1672 في مراكش بعد سقوطه عن حصانه. وفي 13 أبريل [3]، بعد أن علم بوفاة أخيه، خلف مولاي إسماعيل أخاه دون عهد رسمي[11]، وأعلن نفسه سلطانًا على المغرب في 15 ذي الحجة 1082 ه/13 أبريل 1672م [12]، وهو في السادسة والعشرين من عمره،[3] حوالي الساعة الثانية بعد الظهر. ونظم حفلا كبيرا.[3] واجتمع على بيعته أهل الحل والعقد بفاس، من أعيانها وعلماؤها وأشرافها وشيوخها من قبيل أبو محمد عبد القادر ابن علي الفاسي والشيخ أبي علي موسى وأبي عبد الله بن علي الفلالي والقاضي أبي مدين، فلم ينازعه أحد. وكذا فعلت قبائل ومدن ولاية فاس بأكملها، الذين أرسلوا له الوفود والهدايا. إلا أن مراكش ومنطقتها لم ترسل أي وفد، واتخذ المولى إسماعيل عاصمته في مكناس، متأثرا بمياه هذه المدينة ومناخها.[13]

ثورة أحمد بن محرز[عدل]

portrait en noir et blanc d'un homme portant barbe et turban tenant une épée.
الشريف مولاي إسماعيل، رسمه نيكولا I من لارميسين.

بعد توليه السلطة، كان على مولاي إسماعيل أن يواجه عدة تمردات: أولا ثورة ابن أخيه مولاي أحمد بن محرز ابن مولاي مراد محرز؛ ثم إخوته ومنهم مولاي حران الذي أخذ لقب أمير تافيلالت. كما تمرد أمير الحرب التطواني خضر غيلان على السلطان إسماعيل، بالإضافة إلى عصيان العديد من القبائل والزوايا.[فرن 9] عندما انتشر خبر وفاة مولاي رشيد، هرع أحمد بن محرز نحو مراكش بهدف تنصيب نفسه سلطانا هناك. وانضمت إليه قبائل الحوز وعرب سوس وسكان مراكش فاستولى على المنطقة بأكملها. فأطلق مولاي إسماعيل حملة يوم 27 أبريل 1672 ضد ابن أخيه أحمدز.[14] تمكن إسماعيل من سحق تمرد ابن أخيه بفضل مدفعيته ودخل مدينة مراكش [فرن 9]، حيث بويع سلطانًا بمراكش في 4 يونيو 1672،[14][فرن 10] بينما هرب أحمد، مثأثرا بجراحه، إلى الجبال.[فرن 2] عفا إسماعيل عن سكان مدينة مراكش، وأعاد تنظيم دفاعات المدينة.[فرن 11] ثم وصل إلى فاس ليعيد نعش أخيه رشيد إلى المدينة، ويدفنه بضريح الشيخ علي بن هرزوم، قبل أن يعود إلى مكناس في 25 يوليوز 1672.[14]

كان المولاي إسماعيل يعد العدة لرحلة استكشافية إلى منطقة الصحراءبيد أنه تراجع عن المشروع إثر ثورة اندلعت بمدينة فاس قُتل خلالها القائد زيدان بن عبيد العمري الذي كان سيقود الحملة، وطردت قوات السلطان ليلة الخميس إلى الجمعة 26 أغسطس 1672. بعد عدة أيام من القتال، بايع سكان فاس مولاي أحمد بن محرز، الذي استجاب لطلباتهم، وعسكر في دبدو، ثم تازة، حيثُ نُصِّب سلطانا واتجه نحو فاس الجديد، فحاصر المدينة حتى فتحت له أبوابها في 28 أكتوبر 1673، بعد حصار طويل دام أربعة عشر شهرا وثمانية أيام. ثم عفا عن سكان فاس، وأعاد تنظيم المدينة وعين واليا على فاس البالي وآخر على فاس الجديد.[15]

Photo en couleur montrant des fortifications de couleur ocre, au premier plan une route en pavé et des jardins.
مراكش أهم مدن للمغرب، والتي ثارت ثلاث مرات ضد مولاي إسماعيل لصالح مولاي أحمد بن محرز.

بالعودة إلى مكناس، واصل مولاي إسماعيل بناء العاصمة، وشيد العديد من القصور.[فرن 12] غير أن ابن أخيه مولاي أحمد بن محرز،ثار مرة أخرى واستولى على مراكش في ماي 1673.[فرن 13] عندما علم إسماعيل بصنعه عام 1674، شن أول حملة ضد القبائل العربية في بلاد أنجاد، التي احترفت قطع الطريق. فألحق هزيمة قاسية بقبيلة سجونة، ثم استعد لعملية كبرى ضد ابن أخيه. فسار على رأس جيشه في بلاد تادلة، والتقى بجيش أحمد في بووجبة، على ضفاف وادي الأبيض. وانتصر على جيش ابن أخيه وقتل زعيمته هيدا التويري. ثم لاحق عمه أحمد إلى مراكش حيث تحصن بأسوارها.[16] فحاصرها إسماعيل، حتى استولى عليها بالقوة مرة أخرى سنة 1674، مما اضطر أحمد إلى الفرار إلى ولاية درعة. ثم قاد السلطان سلسلة من العمليات ضد قبائل الشوايات والحها والشبانات.[فرن 12] وفي نفس العام أيضا، ثار صنهاجة الأطلس المتوسط والأطلس الكبير وقاموا بذبح مبعوثي السلطان، بعد رفضهم دفع الضرائب. فرسل المولى إسماعيل حملات محاولا طردهم من جبالهم حيث يتحصنون.[فرن 14] فرسلت القبائل 8 000 جندي مشاة و5 000 فارس وتمكنت من هزيمة قوات السلطان. إلا أنه استطاع هزيمتهم في حملة ثانية، مستوليا على غنائم معتبرة.[فرن 15]

وفي عام 1675، وبمساعدة سكان تارودانت، عاد أحمد سرًّا إلى مراكش، فاستولى عليها مجددا بعد طرد الجيش الملكي.[فرن 16] فحاصر إسماعيل مراكش عام 1675. إذ كان الحصار مميتًا ونتج عن خسائر فادحة للجانبين، خاصة في يونيو 1676.[16] بعد طول مدة الحصار فر أحمد أخيرا من المدينة يوم 26 يونيو 1677 اتَّجاه سوس.[17] هذه المرة، عاقب إسماعيل بحزم داعمي أحمد بن محرز،.[فرن 9][فرن 16]

ثورة الخضر غيلان وأحمد الدلائي[عدل]

في هذه الأثناء، بعث الخضر غيلان رسالة إلى فاس، ويحذر سكانها من وصوله بحرا من الجزائر العاصمة إلى تطوان، حيث رحبت به عائلة النقسيس الحاكمة للمدينة. ردا على ذلك، سار المولى إسماعيل نحو تازة التي استسلمت بعد حصار دام عدة أشهر، مما اضطر أحمد بن محرز إلى الفرار نحو الصحراء. بينما لا يزال حصار فاس قائما [15]، ثم عرج إسماعيل بقوة قوامها اثني عشر ألف رجل، إلى الشمال الغربي لمواجهة خضر غيلان المدعوم إيالة الجزائر الذي استولى منطقة الهبط، أي سهول الغرب. وخلوت، وكذلك جزء من بلاد جبالة.[N 1] ونجح إسماعيل في قتل غيلان وإخضاع المقاطعات الشمالية [فرن 9] وذلك 2 شتنبر 1673، بعد أن هزمه في موقعة بالقرب من القصر الكبير.[فرن 17]

ما إن انتهى إسماعيل من إخماد ثورة الخضر غيلان، وصلت إلى مسامعه أن أحمد بن عبد الله الدلائي، حفيد محمد الحاج الدلائي، مستعينا بجيش كبير من قبائل جبل صنهاجة، استباح أموال وممتلكات القبائل العربية في تادلة حتى السايس وأخرجهم منهم من أراضيهم، مما اضطرهم إلى اللجوء إلى مدن فاس ومكناس وسلا. معيدا بذلك إحياء الزاوية الدلائية البائدة، معتمدا على دعم إيالة الجزائر، الذي استقبلوه لاجئا. كان السلطان إسماعيل مشغولا بمراقبة أحمد بن محرز المتواجد بسوس فارسل 3 000 فارس وهزمهم جيش من البربر بقيادة أحمد بن عبد الله، وقتل القايد يخلف. أرسل إسماعيل جيشين آخرين يضم كل منهما 4 000 رجل، وهزموا واحدًا تلو الآخر. هزم الأول بالقرب من مكناس بينما ثم اضطر الثاني إلى التراجع إلى قصبة تادلة، التي استولت عليها صنهاجة ودمرتها. وفي هذه الأثناء، تمرد ثلاثة من إخوته، مولاي حران ومولاي حمادة ووالد أحمد، مولاي مراد محرز في تافيلالت. فقرر السلطان وضع حد للاضطرابات في تادلة. فتدخل بنفسه وهزم بربر صنهاجة خلال معركة كلفتهم ما يقرب من 3 000 قتيل، وعدة مئات من القتلى للجيش المخزني.[18] وأعقب ذلك السيطرة على تادلة، وعاد الاستقرار إلى الأطلس المتوسط. علق ما يقرب من 700 رأس من رؤوس المتمردين على أسوار فاس من طرف القايد عبد الله العروسي.[فرن 18] وعاد مولاي إسماعيل إلى مكناس في أواخر 1677، ووضع حدا لتمرد إخوته، ثم أسر على مولاي حران لكنه أبقى على عنقه.[19]

وحسب المؤرخ المغربي إبراهيم حركات يرجع سبب كثرة الحركات الثورية على إسماعيل إلى غياب نظام قار لوراثة العرش وعدم اعتماد العلويين على أي عصبية قبلية أو سياسية في قيام دولتهم خلافا للأدارسة التذي اعتمدوا على أوربة والمرابطون على عصبية صنهاجة والموحدون على مصمودة ثم التعزيزات الكومية والمرينيون الذي اعتمدوا على عصبية زناتة والسعديون الذي اعتمدوا علة أهل سوس وجزولة لإقامة دولتهم.[20]

الحملة على بلاد شنقيط وبلاد السودان[عدل]

أوضاع بلاد شنقيط والسودان قبل الحملة[عدل]

خريطة باشوية تمكبت في عهد السعديين

يرجع النفوذ المخزني في بلاد الصحراء إلى عهد أحمد المنصور الذهبي الذي شن حملة بقيادة جؤذر باشا على سلطنة صنغاي ومملكة مالي وبلاد شنقيط. تمكن من خلالها الزيدانيون إخضاع كل بلاد السودان بل وتتالت الوفود المبايعة من مختلف القبائل التارقية [فرن 19] وملك مملكة غانم الذي أعلن تبعيته للسلطان السعدي.[وب-عر 4][21][22] إلا أن بعد تفكك وسيران الضعف وتفشي الوهن في جسد الدولة السعدية ضعفت قبضة المخزن على تلك الأراضي. فاستقل الرماة وهم مغاربة تزوجوا من نساء سودانيات وأسسوا باشوية تمبكتو إلا أن سيطرتهم انحسرت في المدن المتاخمة لواد النيجر من تمكبتو وجاو وجني.[فرن 20][23][24] أما بلاد شنقيط المعروفة أيضا ببلاد قمنورية فقد عادت إلى التشرذم القبلي رغم محاولة رماة تمكتبو فرض الغرامة عليهم. فكان لكل مدينة قاض، فولاتة كان قاضيها سيدي محمد التمبكتي، واستمرت هجرة القبائل العربية واستيطانهم بها نتيجةً لانكسار شوكة البربر بعد هزيمتهم في حرب شرببة.[25] كما أن التوارق استغلوا اضمحلال السلطة المغربية ونهبوا تمبكتو وفرضوا الغرامة على أهلها.[فرن 21] وفعلوا كذلك بقبائل قمنورية التي لم تسلم من النزاع فيما بينها فالوافدون الجدد العروسيون حاولو كذاك فرض الغرامة على قبائل ولاتة فانته ذلك بمقتل محمد الشرقي العروسي. كما شهدت شنقيط كذلك ازدياد نفوذ الزوايا وأبرزهم زاوية إيدوعلي.[25] في ظل هذا التشردم، ظهر في بداية القرن السابع عشر إمارات عديدة [فرن 22] من قبيل إمارة الترارزة وإمارة البراكنة وإمارة أدرار وإمارة تكانت وإمارة عوكر، وكانت عبارة عن تجمع قبلي يقوده أمير حرب يتقاسم السلطة مع وجهاء الجماعة. وتميزت هذه الإمارات بالصراعات المستمرة بين القبائل بل وداخل أفراد القبيلة الواحدة[فرن 23]، وأحيانا حتى داخل قبيلة الأمير كذلك. وكان أبرز هذه الصراعات صراع اعلي شنظورة أمير ترارزة مع إمارة البراكنة، والذي سيكون السبب المباشر للتدخل المغربي في بلاد شنقيط.[فرن 22] كما كانت تلك الحملة امتدادا لما ما قام به أخاه رشيد في سياسته لتوحيد المغرب إذ تمكن هذا الأخير من الحصول على بيعة رمزية من رماة تمكبتو.

وكانت وراء الحملة عدة دوافع:

  • سبب اقتصادي: أدت الصراعات بين القبائل إلى توقف طرق القوافل وتشويشها مما أثر سلبا على اقتصاد البلاد. فكان لا بد من السيطرة على طرق القوافل وتأمينها. كما أن بلاد السودان عرفت بثروات كالذهب والملح الذي كان متواجدا بكثرة في تغازة.[فرن 24]
  • سبب سياسي: التخوف من ازدياد النفوذ الفرنسي خصوصا والأوروبي عموما بالمنطقة وأبرز مثال على ذلك مركز «القديس جوزيف» الفرنسي على ضفاف نهر السنغال وغزو البرتغال لأرجين.[فرن 23]
  • استنجاد أمير ترارزة بالمخزن كان اعلي شنظورة أمير ترارزة طموحا يسعى إلى التوسع فدخل في مواجهة حامية مع الإمارات المجاورة، فبايع سلطان المغرب وأعلن تبعيته إمارته له طالبا العون والمدد والجيوش ضد أبناء عمه البراكنة.[25]

الحملة على بلاد السودان[عدل]

أرسل إسماعيل حملة لاستعادة السيطرة على تغازا للسيطرة على مناجم ملحها ثم استولى على تودني، وترك بها حامية لتقيها من غزوات الطوارق. ثم حصل على تجديد باشوية تمبكتو للبيعة مرة ثانية وبذلك استعاد المولى إسماعيل السيطرة على بلاد السودان ورجعت فعليا لحظيرة المخزن كما كانت قبل تفكك الدولة السعدية.[فرن 5] وبعد فتح العرائش، أرسل المولى إسماعيل لأهل تمكبتو رسالة يعلمهم بالفتح:

«وجاءتنا بيعتكم مسطرة بخط علمائكم وخطاب أعيانكم . ولما أن كانت تنبكت عندنا من جملة حواضر الغرب ، تعين علينا أن نبشركم بما من الله به على المسلمين من فتح مدينة العرائش. وها هي من جملة مدن الإسلام يتلى فيها كلام الله وتقام بها حدود الله ومكن الله عباده المسلمين من جميع ما احتوت عليه من سائر ما كان فيها من نصارى وذخائر وانفاض وبارود وعدد وعدد، وملكنا سبحانه رقابهم وظفرنا الله من جميعهم وكان فتحا على المسلمين مبينا. فوجدنا فيها من النصارى الذين دخلوا أيدينا أسارى سبع عشر مائة وستة عشرين كافرا . وقتل منهم نحو الألف أيام محاصرتهم ومقاتلتهم. ووجدنا في المدينة من الأنفاض مائة وعشرين لايكاد يوجد مثلها في بر النصارى كلها، وألفينا بها خمسمائة مصفح من الحديد وألفين من المكاحل ومن البارود خمس مائة قنطار ومهراسا عديم النظير للبنبات وأما الكور والرصاص وآلة الحروب والأثاث فشيء تجاوز العد والحد. وحيث احتوت حاضرتكم تنبكت على صلحاء وأخيار وكنتم حتى أنتم مجاورين للعبيد الكفار عرفناكم بهذا الفتح وبعثنا إليكم الرقاص بالفور فإن هذا الفتح فرح به كل موحد وحزن له كل جاحد.[26] »

واستمرت السيادة السلطنة الشريفة طيلة عهد المولى إسماعيل، بينما حافظ باشاوات تمبكتو بعد ذلك بتبعيتهم الاسمية لسلاطين المغرب إلى غاية سقوط تمبكتو بيد سلطنة ماسينة سنة 1826.[فرن 20]

الحملة على شنقيط[عدل]

شنَّ المولى إسماعيل حملة على الجنوب الدولة عام 1678، من فأخضع جنوب سوس حتى توغل في إقليم شنقيط، وسيطر على أدرار وآفطوط وتيشيت وشنقيط وأقر اعلي على إمارة ترارزة التي صارت تمتد من الرأس الأبيض إلى واد السنغال، فحكم باسم المولى إسماعيل إلا أنه لم يتورع عن ربط العلاقات بالفرنسيين مما زاد نفوذهم بالمنطقة.[فرن 25] خلال رحلته، حظي بحفاوة استقبال من قبل أهل البلاد، إذ قام إسماعيل بتعيين القياد والباشوات، وقام ببناء الحصون والأربطة، متبثا سلطة المخزن على تلك المناطق. فضلا على سلف ذكره، استقبل السلطان خلال هذه الحملة وفودا مبايعة من أهل السَّاحل والقبلة ومن دليم وبربوش والمغافرة وودي ومطاع وجرار وغيرهم من قبائل بني معقل، والتي تستوطن بلاد الصحراء حتى نهر السنغال، فأعلنوا طاعتهم للسلطان، وكان في ذلك الوَفد الشَّيْخ بكار المغفري والد الْحرَّة خناثة أم السُّلْطان الْمولى عبد الله بن إسماعيل فأهدى الشَّيْخ الْمذْكُور إِلى السُّلْطان ابنته خناثة وكانت ذات جمال وفقه وأدب فتزوجها السُّلْطان وبنى بها وجلب من تلك الأقاليم أَلفين من الحراطين بأولادهم شكلو فيما بعد نواة جيش عبيد البخاري.[27]

وانفرد توماس بيلو بروايته أنه أن بعض القبائل اشترطت عليه أن يهزم امرأة شنقيطية في لعبة رماح ليبايعوه:

«وفي سنة 1690، جاءت إليه امرأة من هذا الشعب، ولما سمعت بقدومه ذهبت لمقابلته على ظهر الخيل، على رأس عشرين ألف رجل. أخبرته أن سكان الصحراء يريدون أن يضعوا أنفسهم تحت حمايته، لكن عليه أن يقاتلها في لعبة الرماح، فإذا أراد الحصول عليها، فإنها ستكون عهد ولائهم وثمنًا لولاءه. لقد حافظت في البداية على الأفضلية، لكنها وجدت نفسها بعد ذلك مهيمَنَة»

وبعد فوزه دانت له جميع القبائل الشنقيطية.[28]

الحملة على إيالة الجزائر وثورة إخوته[عدل]

خريطة تبين موقع قبيلة بني عامر التي انضمت إلى صفوص المولى إسماعيل أثناء حملته على إيالة الجزائر

حاول مولاي إسماعيل، بين 1678 و1679، القيام برحلة استكشافية إلى ما وراء جبل عمور في منطقة الشرق، فقدمت عليه وفود مبايعة من عرب ذوي منبع ودخيسة وحميان والمهاية و العمور وأولاد جرير وسقونة وبني عامر والحشم وتوجه بهم إلى أن نزل القويعة على رأس وادي شلف برفقة مجموعة كبيرة من القبائل العربية بما في ذلك بني عامر.[29] إلا أن المدفعية العثمانية في تسببت في فرار جميع القبائل العربية المشاركة في الحملة واضطرت السلطان للاعتراف بواد التافنة حدودًا تفصل إيالة الجزائر عن المغرب.[فرن 26][فرن 27] وقام السلطان بترميم وتنظيم وجدة عند عودته.[30]

paysage de désert, à l'arrière plan deux sommets pierreux.
جبل صغرو، قمة الجزء الشرقي من جبال الأطلس الصغير، في بلاد آيت عطا.

في نهاية رمضان 1678-1679، ثار الإخوة الثلاثة إسماعيل بن الشريف، مولاي حران، مولاي هاشم ومولاي أحمد، وثلاثة من أبناء عمومتهم، ضد المولى إسماعيل بمساعدة القبيلة الصنهاجية آيت عطا وقبائل وادي تودرا ووادي دادس. فأرسل مولاي إسماعيل حملة كبرى واستولى على على فركلا وغيريس وتودرا ودادس. فتخلت القبائل المتمردة عن واحاتها وتحصنت بجبل صغرو الواقعة في جبال الأطلس الشرقية. خاض إسماعيل معركة صعبة في جبل صغرو، في 3 فبراير 1679,.[31][فرن 9] وأدت إلى مقتل العديد من رجالات المخون من بينهم موسى بن أحمد بن يوسف قائد الجيش الشريفي و400 جندي من فاس. تنتهي المعركة، غير الحاسمة، باتفاق ينص على حرية المرور أهل تافيلالت المتوجهين إلى مراكش عبر أراضي القبائل الصحراوية المتمرد، والتزامها بالجهاد ضد المسيحيين.[فرن 28] ثم ظهر الطاعون في نهاية العقد وقتل عدة آلاف من الأشخاص [فرن 16]، خاصة في منطقتي الغرب والريف.[32] وفي طريق العودة، وسط الأطلس، عند ممر التلوت أو ممر الكلاوي بجبل بن درن، تسببت عاصفة ثلجية في خسارة السلطان ما يقرب من ثلاثة آلاف خيمة، وجزء من جيشه وثرواته.[فرن 28] ولما نزل السلطان بسيدي رحال اكتشف أن وزيره ورجال دولته مدوا أيديهم في أموال الناس بالنهب لما لحقهم من الجوع فاشتكي الناس على السلطان، فأمر بقتل من وجده خارج المحلة. وأمر بجر الوزير عبد الرحمان المتراري، وقتل أصحابه بالرصاص [31][فرن 16] ثم أمر بالوزير أن يجر بمكناسة وفاس، ففعل به ذلك ورمي باقيه. وقتل السلطان في تلك الوقعة من المحلة، نحو الثلاثمائة، ورجع لمكناسة، فأقام فيها. وفي محرم عام تسعين وألف وقع الوباء بالمغرب فكان عبيد البخاري يعترضون الطرقات، ويردون الناس عن مكناسة، وكذلك كانوا يتعرضون بسايس. وكل من يأتي من قاس يقتل.تمادى عرب الشبانات وزرارة قوم كروم الحاج من الحوز لما كانوا عليه من الظلم و الجور لأهل الحوز فأنزلهم بوجدة ثغر المغرب، وكتبهم في الديوان، وقيد عليهم العياشي بن الزوغر الزراري، وأمره بالتضييق على بني يزناسن، إذ كانوا مناصرين العثمانيين، فكانوا يغيرون عليهم ويمنعونهم من الحرث في بسائط آنگاه.[33]

فتح طنجة والمعمورة[عدل]

Plan en perspective cavalière d'une place forte donnant sur la mer (côté gauche et bas) entourée de montagnes schématisée laissant une route s'étendant à gauche où se déroulent des combats de cavaliers et d'épées
نقش من سنة 1680م يمثل طنجة تحت السيادة الإنجليزية.

بعد الانتهاء من توحيد المغرب، قرر مولاي إسماعيل إنهاء الوجود المسيحي في البلاد. ولهذا السبب، اعتمد السلطان إلى حد كبير على فيلق جديد من الجيش أسسه سنة 1678 م/1062 هجرية، وهو الجيش الريفي [إنج 1]، يتألف من مقاتلين من مختلف قبائل الريف البربرية.[24] يقود هذا الجيش الريفي عمار بن حدو البطوي.[24] أطلق السلطان في البداية حملة لاستعادة مدينة طنجة من الإنجليز، والتي لم تعد تحت السيطرة المغربية منذ عام 1471 بعد سيطرة البرتغال عليها. انتقلت المدينة البرتغالية إلى أيدي الإنجليز بعد زواج كاثرين براغانزا من تشارلز الثاني. وهي تتميز المدينة بحصانتها الشديدة ويصل عدد حامية المدينة إلى 4 000 رجل. [فرن 29] كلف مولاي إسماعيل الجيش الريفي بقيادة علي بن عبد الله الريفي بمحاصرة طنجة منذ عام 1680.[فرن 30] أثناء الحصار، أرسل مولاي إسماعيل فرقة أخرى من الجيش الريفي بقيادة عمار بن حدو البطوي لفتح مدينة المعمورة يوم الخميس 9 ربيع الأول 1092 هجرية/ 1681[34] [فرن 31] المحتلة من قبل الإسبان منذ عام 1614، في الفترة التي كان السيبة تسود المغرب. فحاصر إسماعيل المدينة وحرمها من الماء، إلى أن فتحها في 9 ربيع الثاني 1092ه وأسر حاميتها الإسبانية، التي تقدر ب309 رجل.[35] قُتل عمار بن حدو قائد الجيش أثناء حصار المدينة [24]، وحل محله أخوه أحمد بن حدو.[36] وفي طنجة، قاوم الإنجليز الحصار المغربي، ولكنهم لم يتحملوا التكلفة الباهظة للحفاظ عليها، فقرروا التخلي عن المدينة للجيش المغربي في 5 فبراير 1684/ربيع الثاني عام 1095.[فرن 30][فرن 16]وعن كيفية فتح طنجة تحدث صاحب (كتاب الأنوار) ،وقال :

«سببُ فتحها أن خليفة السلطان غور بامره نصره الله الماء الذي كان يسقي منه أهلها منذ زمان ، ثم حفر حفيراً بقرب الماء المسمى بساقية أبي الليف في ذلك المكان، فانحدر الماء وانعكس لموضع يسمى بقبة السلطان بقرب وادي يُعرفُ بوادي اليهود من تلك.المواطن فاشتغل العسكر بالحفير إلى أن بلغوا الأبراج التي أحدها يسمى ببرج الدجاج ، فهدموها بالبارود ، و زادوا بالحفيحتى بلغوا قصبة مبنية.بالجير تسمى بمرشان ، فدخلوها عنوة ، ففر من كان بها من النصارى إلى طنجة ، وبعثُوا إلى رئيسهم مُستغيثين ، فبعث إليهم الأجفان فركبوها فصاروا في البحر عابرين ، فدخلها مقدم السلطان من غير عنف في تاريخ ربيع الثاني عام 1095 [37] »

تآمر العثمانيين وأحمد بن محرز[عدل]

تارودانت، المدينة التي دعمت انتفاضة أحمد بن محرز ومولاي حران.

خلال هذه العمليات التي نفذها قياد جيشه، كان مولاي إسماعيل مشغولا بتحقيق الاستقرار في البلاد. وبعد حملة استكشافية بمنطقة الشرق ضد بني عامر، تلقى خبر اتفاق بين أحمد بن محرز وإيالة الجزائر. كما علم أن الجيش العثماني قد اقترب من وادي تافنة، بل وصل إلى منطقة بني يزناسن.[38] وعلى الفور أمر المولى إسماعيل بالنفير العام في جنوب البلاد ضد أحمد وأعد حملة ضد العثمانيين، وطردهم من المنطقة ولاحقهم حتى تلمسان.[36] ثم قام بحملة على ابن أخيه في سوس سنة 1683، ووقعت معركة هناك بين جيشه وجيش أحمد في أبريل. وبعد 25 يوما من القتال، هرب أحمد إلى تارودانت وتحصن هناك. اندلعت معركة جديدة خلفت أزيد من 2 000 قتيل، وجرح كل من أحمد وإسماعيل، نحو 11 يونيو 1683. واستمرت الاشتباكات حتى شهر رمضان سنة 1683.[39] ثم قاد مولاي إسماعيل حملتين ناجحتين، مما أدى إلى تهدئة العديد من المناطق الأمازيغية.[40][41]

بينما كان مولاي إسماعيل منشغلا بقتال القبائل المتمردة في الأطلس، استغل أحمد بن محرز الوضع وتحالف مع مولاي حران لزعزعة استقرار المخزن. وعندما علم مولاي إسماعيل، في 1684-1685، بوجود المتمردين في تارودانت وسيطرتهم على المنطقة بأكملها، انطلق على الفور نحو المدينة لمحاصرتها بشكل غير لم يتوقعه أحمد الذي خرج برفقة عبيده لزيارة ضريح، فوجد نفسه في مواجهة أفراد قبيلة زرارة، جنود المولى إسماعيل الدين لم يعرفوا هويته، فهاجموه وجرت بينهم معركة قصيرة انتهت بموت أحمد. ولم يدرك جنود السلطان أنهم قتلوا أميرا إلا بعد وفاته، في منتصف أكتوبر 1685 تقريبًا. أمر إسماعيل بتشييع جنازته ودفنه.[42] وواصل مولاي حران المقاومة حتى أبريل 1687 عندما فر إلى الصحراء. ذبح سكان تارودانت، وأعيد إسكان المدينة بريافة من فاس.[فرن 32] ولقي العديد من القادة العسكريين في جيش إسماعيل حتفهم أثناء القتال.[42] ومنذ ذلك التاريخ لم يطعن أحد في سلطة السلطان لتنته بذلك الحرب بين أحمد وإسماعيل بعد ثلاثة عشر عامًا من الصراع.[فرن 9]

فتح العرائش وأصيلة[عدل]

تعتبر العرائش من المدن العتيقة، كانت تعرف بسفد، وكان صاحبها أحمد بن القاسم كنون من بقية الأدارسة تحت طاعة محمد الناصر صاحب قرطبة سنة 337 هـ. ثم أخرجه منها جوهر قائد جيش الفاطميين. ثم صارت تابعة لعمال المروانيين ومن أتى بعدهم إلى أن أنزل بها يعقوب المنصور الموحدي العرب الهلاليين فجعلوها قاعدة رياستهم وأطلقوا عليها اسم العرائش فصارت إلى البداوة أقرب منها إلى الحاضرة نتيجة الطبع البدوي الذي كان يغلب على الهلاليين ثم هدمها أسطول مسيحي سنة 668هـ، وبقيت على خرابها إلى سنة 910 هـ، فاحتلها البرتغاليون وبنوها وعمروها إلى أن أخرجهم منها المنصور السعدي سنة 986 هـ فاعتنى بها وعمرها وحصنها ورمم قصبتها. وفي 1019 هـ / 1610م سلمها المأمون بن المنصور السعدي إلى الإسبان مقابل أن يساعدوه ضد أخيه زيدان الذي كان في صراع معه على الملك، و لكن سيطر عليها الاسبان سنة 1610 دون أن يقدموا للمأمون أي مساعدة وظلت بأيديهم .[فرن 33] فأرسل مولاي إسماعيل جيشه بشمال البلاد لاسترجاعها [إنج 2] يقدر قوامه بين 30 000 و50.000  [فرن 34]، بأوامر من القائدين علي بن عبد الله الريفي [فرن 35] وأحمد بن حدو البطوي، لاسترداد مدينة العرائش، وأجبر السلطان، الذي أعلن نواياه عام 1688، الإسبان على تحصين المدينة بشدة: 200 مدفع بين 1 500 أو 2000 رجل.[فرن 34] حوصرت المدينة من 15 يوليوز 1689/ 20 محرم 1101 هجرية إلى غاية يوم السبت السابع والعشرين من المحرم 1101 الموافق لأغسطس 1689.[فرن 35] فاستمر بذلك الحصار ثلاثة أشهر ونصفا ذلك أن العسكر المخزني حفر حفرا تتت أسوار المدينة وخزن فيها خزائن من البارود، ثم فجرها ولم تلحق ثمانية انفجارات بالسور ضررا، غير أن انفجارين اثنين هدما السور، فافتتح الجيش المخرني وقت قيام البارود، ووثبوا على الأسوار وقاتلوا الإسبان، فاقتحموا حتى دخلوا المدينة فوجدوا سورا من العود، فكان الحرب بينهم عليه سجالا، ثم بعد ذلك فر الإسبان إلى البساتين، فأقاموا بها يوما وليلة، فدخلهم الرعب في الحين، فخرجوا منها صاغرين وبذلك تم أخيرا فتح المدينة في 28 محرم 11/1101 نونبر 1689 [43] بعد خمسة أشهر من الاشتباكات، مما أعقب خسائر فادحة تقدر بأكثر من 10 000 قتيل. وأسر المغاربة 1 600 جندي إسباني، من بينهم 100 من الضباط، و44 مدفع. خسر الجيش الإسباني 400 جندي في القتال.[فرن 36] وانتهت المفاوضات بتبادل ضابط واحد مقابل عشرة مغاربة، أو مائة ضابط مقابل ألف مغربي بينما بقيت باقي الحامية الإسبانية تحت الأسر في مكناس، باستثناء أولئك الذين اعتنقوا الإسلام.[فرن 37] ولم يكد المولى إسماعيل أن فتح مدينة العرائش حتى أرسل أحمد بن حدو لحصار مدينة أصيلة. ففر الإسبان المنهكون عن طريق البحر، وسمحوا للجيش المغربي بفتح المدينة سنة1691.[فرن 33]

إخضاع بربر صنهاجة[عدل]

ما بين 1692-1693، نظم مولاي إسماعيل أكبر حملة عسكرية ضد آخر القبائل المتمردة أي قبائل بربر صنهاجة، وهم أمازيغ من فزاز، وهي منطقة قديمة تقع في الجزء الغربي من الأطلس المتوسط. وتشكل هذه القبائل الجيب الأخير لبلاد السيبة، مصطلح يشير إلى المساحة التي لا تخضع للسلطة المركزية للبلاد.[44] جهز الجيش الشريفي ذو الأفضلية العددية بمدافع الهاون ومدافع وغيرها من آلات الحصار إلى قصر بني مطير. وفي هذه الأثناء تجمعت كل القوات المغربية في أدخسان. قام مولاي إسماعيل بتقسيم جيشه إلى ثلاثة فيالق. كان الفيلق الأول، بقيادة باشا مساهل، يضم 25 000 من جنود المشاة وكانت مهمته السير من تادلة إلى الوادي الأبيض، متجاوزًا آيت عسري. أما الفيلق الثاني فكان بقيادة القائد علي أو بركة، وضم آيت إيمور وآيت إدراسن الذين كلفوا بالسيطرة على تنغالين بالقرب من الجبهة. بينما تمركز الفيلق الثالث والأخير بقيادة علي بن إيشو القبلي، ملك زمور وبني حكيم، في ملوية العليا.[فرن 38] فوجدت القبائل المتمردة، من آيت أومالو وآيت يفلمان وآيت عسري [44]، نفسها محاطة بمولاي إسماعيل الذي استخدم كل مدفعيته لتخويف الأمازيغ المنشقين. ثم اندلعت معركة رهيبة، حيث وقع البربر في كماشة منتشرة في الوديان. بعد واحد " الصيد » في ثلاثة أيام، أحضرت 12 000 رأس من البربر إلى السلطان، وتم أخذ 10 000 حصان بالإضافة إلى 30 000 بندقية كغنيمة.[فرن 39] وبذلك أخضع مولاي إسماعيل المغرب كله وجميع قبائل البلاد لسلطة المخزن المباشرة. وسرعان ما نظم الدفاع عن المناطق الخاضعة من خلال بناء عشرات الحصون في جميع أنحاء البلاد، مما سمح للسلطة المركزية بالامتداد إلى مناطق بعيدة، مثل فزاز على سبيل المثال. وبهذا النصر اكتملت وحدة المغرب. ففي عام 1693، حسب ما قاله أحمد بن خالد الناصري : « ولم يترك السلطان قبيلة من المغرب خيولاً ولا أسلحة. ولم يكن يبق سوى العبيد والأوداية وآيت إيمور (قبيلة كيش) والريفيون الذين جاهدوا في سبتة. ».

وأخضع قبيلة جروان أيضا. حيث أن رجال هذه القبيلة امتهنوا قطع الطرق في نهر زيز وهو الطريق المؤدي إلى سجلماسة. فأمر القائد إدراسن علي بن إيشو بإخضاعهم. وجاء في الاستقصاء لأحمد بن خالد الناصري أن مولاي إسماعيل قدم 10 000 فارس لعلي بن إيشو قائد قبيلة زمور وبني حكيم، وأخبره : « لا أرى وجهك إلا إذا أغرت على جروان، وآتيني بعدد الرؤوس التي هنا من جروان». فقتل أكبر عدد ممكن من قبلة جروان ونهب جميع معسكراتهم. وقدم المولى إسماعيل 10 مثاقيل لمن يأتيه برؤوس إضافية. وبذلك استطاع أن يجمع 12 000 رأس. وقد سُرَّ السلطان بنجاح الحركة، ووسع نطاق سيطرته إلى مناطق آيت أومالو وآيت يفلمال.[45]

الحروب في الشرق[عدل]

معركة المشارع وحملة وهران[عدل]

خريطة تبين بياليك إيالة الجزائر حيث سعى المولى إسماعيل لضم بايليك الغرب

في مايو 1692/1104، أرسل إسماعيل ابنه زيدان مع جيش من أهل فاس مزود بالعتاد والأسلحة في حملة ضد إيالة الجزائر[46]، فهُزم جيش زيدان نتيجة هروب رماة فاس عند المواجهة مما ألحق بجيش زيدان خسائر جسيمة، فوقّع الصلح بينه وبين فقهاء إيالة الجزائر، ثم الصلح بين السلطان العلوي والسلطان العثماني[47] الذي نص على احترام نصوص المعاهدات السابقة.[48]

في عام 1693، أغار مولاي إسماعيل على وهران بجيش يقدر ب20 000 جندي، ونهب ممتلكات قبيلة بني عامر. وحاصر مدينة وهران وأغار عليها مرتين وبني رباطا بها إذ كانت آنذاك تحت الاحتلال الإسباني إلا أن الحاكم الإسباني لوهران صد الهجوم لعدم توفر جيش إسماعيل على مدفعية قوية[49] وخلال انسحابه تعرض الجيش المخزني لكمين دبرته قبيلة بني عامر تمكنوا من خلاله من إلحاق خسائر كبيرة بجيشه واسترجاع ما غنمه منهم في بداية الحملة. فكان مصير الحملة الفشل نتيجة التحالف بين إيالة الجزائر وإسبانيا.[فرن 40][فرن 41] وقد صرح مولاي إسماعيل بعد فشل حصار وهران متعجبا من حصانتها:[فرن 42]

إسماعيل بن الشريف أفعى تحت صخرة، تضر غيرها ولا يقدر عليها أحد إسماعيل بن الشريف

—إسماعيل بن الشريف بعد هزيمته[49]

فأرسل العثمانيون سفارة لعقد الصلح، بمبادرة من سلطان الآستانة أحمد الثاني.[فرن 39]

تحالف المولى إسماعيل مع داي تونس[عدل]

الخلفية التاريخية
خريطة تبرز غزو إيالة الجزائر لإيالة تونس السبب المباشر لتشكل الحلف بين داي تونس والمولى إسماعيل

شهدت بدايات تسعينيات القرن السابع عشر تغييرًا في مسار السياسة الخارجية لإيالة الجزائر على يد الداي حاج شعبان الذي زاد في حدة الجهاد البحري الجزائر ضد الأوروبيين وسعى إلى توحيد المغرب الكبير بأكمله تحت سلطته، فقد كان مهتمًا على وجه التحديد بتوسيع حدود بايلك الغرب،[فرن 43] كما أراد الحاج شعبان أيضًا ضم تونس وجعلها إيالة جزائرية.بينما أظهر المولى إسماعيل منذ بداية حكمه رغبته في ضم تلمسان، وهي مدينة جزائرية تقع في غرب البلاد.

ولذلك وجد كل من السلطنة الشريفة وباي تونس بمصالح متقاطعة فرغم تبعية كل من الجزائر وتونس للباب العالي إلا أن قبضة الدولة العثمانية بدأت بالاضمحلال منذ 1683 وستكون هذه الحرب النعش الأخير في أي سيطرة عثمانية مباشرة على المغرب العربي حيث سيبق للباب العالي مجرد سيادة اسمية بعد نهاية الحرب.[فرن 44]

غزو إيالة الجزائر لإيالة تونس

غزا داي الجزائر الحاج شعبان إيالة تونس سنة 1694 تحت غطاء مساندة الداي محمد بن شيكر. وانتهت الحرب بضم كامل أراضي إيالة تونس إلى إيالة الجزائر لمدة عدة أشهر. عيّن شعبان خلالها محمد بن شيكر حاكمًا على إيالة تونس، وأقام بايلكا جديدا تابعا له بنفس الطريقة التي أقام بها بايلك الشرق في قسنطينة.[فرن 45] إلا أن هذا لم يدم طويلاً، ففي عام 1695 ثار التونسيون وانتصروا على محمد بن شيكر في معركة القيروان، وأعادوا سلالة البايات المراديين إلى سُدة الحكم. وبهذا انتهت سيطرة إيالة الجزائر على إيالة تونس.

الغزو المشترك لإيالة الجزائر

قرر كل من داي تونس والمولى إسماعيل التحالف ضد إيالة الجزائر التي عانت من عدم الاستقرار في أعقاب تمرد أوجاق الجزائر ضد الحاج شعبان. ففي ربيع 1701، أطلق مولاي إسماعيل حملة عسكرية ضد إيالة الجزائر. وتقدمت القوات المخزنية حتى وادي الشلف قبل أن يعترضها جيش داي الجزائر في الشديوية (جديوية[50]). بقوات تقدر بما بين 10 000 و12000 رجال نجح داي الجزائر في صد 60 000 جندي من الجيش المخزني.[فرن 46] تعرض الجيش المخزني العلوي لهزيمة ثقيلة مردها سوء تنظيمه، وتمكن مولاي إسماعيل الجريح من الفرار بأعجوبة.وعلق 3 000 رأس من جنوده و50 رأس من القادة بالجزائر العاصمة.[فرن 47] وفي نفس الوقت، غزت قوات داي تونس معززة بقوات إيالة طرابلس الغرب بايلك الشرق ومركزه مدينة قسنطينة عام 1699. وكان علي خوجة بك باي قسنطينة في ذلك الوقت أكثر استعدادًا من نظيره في بايلك الغرب، فصد الهجوم داي تونس وبذلك كان مصير التحالف بين المولى إسماعيل وداي تونس الفشل.[فرن 45] [51]

تقسيم المملكة بين أبنائه[عدل]

بين عامي 1699 و1700، قام مولاي إسماعيل بتقسيم أقاليم البلاد بين أبنائه. فعين مولاي أحمد واليا تادلة. وعين مولاي عبد المالك قيدا على درعة، متحصنا بقصبة وفرقة من 1 000 فارس. أما مولاي محمد العلم فقد أنر منطقة سوس و3 000 فارس. وعين مولاي المأمون واليا على سجلماسة وأعطاه 500 فارس. توفي وحل محله بعد ذلك بعامين مولاي يوسف. استلم مولاي زيدان قيادة شرق، إلى أن عزل منها بعد غزوته الفاشلة ضد العثمانيين، وتوقيع إسماعيل معهم صلحًا.[52] وهكذا استبدال بمولاي حفيظ. إلا أن هذا التقسيم أدى إلى الغيرة والخصومات بين الأبناء والتي تحولت أحياناً إلى اشتباكات. هكذا هزم مولاي عبد المالك على يد شقيقه مولاي ناصر الذي استولى على كامل درعة.[53] بيد أن مولاي الشريف، الذي عينه والده واليا على درعة بدلا من عبد المالك، فسيطر على المنطقة وطرد أخاه ناصر.[54] في هذه الأثناء، وفي مواجهة المؤامرات والدسائس ومكر حماته للا عائشة مباركة، التي تريد تنصيب ابنها مولاي زيدان وليا للعهد، ثار مولاي محمد العلم الأكبر في سوس، ثم استولى على مراكش 9 مارس 1703. ومع اقتراب شقيقه مولاي زيدان على رأس جيش، فر مولاي محمد العلم واختبأ في تارودانت. حاصر أخوه المكان، ثم أسره في 25 يونيو 1704، واقتاده إلى واد بهت في 7 يوليوز.[54] فعاقبه والده بقسوة بقطع يده وذراعه، ثم أعدم الجزار الذي رفض سفك دم الشريف.[فرن 48] وتوفي محمد العلم نتيجة البتر بعد أيام وتوفي بعد أيام قليلة رغم احتياطات والده لإبقائه على قيد الحياة[55]، ونهى مولاي إسماعيل عن الصلاة على الميت. وقد اعترض على هذا المنع قاضي فاس العربي بورديلة، الذي عصى الصلاة وواصل أداءها.[إنج 3] ثم قام مولاي إسماعيل بالقضاء على قايد مراكش اتهم بتسليم المدينة إلى مولاي محمد العلم.[فرن 49] ثم، بعد أن علم بالتجاوزات التي قام بها مولاي زيدان بتارودانت، ولا سيما المذبحة التي تعرض لها سكان هذه المدينة [54]، دبر إسماعيل مقتل ابنه عن طريق قيام نسائه بخنقه وتسميمه عام 1707.[فرن 48] وقد ثار ابنه مولاي ناصر في سوس، لكنه قُتل في النهاية على يد قبيلة أولاد دليم الموالية لمولاي إسماعيل.[56]

ولتجنب المزيد من الاضطرابات، عزل مولاي إسماعيل جميع أبنائه من الولايات التي عهد بها إليهم، باستثناء مولاي أحمد الذي احتفظ بمنصبه واليا على تادلة، ومولاي عبد المالك الذي يصبح واليا لسوس.[57] لاحقًا عزل مولاي إسماعيل مولاي عبد المالك ،عن ولاية سوس، لأنه انفرد بحكمها حتى صار حاكها المطلق، ورفض عام 1718 دفع الزكاة، ثم تغيير ترتيب ولاية العهد.[فرن 50] اعتذر عبد الملك لاحقًا لأبيه وسم <ref> غير صحيح؛ أسماء غير صحيحة، على سبيل المثال كثيرة جدا، لكن إسماعيل لم يعد يثق به.[فرن 51] ولذلك اختار مولاي إسماعيل مولاي أحمد وليا للعهد.[فرن 51]

الحملة الثانية على وهران والحملة على الأغواط[عدل]

حاول المولى إسماعيل سنة 1707، شن حملة أخرى لتحرير وهران من الاحتلال الإسباني، إلا أن وقوع هجوم منسق بين الجانب الإسباني وإيالة الجزائر في غابة ليست بعيدة عن قرية صغيرة تسمى بركة الماء واجه باي بايلك الغرب من معسكر، مصطفى بوشلاغم، مولاي إسماعيل وجيشه وهزمه.[بحاجة لمصدر]

خريطة لإيالة الجزائر حيث تمكن المولى إسماعيل من ضم كل من عين الصفراء والأغواط بحلول سنة 1713

أرسل المولى إسماعيل حملات عسكرية بين عامي 1708 و1713 بعد إعادة تنظيم الجيش المخزني إثر الهزيمة في وادي الشلف ضد داي الجزائر عام 1701.وقاد عبد الملك ابن المولى إسماعيل الحملة، وعسكر في عين ماضي وحشد الأموال. وتمكن من إخضاع الأغواط وبني مزاب مسيطرا على الأراضي الجنوبية المتاخمة لإيالة الجزائر.[فرن 52]

إلا أنه بعد وفاة السلطان سنة 1727، تمكن باي التيطري، من خلال حملة تحت قيادة شابان الزناتي من دفع سكان الأغواط إلى إيقاف البيعة لسلطان المغرب وبيعة السلطان العثماني.[فرن 52]

حصار سبتة ومليلية[عدل]

سبتة أثناء الحصار

سقطت سبتة بأيد البرتغاليين سنة 1415، وظلت في أيديهم إلى أن تفكك الاتحاد الإيبيري، حيث ضمتها إسبانيا إلى ممتلكاتها، وحاول كل من الوطاسيين، السعديين ثم الخضر غيلان استرجاعها دون جدوى. فكان من الطبيعي بعد أن تبث سلطانه أن يسعى المولى إسماعيل إلى استرداد هذه المدينة الحصينة، كما أن الفقهاء والعلماء حثوه على ذلك وأبرز من خاطبه العلامة سيدي عبد السلام جسوس الفاسي إذ نظم القصيدة الآتية:[58]

رفعت منازل سبتة أصواتها
تشكوا اليكم بالذي قد هالها
مع بادس و بريجة فتعطفوا
و تنبهوا كي تسمعوا تسألها
يا ابن النبي الطاهري محمد
قل يا أمير المومنين أنا لها
فلقد قضيتم للعرائش حاجة
مع طنجة فاقضوا لدي آمالها
عار عليكم أن تكون أسيرة
بجواركم و جنودكم تغــرا لهـــا
إن لم تكونوا أخذين بثارها
من ذا يفك من الوثاق حيالها
لا تسمعت من جاهل ومثبط
و مصعب من جهله أحوالها
إن الذين تقدموا قد جاهدوا
بنفوسهم و بمالهم أمثالها
فتملكوا املاكها و دیارها
وتقسموا أموالها ورجالها
فابعث لها أهل الشجاعة عاجلا
حتى تراهم نازلين جبالها
و أمرهم بمعونة وبقوة
كي ما تقطع بالعدا اوصالها
و ارفع لهذا الغرب رأسا انـه
في الضعف ما دام العدا نزالها
ابقاك ربي للخلافة عدة
تتلو الشريعة من شرابها
و اقبل هدية من أتى بنصيحة
يبغي الثواب ولا تقل من قالها

حاصر إسماعيل مدينة سبتة بجيش قوامه 40 000 جندي، لكن في مواجهة شدة التحصن الإسباني، استمر الحصار.[فرن 53] كما حاصر جزء من جيش إسماعيل مليلية بين عامي 1694 و1696، لكنه فشل في اقتحام تحصيناتها المنيعة.[فرن 53]وشارك الأميرال الإنجليزي جورج روك في حصار سبتة بإغلاق مينائها عام 1704.[فرن 53]

في عام 1702، كلف مولاي إسماعيل ابنه مولاي زيدان، بجيش قوامه 12 000 رجل، للاستيلاء على جزيرة قميرة. تمكن المغاربة من تدمير القلعة الإسبانية لكنهم فشلوا في فتحها.[فرن 54]

في عام 1720، أرسل فيليب الخامس ملك إسبانيا، الذي أراد الانتقام من مولاي إسماعيل لتقديمه المساعدة للإمبرياليين خلال حرب الخلافة الإسبانية، أسطولًا بقيادة ماركيز ليدي لرفع الحصار عن سبتة وإجبار الجيش المغربي على الاستسلام. وفي السنة المذكورة خرج الإسبان بجيوش كثيرة و أوقعوا بمعسكر المسلمين خارج سبتة واستولوا على ما كان بأيديهم. ثم بعث السلطان في الساعة و الحين بالجيوش من جميع أقطار المغرب، و من عبيد سيدي البخاري فردهم على أعقابهم بعدما كانوا استولوا على موضع المحلة و رجع النصارى إلى سبتة، ورجع عبيد سيدي البخاري إلى مقرهم من الرمل، وفي سنة ثلاث وثلاثين المذكورة في شعبان منها كان ابتداء الغلاء في المغرب، و وصل سعر القمح إلى اثني عشر مثقالًا أو ثلاثة عشر، و تمادى ذلك الغلاء نحو أربعة أعوام، ثم بعد ذلك أعقبه رخاء مفرط إلى أن كان وسق الزرع بمثقال، والشعير بثلاثة أواق للوسق. ففك مولاي إسماعيل الحصار الذي كلفه خسائر فادحة.[47] وبذلك نجح الأسطول الإسباني من رفع حصار سبتة بعد أن تمكنت حامية المدينة من الصمود مند سنة 1694 رغم الحرب الأهلية الدائرة بإسبانيا. ولكن بمجرد عودة ماركيز ليدي إلى إسبانيا، قرر مولاي إسماعيل إعادة حصار سبتة عام 1721. كان السلطان عازمًا على الانتقام من الإسبان، وأعد سلاحا عتيدا دمرته عاصفة في عام 1722. مع ذلك استمر حصار سبتة حتى وفاته في رجب سنة تسعة وثلاثين ومائة وألف/1727.[فرن 48][فرن 55]

وفاته[عدل]

Photographie d'une tour brune sombre ouverte d'une porte avec un arc outrepassé, richement décoré et couvert d'un toit vert (oxyde de cuivre ou céramique). L'ensemble est flanqué de deux murs blancs percés d'ouvertures plus simples.
ضريح مولاي إسماعيل في مكناس، المغرب.

توفي مولاي إسماعيل في 22 مارس 1727 عن عمر [فرن 48] الواحدة والثمانين عاما، بسبب خراج في أسفل البطن مصحوبًا بالحزن لعدم قدرنه على ركوب الخيل كالمعتاد. خلفه ابنه مولاي أحمد.[فرن 56] وكانت مدة حكمه 57 عاما.[فرن 57] عند وفاته، تمزقت الدولة بسبب تمرد عبيد البخاري، حيث توالى على الحكم أكثر من سبعة من سلاطين بين عامي 1727 و1757، وأبرزهم ابنه مولاي عبد الله الذي كان عين سلطانًا ثلاث مرات.[فرن 58]

ولم يجد المغرب الذي مزقته فترة مظلمة من تاريخه اتسمت بتقسيم البلاد منذ ما يقرب من قرن من الزمان، السلام إلا في عهد مولاي إسماعيل، الذي نجح في تهدئة جميع مناطق البلاد بشكل كامل. ويعتبر عهده فترة ذهبية في تاريخ البلاد عاشت فيها الأمن والسلام والاستقرار. كما وصفها المؤرخ أحمد بن خالد الناصري في كتابه المسمى الاستقصاء الذي يتتبع تاريخ المغرب بأكمله من هذه الفترة : « ولم يعد المجرمون ومثيرو الشغب يعرفون أين يحتمون، وأين يلجأون : فَلَا أَرْضَ أَرَادَت أَنْ تَحْمَلَهُمْ وَلاَ سَمَاءٌ وَافقتْ تَغْشِيهِمْ ». قام مولاي إسماعيل بإعادة الوحدة السياسية للبلاد، وشكل قوتها العسكرية الرئيسية وهي جيش البخاري، واسترد العديد من المدن الساحلية من الأوروبيين. وقام بتوسيع الأراضي المغربية بشكل كبير [59]، وأنشأ العديد من المباني الضخمة.[60]

أهمية إسماعيل[عدل]

سلالة العلويين خلال أقصى اتساع لها (القرن 18).
سلالة العلويين خلال أقصى اتساع لها (القرن 18).

قال محمد الصغير الإفراني في كتابه روضة التعريف بمفاخر مولانا إسماعيل بن الشريف أن المولى إسماعيل «...دوخ نصره الله بلاد المغرب الأقصى كلها ، وملك سهلها ووعزها ، ودان له قريبها وبعيدها ، واستولى على تخوم بلاد السودان وبلغ منها ما لم يبلغه ملك قبله ، وقد وصلت جيوشه إلى بحر النيل من جهة بلاد فرغانة ، ودخل في طاعته كثيرٌ من عمائر أطراف السودان ، وامتدت مملكته من جهة المشرق إلى قرب بلاد بسكرة من قرى بلاد الجريد ، وما تمهدت له البلاد إلا بعد محاربة طويلة ومقارعة فظيعة ،وبعد أن قاسى مع أهل المغرب والثوار من الحروب ما هو أدهى وأمر.»[61]

ووافقه محمد الضعيف الرباطي حيث قال:«و كانت طاعته قد عمت جميع المغرب إلى تلمسان، و جميع بلاد الصحراء و توات وفقيف و أطراف السودان و على تيغاز و سوس الأقصى، وخضع لقهره جميع من كان عصاء فيالها من مصيبة ما أعظمها على المسلمين و فرح لموته أعداء الله الكافرين. و لقد كان صواما قواما دائم الذكر شديد الغيرة في محارم الله و كان مهابا شجاعا ظاهرا للغداء منصورا مظفرا مؤيدا، يعابه ملوك الأرض ويرون مهادنته عليهم من أكد الفرض، ويعاديه ملوك ،الاقاليم، ويتحفه بالهدايا ملوك الأعاجم» [58]

في ذروته، كان الجيش الشريفي يتكون من 100 000 [فرن 46] إلى 150 000 من حرس عبيد البخاري [فرن 59]، بالإضافة إلى ميليشيات عربية أخرى في هذه الحالة كيش الوداية [فرن 30] العلوج (أوروبيون اعتنقوا الإسلام) ومقاتلين من القبائل الخاضعة الذين يحصلون على أرض في مقابل خدمتهم.[فرن 3]

شخصيته وصفاته[عدل]

ورعه وتواضعه[عدل]

منع إسماعيل الخطباء من ذكره على المنابر مقرونا بلفظ السيادة والمولوية وأمره لهم بذكر اسمه مجردا إذا قال:

« إلى كافة الفقهاء الخطباء بمحروسة تطوان سددكم الله ووفقكم وسلام عليكم رحمة الله تعالى وبركاته أما بعد فاذكرونا في الخطب بمجرد إسمنا إسماعيل بن الشريف من غير زيادة مولانا ولا سيدنا فقد استحييت ان تذكر الخلفاء من الصحابة الاجلاء والتابعين واتباعهم رضوان الله عليهم بأسمائهم وكناهم ونذكر نحن بأزيد من ذلك وأن أبدى بعض العلماء وجها وبالغ في الثناء فالحياء غلبنا ومنعنا من الالتفات اليه والسلام [62] »

ومن تواضعه مباشرته تخطيط قصوره ومساجدها وربما عمل فيها مع العملة؛ قال الأسير مويت إن المولى إسماعيل هو المتولٍ لهندسة بناءاته حيث يباشر ذلك بنفسه بل ويعين بنفسه في خدمة البناء بمحضر الخدمة؛ كأنَّه واحدٌ منهم حتى يظن أنه ليس هو السلطان. كما أجمع المؤرخون المسلمون على تواضعه لله تعالى وتدينه الشديد، فروي أنه إذا تفكر في عظمة الله سبحانه وأدركته خشية الله تعالى سجدَ على الأرض وعفر وجهه في ترابها، وربما يُدركه ذلك وهو في طين فيخرُّ ساجدا لله عزَّ وجلَّ ولا يبالي بتلوث ثيابه. [63]

حتى كتاب أجانب من قبيل دومينيك بوزنو شهدوا له بورعه وتدينه، إذ قال:

« بأنه كان متمسكًا بشدة بشريعته وكان يمارس علنًا جميع الطقوس والوضوء والصلاة والصيام والأعياد بدقة شديدة.[فرن 60] »

كما أن المولى إسماعيل كان يحب مناظرة أتباع الآباء الثالوثيين المتواجدين بالمغرب، وذلك كل ما عاد من صلاة الجمعة إذ يأمر بأن يجلب إلى قصره أتباع الآباء، ومن مناظراته ما نقله المؤرخ الفرنسي هنري دي كاستري:

«لقد قلت ما يكفي للرجل العاقل؛ إذا كنت عنيدًا، فهذه مشكلتك. نحن جميعًا أبناء آدم وبالتالي إخوة. الدين وحده هو الذي يصنع الفارق بيننا. ولذلك، كأخ وطاعةً لوصايا شريعتي، فإنني أحذركم بلطف من أن الدين الحقيقي هو الإسلام، وأنه الدين الوحيد الذي يمكن للمرء أن يحقق فيه الخلاص.أعطيك هذا التحذير لإراحة ضميري ولكي يكون لي الحق في اتهامك في يوم القيامة.[فرن 61] »

عدله وإنصافه[عدل]

كان عدل المولى إسماعيل أمرا مشاعٌ في البوادي والحواضر وذلك أنه لا يحتجب عن الناس بداره كما كانتْ عادةً منقبله من عظماء الملوك يحتجبون عن الرعية بشهواتهم ، ويقطعون جلَّ الأوقات في لذاتهم ، حتى كان المتظلم يمكث بباب الأمير الأشهر الكثيرة والليالي ذوات العدد يرتقب خروج سلطانه إليه فلا يجد إليه سبيلا ، وهو نصره الله يبرز في كل وقت وفي كل يوم حتى يصل إليه من أراده قوياً أو ضعيفاً ، شريفاً أو مشروفاً ، من غير حاجب يحجبه ولا صاد يصده.[64]

قسوته تجاه القبائل المتمردة[عدل]

إن السمات الرئيسية لشخصية مولاي إسماعيل، والتي تؤكد عليها جميع السجلات والأساطير في ذلك الوقت، هي "شخصيته". رغبته في سيادة النظام والسلطة وإرادته الحديدية ومن أقواله في هدا الصدد : « إذا أعطاني الله الملك، فلن يستطيع أحد أن ينزعه مني ". وستظهر قوة شخصيته في تصرفاته وقرارته.[فرن 62] وفقًا لدومينيك بوسنو، يرتبط لون ملابس الشخص غريزيًا بحالته المزاجية « اللون الأخضر هو اللون المحبوب : الأبيض يبشر بالخير لمن يقترب منه : ولكن عندما يلبس اللون الأصفر يرتعد الجميع ويتجنبون حضوره لأن هذا هو اللون الذي يتخذه في أيام الإعدامات. » [فرن 63]

ويبرر أبو القاسم الزياني قسوة المولى إسماعيل مع القبائل المتمردة، على اعتبار الجهد الذي كلفوه للسلطان في تثبيت ملكه في المغرب، فهي «قبائل لا تلين باللطف بل بالسيف والعنف»:

إسماعيل بن الشريف "وغلب السلطان مولاي إسماعيل منهم على أهل المغرب عربهم وبربرهم، باستعمال العسكر… وقد بلغ عددهم مائة وخمسين ألفا، فاستراحت دولة العلويين من عبث البربر نحو خمسين عامًا إلى أن مات المولى إسماعيل إسماعيل بن الشريف

صفته الخلقية[عدل]

عرف عنه مهارته في ركوب الخيل وتمتعه بقوة بدنية كبيرة وخفة حركة احتفظ بها في شيخوخته.[فرن 48][فرن 64]

ووصف أن له وجه طويلا، وبشرة داكنة، وطولا متوسطا أضاف سانت أمانس، سفير لويس الرابع عشر « إنه أقوى وأقوى رجل في ولاياته ».[فرن 2]

العلاقات الخارجية في عهده[عدل]

العلاقة مع فرنسا[عدل]

مولاي إسماعيل يستقبل سفير لويس الرابع عشر فرانسوا بيدو دي سان أولون، 1693، لوحة بريشة دينيس مارتن.
صورة لجان باتيست إستيل، القنصل الفرنسي في سلا الذي تفاوض على فداء الأسرى الفرنسيين الذين أسرهم القراصنة، في مولاي إسماعيل.

استمرارًا لسياسة الانفتاح التي بدأها عبد الملك السعدي، حافظ مولاي إسماعيل على علاقات تجارية جيدة مع فرنسا. هكذا طلب مولاي إسماعيل من فرنسا مساعدته في حربه ضد إسبانيا ولكن دون جدوى. كما تم شكل تحالف ضد إيالة الجزائر بالتعاون مع فرنسا وباي تونس.[32]

اقترح المولى إسماعيل بواسطة سفيره عبد الله بن عائشة فكرة الزواج بالأميرة الفرنسية مدام دو كونتي ابنة لويس الرابع عشر ملك فرنسا غير الشرعية مع احتفاظها بدينها، فعرض عليها الزواج ولكن الملك الفرنسي رفض بأدب.[فرن 65][32]

وفي سنة 1682، تم التوقيع على معاهدة صداقة بين المغرب وفرنسا في سان جيرمان أونلي [وب-فرن 1]، لكن اعتلاء حفيد لويس الرابع عشر للعرش الإسباني سنة 1710 أدى إلى فطع المغرب لعلاقاته سنة 1718. مع فرنسا وإسبانيا، ورحيل التجار والقناصل الفرنسيين والإسبان عن المغرب،.[فرن 65][فرن 66]

Tableau représentant un groupe d'hommes assis dans une loge de théâtre.
محمد تميم، سفير المغرب يشاهد مسرحية 'الكوميديا الإيطالية (1682)، أنطوان كويبل (1661-1722)، فرساي.

واتهم الدبلوماسيون الفرنسيون، مولاي إسماعيل بأنه جشع للغاية، وأن مفاوضاته وتحالفاته تهدف فقط إلى تلقي الهدايا. وبمجرد إشباع جشعه، لا يتردد في إنكار تعهداته مع القوى الأوروبية.[فرن 67][فرن 68]

مع إنجلترا[عدل]

Tableau représentant un homme habillé en rouge portant une barbe fine et un turban.
محمد بن حدو، سفير مولاي إسماعيل المغربي إلى بريطانيا العظمى عام 1682.

ترجع العلاقات الأنجلو-مغربية إلى عهد السعديين حيث حاول أحمد المنصور إقناع إليزابيث ملكة إنجلترا آنذاك بالقيام بحملة مشتركة لاسترجاع الأندلس وتقسيم الدولة الإسبانية بعد مساندته لإنجلترا في حربها ضد إسبانيا. واستمرت العلاقات عهد مولاي إسماعيل في الازدهار رغم طرد المغرب الإنجليز من طنجة لأنهم عوضوا ذلك بالسيطرة على جبل طارق فيما بعد. ففي عام 1682، أرسل محمد بن حدو سفيرًا مغربيًا إلى بلاط تشارلز الثاني.[65] أمضى محمد ستة أشهر في إنجلترا، في زيارة حظيت بتعليقات كبيرة. زار أكسفورد، كامبريدج والجمعية الملكية من بين العديد من الأماكن الأخرى. الصراعات والقضايا التجارية وقراصنة الساحل البربري وتبادل الأسرى.[66]

كما حاول المولى إسماعيل دعوة جيمس الثاني ملك إنجلترا إلى الإسلام، عن طريق إرسال رسائل يذكر فيه فضائل الإسلام.[فرن 69]

السفير الأميرال عبد القادر بيريز، 1723–1737.

حدثت إحدى أهم الاتصالات بين البلدين في 1720-1721، عندما زار جون ويندوس والعميد البحري تشارلز ستيوارت المغرب ونجحوا في توقيع معاهدة دبلوماسية مع المخزن لأول مرة، وعادوا إلى وطنهم مع 296 من الأسرى البريطانيين المفرج عنهم.[66] تم إرسال سفراء مغاربة مرة أخرى إلى إنجلترا في عام 1726.

مع الدولة العثمانية[عدل]

شهدت العلاقة انفراجة مؤقتة مع اعتلاء أحمد خان الثالث عرش الدولة العثمانية سنة 1673، إذ ارسل رسالة أشاد فيها بنسب السلطان الشريف، وأثنى على جهاده ضد الأوروبيين، وعاتب فيها أهل الجزائر على عدم موالاتهم له في جهاده وتحريره للثغور، وأطلق يده فيهم آمرا إياهم بالتعاون مع السلطان ضد الأوروبيين [67] إذ قال:

«إعلم أيُّها السيد المولى أنا قبل أن يصل إلينا كتابكم الأسما ، وخطابكم الأنما ، كنا لا نعرف ما هم عليه أهل الجزائر ، ولا أنهى إلينا فعلهم أحدٌ كما أنهيتموه لنا ، ولا عرفنا ما صار عندهم ولا ما هم عليه ، وبالجملة أهلُ الجزائر ما هم على شيء لكونهم أخلاط الناس ، فيهم الأصلي وفيهم البراني وفيهم مَن لا خَلاقَ له ، ولم تكن عمارتها بذوي الأحساب والأنساب ، كل هذا لا يخفانا قبل ، نعرفه ونتحقَّقه منهم ، وقد بلغنا أنهم خرجوا من البلاد بمحلَّتِهم وأرادوا الشرَّ معك ، وإنَّا لا نرضى منهم ذلك ، وهذه الذخائر والأموال والخزائن التي خبَّرْتَنا بها قطعاً خبَّرَ بها غيرك ، والآن إِن شَاءَ الله نردُّ لهم البال ، ونشتغل بهم ولا نتركهم في حيّز الإهمال ، وتلك الخرجة التي خرجوا لبلادك نطلب من كمال فعلك وحسبك أن تسمح لهم فيها لوجهنا، وإن عادوا يُراجعونك ولو بكلمةٍ تمحي جرَّتَهم وهذا زمان ما جاءَنا سفراؤهم وأخبارهم ، والآن حيثُ أيقظتنا إن رجعوا عن سوء فعلهم فذاك المنى والمراد ، وإن تمادوا على غيّهم وأساءوا في جانبك ولو بكلمة أعلمنا ونحنُ نُفَوِّضُ لك فيهم تنتقم منهم بيدك وتفعل فيهم ما أردت [68] »

فيما عدى ذلك تميزت علاقات بين السلطنة الشريفة مع الدولة العثمانية وممتلكاتها في شمال أفريقيا بالتوتر والصراع. واحتفظت القوتان بانعدام الثقة متبادل، خاصة في عهد مولاي إسماعيل.إذ قام العثمانيون بدعم وتمويل معارضي إسماعيل بشكل متكرر، بل وقاموا بحملات لمساعدتهم.من خضير غيلان، النقسيس،والدلائيين وغيرهم. على الجانب الآخر، حاول مولاي إسماعيل أيضًا القيام بعدة حملات وغارات، غالبًا بمساعدة القبائل العربية المناهضة للعثمانيين، والتي كان بعضها على الجانب الآخر من وادي تافنا. وقعت الإمبراطوريتان على معاهدة سلام مراراً وتكراراً، وذلك سنة 1678 [30]، 1692 [فرن 70]، 1693 [فرن 39] و1701.[فرن 71]

مع الدول الأوروبية الأخرى[عدل]

عقد السلطان مولاي إسماعيل، اتفاقية مع الإسطادوس الهولندية منذ عام 1680. اهتمت تلك الاتفاقية بتبادل الأسرى والسفارات وجلب الأسلحة.[69]

كما راسل المولى إسماعيل فيليب الخامس، ملك إسبانيا، طالبا تحرير أسير من جزائر بني مزغنة، اسمه محمد بن صوفه [70] ، كما أرسل رسالة أخرى يدعو فيها "طاغية قشتالة، وليون،و[أ]راغون، وبسكاية وغليسية، والأندلسية الشرقية والغربية والهند" كما كانت عادته في تسمية ملوك إسبانيا إلى حسن معاملة سيمون ضلضان، وهو يهودي من خدام السلطان أرسله إلى مدينة قالص ليقض له بعض الأمور.[71]

الدولة في عهده[عدل]

الجيش وعتاده[عدل]

الجيش الشريفي[عدل]

هدأت الثورات في نهاية 1677، وبسط مولاي إسماعيل سلطته على البلاد. وتمكن من تصفية وإضعاف منافسيه الرئيسيين، تمكن أخيرًا من العودة إلى مكناس لتنظيم إمبراطوريته.[17] فخطرت له فكرة إنشاء جيش عبيد البخاري،.[72][فرن 46]

كان الجيش الشريفي يتألف بشكل أساسي من جنود من ولايات الصحراء وما قبل الصحراء، وهي تافيلالت وسوس وبلاد صنهاجة الصحراء وبلاد شنقيط، حيث ولدت نصيرة السلوي بنت محمد الهيبة، إحدى زوجات المولى إسماعيل. وكان بنو معقل، الذين يسكنون هذه الأراضي بأعداد كبيرة، يمثلون الفرقة الأولى والرئيسية للعلويين حتى منتصف عهد مولاي إسماعيل، تمامًا كما كان في زمن السعديين. العديد من الكيش ينحدرون من هذه القبائل العربية. واعتمد العلويون أيضًا على قبائل منطقة وجدة التي بايعوا سلاطين العلويين مند عهد السلطان محمد بن شريف.[فرن 72] كانت قبائل الكيش معفاة من الضرائب، وتمنح الأراضي مقابل خدمتها بالجيش.[73][فرن 3]

بالإضافة إلى ذلك، اعتمد مولاي إسماعيل الاعتماد أيضًا على خبرة ومعرفة العلوج في المدفعية، الذين شكلوا فيلقًا عسكريًا [فرن 3]، واعتمد أيضا على الجيش العربي الزناتي من الشراقة، وهي قبيلة تنحدر إلى قبيلة بني معقل العربية [وب-فرن 2] الدي أسسه رشيد بن الشريف بشمال فاس.[فرن 73] كما استخدم القبائل العربية الهلالية خلوت شراردة ; وقد تم تسميتهم بقبيلة المخزن، وقدموا عدة وحدات للجيش الشريفي.[فرن 73]

وتشكل هذه القبائل، المتمردة في كثير من الأحيان، قوات الخط الثاني. وقد أدرك السلطان أنه لا يمكنه الاعتماد عليهم، حيث يمكنهم تغيير ولائهم أو الهروب في أي وقت.[فرن 73] ولذلك قرر إنشاء أول جيش محترف متين ومخلص ومخلص له تمامًا ألا وهو جيش عبيد البخاري.[فرن 59] بعد حصار مراكش عام 1672، بدأ باستقدام وتجنيد العديد من السود في جميع أنحاء المغرب وكان عددهم في البداية 14 000ز.[فرن 74] وشكل هؤلاء العبيد السود في جميع أنحاء البلاد، رجالًا ونساءً، مجموعة تزايدت أعدادها بسرعة بسرعة، حتى وصلت إلى 150 000 فرد في نهاية عهده.[74] تلقى العبيد التعليم العسكري مند عمر 10 سنين حتى 16 سنة، حيث تم تسجيلهم في سجلات الجيش. تلقوا تعليمهم في قصور الملك.[فرن 59]

أدى ذلك إلى خلاف بين السلطان والعلماء، حيث أن البعض أفتى بعدم جواز استعباد الحراطين ، فأورد السلطان على فاس كتاب يوبخ فيه العلماء و القاضي ويلزمهم الموافقة على تمليك العبيد الذين في الديوان بل وتعرض البعض لمحنة صودرت فيها أمواله واعتقل أولاده كما وقع لعبد السلام جسوس الذي انته مقتولا خنقا [75]، وقرء على المنبر بتمليك حراطين فاس و في ثاني عشر المحرم من عام. جاء القائد عبد الله الروسي بتمليك عبيد أعيان فاس، و في ثامن عشر منه اجتمع المرابطون و الفقهاؤ بالقرويين و أجمعوا رأيهم ان يكتبوا السلطان متشفعين له في ذلك، وفي الثاني والعشرين منه جاء أهل فاس وطلبوا منه أن يخرج إلى مكناسة ليشفع لهم فعفا عنهم.[76] ثم أنشأ مولاي إسماعيل جيش الأوداية.[17] وينقسم هذا إلى ثلاثة ريجة ". وجب تمييزها عن قبيلة الوداية.[77] بادئ ذي بدء، تتكون ريحة أهل سوس من أربع قبائل بني معقل عربية من سوس، وهم أولاد جرار وأولاد مطاع وزرارة والشبانات.[17] شكلت هذه القبائل في القرن السادس عشر الجيش السعدي [77]، ضد عرب يوشيم الغرب، وهم جزء من بني هلال وهم الخلوت، وسافيان، الذين دعموا المرينيين في فاس.[17] ثم إن ريحة المغافرة الشنقيطية، التي تنحدر منها للا خناثة، التي يرجع نسبها إلى بني معقل. وأخيرًا الريحة الخاصة بآل الوداية، حيث نجد أفراد قبيلة الوداية. الوداية قبيلة صحراوية قوية ترجع أصولها إلى أدرار، وتتمتع بسلاح فرسان قوي من الجمال. وهم الذين هاجروا إلى الشمال [77]، كانوا في سوس عندما التقى مولاي إسماعيل، الذي بعد السيطرة على مراكش عام 1674، براعٍ فقير يُدعى بوشفرة وعلم أن على شعبه أن اضطر إلى الهجرة من الصحارى بسبب الجفاف، وهو أن نسبه يرجع إلى بني معقل مثله، يتعاطف معه السلطان، ويقرر إنشاء جيش من النخبة من الوداية.[78]

جيش الوداية يصبح عنصرا رئيسيا في جيش السلطان وفقا لمبدأ القبائل المخزنية : الالتزامات العسكرية مقابل الأرض. وفقا للمؤرخ سيمون بيير، خلال 《 أثناء الغزو العلوي، تعرضت شعوب المغرب العربي للنهب ونزع سلاحها، وباستثناء قبيلة البربر والريفان، فإن العبيد والأوداية فقط هم الذين يحتكرون القوة. وبعد ثلاثين عاما، في عام 1727، عند وفاة مولاي إسماعيل، كان أعوان عبيد البخاري وكيش الأوداية هم الذين، بالتنسيق مع علماء مكناس والوزراء، انتخبوا السلطان مولاي أحمد الذهبي》.[77] إلا أن مصادر أخرى تشير إلى أن مولاي إسماعيل قد عين خليفته بنفسه قبل وفاته.[فرن 56] ومهما كان الأمر، ففي فترة الفوضى العلوية، لعب آل الأوداية دورًا كبيرًا وخلعوا العديد من السلاطين بالاتفاق مع عبيد البخاري.[77]

التنظيم الدفاعي[عدل]

وفي نهاية عهده، كان إسماعيل قد بنى أكثر من 76 قصبة وموقعًا عسكريًا، منتشرة في جميع أنحاء البلاد. ودعمت القصبات بهيئة مكونة من 100 جندي على الأقل من قبائل الكيش أو من عبيد البخاري.[فرن 59] وكانت القوات الشريفة حاضرة في جميع المدن الكبرى وعواصم المحافظات. على سبيل المثال، تمركز 3 000 من قبيلة شراقة و4 500 من قبيلة شرادة و2 000 من قبيلة لوداية حول فاس تحت قيادة مولاي إسماعيل، وشكلوا طوقًا دفاعيًا ضد القبائل البربرية المتمردة في المنطقة المحيطة. وشكلت هده الجيوش مع جيش عبيد البخاري، العمود الفقري الرئيسي للجيش الشريف.

سمحت القصبات بالدفاع عن الحدود الشرقية، حيث كان الجيش المغربي متواجدًا بشكل كبير، لكنها أتاحت أيضًا حراسة خطوط الاتصال الرئيسية وإخضاع القبائل المتمردة.[فرن 75][فرن 76]

العمران[عدل]

Photo en couleur d'une porte de forteresse.
دار المخزن، القصر الملكي بمكناس الذي بني في عهد مولاي إسماعيل.

مولاي إسماعيل هو سلطان بناء، ومنشآته سياسية واقتصادية وثقافية ودينية بقدر ما هي عسكرية. اختار مكناس عاصمة لإمبراطوريته سنة 1672.وهكذا قام بإفراغ قصر البديع السعدي في مراكش من جميع ثرواته تقريبًا ليتم نقلها إلى مكناس [فرن 77]، بالإضافة إلى جميع الرخام والأعمدة الأخرى التي لا تزال صالحة للاستعمال في مدينة وليلي القديمة المجاورة.[فرن 78] وظف إسماعيل ما لا يقل عن 30 000 من رعاياه كعمال، وكان يحب زيارة مواقع البناء الخاصة به، لتصحيح ما لا يناسب.[فرن 77][فرن 79]

enfilade d'arcs outre passés
الاسطبلات الملكية هري السواني بسعة 12 000 فرس.
Plan d'eau rectangulaire enserré dans une muraille de même forme.
حوض أكدال.

وبحسب شهادة السفراء الأوروبيين، فإن أسوار القصر وحده كان يبلغ طولها أكثر من ثلاثة وعشرين كيلومترا. وكانت الدار الكبيرة، أول القصور التي تم الانتهاء منها بعد ثلاث سنوات من البناء، ضخمة في حد ذاتها وكانت تحتوي على حدائق معلقة على صورة حدائق بابل، وبمجرد الانتهاء منها بدأ في وضع أساسات الدار الكبيرة الذي تربط حوالي خمسين قصرًا ببعضها البعض بما في ذلك الحمامات الخاصة بها والمساجد الخاصة بزوجاتها المتعددة ومحظياته وأحفادهن، ثم تليها مدينة الرياض [إنج 4]، التي وصفها المؤرخ بجميلة مكناس أحمد بن خالد الناصري [79]، وهو مقر إقامة الوزراء [إنج 4]، وفيه منازل الولاة والأعوان والأمناء وجميع كبار موظفي بلاط المولى إسماعيل.[79]

Route passant sous une porte monumentale à arc outre passé, flanquée de deux imposantes tours symétriques, et se poursuivant sur une muraille.
باب الخميس، بوابة بنيت في عهد مولاي إسماعيل في القرن السابع عشر.

وعلى المستوى العسكري، قام ببناء شبكة من ستة وسبعين حصناً تصطف على الطرق الرئيسية وتحيط بالجبال. فمكناس مثلا محمية بأربعين كيلومترا من الأسوار محصنة بالأبراج والحصون.[80] كجزء من حملاته ضد إيالة الجزائر، تمكّن مولاي إسماعيل من إخضاع شرق البلاد وبناء عدد كبير من الحصون في أراضي كل قبيلة، حفاظا على أمن البلاد.[32] كما قام ببناء مباني دفاعية خلال رحلته من واحات توات إلى إقليم شنقيط [81]، ثم أعاد تنظيم وبناء الأسوار في بعض المدن كوجدة.[30] حامية عبيد البخاري غالبا ما تكون بقصبة المراكز السكانية الكبيرة [فرن 74] مثل قصبة كناوة بمدينة سلا.

وفي المجال الاقتصادي، قام مولاي إسماعيل ببناء الهري السواني، وهو مخزن مهم للمواد الغذائية، والذي بفضل آباره و مياه حوض أكدال يروي حدائق مكناس. كما بنى إسطبلات كبيرة بسعة 12 000 فرس في هري سواني. وعلى الصعيد السياسي والمحلي، استقبل السفراء في قبة الخياطين، وهو جناح بناه في نهاية القرن السابع عشر، وبنى سجن قارة ليُسجن فيه جميع المجرمين وأسرى الحرب. وعلى المستوى الديني والثقافي، زود إسماعيل المدينة بعدد كبير من المساجد والمدارس والساحات العامة والنوافير والحدائق.[80]

اهتمامه بالعلم[عدل]

لم يكن إسماعيل على سعة من العلم كأجداده [11] إلا أنه اعتنى بالمدارس وجازى المجتهدين من طلبة بإعطائهم المناصب الشرعية وغيرها فقال "الكمندار" (استوار) في رحلته لمكناس حيث قال :

«توجد مدارس عديدة يتعلم فيها الصبيان الكتابة والقراءة والحساب يحفظون القرآن عن ظهر قلب فاذا ما حفظوه اشترى لهم آباؤهم أفراسا هدية ويتناول المصحف بيده ويركب الفرس ينفسح عليه وتأتي إليهم أجواق الطرب وسائر صبيان المكتب تذهب للتفسح مع المحتفل به حافظ القرآن»

واعنتى بجمع الكتب وبذل كل غال ونفيس في سبيل تحصيلها، وقد جمع من الدفاتر في كل فن ما يحير العقول حتى فاقت الخزانة الإسماعيلية خزانة بغداد من حيث الكتب والتصانيف.[82]

سياسته تجاه الزوايا[عدل]

ساهم المولى إسماعيل في نشأة وتطور مجموعة من الزوايا المساندة لسلطته كالزاوية الوزانية والدرقاوية والناصرية والشرقاوية وغيرها، فكان يقوم بتقديم ظهائر لتكريم الزوايا وتوقيرهم وإعفائهم من كل ما يوظفه المخزن من الكلف والفرائض، وفي المقابل تكلفت الزوايا بدعوة سكان المناطق التابعة لها إلى طاعة أولياء الأمر بالإضافة إلى عملها الديني ونشر طرقها الصوفية كما واجه الزوايا الراغبة في الإنسلاخ عن السلطة المركزية بتجنيد مجموعة من الحركات بهدف طمس معالمها وردعها وتوقيف مطامعها. وبما أن قوة الزوايا المركزية كانت تكمن في عملها اللامركزي وفي تغلغلها داخل البوادي، فقد فرض المولى إسماعيل على جميع الزوايا أن يكون مقرها فاس حتى يسهل عليه مراقبتها.كما أن طرده للأجانب من معظم الثغور المغربية، قطع الطريق أمام الزوايا التي كانت تتخذ من الجهاد دعامة رئيسية لتقوية نفوذها.[83]

الاقتصاد[عدل]

تعددت الضرائب بسبب ضعف موارد الجهاد البحري وأعشار التجارة الخارجية بالقياس للقرون السابقة، فبالإضافة إلى الزكوات والأعشار، جبيت ضرائب كالنائبة التي فرضت من أجل تحرير الثغور المحتلة ثم أصبحت ضريبة دائمة تدفع نقدا أو عيناً، وتزايدت المكوس على البضائع المارة بالأسواق وبالموانئ، وتحملت القبائل نفقات مرور الجيش على أراضيها، ومئونة الحاميات المقيمة بالقصبات، والخيول المسرجة لاستعمالها في الحركات وعند تـنقلات الجند. وبعد 25 سنة من حركات المخزن الإسماعيلي، تمكن المولى إسماعيل من جباية الضرائب من معظم مناطق البلاد، إلاَّ أن بعض الهيئات الاجتماعية كانت معفية من أداء الضرائب كقبائل الكيش والشرفاء وبعض الزوايا المساندة للسلطة المركزية.

راقبت السلطة المركزية حركة الـجهاد البحري ووجهت أغلب عائداته لبيت المال، فمنذ 1600 أخذ القائمون بالجهاد البحري يسلمون الأسرى الأوربيين للدولة التي أصبحت تستفيد من مداخيل افتدائهم، وملكت الدولة نصف السفن الجهادية ورفعت من الأعشار المفروضة على المراكب والسفن الباقية في ملك المجاهدين بهدف تقليص هذا النشاط التجاري غير العادي لضمان نمو المبادلات التجارية مع أوروبا وأيضا للحد من نفوذ الزوايا المشاركة في الحركة الجهادية، كما ساهم التفوق التقني للسفن الأوربية في تدهور هذا النشاط.[84]

الزواج والمحظيات والأطفال[عدل]

ليست هناك معلوماتٌ حول العديد من الأسماء الكاملة لزوجاته. ووفقا للتقاليد الإسلامية، ليس لدى المحظيات اسم عائلة، بل يُعادُ تسميتهن وقت اعتناقهن الإسلام. لم يكن اسم ميلاد هذه الأخيرة خاضعا للثوثيق الدقيقة، ولهذا السبب لا يمكن التعرف على سوى عدد قليل من هؤلاء النساء من خلال اسم ولادتهن. يُدرج أولا نسب زوجاته بأسماء كاملة أو سير ذاتية، ثم زوجاته اللاتي ليس لهن أسماء كاملة، ثم قائمة جزئية لنسبه من خلال جواريه. :

زوجاته[عدل]

الجواري[عدل]

لا يذكر المؤرخون أغلب أسماء جواري مولاي إسماعيل، يكتفون بذكر نسبهم وبلدهم: دكالية، زعرية، دليمية، كناوية، رومية، علجة إن كانت نصرانية أو بخارية من عبيد الباخري...

  • معزوزة
  • شمس الضحى
  • كوثر الشاوية
  • سونة الدرعية
  • غنيمة الشاوية
  • رقية السعيدية
  • فضة الدكالية
  • ماريه العلجة
  • رحمة السلاوية
  • أم السعد
  • جميلة
  • البستان
  • فاطمة
  • أم السعد
  • زبيدة
  • حياينية
  • عبلة
  • عودة الدكالية
  • فطوم المراكشية
  • زعرية
  • الطليقية
  • الجامعية
  • زهرة المالكية
  • أمة من أولاد سيدي بن عيسى
  • مسك الجيوب السفيانية
  • تادلاوية
  • فلافية
  • عْربية من أولاد الحاج

أبناؤه[عدل]

ويذكر أبو القاسم الزياني صاحب كتاب «البستان الظريف في دولة أولاد مولاي الشريف» أن عدد أولاد المولى إسماعيل الذين أدركهم في عهد السلطان محمد كان ثمانية وعشرين رجلا، ومن بناته مثل ذلك.[وب-إنج 1] ويروي أيضًا، أنه بصفته مسؤولا عن البروتوكول الملكي في عهد السلطان سيدي محمد بن عبد الله، أنه رأى بأم عينيه عدد قائمة بعدد أبناء مولاي إسماعيل وزعم أن أحفاده احتلوا 500 منزلا في سجلماسة.[86] وأشار أن القائمة التي اطلع عليها لم تتضمن أسماء أبناء مولاي إسماعيل الذين لم يرزقوا بأحفاد.[51] حسب الدبلوماسي الفرنسي، دومينيك بيسنو، الذي عاصر السلطان وكان يتردد على المغرب، يشير إلى أن عدد أبناء السلطان بلغ 1171، وحسب بيسنو فإن مولاي إسماعيل أنجب كل أولئك الأبناء من زوجاته الأربع، ومن 500 من جواريه. وحسب موسوعة غينيس للأرقام القياسية العالمية تشير إلى أن السلطان مولاي إسماعيل هو صاحب الرقم القياسي العالمي من حيث عدد الأبناء الذين أنجبهم والذي بلغ عددهم 888 ابنا.

  • مولاي محرز
  • مولاي منصور
  • مولاي ميمون
  • محمد العالم
  • زيدان
  • أحمد الذهبي
  • مولاي محمد الشريف
  • محمد الثاني
  • المستضيئ
  • عبد الله
  • علي الأعرج
  • علي زين العابدين
  • عبد الملك
  • زيدان الصغير
  • المولى ناصر
  • المولى أبو مروان
  • المولى يوسف
  • مولاي محمد المتوكل
  • مولاي محمد الناصر
  • مولاي العباس
  • مولاي محمد المنتصر
  • مولاي محمد الرشيد
  • مولاي سليمان
  • مولاي محمد المهتدي
  • مولاي الوليد الكبير
  • مولاي حسن
  • مولاي إدريس
  • مولاي صفا
  • مولاي داوود
  • مولاي عبد المأمون
  • مولاي الطاهر
  • مولاي السفاح
  • مولاي السعيد
  • مولاي المرتجي
  • مولاي الخالد
  • مولاي بناصر
  • سعيد الصغير
  • مولاي المأمون الصغير
  • مولاي عبد القادر
  • الوليد المثلث
  • مولاي الطالب
  • مولاي الطالب الصغير
  • مولاي عبد الكريم
  • مولاي الحران

بناته[عدل]

  • آمنة
  • تميكة
  • بنت المُلك
  • بنت نفيسة
  • بنت الملوك
  • صفية

في الثقافة والفن[عدل]

  • سرد برنامج أسرار التاريخ سيرته وعرض البرنامج في قناة فرنسا 2 بتاريخ 20 يوليوز 2012 بعنوان مولاي إسماعيل: ملك شمس ألف ليلة وليلة.[وب-فرن 3]

حواش[عدل]

  1. ^ الهبط منطقة تاريخية وجغرافية في المغرب الأقصى، تقع في الشمال الغربي للمغرب. وتشمل سهول الغرب وخلوت، بالإضافة إلى جزء من بلاد جبالة.

المراجع[عدل]

فهرس المنشورات[عدل]

بالعربية
  1. ^ ابن زيدان (1937)، ص. 43.
  2. ^ الزركلي (2002)، ص. 324-325.
  3. ^ أ ب ت ث الناصري (1906)، ص. 60. .
  4. ^ التاريخ السياسي للمغرب العربي الكبير، الجزء الرابع، 125 نسخة محفوظة 27 أبريل 2017 على موقع واي باك مشين.
  5. ^ ابن زيدان (1937)، ص. 31-30.
  6. ^ عبد الرحمن بن زيدان. المنزع اللطيف في مفاخر المولى إسماعيل بن الشريف. ص. 31.
  7. ^ الناصري (1906)، ص. 36. .
  8. ^ الناصري (1906)، ص. 20. .
  9. ^ الناصري (1906)، ص. 53. .
  10. ^ الناصري (1906)، ص. 54. .
  11. ^ أ ب حركات (1977)، ج. 3، ص. 32.
  12. ^ حركات (1977)، ج. 3، ص. 33.
  13. ^ الناصري (1906)، ص. 59. .
  14. ^ أ ب ت الناصري (1906)، ص. 61. .
  15. ^ أ ب الناصري (1906)، ص. 62. .
  16. ^ أ ب الناصري (1906)، ص. 65. .
  17. ^ أ ب ت ث ج الناصري (1906)، ص. 66. .
  18. ^ الناصري (1906)، ص. 70. .
  19. ^ الناصري (1906)، ص. 71. .
  20. ^ حركات (1977)، ج. 3، ص. 34.
  21. ^ أطلس تاريخ الإسلام - حسين مؤنس. IslamKotob. مؤرشف من الأصل في 2020-07-08.
  22. ^ أحمد بن خالد الناصري، الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى، تحقيق: جعفر الناصري، الدار البيضاء: دار الكتاب، ج. 5، ص. 124، QID:Q120648048 – عبر المكتبة الشاملة
  23. ^ Levtzion 1975
  24. ^ أ ب ت ث Marchat، Henry (1957). "La frontière saharienne du Maroc". Politique étrangère. ج. 22 ع. 6: 637–657. DOI:10.3406/polit.1957.2463. مؤرشف من الأصل في 2023-11-03. اطلع عليه بتاريخ 2020-07-31.
  25. ^ أ ب ت المختار بن حامد الديماني. "القسم السياسي". موسوعة حياة موريتانيا.
  26. ^ دكتور عبد الهادي التازي (1408ه 1988م). التاريخ الدبلوماسي للمغرب منذ أقدم العصور إلى اليوم. مطابع فضالة المحمدية. ج. 9. ص. 187. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
  27. ^ الناصري (1906)، ص. 76. .
  28. ^ توماس بيلو. أسير إنجليزي وعبد في قصور المولى إسماعيل.
  29. ^ أبو القاسم الزياني. البستان الظريف في دولة أولاد مولاي الشريف. ص. 162.
  30. ^ أ ب ت الناصري (1906)، ص. 79. .
  31. ^ أ ب الناصري (1906)، ص. 80. .
  32. ^ أ ب ت ث كليفورد إدموند بوزورث (1989). Encyclopédie de l'Islam. G.-P. Maisonneuve & Larose S. A. ص. 884-885..
  33. ^ أبو القاسم الزياني. البستان الظريف في دولة أولاد مولاي الشريف. ص. 162-164.
  34. ^ أبو القاسم الزياني. البستان الظريف في دولة أولاد مولاي الشريف. ص. 165.
  35. ^ الناصري (1906)، ص. 84. .
  36. ^ أ ب الناصري (1906)، ص. 85. .
  37. ^ محمد الصغير الإفراني. روضة التعريف بمفاخر مولانا إسماعيل بن الشريف. ص. 75.
  38. ^ حركات (1977)، ج. 3، ص. 53.
  39. ^ الناصري (1906)، ص. 86. .
  40. ^ الناصري (1906)، ص. 88. .
  41. ^ الناصري (1906)، ص. 90. .
  42. ^ أ ب الناصري (1906)، ص. 91. .
  43. ^ محمد الصغير الإفراني. روضة التعريف بمفاخر مولانا إسماعيل بن الشريف. ص. 77.
  44. ^ أ ب الناصري (1906)، ص. 107. .
  45. ^ الناصري (1906)، ص. 119. .
  46. ^ أبو القاسم الزياني. البستان الظريف في دولة أولاد مولاي الشريف. ص. 178.
  47. ^ أ ب محمد الضعيف الرباطي. تاريخ الضعيف/تاريخ الدولة السعيدة. ص. 124.
  48. ^ أحمد توفيق المدني. محمد عثمان باشا،سيرته،حروبه. ص. 45.
  49. ^ أ ب حركات (1977)، ج. 3، ص. 51.
  50. ^ المازوني، أبي عمران موسى بن عيسى (1 يناير 2019). مناقب صلحاء الشلف وهو مختصر كتاب ديباجة الافتخار في مناقب أولياء الله الأخيار. دار الكتب العلمية. ص. 126. ISBN:978-2-7451-9265-3. مؤرشف من الأصل في 2024-05-02.
  51. ^ أ ب اكتب عنوان المرجع بين علامتي الفتح <ref> والإغلاق </ref> للمرجع :2
  52. ^ الناصري (1906)، ص. 122. .
  53. ^ الناصري (1906)، ص. 123. .
  54. ^ أ ب ت الناصري (1906)، ص. 124. .
  55. ^ الناصري (1906)، ص. 125. .
  56. ^ الناصري (1906)، ص. 131. .
  57. ^ الناصري (1906)، ص. 132. .
  58. ^ أ ب محمد الضعيف الرباطي. تاريخ الضعيف/تاريخ الدولة السعيدة. ص. 97.
  59. ^ الناصري (1906)، ص. 138. .
  60. ^ الناصري (1906)، ص. 139. .
  61. ^ محمد الصغير الإفراني. روضة التعريف بمفاخر مولانا إسماعيل بن الشريف. ص. 68.
  62. ^ عبد الرحمن بن زيدان. المنزع اللطيف في مفاخر المولى إسماعيل بن الشريف. ص. 61.
  63. ^ محمد الصغير الإفراني. روضة التعريف بمفاخر مولانا إسماعيل بن الشريف. ص. 85.
  64. ^ محمد الصغير الإفراني. روضة التعريف بمفاخر مولانا إسماعيل بن الشريف. ص. 82.
  65. ^ التنوير الجامح: حدود الإنسان "الهوية في القرن الثامن عشر" بقلم ريتشارد ناش ص 54- [1] نسخة محفوظة 2024-04-07 على موقع واي باك مشين.
  66. ^ أ ب اكتب عنوان المرجع بين علامتي الفتح <ref> والإغلاق </ref> للمرجع Nash
  67. ^ عبد الرحمن بن زيدان. المنزع اللطيف في مفاخر المولى إسماعيل بن الشريف. ص. 280.
  68. ^ محمد الصغير الإفراني. روضة التعريف بمفاخر مولانا إسماعيل بن الشريف. ص. 145-149.
  69. ^ محمد الصغير الإفراني. روضة التعريف بمفاخر مولانا إسماعيل بن الشريف. ص. 98-105.
  70. ^ محمد الصغير الإفراني. روضة التعريف بمفاخر مولانا إسماعيل بن الشريف. ص. 139-140.
  71. ^ محمد الصغير الإفراني. روضة التعريف بمفاخر مولانا إسماعيل بن الشريف. ص. 141-143.
  72. ^ الناصري (1906)، ص. 74. .
  73. ^ اكتب عنوان المرجع بين علامتي الفتح <ref> والإغلاق </ref> للمرجع Les Alaouites 1636-
  74. ^ الناصري (1906)، ص. 77. .
  75. ^ أبو القاسم الزياني. البستان الظريف في دولة أولاد مولاي الشريف. ص. 180-183.
  76. ^ محمد الضعيف الرباطي. تاريخ الضعيف/تاريخ الدولة السعيدة. ص. 106-112.
  77. ^ أ ب ت ث ج Simon Pierre (2013). "Histoire du [g]uiche des Oudayas". Culture d'Islam : Aux sources de l'Histoire. مؤرشف من الأصل في 7 أبريل 2024. اطلع عليه بتاريخ 18 septembre 2015. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة|مؤلف= باسم عام (مساعدة)، وروابط خارجية في |مؤلف= (مساعدة).
  78. ^ الناصري (1906)، ص. 68. .
  79. ^ أ ب الناصري (1906)، ص. 183. .
  80. ^ أ ب "Médina de Meknès". Minculture.gov.ma. مؤرشف من الأصل في 2023-12-11. اطلع عليه بتاريخ 17 septembre 2014. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة).
  81. ^ اكتب عنوان المرجع بين علامتي الفتح <ref> والإغلاق </ref> للمرجع Chenguit
  82. ^ عبد الرحمن بن زيدان. الدرر الفاخرة بمأثر الملوك العلويين بفاس. ص. 53–59.
  83. ^ "المغرب في عهد المولى إسماعيل 1672 1727م". اطلع عليه بتاريخ 2024-04-09.
  84. ^ المغرب في عهد المولى إسماعيل نسخة محفوظة 15 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
  85. ^ Egypt)، Majmaʻ al-Lughah al-ʻArabīyah (Cairo (1999). Majallat Majmaʻ al-Lughah al-ʻArabīyah. Majmaʻ al-Lughah al-ʻArabīyah. مؤرشف من الأصل في 2019-12-10.
  86. ^ أبو القاسم الزياني (1886). Le Maroc de 1631 à 1812 : de أبو القاسم الزياني ; publié et traduit par O. Houdas (بالفرنسية). p. 54. Archived from the original on 2023-10-05. Retrieved 2022-10-10.
بالإنجليزية
  1. ^ Hart, David M. (12 May 2014). Tribe and Society in Rural Morocco (بالإنجليزية). روتليدج (دار نشر). pp. 214–215. ISBN:978-1-135-30261-0. Archived from the original on 2024-04-06. Retrieved 2021-06-25.
  2. ^ Hart, David M. (12 May 2014). Tribe and Society in Rural Morocco (بالإنجليزية). Routledge. pp. 215–217. ISBN:978-1-135-30261-0. Archived from the original on 2024-04-06. Retrieved 2021-06-25.
  3. ^ John Derek Latham. "Bardalla, Abū ʿAbd Allāh Muḥammad". Encyclopaedia of Islam, Second Edition (بالإنجليزية). Archived from the original on 2024-04-06.
  4. ^ أ ب White Gold. The extraordinary Story of Thomas Pellow and North Africa's One Million European Slaves (Hodder & Stoughton, Londres, 2004).
  5. ^ Bekkaoui, K. (24 Nov 2010). White Women Captives in North Africa: Narratives of Enslavement, 1735-1830 (بالإنجليزية). Springer. ISBN:9780230294493. Archived from the original on 2019-12-10.
بالإسبانية
بالفرنسية
  1. ^ Guillaume, Philippe; Péjout, Nicolas; Kabwe-Segatti, Aurelia Wa; IFAS (Institut français d'Afrique du Sud) (1 Dec 2004). La première hégémonie peule (بالفرنسية). KARTHALA Editions. p. 461. ISBN:978-2-8111-3840-0. Archived from the original on 2024-04-06. Retrieved 2022-12-22.
  2. ^ أ ب ت ث Audiffret (1821)، ص. 376. .
  3. ^ أ ب ت ث Bensoussan (2012)، ص. 67. .
  4. ^ Archives marocaines, الجزء الثامن عشر (1912)، ص. 1. .
  5. ^ أ ب L'Économiste، ص. 4. .
  6. ^ Harakat، Brahim (1973). "Le makhzen sa'adien". Revue de l'Occident musulman et de la Méditerranée. Aix-en-Provence: Association pour l'étude des sciences humaines en Afrique du Nord ع. 15–16: 43–60. مؤرشف من الأصل في 2023-11-18..
  7. ^ Marchat (2013)، ص. 49. .
  8. ^ أ ب Archives marocaines, الجزء الثامن عشر (1912)، ص. 8. .
  9. ^ أ ب ت ث ج ح Ogot (1998)، ص. 174. .
  10. ^ Archives marocaines, الجزء الثامن عشر (1912)، ص. 10. .
  11. ^ أبو القاسم الزياني (1886)، ص. 24. .
  12. ^ أ ب Hamet (1923)، ص. 339. .
  13. ^ أبو القاسم الزياني (1886)، ص. 26. .
  14. ^ Archives marocaines, الجزء الثامن والعشرين (1931)، ص. 21. .
  15. ^ Archives marocaines, الجزء الثامن والعشرين (1931)، ص. 22. .
  16. ^ أ ب ت ث ج Audiffret (1821)، ص. 377. .
  17. ^ Archives marocaines, الجزء الثامن عشر (1912)، ص. 63. .
  18. ^ أبو القاسم الزياني (1886)، ص. 27. .
  19. ^ Anonyme (1909), p. 138.
  20. ^ أ ب Encyclopædia Universalis en ligne (المحرر). "Chute de l'Empire songhai".
  21. ^ C. Grémont, « Comment les Touaregs ont perdu le fleuve : éclairage sur les pratiques et les représentations foncières dans le cercle de Gao (Mali), قالب:Sp- », dans Marie-Christine Cormier Salem, D. Juhé-Beaulaton, Jean Boutrais et B. Roussel (éds.), Patrimoines naturels au Sud : territoires, identités et stratégies locales, IRD, MNHN, coll. « Colloques et séminaires »,‎ (ISBN 2-7099-1560-X, lire en ligne), p. 243.
  22. ^ أ ب Christiane Vanacker, « La Mauritanie jusqu’au xxe siècle », dans Introduction à la Mauritanie, Institut de recherches et d’études sur les mondes arabes et musulmans, coll. « Connaissance du monde arabe », (ISBN 978-2-271-08123-0, lire en ligne), p. 45–65
  23. ^ أ ب Al Muhtar W. As-Sa'd، Muhammed (1989). "Émirats et espace émiral maure. Le cas du Trârza aux XVIII XIXs". Revue des mondes musulmans et de la Méditerranée. ج. 54 ع. 1: 53–82. DOI:10.3406/remmm.1989.2315. مؤرشف من الأصل في 2024-03-21. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-20.
  24. ^ Meunier، D. (1980). "Le commerce du sel de Taoudeni". Journal des Africanistes. ج. 50 ع. 2: 133–144. DOI:10.3406/jafr.1980.2010. مؤرشف من الأصل في 2019-01-14..
  25. ^ Archives marocaines, الجزء الثامن والعشرين (1931)، ص. 20. .
  26. ^ شارل أندري جوليان (1994). Histoire de l'Afrique du Nord. Paris: Payot et Rivages. ص. 605..
  27. ^ Laurent Pointier (2004). Sahara occidental. Paris: Éditions Karthala. ص. 46..
  28. ^ أ ب Archives marocaines, الجزء الثامن والعشرين (1931)، ص. 23. .
  29. ^ Jean Louis Miège (1992). Tanger. ACR éditions. ص. 12-13..
  30. ^ أ ب ت Ogot (1998)، ص. 175. .
  31. ^ Georges Spillmann (1951). Esquisse d'histoire religieuse du Maroc. J. Peyronnet. ص. 82..
  32. ^ Hamet (1923)، ص. 348. .
  33. ^ أ ب Ogot (1998)، ص. 176. .
  34. ^ أ ب Castries (1927)، ص. 269. .
  35. ^ أ ب Figueras et Joulia، ص. 195. .
  36. ^ Castries (1927)، ص. 280-281. .
  37. ^ 1927 (Castries)، ص. 376. .
  38. ^ Archives marocaines, الجزء الثامن والعشرين (1931)، ص. 32. .
  39. ^ أ ب ت Hamet (1923)، ص. 350. .
  40. ^ Hamet, Ismaël (1857-1932) Auteur du texte (1923). Histoire du Maghreb : cours professé à l'Institut des hautes études marocaines / Ismaël Hamet,... (بالإنجليزية). Archived from the original on 2023-10-20.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء عددية: قائمة المؤلفين (link)
  41. ^ algérienne, Société historique (1877). Revue africaine (بالفرنسية). La Société. Archived from the original on 2024-04-15.
  42. ^ Les Langues néo-latines: bulletin trimestriel de la Société des langues néo-latines (بالفرنسية). La Société. 1947. Archived from the original on 2021-05-09.
  43. ^ Grammont, H. D. de (1887). Histoire d'Alger sous la domination turque (1515-1830) (بالفرنسية). E. Leroux. Archived from the original on 2023-05-30.
  44. ^ Tunis sous les Mouradites : la ville et ses habitants au [[:قالب:XVIIe]] siècle (بالفرنسية). {{استشهاد بكتاب}}: تعارض مسار مع وصلة (help)
  45. ^ أ ب Rousseau, Alphonse (1864). Annales tunisiennes: ou, Aperçu historique sur la régence de Tunis (بالفرنسية). Bastide. Archived from the original on 2022-08-01.
  46. ^ أ ب ت Audiffret (1821)، ص. 378. .
  47. ^ Hamet (1923)، ص. 351.
  48. ^ أ ب ت ث ج Audiffret (1821)، ص. 379. .
  49. ^ Castries (1927)، ص. 20. .
  50. ^ [[#CITEREF{{{1}}}|{{{1}}}]]، ص. 2.
  51. ^ أ ب Braithwaite، ص. 5. .
  52. ^ أ ب Jean, Lethielleux. Ouargla, cité saharienne: des Origines au début du XXe siècle (بالفرنسية). P. Geuthner, S.A. ISBN:978-2-7053-0141-5. نسخة محفوظة 2023-07-12 على موقع واي باك مشين.
  53. ^ أ ب ت [[#CITEREF{{{1}}}|{{{1}}}]]، ص. 41. .
  54. ^ Rézette، ص. 43. .
  55. ^ Rezette، ص. 41. .
  56. ^ أ ب [[#CITEREF{{{1}}}|{{{1}}}]]، ص. 5. .
  57. ^ Hamet (1923)، ص. 354. .
  58. ^ Bensoussan (2012)، ص. 69. .
  59. ^ أ ب ت ث Archives marocaines, الجزء الثامن والعشرين (1931)، ص. 25. .
  60. ^ Castries (1903), p. 31. .
  61. ^ ([[#CITEREF|]]).
  62. ^ Mustapha Sehimi, La Grande Encyclopédie du Maroc, الجزء 8, ص. 121 .
  63. ^ Dominique Busnot (1704). Histoire du regne de Mouley Ismael roy de Moroc, Fez, Tafilet, Soutz etc (بالفرنسية). Venise: Guillaume Behourt. p. 38. Archived from the original on 2024-04-06.
  64. ^ Castries (1927)، ص. 18. .
  65. ^ أ ب Marchat (2013)، ص. 50. .
  66. ^ Marchat (2013)، ص. 51. .
  67. ^ Castries (1927)، ص. 27. .
  68. ^ Castries (1927)، ص. 28. .
  69. ^ ([[#CITEREF|]]).
  70. ^ اكتب عنوان المرجع بين علامتي الفتح <ref> والإغلاق </ref> للمرجع Hamet 349
  71. ^ Hamet (1923)، ص. 351. .
  72. ^ Archives marocaines, الجزء الثامن والعشرين (1931)، ص. 19. .
  73. ^ أ ب ت Archives marocaines, الجزء الثامن والعشرين (1931)، ص. 24. .
  74. ^ أ ب Bensoussan (2012)، ص. 68. .
  75. ^ Archives marocaines, الجزء الثامن والعشرين (1931)، ص. 26. .
  76. ^ Archives marocaines, الجزء الثامن والعشرين (1931)، ص. 28. .
  77. ^ أ ب Castries (1927)، ص. 29. .
  78. ^ Castries (1927)، ص. 31. .
  79. ^ Castries (1927)، ص. 30. .
بالبرتغالية

فهرس الويب[عدل]

بالعربية
بالإنجليزية
  1. ^ "MOROCCO3". www.royalark.net. مؤرشف من الأصل في 01/11/2017. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ أرشيف= (مساعدة)
بالفرنسية
  1. ^ "Chronologie de Moulay Ismaïl". Kronobase.org. مؤرشف من الأصل في 6 أبريل 2024. اطلع عليه بتاريخ 14 septembre 2014. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة).
  2. ^ "La Tribu Cheraga". Tribusdumaroc.free.fr. مؤرشف من الأصل في 6 أبريل 2024. اطلع عليه بتاريخ 28 septembre 2015. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة).
  3. ^ "Moulay Ismaïl : le roi soleil des mille et une nuits". Inatheque (بالفرنسية). Archived from the original on 2023-05-07. Retrieved 2020-10-23.

معلومات المنشورات الكاملة[عدل]

مرتبة حسب تاريخ النشر

مقالات ذات صلة[عدل]

وصلات خارجية[عدل]

قبله:
مولاي رشيد
سلاطين المغرب
1672 - 1727
بعده:
مولاي أحمد