آيات الأخرس

آيات الأخرس
جدارية لآيات الأخرس

معلومات شخصية
اسم الولادة آيات محمد لطفي الأخرس
الميلاد 20 فبراير 1985(1985-02-20)
 فلسطين
الوفاة 29 مارس 2002 (17 سنة)
مدينة القدس
مكان الدفن مقبرة الشهداء في أرطاس
الجنسية فلسطينية
الحياة العملية
المهنة طالبة  تعديل قيمة خاصية (P106) في ويكي بيانات
اللغات العربية  تعديل قيمة خاصية (P1412) في ويكي بيانات

آيات محمد الأخرس (20 فبراير/ شباط 1985 ـ 29 مارس/ آذار عام 2002) شابة فلسطينية أقدمت على تفجير نفسها في متجر بالقدس الغربية في عملية استشهادية هي الثالثة من نوعها كون من نفذها كان فتاة وليس شابا خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية، التي اندلعت في سبتمبر عام 2000 ضد الاحتلال الإسرائيلي.[1]

حياتها[عدل]

ولدت الأخرس عام 1985 في مخيم الدهيشة للاجئين الفلسطينيين بالقرب من بيت لحم، وكانت الرابعة بين أخواتها السبع وإخوانها الثلاثة. نزح جدها من قريته الأصلية قطرة / قضاء الرملة المحتلة عام 1948 أثر النكبة التى حلت بالشعب الفلسطينى حيث أستقر بهم المطاف في مخيمات اللجوء والبؤس في مخيم الدهيشة للاجئين جنوب مدينة بيت لحم.[2] وصلت للصف الثاني الثانوي، وعُرفت بتفوقها الدراسي؛ واجتهادها بين بنات جيلها، وكانت تأمل في الالتحاق بالجامعة وأن تصبح مراسلة إخبارية.

في أثناء الانتفاضة الأولى عام 1987 ضد الاحتلال الإسرائيلي، سُجن الأخ الأكبر للأخرس مرتين لمهاجمته جنودًا إسرائيليين. وخلال الانتفاضة الثانية عام 2000، أصيب أفراد من عائلتها وقُتلوا على يد الجيش الإسرائيلي. في عام 2001، تمت خطبتها وتم التخطيط لإقامة حفل زفاف في يوليو 2002.

العملية واللحظات الأخيرة[عدل]

مدخل المتجر الذي نفذت فيه آيات الأخرس عمليتها

ذهبت آيات مع زميلاتها في يوم الجمعة إلى المدرسة وكان ذلك ضمن دروس تعويضية أقرتها مديرة المنطقة التعليمية نتيجة للتأخير الذي نتج عن الاجتياح الإسرائيلي للمدينة قبيل أيام،[1] وفي نهاية الدرس خرجت آيات مع زميلاتها لتعود للمنزل لكن آيات توقفت لتسلك طريقا آخر فسألتها صديقتها إلى أين ولكنها اكتفت بمعانقتها دون أن تجيب وكأن ذلك كان بوحا بجزء مما تكتمه. وكانت آيات قد قررت أن ترتدي بدلة الجندية والكوفية الفلسطينية لتنفّذ عملاً تعتقد أنه سيشفي صدور أمهات الأطفال التي داستهم دبابات الإسرائيليين، وهي التي كان منتظرا بدلاً من ذلك أن ترتدي بدلة عرسها الذي كان متوقعا أن يكون في يوليو 2002.

قبل هجومها، قامت الأخرس، مثل العديد من الانتحاريين الفلسطينيين الآخرين، بتصوير مقطع فيديو تهاجم فيه أنظمة وجيوش الدول العربية.[1] وتقول والدة آيات ، ودعتنى آيات وقالت لى (يما أدعيلى) اليوم مهم كثير بالنسبة لى، دعوت الله أن يوقفها ويرضى عنها، ثم خرجت من البيت مطمئنة القلب برضاي عنها.[2] نفّذت الأخرس تفجيراً انتحارياَ في سوبر ماركت في منطقة كريات يوفيل بالقدس، ووقع التفجير بتاريخ 29 مارس 2002، وقُتِل في التفجير إسرائيليين وأصيب 28 آخرين بجروح بينهم 6 بإصابات حرجة. وأعلنت كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح، مسؤوليتها عن الهجوم. فيما قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بهدم منزل عائلتها واعتقال عدد من أشقاءها إلى جانب احتجاز جثمانها.[3][2]

كانت وفاء إدريس أولى الفدائيات الإناث في انتفاضة الأقصى، أعقبتها فتاة نابلس دارين أبوعيشة ، ثم آيات الأخرس، والعمليات الثلاث وقعت في 3 أشهر متتالية.

وداع الأحبة[عدل]

آيات التي ودعت زميلاتها وقد ملأ عينيها الدموع قالت لهن: "إنني أريد إنجاز عمل ولم تفصح عن هذا العمل فكتبت آيات ورقة ورفضت الكشف عن مضمونها وأوصت إحدى زميلاتها المقربات منها، أن تأخذ هذه الورقة وأن لا تفتحها إلا بعد يوم.. لقد تضمنت تلك الورقة وصيتها... قامت آيات بحمل حقيبة مملوءة بالمتفجرات وتوجهت إلى أحد شوارع القدس المحتلة وقامت بتفجير نفسها". وكشفت زميلات آيات انها لم تتخلف عن دوامها المدرسى ، حيث ذهبت إلى المدرسة رغم أن يوم الجمعة عطلة رسمية، وذلك التزاما منها ببرنامج تعويضى أعدته مديرية التربية في محافظة بيت لحم لتعويض الطلبة على ما فاتهم من دوام خلال الغزو الاسرائيلى للمحافظة.[4]

الإرث[عدل]

كانت جماهير مخيم الدهيشة بمحافظة بيت لحم قد خرجت فور ذيوع النبأ في مظاهرات فرح كبيرة حيث أطلقت النيران ووزعت الحلوى فرحا بالاستشهادية ابنة المخيم.[4]

كتب الشاعر والأديب والدبلوماسي السعودي غازي عبد الرحمن القصيبي قصيدة الشهداء يثني فيها على الشهيدة. وأشاع بعضهم حينها أنها كانت سببا لتدهور علاقاته الدبلوماسية في بريطانيا، فكان أن نُقل من السفارة عائدا إلى الوزارة، وذلك بعد نحو عام من نشر القصيدة.[1][5][6]

بعد استشهاد الشابة الفلسطينية آيات الأخرس، تغنت بها الطفلة المصرية مي يسري: «إني ذاهبةٌ يا أمي ألبس أكفاناً زهرية.. أحمل بين جوانب صدري قلباً ينبض بالحرية.. اسمي آياتٌ يا وطني وملامح وجهي شرقية.. أبلغ عشرين من العمرِ وينادوني يا ثورية»[1]

وفي الفيلم الوثائقي "الموت في القدس" عام 2007، واجهت والدة الأخرس والدة الشابة الإسرائيلية البالغة من العمر 17 عامًا ضحية التفجير، راشِل ليفي، لكنها رفضت التنديد بما فعلته ابنتها، واصفة أن الإحتلال الإسرائيلي هو سبب الرئيسي.[7]

كُتِبت رواية " قبل أن نقول وداعا "(Prima di Lasciarsi) بقلم غابرييلا أمبروسيو وهي مستوحاة من قصة آية الأخرس، نُشِرت في إيطاليا عام 2004، وحصلت على جائزة في مهرجان Festival du Premier Romance في شامبيري بفرنسا. في عام 2008 تم نشر الكتاب باللغتين العربية والعبرية برعاية منظمة العفو الدولية واستخدمته منظمات حقوق الإنسان العاملة في الأراضي الفلسطينية وإسرائيل وكأداة تعليمية. تم نشره بعد ذلك في المملكة المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا وفرنسا وألمانيا وإسبانيا وتركيا واليونان وكوريا والصين. كما يتم دراسته في جامعات المملكة المتحدة وكندا كمثال لأدب حقوق الإنسان.

دفنها[عدل]

قبر الشهيدة الفلسطينية آيات الأخرس

قامت قوات الاحتلال بتسليم رفات الشهيدة آيات الأخرس لذويها بعد غياب 12 عام في مقابر الأرقام،[8][9] وشُيعت بجانب الشهيد داوود أبو صويّ.[10][11] وتم دفنها في مثواها الأخير بمقبرة الشهداء في أرطاس يوم 13 شباط / فبراير2014.[12]

نص قصيدة غازي القصيبي في رثاء آيات الأخرس:-

يشهدُ اللهُ أنكم شهداءُ
يشهدُ الأنبياءُ والأولياءُ
أنكم متّمُ كي تعزّ كِلْمة ربّي
في ربوع أعزها الإسراءُ
انتحرتم؟! نحن الذين انتحرنا
بحياةٍ.. أمواتها الأحياءُ
أيها القومُ! نحنُ متنا.. فهيّا
نستمعْ ما يقول فينا الرِثاءُ
قد عجزنا.. حتى شكا العجزُ منّا
وبكينا.. حتى ازدرانا البكاءُ
وركعنا.. حتى اشمأز ركوعٌ
ورجونا.. حتى استغاث الرجاءُ
وشكونا إلى طواغيتِ بيتٍ
أبيض.. ملءُ قلبهِ الظلماءُ
ولثمنا حذاء شارون.. حتى
صاح "مهلاً! قطعتموني!" الحِذاءُ
أيّها القوم! نحن متنا.. ولكنْ
أنِفت أن تَضمّنا الغَبْراءُ
قل "لآيات" يا عروس العوالي
كل حسن لمقلتيك الفداء
حين يخصى الفحول.. صفوة قومي
تتصدى للمجرم الحسناء
تلثم الموت وهي تضحك بِشرًا
ومن الموت يهرب الزعماء
فتحت بابها الجنان.. وحيت
وتلقتك فاطم الزهراء
قل لمن دبج الفتاوى: رويدا!
رب فتوى تضج منها السماءُ
حين يدعو الجهاد.. يصمت حبر
ويراع.. والكتب.. والفقهاءُ
حين يدعو الجهاد.. لا استفتاءُ
الفتاوى، يوم الجهاد، الدماءُ

وصلات خارجية[عدل]

المصادر[عدل]

  1. ^ أ ب ت ث ج "15 عاماً على استشهاد عروس فلسطين "آيات الأخرس"". www.aljazeeramubasher.net. مؤرشف من الأصل في 2023-10-11. اطلع عليه بتاريخ 2023-10-11.
  2. ^ أ ب ت ذكرى الشهيدة آيات محمد لطفى الأخرس (1985 م – 2002) - أمد للإعلام (amad.ps) نسخة محفوظة 2023-11-09 على موقع واي باك مشين.
  3. ^ خاص|| "آيات الأخرس" عروس فلسطين التي استبدلت فستان زفافها  بـ"ثوب الشهادة" - (alkofiya.tv) نسخة محفوظة 2024-03-15 على موقع واي باك مشين.
  4. ^ أ ب "الإستشهادية ايات الأخرس". اقصى برس. 25 يوليو 2011. مؤرشف من الأصل في 2022-01-25. اطلع عليه بتاريخ 2024-03-15.
  5. ^ مفرح، سعدية. "غازي القصيبي.. الإرهابي (2).. حكايته مع آيات!". الجزيرة نت. مؤرشف من الأصل في 2024-03-15. اطلع عليه بتاريخ 2024-03-15.
  6. ^ "قصيدة ثناء على آيات الأخرس تغضب بريطانيا". الجزيرة نت. مؤرشف من الأصل في 2024-03-15. اطلع عليه بتاريخ 2024-03-15.
  7. ^ "To Die in Jerusalem". go2films (بالإنجليزية الأمريكية). Archived from the original on 2024-02-13. Retrieved 2024-03-15.
  8. ^ "إسرائيل تسلم السلطة الفلسطينية جثمان آيات الأخرس". BBC News عربي. 3 فبراير 2014. مؤرشف من الأصل في 2024-03-15. اطلع عليه بتاريخ 2024-03-15.
  9. ^ إسرائيل تفرج عن رفات آيات الأخرس بعد 12 عاما (alarabiya.net) نسخة محفوظة 2024-03-15 على موقع واي باك مشين.
  10. ^ "تشييع رفات الشهيدين آيات الأخرس وداوود أبو صوي". عربي21. 4 فبراير 2014. مؤرشف من الأصل في 2024-03-15. اطلع عليه بتاريخ 2024-03-14.
  11. ^ تشييع الشهيدة آيات الأخرس والشهيد محمود أبو صوي، اطلع عليه بتاريخ 2024-03-14
  12. ^ "ذكرى الشهيدة آيات محمد لطفى الأخرس (1985 م – 2002)". أمد للإعلام. مؤرشف من الأصل في 2023-10-11. اطلع عليه بتاريخ 2023-10-11.